مواصلة / عوارض الرغبة

تصغير
تكبير
|فاضل مصطفى الزباد|
في زمننا تستضعفنا الرغبة وتستهوينا المظاهر وتتعلق الاهتمامات في تلابيب اختياراتنا، فنتمرغ في حوزة الأفضلية لكي نقوم على امتلاك استحواذات تشبع حاجاتنا. قد ندري أننا نعي ما نرغب في اقتنائه أو الوصول إليه وقد نتراكض نحو التقليد بكل مناطات السلوك.
نرحب دائما بأي ابتكار أو صرعة أو اختراع مما يكون لدينا أفكار دائمة للاقتناء حتى مع عدم وجود كفاية مالية، فترانا نندفع اندفاعاً يفوق الحاجة ويغتبط الأهواء لعلنا نناور على تعقلنا في سبيل إضفاء الشرعية على رغائبنا وندلي بتصريحات التبرير.
قد نتوهم بأننا نصل إلى مستوى من معيشة مساوية لمستويات الآخرين أو أفضل منها ونتوهم أكثر بأن ندرك أن أفاعيل الغير كلها صحيحة ومنطقية وعلى جانب التأكد بإهتماماتهم الشرائية، دون أن نضع مقياساً حرفياً يوازن بين الافتراضات وبين واقع الحال وبين التسويفات وبين الوقوع في حبائل الاختصار الزمني للقدرة، والذي مؤداه أننا أسأنا تقديرات مناخات التخطيط بما يوثق فينا عناصر المساءلة النفسية.
إن الرغبة الجامحة يختلط معها كم هائل من الوهم ومن التعالي فوق مسمى الاعتياد.
أما الرغبة الحقيقة الواعية فترتبط بالإرادة التي تتبع المردود والمنفعة لا الطيش وتدوير الانصياع نحو جهة اللاهدف.
فإذا كانت الرغبة مرتبطة بالذات فإن الإرادة تنتج عن تمثيلها للواقع ومن معقوليتها. الواقع المتوائم مع أسباب تحقيقها ومعقوليتها المتوائمة مع العقل الواعي.
فالإرادة خاصية محصورة الامتلاك لاي إنسان يتخذ قراراً ينتج عنه سلوك معين، ومن خلال ذلك نستنتج أن هناك أملاً وهناك إرادة وكليهما يحمل رغبات، ولكننا نشاهد أن الأمل رغباته غير محددة وصعبة التنفيذ، أما الإرادة فرغباتها محددة ومعقولة وسهلة التنفيذ، لذا أن تكون ذا إرادة فإن ذلك يعني أنك أقرب للواقع وأقدر على توثيق الصلة بينك وبين تطلعاتك من خلال ذاتك المتميزة وكذلك قناعتك بأن حاجاتك هي التي تجعلك بشكل كبير تصل إلى مراميك بكثير من الثبات وهي التي تدعم فيك سدود الرغبة واستحكام الاختيار.
* شاعر وكاتب
Fadel_al_subae@hotmail.com
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي