جعفر رجب / تحت الحزام / حنفي إن شاء الله

تصغير
تكبير
في اول يوم دراسي، تركنا المسؤولين في الوزارة وتصريحاتهم العبقرية، واتجهت الى اقرب مدرسة لعمل لقاء صحافي مع أحد المدرسين، كونه الاكثر تأثرا وتفاعلا مع انفلونزا الخنازير، وقد سألت أول مدرس وجدته عند باب المدرسة:
• الله بالخير!
- اهلا، يا افندم!

• ممكن عمل لقاء معاك؟
- ان شاء الله!
• ممكن تعرفنا بوظيفتك؟
- معلم ان شاء الله!
• واسمك؟
- حنفي ان شاء الله!
• سيد حنفي ان شاء الله، ما رأيك في استعدادات الوزارة ضد انفلونزا الخنازير؟
- بص، يا باشا، الكذب خيبة، الوزارة مستعدة، وحطت «بتاع» الصابون ان شاء الله عند الباب عشان نغسل ايدنا ان شاء الله، مع اني اغسل ايدي كل يوم خمس مرات ان شاء الله!
• واشمعنا تغسلها خمس مرات؟
- عشان الصلاة ان شاء الله!
• عفوا، فاتتني، ولكن بالنسبة لك كيف تعاملت مع الفيروس؟
- بص، انا كنت «فرويرد»بفريق المحلة ، كنت اخذ الكورة بالكعب، وهوبة بالقون (ترجمتها، كنت مهاجما في فريق الكرة واسجل اهدافا بالمرمى)
• وما علاقة «الفرويرد» بالفيروس!
- شوف يا افندم، انا لوحدي «دبيت» تلات فيروسات، يعني ما تخفوش على عيالكم، وطمنوا الشعب، احنا صاحيين! وسهرانين لراحة ابنائه!
• نعم، حتى وفد مسؤولي وزارة التربية سهرانين في باريس!
- صحيح؟
• طبعا، سهرانين، حتى يطوروا المناهج!
- قول ان شاء الله، يا راجل دول ناس بتتعب!
• طيب يا حنفي ان شاء الله، الا يوجد عندكم نقص، في الاستعدادات؟!
- لحظة انت حضرتك من الوزارة؟
• لا، من الصحافة!
- وانا كنت فاكرك وزارة، بص قول للوزارة، يصرفوا مكافآت التصحيح واللجان بسرعة، لاننا ما نشتغلش عند اهاليهم، علشان يدونا المكافأة بعد سنة! يعني فاكرنا شحادين على باب السيدة، احنا نربي اجيالكم!
• لا اقصد النقص ضد الانفلونزا!
- انفلوزا إيه، ونيلة إيه، انت شايف حالة المدارس، وحماماتها، وصفوفها، دي تصعب على الكافر!
• والحل ؟
- ربنا يهديه ان شاء الله!
• مين؟ الوزارة؟!
- لا، الكافر!
• أنا اسألك عن وزارة التربية؟!
- وأنا مالي هي وزارة ابويا، بص من خلال خبرتي التعليمية، وكوني بطل الجمهورية في السباحة، أحسن حاجة، تقلبوا الوزارة لمحل ترزي، فكهاني، قهوة، يعني اي حاجة تكسب!
• وانت ليه زعلان اوي يا حنفي؟
- انا يا سيدي طهقان، احنا نهرب من النسوان اللي عندنا في البلد، نجي بلدكم نشوف نسوان على راسنا، هو احنا ناقصين، ليه هو مافيش رجالة بالبلد؟!
• يا حنفي لاتصير عنصري، فيه رجالة، بس انت عارف الام مدرسة! يعني الستات مدرسة!
- زي ما الزمالك مدرسة؟!
• ما لنا شغل بالرياضة، نتكلم عن الفيروس، الناس تعيش حالة قلق!
• ايه ياخويا، قلق، ما المجمعات كانت مليانة بشر بالعيد، ناس فوق ناس، يعني مكانتش حالة قلق!
• المهم يا حنفي، واجهتوا الفيروس بتاع الانفلونزا!
• طبعا، الفيروس كان عارف توقيت بدء الدراسة، واحنا عملنا له كمين، جه وقت الطابور ما لقيش احد، شوي وكبسة من الداخلية ومسكوهم كلهم على الامن، وتسفير!
• تسفير الفيروسات، مش واسعة شوية يا حنفي ان شاء الله!
• وليه عاوز تضيقها، دي الوزارة بتاعتكم واسعة، فاتحينها على البحري!
وختمنا حديثنا بعد ان وصل مدير المدرسة، وسأله عما فعله ضد الفيروس ورد عليه: تمام ياباشا قتلت سبعمية فيروس، واخذت احتياط اربع حصص للاستاذ مطلق، وحصتين احتياط للاستاذ مشاري، وشايل عشرين حصة، وناقص اغسل حوش بيتكم، ربنا يخرب بيتكم، دنا كنت مدرس خصوصي قد الدنيا، ايه اللي رماني هنا..!
جعفر رجب
[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي