ملف / أحداث فنية وتشكيلية متنوعة .... وخروج الفن إلى الشارع و«ضعف» بينالي الإسكندرية

u0642u0644u0639u0629 u0635u0644u0627u062d u0627u0644u062fu064au0646
قلعة صلاح الدين
تصغير
تكبير
| القاهرة - من أغاريد مصطفى وداليا جمال طاهر |

من بين ما شهدته الحياة الثقافية المصرية.... شهد قطاع الفنون التشكيلية انطلاق عدد كبير من الفعاليات الفنية والثقافية، التي أقيمت برعاية وزارة الثقافة في مصر وبجهود من قطاع الفنون التشكيلية وعدد من الجهات والمراكز الثقافية الأجنبية، ساهمت في إثراء الحركة التشكيلية المصرية طوال العام الأخير، لما شهدته ساحة الفن التشكيلي من إقامة معارض ومهرجانات فنية في مختلف مجالات الفنون.


أحداث فنية




«الراي» تستعرض بعض الأحداث التي برز خلالها إبداع فناني مصر من مختلف الأجيال الفنية منذ ميلاد الدورة الأولى لمهرجان الإبداع التشكيلي في مارس الماضي، والذي شهد تجميع أربع فعاليات كبرى أثرت الحركة الفنية على مدى سنوات طويلة والاحتفال بعدد كبير من المعارض والصالونات الفنية التي تلاقت فيها أجيال فناني مصر فكانت سوق الفن التشكيلي إضافة جديدة للمعرض العام الذي أقيم بقصر الفنون.

كما شهد المهرجان تفعيلا لصالون الشباب في دورته الثامنة عشرة باستحداث مسابقة العمل الجداري التي ساهمت في تجميل شوارع القاهرة، بمشاركة الفنانين محمد خفاجي وشـادي أديب في تجميل سور شارع السودان الموازي للسكك الحديدية مطلع كوبري فيصل بالجيزة، والفنانين أحمد مصطفى ومحمد إبراهيم في تجميل سور شارع الهرم أمام فندق مينا هاوس.

واستحداث صالون مصر الأول الذي أقيم بقصر الأمير طاز، وساهم في استعادة أعمال 15 فناناً من رواد الحركة التشكيلية المصرية، أمثال «صلاح طاهر» ـ رحل في فبراير الماضي ـ ومحمد صبري وحامد عويس وجاذبية سري وآدم حنين وصبحي جرجس وأحمد مرسي ومريم عبد العليم وعبد الوهاب مرسي وعمر النجدي وأحمد عبد الوهاب وصالح رضا وحسين الجبالي وعبد الهادي الوشاحي ومحيي الدين حسين.


معارض.... واتجاهات




كما شهد هذا العام استقدام عدد كبير من المعارض الفنية من دول أوروبية ساهمت في التعرف على اتجاهات الفن الحديث، مثل معرض المصور الإسباني تشيما مادوث - الحاصل على الجائزة الوطنية للتصوير الفوتوغرافي لعام 2000 – الذي تميز بتقديم أعمال تجمع بين اللامعقول والمفارقة وروح الدعابة المليئة بالسخرية والذكاء والفكاهة، تألقت بها قاعة «أفق واحد» بمتحف محمد محمود خليل.

إلى جانب عرض 160 لوحة فوتوغرافية تمثل تاريخ الصينيين عبر العصور في معرض بعنوان «حياة الصينيين في عدسات الكاميرا» بقصر الفنون ، واستضافة معرض المصور الفوتوغرافي الإيطالي الراحل أنطونيو لاشاك، الذي أقيم بالتعاون بين قطاع الفنون التشكيلية والمركز الثقافي الإيطالي بالقاهرة بعنوان « من جوريتسيا إلى الإمبراطورية العثمانية.... صور من مختارات اليناري » بقاعتي أحمد صبري وراغب عياد بمركز الجزيرة للفنون.

كما استضافت العاصمة المصرية احتفالية فنية مثلت بانوراما لمسيرة الحركة التشكيلية في اليوبيل الذهبي لكلية الفنون الجميلة بالإسكندرية بإقامة معرض «نصف قرن من الإبداع »، الذي مثَّل بانوراما فنية لأعمال خمسة أجيال بدءاً من العام 1957 حتى الآن من خريجي الكلية ، إلى جانب أعمال الفنانين المصريين والأجانب الذين أسهموا في تأسيس الكلية خلال 50 عاماً، وواكب الاحتفالية صدور الكتاب التذكاري الكبير « اليوبيل الذهبي لكلية الفنون الجميلة».

ونظراً لما شهده مجال التصوير الضوئي من تطورات مذهلة وخاصة بعد مرور 100 سنة للحركة التشكيلية فقد ساهمت وزارة الثقافة في تطوير مستوى المعارض الفنية في هذا المجال بإقامة صالون النيل السادس للتصوير الضوئي بقصر الفنون بمشاركات عربية من ليبيا والكويت والمغرب ومصر التي قدمت إبداعات 155 فناناً في هذا المجال.

وكان آخر ما شاهدناه هذا العام انطلاق فعاليات الدورة الـ «24» لبينالي الإسكندرية الدولي لدول حوض البحر المتوسط بمتحف الفنون الجميلة، التي شهدت العديد من الانتقادات وعدم رضا بعض النقاد عن مستوى الأعمال المشاركة بأقدم بينالي في العالم – بعد بينالي فينيسيا وساوباولو - الذي بدأت دروته الأولى العام 1955 وإلغاء الجوائز المالية والاكتفاء بشهادة البينالي ومنار الإسكندرية.


أحداث مأسوية




ولم يخل العام 2007 من بعض الأحداث المأسوية وأهمها الحادث الذي راح ضحيته المصور الفوتوغرافي الشاب هاني الجويلي وهو لم يبلغ بعد عامه الـ 38 وهو عائد من الإسكندرية على الطريق الصحراوي في أبريل الماضي.... تاركاً زوجته الشاعرة جيهان عمر التي نجت من الحادث بأعجوبة ، وواكب هذا الحادث المأسوي إقامة معرض لمختارات سريعة من أعماله بعنوان « بني آدم » بنقابة الفنانين التشكيليين.

الأستاذ في قسم التصوير بكلية الفنون الجميلة بالقاهرة الدكتور رضا عبد السلام قال - لـ « الراي » -: إن أهم الأحداث الثقافية والفنية على المستوى العام تتمثل عادة في إقامة المعارض الدولية والمسابقات الفنية التي يقيمها قطاع الفنون التشكيلية... فمثلا المعرض الذي أقيم أخيرا بقصر الفنون تحت عنوان «ماذا يحدث الآن؟» وجمع مجموعة من الإنستليشن أو التجهيزات الفنية لعدد من الفنانين، وقام كل فنان بعرض تصوراته الخاصة في حجرة اختارها بنفسه لعرض الأعمال التي تتناسب مع فكرته وحجم مساحة العمل.

واعتبر أن هذا حدث ثقافي جيد.... لأن قصر الفنون أفضل مكان لاستقبال هذه النوعية من الأعمال الفنية؛ لأن القصر باتساعه المعماري يضيف إلى هذه الأعمال ويمنح للفنان فرصة لتقديم وجهة نظر إبداعية.

وأضاف: من الأحداث المهمة على الساحة التشكيلية المعارض الفنية التي تستقبلها قاعة «أفق واحد» للفنانين الأجانب من إسبانيا وأميركا اللاتينية، فلم أصادف فنانا عرض هناك إلا وكان مستواه عاليا جدا.

وأكد أن الفن التشكيلي في صورته الحديثة بمصر يمثل أحد أوجه الفنون الراقية المتطورة، ويظل الفن التشكيلي رغم قلة جماهيريته وعدم اهتمام الناس به مقارنة بالسينما والمسرح والغناء هو الفن الذي لايزال يحافظ على مستواه وأصالته.

وزاد: كنت رئيس لجنة تحكيم صالون الشباب وعضوا في لجنة مسابقة العمل الجداري التي أقيمت في بداية العام 2007، وأعتقد أنها كانت بداية طموحة تركت أثرا لأنها جملت وجهات عارية تماماً من أي شيء، وأضفت نوعا من البهجة والمتعة لعين المشاهد أو المارة، وكانت بداية موفقة أتمنى أن تعقبها أعمال على نفس المستوى.

واستطرد قائلاً: من جانب آخر لا أعترف بإطلاق تعبير الفن والجماهير، فلا يمكن أن يوجد فن للجمهور عن طريق وسيلة للتسلية أو جمع فنانين هواة للرسم بحديقة عامة قبل أن نجمل المدينة والأرصفة وقبل أن نعلم الناس كيف يكون سلوكهم مهذبا، ولفت قائلاً: شهد هذا العام إصدار كتيب مهم للفنان يسري القوصي عن فنان من الجيل الأول اسمه لبيب تادرس، وهو فنان مغمور لا نعرف عنه أي شيء ومعنى أن يهتم أحد الفنانين برصد مسيرته الإبداعية فأعتقد أن هذا حدث ثقافي مهم جداً، كما قام الفنان عصمت داوستاشي بجمع جميع كتاباته في كتاب واحد بعنوان «عالم داوستاشي»، وهذا أيضاً من الأحداث المهمة، خاصة بعد أن أصبح هناك ندرة في الكتب التي تتناول فنانين، ومعنى أن فنانا يجمع كل ما كتب عنه فأعتقد أن هذا يحافظ على إبداع الفنان وتراثه الفني وطريقة الصياغة الأدبية لعرض المادة.... وباختصار مصر مقارنة بالدول العربية تظل في الريادة، والنشاط فيها لا يتوقف أبداً، فدائماً في جميع الأحوال والظروف هناك إبداع.... وهذا هو الإنجاز الحقيقي.

وتوقع أن يستمر الحال في العام الجديد على ما هو عليه.... وقال: دائماً أكون شخصا متفائلا، لكن لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.... نحن نحتاج إلى وعي ودفعة قوية جداً وفكر خلاق، فلاتزال حركة المد والجذب بطيئة ومتكررة، ولابد من إتاحة متنفس للفن. وخاصة أننا مؤمنون بأهميته وبدوره الخلاق في الحياة، وعلى المستوى العام هناك تراجع مذهل في الفكر باسم دعاوى دينية تشجع الناس على الركود والتواكل والسلبية.


تأجيل معارض




أما الفنان حلمي التوني فأشار إلى أن هناك أحداثا أساسية تشهدها الحركة التشكيلية المصرية باستمرار وتتكرر كل عام، وتم تأجيل بعض المعارض العامة لأننا في انتظار إعادة النظر فيها... فقد أصبحت رتيبة ومتكررة، كما أن قطاع الفنون التشكيلية يعيد النظر في سياسة المعارض العامة.

وأضاف : شاركت في المعرض العام... وسوق الفن التشكيلي التي أقيمت في بداية هذا العام ضمن فعاليات الدورة الأولى لمهرجان الإبداع التشكيلي، ورأيت أن مستوى المعرض كما هو وهذا لا يرضينا لأننا نسعى لوجود إقبال أكثر ولفت نظر أكثر.

وأكد أن أكبر عيب تعاني منه الحركة التشكيلية المصرية يتمثل في انصراف الإعلام وعدم إعطاء اهتمام بقدر كافٍ للفن التشكيلي سواء في الصحف اليومية أو القنوات التلفزيونية الأرضية، وهذا يدل على عدم إدراك دور الفن الذي يدعو إلى الابتكار والتطور والحرية وتأمل الأعمال الفنية الجادة التي تعلم المشاهد أن يكون صاحب ابتكار وصاحب حرية.

واستطرد قائلاً : هناك تقصير من جميع وسائل الإعلام المصرية في إلقاء الضوء على هذا النشاط، وشرح أهمية الفن في تكوين المجتمع، وهذا النقص من الأسباب الرئيسية للتخلف العام.

ولفت إلى أن المحاولات والجهود التي بذلها قطاع الفنون التشكيلية على مدار العام منذ إطلاق مسابقة العمل الجداري ومساهمة عدد من الشباب في تجميل شوارع القاهرة إلى جانب إقامة منتدى الفن والجماهير الذي يهدف لإيصال الفن التشكيلي لقطاع واسع من أبناء الشعب المصري والضيوف العرب والأجانب كلها محاولات غير كافية؛ لأن الفن غير حاضر في الحياة المصرية وغائب عن الحياة اليومية، ولا أعتقد أن جدارية هنا أو هناك تكفي.

وقال: بلغني ما وجه من انتقادات لبينالي الاسكندرية في دورته الأخيرة، وباعتراف من القائمين على قطاع الفنون التشكيلية وعلى رأسهم الفنان محسن شعلان أنه لابد من إعادة النظر في جميع المهرجانات والمعارض العامة.

وقال التوني: أشعر في كثير من الأحيان بركود ثقافي في مجال الفن التشكيلي، فهناك إنتاج وهناك إبداع لكن لا يوجد مشاهدون، وهذا الوضع نلاحظه باستمرار سواء في القاعات الخاصة التي لا يزورها زائر أو في المتاحف الفنية التي لا يتردد عليها أحد ، نريد أن يستفيد الشعب وأن يستنير من الفنون.

وزاد: شهد هذا العام حادثا مأسويا عند رحيل المصور الفوتوغرافي الشاب هاني الجويلي وهو عائد من الاسكندرية على الطريق الصحراوي وهذه لم تكن قضية ثقافية وإنما قضية إنسانية ، لا يحضرني حدث سيئ آخر شهده هذا العام لأننا تعودنا على غياب الأحداث السعيدة.


بينالي الاسكندرية




ومن جانبه أشار مستشار الجمعية المصرية للتصوير الفوتوغرافي الدكتور رشاد القوصي - في تصريحات لـ «الراي» - إلى أن أهم الأحداث التي شهدها العام 2007 تمثلت في انطلاق فعاليات الدورة الـ «24» لبينالي الإسكندرية لدول البحر المتوسط بمشاركة 38 فناناً من 13 دولة عربية وأجنبية، وقد سمعت عن الكثير من الانتقادات التي وجهت له لكنني للأسف لم أحضر البينالي.

وأكد أن الحركة التشكيلية المصرية العادية مرت بتطورات وتسير بخطوات سريعة جداً... وحيث إن قاعات العرض الخاصة والحكومية انتشرت في أماكن عدة... وهذا دليل على ارتفاع مستوى الفن التشكيلي سواء من ناحية الدارسين في كليات الفنون أو من ناحية التلقائيين فمن الممكن أن نجد تلقائيين أقدر على انتاج الفن التشكيلي سواء «خزف أو نحت» أو في أي من مجالات الفنون ، إلى جانب انتشار مراكز الفنون ومنها مركز الخزف بمصر القديمة الذي أقامه سعيد الصدر – أول فنان يقيم مركزا فنيا - وترك أثراً واضحاً جدا في الخزف، بالإضافة إلى متحف الفنون الإسلامية الذي يجمع مقتنيات يرجع تاريخها إلى العصور الإسلامية ومتحف محمد محمود خليل وحرمه بالجيزة.

وقال : من أهم القضايا المثارة على الساحة التشكيلية نزوح شباب الفنانين إلى «المودرن آرت» المنشرة في أوروبا، والتي لا تضفي تأثيرا على الفن التشكيلي القديم الذي يرجع لعصور النهضة وعصور ما بعد النهضة التي كانت من أهم سماتها الكلاسيكيات.

وأضاف: من أهم الكتب التي صدرت هذا العام كتابا يتناول مسيرة فنان قديم من أصل صعيدي اسمه لبيب تادرس، أصدره السفير يسري القوصي ، السمة الغالبة في أعمال لبيب تادرس هي العري، وهذه الأعمال طبعاً من الممنوع عرضها في عصرنا الراهن، وقد أعاد لنا الكتاب نماذج قديمة من القرن الماضي.

وأشاد بالدور الذي يلعبه قطاع الفنون التشكيلية بقيادة الفنان محسن شعلان في إيصال الفن التشكيلي للجمهور المصري والعربي، والدكتور أحمد نوار منذ قيادته لقطاع الفنون التشكيلية وأثناء رئاسته للهيئة العامة لقصور الثقافة التي تساهم بدور كبير في نشر الوعي الثقافي في مجالات الفنون التشكيلية وغيرها من المجالات، كما تدعم الجمعيات الثقافية ماليا.

وأضاف : أهم جهتين تدعمان الفن التشكيلي هما: الهيئة العامة لقصور الثقافة، وقطاع الفنون التشكيلية ، ومن أهم الظواهر الموجودة حاليا وجود بعض الفنانين العرب الذين يشاركون بعرض أعمالهم في معارض فنية وسط العاصمة المصرية، حيث شاهدت أعمال 4 فنانات سعوديات إلى جانب فنانين من السودان بأتيليه القاهرة وهذه الطاقات الفنية من الصعب تقديرها، ولايزال للفن التشكيلي قيمة وانتشار في مصر.


قضايا ثقافية واثرية



               رأس نفرتيتي




قضايا ثقافية وأثرية وتشكيلية وأدبية مثيرة للجدل بدأت في العام 2007 ولاتزال مطروحة على أجندة العام 2008، وهي قضايا بقيت ملفاتها مفتوحة «لم تحسم»... وتبقى مرشحة لهذا، ولفترات طويلة... و«الراي» في السطور التالية رصدت بعضا منها:

ومن أبرز هذه القضايا مشروع أبراج القلعة في مصر الذي أثار جدلا واسعا منذ أواخر العام 2006 وحتى العام 2007 ومستمر حتى العام 2008.

وقد بدأت القصة عندما رفض مجموعة من الآثاريين وأساتذة الهندسة والعمارة والتخطيط العمراني مشروع أبراج القلعة.... حيث رأوا أن هذا المشروع يهدد المنطقة الأثرية الفريدة ويمثل خطرا على القلعة، ولذلك تقدم عددا كبيرا من هؤلاء بمناشدة ونداء إلى الرئيس المصري حسني مبارك حذروا فيها من مغبة ومخاطر المشروع الاستثماري الذي اعتبروه استحل حرمة قلعتي صلاح الدين ومحمد علي... ووصفوا البناء بأنه يشق رحم التاريخ، كما نظموا وقفة احتجاجية في 25 ديسمبر من العام 2006 تعبيرا عن رفضهم لهذا المشروع.

وطالبوا بتدخل المجلس الأعلى للآثار لوقف استكمال هذا المشروع الذي يملكه رجل الأعمال محمد نصير، ومطالبة اليونسكو بالقيام بدراسة المشروع من جميع جوانبه.

وبالفعل تم عقد اجتماع وزاري ضم وزير الثقافة المصري فاروق حسني ووزير الإسكان المصري أحمد المغربي ومحافظ القاهرة الدكتور عبدالعظيم وزير والأمين العام للمجلس الأعلى للآثار في مصر الدكتور زاهي حواس في شهر مارس العام 2007، وذلك لعرض أنسب التصميمات الجديدة التي قدمتها الشركة المنفذة للمشروع، والتي اعتبرتها الشركة تفي بجميع متطلبات لجنة اليونسكو التي زارت المشروع ووضعت ضوابط خاصة بتحديد الارتفاعات والألوان ليتوافق مع بانوراما المكان، وحتى لا يؤثر المشروع على المنطقة التاريخية.

وقد طالب الاجتماع الوزاري بإجراء بعض التعديلات على تلك التصميمات، وقرر دعوة خبراء اليونسكو لاعتماد التصميم الجديد للمشروع، وفي شهر مايو 2007 وجه مالك المشروع محمد نصير دعوة إلى رئيس البرلمان المصري الدكتور فتحي سرور وأعضاء لجنة الثقافة والسياحة والإعلام بزيارة موقع المشروع.

وقد رأت اللجنة أن المشروع جيد، وأشادوا بالمجهود الذي يبذل فيه، وكانت زيارة اللجنة البرلمانية تعد تمهيدا لزيارة وفد اليونسكو لحسم القضية، وبعد هذه الزيارة البرلمانية حدثت مناوشات واتهامات من جانب المجلس الأعلى للآثار لمالك المشروع للإسراع بإرسال ما طلبته لجنة اليونسكو في زيارتها السابقة للمشروع حتى يتسنى للجنة اتخاذ توصياتها بشأن ضوابط الارتفاعات والتصميمات الخاصة بالمشروع بما لا يؤثر على الموقع الأثري.

وبعد ذلك اعتبر الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار أن الشركة لم تف بطلبات اليونسكو المتمثلة في خرائط تفصيلية للمشروع والمنطقة المحيطة به، فقرر المجلس وقف جميع الأعمال الجارية في المشروع واتهم مدير المشروع المهندس خالد نصار جهات لم يسمها بالعمل على إيقاف العمل بالمشروع،

وكان إيقاف المشروع في شهر أغسطس الماضي، ثم جاء التقرير النهائي من المنظمة الدولية للتربية والثقافة والعلوم «اليونسكو» بشأن المشروع متضمنا من التوصيات أهمها تحديد ارتفاع مبنى المشروع بحوالي 31.55 متر وتعديل التصميم المعماري المقترح بحيث يتم تصغيره حتى لا يؤثر على قلعة صلاح الدين.

بالإضافة لالتقاء 5 أدوار علوية لمبنى الفندق و6 أدوار علوية بمبنى المكاتب الإدارية حيث اعتبرتها اليونسكو تمثل تعديا بصريا لرؤية قلعة صلاح الدين.

وكان هذا في شهر أكتوبر الماضي... وكان رد مالك المشروع محمد نصير بأننا ملتزمون بتنفيذ قرارات اليونسكو، ومازال الأمر مطروحا حتى الآن ولم يحسم بشكل نهائي، ومن الواضح أنه سيستمر حتى العام 2008.

من القضايا التي أثارت جدلا كبيرا وأزمة ثقافية بين مصر وألمانيا هي رأس جميلة الجميلات الملكة الفرعونية نفرتيتي.


بداية الأزمة




وقد بدأت الأزمة عقب رفض الحكومة الألمانية إعارة وزارة الثقافة المصرية تمثال الملكة الموجود في أحد المتاحف الألمانية بحجة الخوف عليه من التلف أثناء نقله.

وكان هذا الرفض الألماني سببا في غضب مسؤولي المجلس الأعلى للآثار، ولاتزال المطالبات المصرية مستمرة ولم يحسم الأمر بعد حتى الآن... فقد بدأ في نوفمبر الماضي ولايزال مستمرا حتى العام 2008.

شهد المؤتمر التاسع لاتحاد الآثاريين العرب، والذي عقد في نهاية العام 2006 ، جدلا خارج جدول أعماله الرسمي بعد أن أعلن الباحث الأثري أحمد عبدالكريم الجوهري، وهو من الإمارات، عن تفسير غريب للوحة مجهولة قال إنها تضم نقشا يربط بين النبي موسى وفرعون مصر والمسيخ الدجال،

وهي لوحة تضم 10 صور متداخلة وكتابات بالخط التمودي والسرياني والكنفاني... وبعد هذا الإعلان أصبحت هذه اللوحة مسارا للجدل بين علماء الآثار، فكان من بينهم المؤيد والمعارض للتفسير الديني الخاص بعبدالكريم الجوهري لها.

وفي شهر مارس الماضي خضعت اللوحة لدراسة من قبل آثاريين أوروبيين وتكتم مسؤولو الاتحاد العام للآثاريين العرب على تفاصيل دراسة اللوحة أو البلد الذي اجريت فيه الدراسة... وفي الشهر نفسه قام وفد أثري من المجلس الأعلى للآثار بزيارة دولة الإمارات لمعاينة الكشف قبل ذهابه إلى إجراء الدراسة عليه.

وفي مؤتمر صحافي أعاد الباحث الإماراتي الجدل مجددا في شهر مايو حيث أوضح أن اللوحة خضعت في فرنسا للفحص بالكربون المشع والطاقة النووية، وتم الاستعانة بخبراء من جامعة اكسفورد والجامعة الإيطالية، وكان الجميع مبهورين من تقنية اللوحة الهائلة وتوصلوا إلى أن عمر اللوحة يعود إلى 22 ألف سنة قبل الميلاد، وأن ذلك لا يمكن أن يكون لبشر.

مشيرا إلى أن هذا العمر الذي أكدته الدراسة وأعلن عنه الجوهري في مؤتمر صحافي يثبت الفرضية الإسلامية بأن هذه اللوحة من صنع الجان الذين استعان بهم النبي سليمان عليه السلام.

واستمر الجدل حتى شهر نوفمبر الماضي حيث رفضت مصر تبني هذه اللوحة وعرضها، وبدأت مجموعة من الدول الأجنبية في الدخول في مفاوضات مع مالك اللوحة لعرضها في متاحف هذه الدول مقابل مبالغ مالية خيالية. وقد أوضح الجوهري أن الطلبات المقدمة له لعرض اللوحة بالخارج هي من أشخاص يعتقد أنهم يتبعون منظمات يهودية كانت تريد أخذ اللوحة إلى أوروبا... ورفض الجوهري هذه العروض.

مؤكدا أن اللوحة ليست للبيع أو للعرض خارج الدول العربية لتأكده من أنها إذا خرجت فلن تعود... ولايزال مصير هذه اللوحة غير معلوم حتى الآن، وهو الأمر الذي قد يتضح في العام الجديد.


القبض على مدير

مكتب وزير الثقافة




أثارت قضية القبض على مدير مكتب وزير الثقافة ورئيس صندوق التنمية الثقافية في مصر أيمن عبدالمنعم ومدير صندوق إنقاذ آثار النوبة حسين أحمد حسين ثم مدير الشؤون الفنية والهندسية بالمجلس الأعلى للآثار عبدالحميد قطب ارتباكا كبيرا داخل الوزارة، وقد تمت إجراءات القبض على المتهمين عبدالمنعم وحسين في شهر سبتمبر الماضي ولحق بهما قطب بعد ذلك.

وكان ضمن المتهمين 6 مقاولين متهمون بدفع رشاوى لهولاء، وقد أحيل المتهمون إلى محكمة الجنايات بعد أن نسبت النيابة لهؤلاء تهمة الحصول على رشوة مقابل الإخلال بواجبات وظائفهم بأن حصلوا من المقاولين على مبالغ مالية على سبيل الرشوة قدرها 928 ألف جنيه مقابل إرساء وتطوير مسرح دمنهور ومسرح الهناجر بدار الأوبرا،

كما قام رجال الأعمال بأعمال تشطيبات للمتهمين بشققهم ومنحهم قطعة أرض لأيمن عبدالمنعم في الفيوم وتشطيب فيلته بمارينا.... وكانت الرقابة الإدارية قد أجرت تسجيلات للمتهمين على مدى ثلاثة أشهر سابقة على القبض عليهم حيث تم إبلاغ النيابة التي باشرت التحقيق وتم ضبط عدد من المستندات الدالة على وقائع الرشوة لدى المتهمين، وتم مواجهتهم بالتسجيلات الصوتية.

وقد تمت إحالة المتهمين إلى محكمة الجنايات في نهاية شهر نوفمبر الماضي، ولاتزال القضية مستمرة ومطروحة حتى الآن... وقد تنتهي في العام 2008.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي