عادة ما تستخدم هذه النوعية من الأسلحة لتفريق الجماهير المحتشدة المحتجة أو المتفرجة، أو لاخفاء سبل الهروب، أو لاختلاق فوضى عارمة في المكان تخلط الحابل بالنابل!
ما نقرأه من حروب في التصريحات الإعلامية، بين الأطراف المتنازعة في أي موضوع أو قضية وعدم اتضاح الرؤية، يمكن أن نشبهها بهذا الوصف. فعندما تتوسط بعض الأحداث العابرة وغير المهمة الصفحات اليومية، وتكرار صور أصحابها، اعلم عزيزي القارئ، أن الوسيلة نجحت في مرامي هؤلاء لتشتيت ذهن الشارع حول حقيقة الأمور والالتفاف عليه، وعلى كل زوايا الحدث!
ولكن ما حدث أخيرا عندما وقعت مشكلة الصرف الصحي في مشرف، طبّل الكثيرون وتنافسوا لرفع مشانق المحاسبة، قبل انتظار نتائج التحقيق ومعالجة المشكلة نفسها. فباتت هذه الحملات عصا الاعاقة في عجلات العمل لتجاوز التداعيات الناجمة عن ذلك، من تهديد صريح وخطير للبيئة، وإهدار لطاقات
وزارات الدولة، واستباحة
للمال العام تحت العباءة الفضفاضة للمناقصات الحكومية!
كذلك الأمر بخصوص انفلونزا الخنازير، بقي المسؤولون في موقف متردد عاجز عن اتخاذ القرار ببدء العام الدراسي لفترة طويلة، ليتم وضع الكرة في مرمى وزارتي التربية والصحة اللتين رمتا الكرة بدوريهما في ملعب الآخر... كذا كرة، حتى قررت الحكومة أن ترميها في مرمى «منظمة الصحة العالمية» و«مؤتمر القاهرة» الذي انعقد قبل العيد بأيام، للخروج بتوصيات ملزمة من المجتمعين هناك، وكأن تبرئة الذمة من قبل الجميع أصبحت هي الخطوة الأولى والشغل الشاغل قبل مواجهة أي خسائر بشرية مستقبلاً لا قدر الله!
إن ما نحاول قوله هنا، إن مواقع القرار تحتاج إلى شجاعة قصوى في تحمل مسؤولية وتبعات ما تم تكليفهم به، دون أدنى تردد أو دوران، وإنما كان من المفترض متابعة أداء مسؤوليات حتى انتهاء المدة المكلفة بها، لكن محاولة التملص أو الالتفاف وتفخيخ الشارع بمختلف أنواع «البروباجاندا»، إضافة إلى تورط البعض في تناول القضايا إعلامياً وصحافياً من معرفة سطحية وجهل بحقيقة ما حدث، ما هي سوى قنابل دخانية لتغطية العجز المترهل، والوقوع في فخ المسؤولية التي ظهرت أحمالها ثقيلة جداً أكثر من أحمال الكهرباء في الصيف، وأكبر بكثير من القدرات والتنظيرات الشخصية التي ولا تسمن ولا تغني من
جوع! والعاقبة لمن يعقل ويتدبر.
فهد توفيق الهندال
إعلامي وكاتب كويتي
Kwt1972@gmail.com