البسطا استعادت هدوءها بعد «جولتيْن» من الشغب و5 جرحى

u062cu0646u062fu064a u0644u0628u0646u0627u0646u064a u0623u0645u0627u0645 u0644u0627u0641u062au0629 u0643u0628u064au0631u0629 u0644u0644u0631u0626u064au0633 u0627u0644u062du0631u064au0631u064a u0645u0639 u0646u062cu0644u0647 u0633u0639u062f u0641u064a u0628u064au0631u0648u062a            (u0627 u0641 u0628)
جندي لبناني أمام لافتة كبيرة للرئيس الحريري مع نجله سعد في بيروت (ا ف ب)
تصغير
تكبير

|   بيروت - «الراي»   |


استعادت منطقة البسطا الفوقا ومحيطها أجواء الهدوء امس بعدما «عادت الى مكانها» صورة الرئيس الشهيد رفيق الحريري مع نجله زعيم الغالبية البرلمانية النائب سعد الحريري، في أعقاب «حرب الشوارع» بالسكاكين والعصي والحجارة التي وقعت الثلاثاء غداة «جولة اولى» ليل الاثنين، وكان طرفاها أنصار حركة «أمل» (يقودها رئيس البرلمان نبيه بري) و«حزب الله» من جهة ومناصري «تيار المستقبل» من جهة أخرى.

وقد استفاقت البسطا امس والشوارع المحيطة بها على إجراءات أمنية «استثنائية» للجيش الذي نجح في تطويق الإشكال الكبير الذي أدى في «جولة الثلاثاء» الى وقوع ما لا يقلّ عن خمسة جرحى سقطوا نتيجة التراشق بالحجارة والتضارب بالعصي والسكاكين، فيما تحدثت معلومات عن تحطم عدد من السيارات بينها سيارة للقوى الأمنية، في حين «لم يسلم» مخفر البسطا من الاعتداء. وتم توقيف بعض الاشخاص والتحقيق معهم لمعرفة المتسببين بالحادث.

 وتوقفت الدوائر المراقبة في بيروت باهتمام عند هذا الحادث الذي أعاد الى الأذهان وإن في شكل «مصغّر»، مشهد «حرب الأزقة» التي اشتعلت في 25 يناير 2007 نتيجة حادثة «الجامعة العربية» التي جاءت بعد يومين على «انتفاضة الدواليب» التي قطعت بها المعارضة أوصال لبنان من أقصاه الى أقصاه في  23 يناير.

وبدا إشكال البسطا «رسالة إنذار» أمنية في لحظة انسداد الأفق السياسي مع استمرار ملف الانتخابات الرئاسية في «عنق الزجاجة»، الأمر الذي أثار مخاوف من ان يكون الإشكال مؤشراً الى بدء مرحلة توتير «الفراغ المنظم» بـ «المعارك المتنقلة» بعدما كان اهتزّ بقوة مع اغتيال اللواء الركن فرانسوا الحاج (مدير العمليات في الجيش) في 12 ديسمبر الماضي. وكانت مواقف «المستقبل» وأطراف في الأكثرية صريحة في اشارتها الى ان ما حصل هو «محاولة مشبوهة ومتجددة لفتح ابواب الفتنة والتخريب»، واضعة ما جرى في اطار «رسالة» سورية الى الاجتماع الوزاري العربي الطارئ الذي يعقد في القاهرة يوم الاحد لبحث الملف اللبناني. 

ونقلت قناة «أخبار المستقبل» عن مصادر نيابية في قوى 14  مارس قولها ان معلومات توافرت لديها منذ أيام عن نية بعض أطراف المعارضة تفجير الوضع أمنياً، مشيرة الى ان حلفاء سورية كانوا يعدون للرد على الموقف الفرنسي - المصري الذي اتهم دمشق بإفشال التوافق على رئيس في لبنان، وإلى مسؤوليتها عن اغتيال الرئيس الحريري.

 وكانت «شرارة» الحادث انطلقت ليل الاثنين مع حرق مناصرين لـ «امل» و«حزب الله» صورة للرئيس الشهيد الحريري عقدوا حولها «حلقات فرح» (بثت الصور قناة الأخبار في تلفزيون «المستقبل»)، فيما حال تدخل مسؤولين في «تيار المستقبل»  دون انفجار الموقف.

لكن التوتر ما لبث أن تجدّد الثلاثاء لا سيما في شارع المأمون، اثر محاولة تعليق صورة جديدة للرئيس الشهيد مع النائب الحريري، وامتدت «الاشتباكات» الى الشوارع المجاورة حيث نزلت وحدات من الجيش اللبناني وعملت على الفصل بين المشتبكين.

ونُقل عن شهود عيان ان شباباً من «أمل» و«حزب الله» أتوا من منطقة خندق الغميق لمساعدة رفاقهم في الإشكال الذي استعملت فيه الحجارة والعصي. وعلى الأثر، تدخل الجيش وعمل على تفرقة الشبان وفرض طوقاً أمنياً على شارع المأمون وأقفل مداخله، وأخلى الشوارع من الناس. واستقدمت فرقة من المغاوير لتعزيز الجيش في المنطقة.

ولكن ما ان ساد الهدوء حتى عاد الشبان ملثمين ومزقوا صورة الحريري التي عادت امس الى «موقعها» بعد اتصالات بين قوى تنظيمية.

وأكدت مصادر في «تيار المستقبل» انها مستعدة لنزع الصور من جميع المناطق اذا التزمت المعارضة نزع صور قادتها كذلك.

وتعليقاً على حادثة البسطا، أصدر «تيار المستقبل» بياناً قال فيه: «اذا كانت صورة الرئيس الشهيد رفيق الحريري سبباً لضيق صدر قوى حزبية معروفة، يفترض انها ترشح نفسها لمهمات اكبر من نزع الصور او تعليقها، فاننا نفهم مع سائر اللبنانيين مصدر الضيق الذي كان يسببه وجود رفيق الحريري على قيد الحياة، وتصدّيه المشهود لكل مشاريع الهيمنة على الدولة ومحاولات استحداث دويلات بديلة لوجودها وسلطتها ومؤسساتها».

واستنكر  نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان ما جرى من «خلافات على الارض ليس لها مبرر على الإطلاق، ولا سيما اننا جميعا أخوة وجيران وشركاء في الوطن»، وقال: «كل اقتتال داخلي محرم والقتال الجائز في لبنان هو محاربة إسرائيل ولسنا دعاة خلاف وقتال وننبذ كل دعوة للاقتتال الداخلي».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي