النفط

تصغير
تكبير
إعداد: إيهاب حشيش
[email protected]


عيوب كبيرة في التخطيط لمصفاة فيتنام: 200 كيلو متر تفصلها عن الميناء!

 كشفت مصادر نفطية عن عيوب كبيرة في التخطيط لمشروع المصفاة المشتركة مع فيتنام، مشيرة إلى ان من مظاهر تلك العيوب أن الموقع المحدد يبعد عن الميناء المخصص لتفريغ شحنات النفط وللتصدير بما يزيد على 200 كيلومتر.
وشككت المصادر في جدوى الشراكة الكويتية الفيتنامية في المصفاة، مبدية اعتقادها أنها لن تكون مفيدة للجانب الكويتي بقدر إفادتها للجانب الفيتنامي.
وقالت المصادر إن بعد المصفاة عن الميناء يعني الحاجة إلى أكثر من شحنة نفط لضخها في الأنابيب وهو ما يمثل مزيداً من ارتفاع التكاليف وحاجة أكثر لتأمين خط أنابيب نفط بطول الـ200 كيلو متر. كما أنها ستكون بحاجة إلى عمليات صيانة أكبر ومضخات ذات سعات وقدرات كبيرة جداً وكل ذلك يمثل أعباءً إضافية.
وتساءلت المصادر عن سبب التوجه إلى الأسواق الخارجية بشروط «تفصلها» الدول الأخرى، والجدوى من «مصفاة فيتنام» بالذات في حين أن لديها مشروع إنشاء مصفاة مع الجانب الصيني يتم التباحث حولها منذ أعوام والتي يمكنها خدمة الأسواق نفسها.
ومن جانب آخر، طالبت مصادر نفطية أخرى بإيجاد جهاز تتوفر رؤية أفضل للتخطيط في ما يخص التوسع الاستثماري النفطي الكويتي خارج الكويت. والتوجه للشراكة في مصاف أخرى في مناطق متميزة بتكلفة أقل ومميزات أكثر. وضربت على ذلك مثالاً للشراكة في مصفاة الإسكندرية في مصر والتي تقع بالقرب من أكبر ممر مائي في العالم وهو ما يعتبر أكبر مميزاتها مما سوف يسهل عملية النقل والتسويق والبيع في العالم والمنطقة سواء في آسيا أو الشرق أو أفريقيا.
وأشارت المصادر إلى أن الكويت كانت تحجم عن المشاركة في تلك المصفاة عند إنشائها بسبب وجود شراكة إسرائيلية فيها، أما الآن فقد انسحب الإسرائيليون منها، فما الذي يمنع دخول الكويت؟
وأوضحت أن تلك المصفاة تعمل حالياً بكامل طاقتها، ويمكن للكويت المشاركة فيها بنسبة تتراوح بين 20 و30 في المئة في ظل مشاركة الحكومة المصرية فيها بنسبة 50 في المئة والقطاع الخاص بنسبة 50 في المئة، لافتة إلى أن بالإمكان تحديث بعض الوحدات في المصفاة لتكرير النفط الكويتي من خلال استثمارات بسيطة وبتكاليف أقل مما تقوم به الوزارة في آسيا. مذكرة بأن الكويت لديها استثمارات بسيطة في البحر الأحمر في حقول «أمل».
مصدر نفطي رفيع علق على ما سبق ذكره بالقول «وجهة نظر!».



صناعة التكرير تحت الضوء



على الرغم من الصعوبات الذي يواجهه قطاع التكرير عالميا مع انخفاض هامش ربح المصافي، تبقى الصناعة تحت الضوء، بخشية الدول المتقدمة من نقص امدادات المنتجات المكررة بعد عودة النمو، الصورة لمنشأة تكرير في كراكاس عاصمة فنزويلا (رويترز).
 

لقاء / أكد لـ «الراي» أن عدم استقرار أسعار المواد الخام يؤثر على المشاريع

إسماعيل: «البترول الوطنية» تلمس تراجعاً في مشاركة المقاولين العالميين بمناقصاتها


عبدالحكيم اسماعيل

أكد مدير دائرة المشاريع بشركة البترول الوطنية المهندس عبد الحكيم إسماعيل «تراجع مشاركة بعض كبار المقاولين العالميين عن المشاركة بمناقصات الشركة المختلفة لأسباب متعددة»، وأشار إلى تأثر المقاولين والمصنعين بالأزمة العالمية الاقتصادية سلبا وما ينعكس من ذلك على التزاماتهم.
وأكد إسماعيل في مقابلة مع «الراي» أن الشركة تستعد لطرح العديد من المشاريع الحيوية المختلفة قريباً والأهداف الاستراتيجية للشركة. لافتاً إلى أن بعض هذه المشاريع مازال في مرحلة الدراسات الأولية والبعض الآخر بلغ مراحل متقدمة.
وقال إسماعيل أن شركة البترول الوطنية نفذت خلال العام الماضي العديد من المشاريع المهمة والحيوية انعكست بشكل إيجابي على إنتاجية الشركة. وأضاف أن هناك مشاريع أخرى بيئية ومشاريع للمحافظة على سلامة العاملين ومرافق الشركة، مؤكداً أن هناك العديد من الانجازات التي حققتها دائرة المشاريع في البترول الوطنية بعضها في مجال تطوير إنتاجية الشركة وأخرى ذات بعد حيوي واستراتيجي للدولة.
وفي ما يلي المقابلة:

• ما أهم المشاريع التي نفذتها الشركة العام الماضي؟
- من أهم المشاريع التي نفذتها دائرة المشاريع في شركة البترول الوطنية خلال العام الماضي مشاريع مهمة وحيوية عدة انعكست بشكل ايجابي على إنتاجية الشركة كما أن هناك مشاريع أخرى بيئية، وأيضاً هناك مشاريع تمركزت حول المحافظة على سلامة العاملين ومرافق الشركة. ومن أهمها إنشاء مرسيين إضافيين في المرفأين 1 و2 (جزء من إنشاء رصيف بترول جديد) وإنشاء وحدة جديدة لاستخلاص غاز الإيثان في مصفاة ميناء الأحمدي واستبدال أنابيب مياه الشرب وغسيل العيون ومرشات السلامة بأنابيب مغلفة بطبقة من البلاستيك (PTFE) وتزويد صمامات مصنع الغاز في مصفاة ميناء الأحمدي بمحركات آلية واستبدال عدد 13 خط أنابيب خارج الوحدات في المصفاة القديمة بخطوط جديدة وأيضاً استبدال خطي أنابيب (قطر 6 بوصة) لنقل المنتجات النفطية من مصفاة ميناء الأحمدي إلى مستودع التسويق المحلي بالأحمدي بالإضافة إلى تحويل الأحمال الكهربائية ذات جهد 3.3 فولت و440 فولت من محطة التوزيع رقم م 33 إلى محطة التوزيع الجديدة رقم م 31 أو إمداد وحدات غسيل العيون ومرشات السلامة في المصفاة بنظام تبريد مياه مركزي ومن الإنجازات الكبرى كان مشروع استيراد غاز LNG في مصفاة الأحمدي.
•ما أهم انجازات الشركة خلال العام الماضي وحتى الآن؟
- هناك العديد من الانجازات التي حققتها دائرة المشاريع في البترول الوطنية بعضها في مجال تطوير إنتاجية الشركة وأخرى ذات بعد حيوي واستراتيجي للدولة، وبعضها في مجال السلامة والبيئة، وغيرها الكثير من الانجازات الأخرى في مجال تطوير المهارات الاحترافية للموظفين، وأهمها إنجاز مشروع استيراد الغاز الطبيعي المسال بالرصيف البحري الجنوبي والذي تكمن أهميته بتزويد محطات الطاقة في الكويت بالوقود اللازم. والانتهاء من تنفيذ مشروع استخلاص غاز الايثين لإمداد مشروع العطريات-المرحلة الثانية لشركة ايكويت. والانتهاء من مشروع تطوير الرصيف الجديد من خلال إنشاء مراسي جديدة والتي سوف تزيد الطاقة الاستيعابية للتحميل على الرصيف. وحصول دائرة المشاريع على النسخة المحدثة لشهادة نظام إدارة الجودة ISO 9001:2008 ومن الإنجازات مشاركة دائرة المشاريع بالشركة في المؤتمر الرابع للمدققين وقائد المدققين العالمي بدبي لسنة 2008. وكذلك حصول الدائرة على الجائزة الذهبية للصحة والسلامة المهنية من الجمعية الملكية للوقاية من الحوادث (RoSPA) لثلاث سنوات على التوالي. وايضاً حصول الدائرة على جائزة السلامة العالمية من المجلس البريطاني للسلامة لـ 5 سنوات على التوالي. كما تمكنت الشركة من تحقيق 2.6 مليون ساعة عمل آمنة من غير حوادث وتمثيل شركة البترول الوطنية بالمؤتمر العالمي لمستخدمي اسبن تك لتقدير تكاليف المشروعات. كذلك قامت الشركة بتقديم ورقة بحث علمي في مجال تقديرات التكاليف المالية للمشروعات الضخمة، وتضمنت هذه الورقة عرضا لتجربة الشركة في هذا تأسيس نظام التكلفة الموحد للمعدات وإعطاء صورة مشرفة عن تطورها بهذا المجال الحيوي. ويحسب من الإنجازات تشجيع مهندسي دائرة المشاريع الحصول على شهادة مدير المشروع المحترف وتزويد الموظفين بالتدريب اللازم لذلك. وقد حصل 19 من مهندسي الدائرة على هذه الشهادة.
• ما المشاريع التي تعتزم الشركة تنفيذها خلال الفترة المقبلة؟
- تعتزم الشركة طرح العديد من المشاريع الحيوية المختلفة في المستقبل والتي تخدم مختلف أهداف الشركة. بعض هذه المشاريع في مرحلة الدراسات الأولية للمشروع والبعض في مراحل متقدمة. وأهم هذه المشاريع مشروع وحدة إزالة الغاز الحمضي الجديدة وتطوير الوحدة القديمة بمصفاة ميناء الأحمدي. ومشروع تجديد مرافق مناولة الكبريت بمصفاة ميناء الأحمدي. ومشروع الخزانات الشمالية الجديدة لمصفاة ميناء الأحمدي لغاز البترول المسال. والعمل على الإلغاء التدريجي لنظام الهالون لمكافحة الحريق وإكمال استبدال نظام إنذار الحريق بمصافي الشركة الثلاث ودائرة التسويق المحلي.بالإضافة إلى إنشاء خط الإنتاج الرابع لغاز البترول المسال بمحطة الغاز. وإنشاء خط الإنتاج الخامس لغاز البترول المسال بمحطة الغاز. وتجديد محطات الكهرباء القديمة بمصفاة ميناء الأحمدي (المرحلة الثانية). وتنفيذ مشروع تحديث وحدة الفحم وإنشاء وحدة لاسترجاع غازات الشعلة لكل من منطقتي المصفاة الحديثة (RMP) ومنطقة التطوير الإضافيFUP بمصفاة ميناء الأحمدي. وإنشاء وحدة لاسترجاع غازات الشعلة بمصفاة ميناء عبدالله.
• ما التحديات التي تواجه الشركة في المرحلة المقبلة؟
- بالفعل تواجهنا العديد من التحديات لكننا نعمل وفق أسس واستراتيجيات تمكن الشركة من مواجهة مختلف التحديات التي قد تؤثر على مشاريع الشركة سواء الحالية أو المستقبلية ومن أهم هذه التحديات تأثر المقاولين والمصنعين بالأزمة العالمية الاقتصادية سلبا وما ينعكس من ذلك على التزاماتهم. وكذلك تراجع مشاركة بعض كبار المقاولين العالميين عن المشاركة بمناقصات الشركة المختلفة لأسباب متعددة. بالإضافة إلى عدم استقرار أسعار المواد الخام وهذا ما يؤثر على أسعار المواد والمعدات المختلفة المطلوبة للمشاريع. وأيضا من التحديات عدم توفر العدد المطلوب للعمالة المدربة والخبرات المهنية بالسوق المحلي. وعدم استقرار أسعار الصرف العالمية للعملات الرئيسية. والعمل على إكمال المشروعات وتسليمها بالوقت المحدد وضمن الميزانية المحددة وبالجودة المطلوبة.


عين على السوق

توقعات متفائلة تعطي أريحية لدول «أوبك» وللسوق... ولكن بحذر

بقلم محمد الشطي*

يتوقع وزير الطاقة الجزائري استمرار أسعار النفط الخام عند المستويات الحالية خلال العام المقبل. ولعل أرقام المخزون العالمي ووجود وفرة في الفائض تقف هذه التوقعات، وفي هذا الإطار، جاءت أرقام المخزون الأميركي الأسبوعية لتشير إلى بناء مخزون بمقدار 2.8 مليون برميل من النفط الخام، و5.4 مليون برميل من الغازولين، وأدى أرتفاع الواردات من النفط بمقدار 900 الف برميل يوميا الى بناء ذلك المخزون، مما اسهم في تدني أسعار النفط الخام.
ومن الأمور التي ستؤثر في مسار السوق والأسعار خلال الفترة المقبلة، التصعيد الإيراني وكيفية تعامل الغرب مع ملف برنامجها النووي الاستراتيجي، وزيادة احتمالات فرض عقوبات اقتصادية على إيران، تشمل حظر مبيعات الغازولين إلى ايران، ولكن وجود فائض غير مستغل من نفط «أوبك» يفوق 5 ملايين برميل يوميا يقلل من الأثار السلبية على الأسعار إذا ماحدث أيه إنقطاعات في الأمدادات النفطية من إيران.
ولكن في تطور ملحوظ وحسب ما ذكرته بعض المصادر ومنها «أرجوز فاندميتنلز» البترولية المتخصصة، يبدو أن المخزون العالمي من النفط قد بلغ أوج مستوياته وبدأ مرحلة السحوبات، إذ نخفض بمقدار مليون برميل يوميا في أغسطس بعد عملية زيادة متواصلة خلال الأشهر الـ18 السابقة.
كذلك فإن المخزون النفطي يقل عن مستويات أبريل من 2009 بمقدار 50 مليون برميل فقط، بينما وصلت السحوبات من مخزون النفط العائم إلى 17 مليون برميل في أغسطس.
إن انخفاض مخزون النفط الخام يعكس زيادة في واردات واحتياجات المصافي الآسيوية. إذ ارتفعت واردات الصين من النفط الخام بنحو 18 في المئة لتصل إلى 4.37 مليون برميل يومياً مقارنة مع الفترة ذاتها من العام السابق، منها 1.72 مليون برميل يومياً من منطقة الخليج العربي.
وتقدر واردات النفط الخام خلال الأشهر الثمانية من 2009 بنحو 3.89 مليون برميل يوميا أو 7.9 في المئة أعلى من الفترة ذاتها من العام السابق. وفي السياق ذاته قامت المصافي في شهر اغسطس في كوريا بتكرير ما يزيد على 2.4 مليون برميل يومياً من النفط الخام وهذا هو المستوى الأعلى منذ مارس أو أعلى بنسبة 2.7 في المئة.
عند مراجعة بعض التصورات للطلب على نفط «أوبك» لعام 2010 مقارنة بعام 2009 يمكن ملاحظة أن دراسة سكرتارية «أوبك» توضح أن الطلب على نفط المنظمة سيهبط من 28.52 مليون برميل يومياً في 2009، إلى 28.06 مليون برميل يومياً في 2010 أي بانخفاض قدره 460 ألف برميل يومياً وهو ما يتناسب مع توقعات حاجة «أوبك» إلى التخفيض في العام المقبل، كذلك فإن إدارة الطاقة الأميركية تتوقع انخفاضا في الطلب على نفط «أوبك» من 29.01 مليون برميل يومياً في 2009 إلى 28.89 مليون برميل يومياً بحلول 2010، أي بانخفاض مقداره 120 ألف برميل يومياً.
من جهة أخرى، تتوقع وكالة الطاقة الدولية ثبات الطلب على نفط «أوبك» في عام 2009 و2010 عند 28.2 مليون برميل يومياً ولعل هذا ما يتناسب مع ما طرحه وزير الطاقة السعودي من أنه لا يتوقع أن تقوم «أوبك» بإجراء خفض إضافي في الإنتاج خلال عام 2010. وفي هذا السياق، ترى توقعات لبعض الدوائر المالية والتي أستطيع الجزم بأنها متفائلة جداً، وهي مينية على أساس استمرار النمو في البلدان النامية ولكن بمعدلات أكبر، وثبات في مستويات الطلب في البلدان الصناعية، مع عدم زيادة في الإمدادات النفطية من خارج «أوبك» وهذه المعطيات تقدم في نهاية المطاف توقعات متفائلة للطلب على نفط «أوبك»، إذ يشهد زيادة من 28.8 مليون برميل يومياً في 2009 إلى 30.2 مليون برميل يومياً في 2010، او زيادة مقدارها 1.4 مليون برميل يومياً، وهذه التوقعات إذا ما صدقت فإنها تدعم مستويات أقوى للأسعار لأنها تعني استغلالا للطاقة الفائضة من «أوبك». وعلى الصعيد ذاته، تأتي توقعات حديثة لإحدى الشركات النفطية الكبيرة لتصور زيادة في الطلب على نفط «أوبك» لعام 2010 عن 2009 من 28.8 مليون برميل يومياً في 2009 إلى مستوى 29.1 مليون برميل يومياً في 2010، أو زيادة بمقدار 300 ألف برميل يومياً.
وتوضح البيانات الاقتصادية ان الاقتصاد الصيني يسير نحو التعافي والانتعاش بثبات، بالرغم من أن الصادرات تقل عن الاعوام السابقة بمقدار 20 إلى 25 في المئة، بينما يشهد قطاع الاستهلاك النفطي وقطاع الاستثمارات معدلات نمو وتوسعا جيدا، ولذلك يقدر البيت الاستشاري «بي اف سي» وغيره أن الناتج القومي للصين سيشهد نموا بمعدل 8 في المئة خلال عام 2009، و8.5 في المئة خلال عام 2010، وكذلك فإن النشاط الصناعي يتوقع له النمو، وعليه فإن معدل استهلاك النفط يظل في زيادة من مستوى 7.8 مليون برميل يوميا في 2009 و8.2 مليون برميل يوميا، ليشكل الطلب في الصين حجر أساسٍ في توقعات تحسن معدلات الطلب العالمي على النفط خلال الفترة المقبلة.
وبالرغم من توقعات استمرار معاناة قطاع التكرير إلى حين وضوح السحوبات من مخزون المنتجات الوسيطة في طريقها للتوازن المطلوب في المعروض مقابل الاستهلاك المتوقع للمنتجات لتحسين أداء المصافي وأرباحها، إلا أن المراقبين يؤكدون أن الأسوأ تم تجاوزه ولكن دائرة التعافي ستكون بطيئة وتدريجية وربما تستغرق الأعوام من 2010 إلى 2012، وتبقى موجة التوسع والإضافات في الطاقات التكريرية المستمرة هي الهاجس الذي قد يؤثر سلباً على أي توقعات مستقبلية. وإذا ماحدث التعافي في أرباح المصافي، فإن ذلك يحتم تزامن ذلك مع اتساع تدريجي للفروقات مابين اسعار النفوط الثقيلة والخفيفة، ومابين أسعار زيت الغاز وزيت الوقود، وذلك مبني على أساس عودة «أوبك» لزيادة الإمدادات خلال السنوات المقبلة من نفوطها الخفيفة والثقيلة وبدء استغلال الطاقات الإنتاجية غير المستغلة للإيفاء باحتياجات الزيادة المتوقعة للطلب، بالتزامن مع التعافي في الاقتصاد العالمي.
تلك التوقعات المتفائلة تعطي مساحة من الأريحية لـ«أوبك» وللسوق ولكن الحذر مطلوب.
ومن جانب آخر، شهد معدل تشغيل المصافي في الصين مستوى مرتفعا، إذ وصل إلى 7.76 مليون برميل يوميا خلال الأشهر الثلاثة السابقة وهو ما يفوق الفترة ذاتها من العام السابق بمعدل 700 ألف برميل يوميا.
وفي هذا الإطار، قام بنك «باركليز» برفع تقديراته لمستويات أسعار النفط الخام المتوقعة للربع الأخير من عام 2009 عند نطاق 75 و85 دولارا للبرميل لتثبت عند هذا النطاق خلال 2010 مستفيدة من تعافي الاقتصاد العالمي.

* كاتب ومحلل نفطي
[email protected]


20 سرقة في «كي بي آي هولدنغ» التابعة لشركة البترول العالمية

كشفت مصادر نفطية رفيعة المستوى تعرض شركة «كي بي أي الدنمارك»، التابعة لشركة البترول العالمية التي تتولى الاستثمارات النفطية الكويتية في الخارج، إلى 20 حادث سرقة العام الماضي وإختلاس بلغ قيمتها 87.4 ألف دينار بسبب ضعف وقصور في الرقابة الداخلية للشركة.
وقالت المصادر إن هذه الحوادث ناجمة عن عدم الالتزام بالسياسات الإدارية والسياسات المتعلقة بقواعد الأمان، موضحةً أن 14 حادثاً منها بلغت قيمة المسروقات فيها 258.4 ألف كرونة دنماركية، وقد تمكنت الشركة من استرداد 72.8 ألف كرونة منها، في حين أن هناك 3 حوادث سرقة لكميات من الديزل بما يعادل 53.2 ألف لتر بلغت قيمتها 57 ألف دولار لم يتم استردادها.
وأشارت المصادر إلى أن الحوادث تتفاوت ما بين اختلاسات في قيمة المبيعات واختلاسات نقدية وسرقة بضائع وسرقة إيداعات بنوك واختلاس أوراق يانصيب. وقد قامت الشركة بفصل العاملين المتسببين في هذه الحوادث.
قيل «المال السائب يعلم الناس الحرام»!


500 رئيس فريق في «مؤسسة البترول» يطالبون بالدرجة «19»... وإلا الإضراب

 يطالب نحو 500 رئيس فريق في مؤسسة البترول الكويتية وشركاتها التابعة بالتصعيد إلى الدرجة «19» في ظل تصعيد العديد من العاملين في قطاعات أخرى، ويجري هؤلاء اجتماعات بعيدة عن الضوء خلال العطلات وخارج أوقات الدوام الرسمية للتحضير لتحركات.
وكشفت مصادر نفطية عن تحركات داخل شركة البترول الوطنية و«نفط الكويت» للتواصل مع الشركات الأخرى لتوحيد وجهات النظر، وتم بالفعل اختيار مندوبين عن كل مجموعة لتمثيلها أمام القيادات النفطية لرفع المطالبات.
وتوقعت المصادر ان تكون هناك أزمة مقبلة داخل القطاع النفطي بسبب هذه المطالبات من رؤساء الفرق خصوصاً أن هناك نية لديهم بالتصعيد في حال تم رفض طلبهم سواء بالاعتصام أو تعليق العمل لضمان تنفيذ طلباتهم، خصوصاً أنهم يعتقدون أنهم «يمثلون ميزان القوى داخل القطاع النفطي ويقع على عاتقهم تنفيذ كل الخطط الاستراتيجية للقطاع».
ولفتت المصادر إلى ان هذه المطالبات قد تفتح باباً آخر أمام القطاعات النفطية الأخرى لمزيد من المطالبات.


سرك في بير
 
فرصة
يجري قيادي نفطي اتصالات مستمرة لضمان تواجده مع رئيسه الكبير في متابعة مشاريع تعتزم الكويت تنفيذها خلال الفترة المقبلة. يقول البعض إن القيادي ذكي في استغلال الفرص ولا يفوت واحدة منها من دون استغلالها على أكمل وجه، ويقول آخرون... «المي تكذب الغطاس».

منع
يحاول قيادي في مؤسسة البترول الكويتية منع المديرين ونواب العضو المنتدب من التحدث أمام القيادات النفطية إلا في الموضوعات التي يحددها هو، وعدم الإدلاء برأي مخالف لرأيه.

سر
ما هو السر وراء ترك مؤسسة البترول الكويتية الساحة الخليجية لمنافستها السعودية وعدم اتخاذ قرار بتنفيذ استثمارات نفطية في دبي بجانب السعودية.
واسطة
تسبب إلغاء منصب المشرف العام بفوضى تضرر منها العديد من المسؤولين في الشركات النفطية حيث المسؤوليات أكثر من دون مميزات، وهو ما أدى إلى وصول رؤساء الفرق إلى منصب المدير بشق الأنفس والواسطة.

استياء
يسود استياء في أوساط بعض القياديين في القطاع النفطي بسبب عدم استعانة قيادي نفطي بالمتخصصين الذين يمكنهم تحديد مدى استفادة الكويت من استثماراتها وتحديد أفضل الخيارات الممكنة بدلاً من الاعتماد على من هم أقدم ومتخصصين أكثر ممن يتم التشاور معهم بالرغم من خبرتهم ايضاً.

تكميم
يقال إن مسؤولا نفطيا استحدث طريقة جديدة لتكميم أفواه المساعدين من خلال جمع الأخبار عنهم ومعرفة نقاط ضعفهم والصمت على أخطائهم لاستخدامها وقت اللزوم لضمان عدم اعتراضهم على قراراته أو آرائه أمام رؤسائه حتى ولو كان ذلك مخالفا للحقيقة أو مضرا بمصلحة المؤسسة.

ظلم
قيل في إحدى الديوانيات إن عضواً
في مجلس إدارة مؤسسة البترول الكويتية تعرض لظلم كبير طوال سنوات «خدمته» في القطاع النفطي، فلم يستفد
من تدرجه في المناصب كغيره من العاملين، مع أنه كان بإمكانه أن يفعل لو اراد استغلال «أواصر القربى».


حوّل روسيا إلى «فاشية بترولية» وفنزويلا إلى «اشتراكية هزلية»

مساوئ النفط تبدأ بالاحتباس الحراري وتصل إلى حد... انعدام الروح الوطنية


هل وصلنا إلى «غروب النفط»؟

إعداد حسين إبراهيم
«لعنة العالم» او «براز الشيطان» كما يصفه وزير النفط الفنزويلي الاسبق خوان بابلو بيريز الفونسو الذي يوصف بانه ابو «اوبك». النهم الذي لا يشبع للنفط جلب للعالم الاحتباس الحراري والاصولية الاسلامية، وحول الولايات المتحدة والصين، اكبر مستهلكين للنفط في العالم، الى قوتين جشعتين لا تتمتعان بالمسؤولية ولا تنظران الى المستقبل. كما ان النفط، مع استثناءات قليلة مثل النروج والامارات العربية المتحدة، لا يفيد حتى الدول التي يأتي منها. على العكس من ذلك، فمعظم الدول الغنية بالنفط محكومة كما يبدو بحالة تسيطر فيها قلة من اللصوص على موارد الدولة في حين يعيش بقية الناس فقراء، ومحكومة بالتخلف الدائم، والاسوأ من ذلك كله، بفقدان الروح الوطنية.
«لا يمكن التخلص من هذه البضاعة في وقت قريب». هذه هي الرسالة التي اوصلها بيتر ماس في كتابه الجديد «عالم الخام: الغروب العنيف للنفط». فالنفط الذي يبقى حتى الآن الوقود الافضل والاسرع لتأمين النقل واضاءة المدن وتشغيل المصانع، ما زال مادة حاسمة بالنسبة للاقتصادات الحديثة. لكن النفط ايضا اتاح شن اكثر الحروب تدميرا في التاريخ كما ترك المجتمع الانساني في مأزق تاريخي. ويقول ماس «اننا ما زلنا غير قادرين على التحرك بعيدا عن الاقتصاد العالمي المرتكز الى النفط، رغم الصخب الكثير الجاري حاليا، والذي سيصطدم بحائط قريبا».
ويميل ماس الى تبني توقعات ماثيو سايمونز حول النفط التي تقول ان الارض على وشك تخطي مرحلة «ذروة الامدادات». ويوضح ماس انه حتى بعد تراجع الاسعار الاخير، فان النفط الباقي في الارض سيكون استخراجه اكثر صعوبة وكلفة، وبالتالي فان مستويات الـ 147 دولارا للبرميل التي وصل اليها العام الماضي ما هي سوى «مؤشر اولي على ما ينتظرنا».
ماس لا يهتم بالحديث عن الارقام في ما يتعلق بامدادات النفط، بقدر ما يهتم بوحشية الجشع الانساني لهذه «السم المثير للعنف»، كما يصف النفط. وكتابه يعلمنا درسا قديما من جديد: ان الثروة الحقيقية للامم ليست موجودة في باطن الارض، بل يتم ايجادها من خلال ابداع وعرق الناس. انه الدرس نفسه الذي تعلمه الاسبان قبل قرون عندما اكتشفوا الذهب، نفط عصرهم، في العالم الجديد. كدسوا السبائك، ومن ثم بددوها على الفانتازيا الامبريالية وفشلوا في بناء ازدهار دائم، بينما دمروا الحضارة التي استولوا على الذهب منها.
الدمار، او على الاقل الافتقار الى التقدم، كان مصير معظم الدول التي كان حظها سيئا بما يكفي لتكون قاعدة على برك كبيرة من «الذهب الاسود». ادى النفط الى افساد هذه الدول واعفى مسؤوليها من المحاسبة ومكنهم من شراء الامن والحماية اللذين يحتاجونهما في مواجهة غضب مواطنيهم. وتحت عناوين مثل «الخوف» و«الابعاد» و«الجشع» و«الامبراطورية»، يصف ماس كيف وجدت كل دولة نفطية طريقها الى الفشل. ويقول «تماما مثلما ان كل عائلة تعيسة تكون تعيسة على طريقتها، فان كل دولة نفطية مشلولة هي مشلولة على طريقتها».
رئيس غينيا الاستوائية تيودورو اوبيانغ ينهب فعليا كل سنت من ثروة بلاده بمساعدة بنك «ريغز» في واشنطن الذي يرسل في بعض الاحيان موظفيه الى سفارة غينيا الاستوائية في الولايات المتحدة لجلب الشنط المليئة بالكاش. المواطنون الغينيون لا يستفيدون حتى من فرص العمل التي يوجدها النفط، لان العمالة اليدوية هي غالبا من الهنود والفيليبينيين الذين تأتي بهم شركة «ماراثون اويل».
ويقول ماس انه اثناء تجواله في العاصمة الغينية مالابو في الليل وجد مصدرا لطفرة في العمل: انهن الفتيات الغينيات اللائي يسمين «مقاتلات الليل» لانهن يجبن المدينة بحثا عن فرصة لبيع اجسادهن الى رجل نفط من تكساس او اوكلاهوما. ويوضح «الرجال في مالابو قد لا يجدون عملا في صناعة النفط، ولكن من الواضح انه يمكن لاخواتهم اليائسات جني بعض الدولارات».
وبالانتقال الى الاكوادور، يجد ماس شعارا مكتوبا بالبخاخ باللغة الاسبانية على احد انابيب النفط ويقول «ماس بتروليو = ماس بوفريزا» اي «المزيد من النفط يعني المزيد من الفقر». بالنسبة للكاتب يختصر هذا الشعار التوجه الاستئثاري الذي تعتمده شركة «تكساكو» تجاه هذا البلد تاركة له السموم الملوثة.
اداء الدول الرئيسية المنتجة للنفط، لم يكن افضل بكثير. فبعد 70 عاما على اكتشاف النفط، ما زالت السعودية تبدو كدولة من القرون الوسطى مع مظاهر قليلة للحداثة. فكون السعودية المورد الاول للنفط في العالم افاد بعض الشيء السعوديين، غير انه ساهم في صعود التطرف الاسلامي. كما ان روسيا ما بعد الاتحاد السوفياتي اصبحت نوعا من الدولة الفاشية البترولية حيث يضطر رئيس شركة «لوك اويل» مثلا الى وضع صورة لفلاديمير بوتين على مكتبه بدلا من وضع صور لافراد عائلته. في حين ان فنزويلا اشتراكية منبعثة، بصورة هزلية هذه المرة، تحت قيادة الهائج دائما هوغو تشافيز الذي يستضيف برنامج «توك شو» تلفزيونيا اسمه «آلو سيادة الرئيس» ويحول شركة النفط الوطنية في بلاده الى «وكالة تنمية مع ابار نفط» تعزز قبضته على السلطة. كما ان التاريخ الغني لايران شوهته ثروة البلاد النفطية اعتبارا من الانقلاب الذي نظمه البريطانيون والاميركيون واطاحوا فيه رئيس الوزراء محمد مصدق في العام 1953 واعادوا بعده الشاه محمد رضا بهلوي.
ويقول ماس ان «عملية التكرير تحول هذا الشطف الاسود الى سائل شفاف تنهار حضارتنا من دونه»، مضيفا ان «هناك عملية تكرير مماثلة تجري لغربلة الحقيقة حول ما يتم فعله لابقاء النفط في ايدي اصدقاء».
وبنهاية لائحة الاتهام هذه التي يوردها ماس، يود المرء لو ان الرعب ينتهي. ولنتخيل اي نوع من العولمة كنا سنعيش لو ان ماكس شتاينكي وفريقه الاستكشافي من شركة «ستاندرد اويل» في كاليفورينا لم يكتشفا هذا الكم من النفط عندما وصلا الى هذا الاحتياط الكبير في السعودية في العام 1938. لو ان ابداعا اقل وظف للعثور على النفط في الاعوام السبعين الماضية، وتم بذل المزيد لتطوير مصادر اخرى للطاقة لكان الاقتصاد العالمي - والبيئة - اكثر صحة.
لكن ماس لا يجيب بالكامل عن العنوان الفرعي لكتابه «هل نحن حقا امام غروب اقتصاد النفط؟» يبدو اننا ما زلنا غاطسين في المستنقع. والتلميحات التي يطلقها الكاتب للتاريخ البديل (لو ان رونالد ريغان لم يزل الواح الطاقة الشمسية التي وضعها جيمي كارتر على البيت الابيض) ليست مرضية تماما. ويشير ماس الى ان التكنولوجيا للتحرك الى ما بعد النفط موجودة، لكنه لا يورد تفاصيل حقيقية.
وفي الفصل الختامي، يعطي ماس تلميحا للعالم البديل الذي يفضل: انه مزرعة تقوم على طاقة الريح في كاليفورنيا.

(عن «نيويورك تايمز»)


النفط الكويتي بـ 62.82 دولار للبرميل

كونا - انخفض سعر برميل النفط الكويتي بمقدار 44 سنتا ليستقر عند مستوى 62.82 دولار في تعاملات أول من امس مقارنة بأسعار يوم الجمعة الماضي.
وتشهد الفترة الحالية حالة من التذبذب في اسعار النفط بسبب تأثرها بشكل كبير بالانباء المختلفة حول انتعاش الاقتصاد العالمي وحركة اسواق المال في البورصات العالمية اضافة الى التصعيد بين ايران والدول الغربية على خلفية الملف النووي الايراني. ورغم هذا التراجع النسبي في سعر النفط الكويتي فانه يظل في وضع جيد مقارنة بالمستوى المتدني الذي وصل اليه في بداية العام الحالي عندما وصل الى ما يقارب 32 دولارا للبرميل نزولا من مستوى 136 دولارا التي وصل اليها في يوليو 2008.


وجهة نظر

أي القياديين نختار؟

بقلم ناصح أمين
في مثل هذا الوقت وقبل عدة سنوات دين بعض المسؤولين التنفيذيين لشركة «إنرون» الأميركية النفطية العملاقة بالعديد من الجرائم مثل التزوير والتلاعب بالبيانات وإظهار مشاريع فاشلة على أنها استثمارات رابحة وتغيير المركز المالي الحقيقي لشركات تابعة وتضخيم الأرباح لتعظيم قيمة المكافآت السنوية لأعضاء مجلس الإدارة، وقد تسببت تلك الممارسات اللا أخلاقية من قبل أولئك المسؤولين إلى انهيار الشركة وقد عزا مكتب المحاسبة الفيدرالي الأميركي (يوازيه في المهام ديوان المحاسبة) أسباب الإفلاس إلى عدة عوامل من بينها فساد القرارات الإدارية وغياب الرقابة الفاعلة والإخلال بأخلاقيات وقيم العمل.
وعلى صعيد آخر، دعا جهاز خدمة المواطن وتقييم أداء الجهات الحكومية في تقاريره الى مكافحة الفساد بالتنسيق مع البنك الدولي حيث أشار إلى العديد من الملاحظات والنقاط ذات الأهمية التي تتعلق بسلوكيات وقرارات المسؤولين الذين يشغلون مناصب عليا ودعا ايضاً إلى وضع آلية فاعلة ومحاسبة أداء كبار الموظفين في المؤسسات الحكومية وألا تترك الأمور بدون متابعة حتى لا يقع المحظور. ونشير في هذا السياق إلى قانون الخدمة المدنية المادة 25 حيث «انه يحظر على الموظف أن يستغل وظيفته لأي غرض أو أن يوسط أحداً في شؤون وظيفته».
لو أن قانونياً أو طبيباً أو مهندساً أو محاسباً تخلى عن اخلاقيات عمله أو أن قيادياً على المستوى التنفيذي تخلى عن القيم الأخلاقية للقيادات الإدارية ماذا سيكون عليه الحال وتأثير ذلك على المجتمع الذي يتطلع ليكون مركزاً مالياً واقتصادياً في غضون السنوات المقبلة. أي نجاح سوف يحالف أو يكتب لشركات غلب بعض قيادييها مصالحهم الخاصة على المصلحة العامة.
أيهما جدير بالاختيار؛ القيادي الملم بأعمال وأنشطة الشركة ولكنه غير ملتزم بأخلاقيات العمل التي يجدر الالتزام بها. أم القيادي الذي يلتزم بأخلاقيات العمل ولكنه غير ملم بأنشطة وأعمال الشركة، إذاً أين نجد هؤلاء القياديين ممن يمتلك النبض الحقيقي والحر وكيف نختارهم لتولي تلك المهام حاضراً ومستقبلاً... إنهم قطعاً ليسوا متواجدين في الأدوار العليا أو الأدوار التي دونهم. ان عملية الاختيار ليست سهلة كعملية اختيار مجموعة فواكة طازجة وتقديمها للرئيس الأعلى مع نصائح طبية مقتبسة من برنامج تلفزيوني مشهور!
عزيزي القارئ تخيل أنك تعرضت للمواقف التالية ماهو تصرفك تجاهها:
* أقرت تعويضات مالية كبيرة لبلدك أثر عدوان دولة عليها وقد مورست ضغوط سياسية على بلدك لإسقاط تلك التعويضات وأنت الآن عضو في مجلس مهم وقد وعدت الدولة المعتدية بتسهيل مشاريع تجارية واستثمارية لشركات من بلدك في حال اسقاط تلك التعويضات علماً بأن احدى تلك الشركات هي ملك لأحد أقربائك ماهو موقفك من الاقتراح؟
* يطول الشركة التي تعمل بها أخباراً عن تغييرات على مستوى القيادة وأن حظوظك لنيل المنصب الأعلى غير كافية بسبب خسارة حزبك لمواقعه السياسية.. فهل تلجأ لنشر الإشاعات والأقاويل ضد من هم أوفر حظاً منك علماً بأن أحد مساعديك على استعداد تام للقيام بهذه المهام أملاً لأخذ موقعك مستقبلاً كما أنها فرصتك الأخيرة لنيل هذا الموقع بعد سنوات من التسلق.
* أنت عضو دائم في لجنة للمفاضلة بين مرشحين لمنصب إداري واختيار أحدهم للمنصب وكان أحد المرشحين هو الأفضل بسبب تطابق تخصصه مع مهام الوظيفة وسنوات خدمته وتقاريره السنوية، إلا أن رئيسك في العمل قام بعملية تدوير سبقت عملية المفاضلة بهدف حجب المنصب عن ذلك المرشح الأقوى وليعطي فرصة أفضل لمرشح آخر مفضل لديه ماهو موقفك من المفاضلة التي اجراها رئيسك لتحقيق مبدأ النزاهة واستحقاق الجدارة؟.
* أظهر استبيان للرضا الوظيفي عن ضعف يصل إلى 15 في المئة وهي نسبة متدنية جداً وقد طلب من رئيسك أن يقيم حفلاً ترفيهياً للموظفين خارج مكان العمل لتحسين المناخ الوظيفي ورفع الروح المعنوية إلا أن مجموعة من الموظفين ابدت عدم رغبتها بالمشاركة والحضور وآثرت البقاء في مكان العمل إلا أن رئيسك أصدر تعليمات غير مسبوقة باعتبار الحضور لمكان العمل غياباً علماً بأن رئيسك كان يهدف في النهاية إلى التقاط الصور واظهار الابتسامات التي تعبر عن الرضا الوظيفي على وجوه الموظفين ماهو موقفك من اسلوب معالجة مشكلة الرضا الوظيفي؟
عزيزي القارئ من خلال تلك المواقف يستطيع أولئك القيادون أما غرس الثقة في نفوس موظفيهم أو هدم الثقة نتيجة للقرارات التي تعكس المصلحة العامة أو المصلحة الخاصة، إن بناء الثقة والمصداقية والأمانة وهي من أهم القيم التي يجب أن يتحلى بها القيادي الناجح. لكي تنجح شركاتنا ومؤسساتنا يجب أن تكون قراراتنا متوافقة مع قيمنا وأخلاقنا وثقافتنا قال رسولنا الكريم (صلى الله عليه وسلم) [لا إيمان لمن لا أمانة له ولا دين لمن لا عهد له] رواه الترمذي وفي حديث آخر قال رسولنا الكريم (صلى الله عليه وسلم) [من ولي من أمر المسلمين شيئاً فأمر عليهم أحداً محاباة فعليه لعنة الله] رواه الحاكم.
إن من الأمانة ألا يستغل القيادي منصبه الذي عين فيه لجر منفعة إلى شخصه أو إلى أحد من قرابته أو اصدقائه والتطفيف في الميزان وغمط حقوق الناس واغتصابها وتأديتها إلى آخرين ولا يكتم شهادة حق من خلال تشكيل بعض اللجان الصورية لإضفاء الصفة الشرعية للقرارات مثل النظر في التظلمات التي أصبحت غير مجدية أو فاعلة نتيجة تبعيتها إلى ذلك القيادي ولجان المفاضلة التي في ظاهرها المصلحة العامة بينما في حقيقتها المصلحة الخاصة، من العجب ان نرى بعض القياديين من يطالب بتحرير المشاريع من الرقابة بدعوى انها تعطل عجلة النمو والتقدم ومع الأسف نجد البعض منهم من يتستر خلف مظاهر دينية (متحمس ديني) لكسب التعاطف الديني ونحن نتذكر قوله تعالى [ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو الد الخصام... والله لا يحب الفساد] صدق الله العظيم وصدق رسولنا الكريم.
وأخيراً عند اختيار القياديين أو تجديد الثقة فيهم علينا أن نحسن الاختيار ورؤية الجانب الآخر غير المرئي من وجه القمر. ويبقى شيء واحد وهو أن القيادي الناجح لن يسمح لسفينة انرون من الابحار في مياهنا النظيفة ولا شك ان هناك خاسرين ويجب علينا تحديد من هم الخاسرون في النهاية أشخاص... أم مجتمع.


كاتب ومحلل نفطي
[email protected]

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي