تحقيق / المواطنون لجأوا إليها هربا من عمليات النصب داخل الحراج

بيع السيارات المستعملة في الساحات الترابية ... موضة رائجة!

تصغير
تكبير
| تحقيق وتصوير غانم السليماني |
تحولت بعض الساحات الترابية داخل المناطق السكنية الى اسواق رائجة لتجارة السيارات المستعملة، يجد فيها كل من البائع والمشتري مكانا آمنا للعرض والشراء بعيدا عن «شريطية» سوق الحراج الذين يمارس بعضهم النصب بشتى الحيل والألاعيب على البائع والمشتري، فالبائع يوهمونه بأن سيارته لا تساوي شيئا ويبدأون في عد عيوب السيارة أمامه حتى تهون في نظره ويقبل ببيعها بثمن بخس أقل كثيرا من قيمتها الحقيقية، أو العكس قد يتفقون مع صاحب السيارة الرديئة التي لا تساوي شيئا ويحبكون تمثيلية على الزبائن فيقوم احدهم بعرض سعر مرتفع لها ولا يقبل به البائع حتى يسقط ضحية ممن يشاهدون هذه التمثيلية فيتقدم بسعر اعلى وهنا يقبل البائع ويشتري السيارة الرديئة دون فحص ليبدأ بعد ذلك في دوامة من المشاكل تنتهي ببيع هذه السيارة بالخسارة، اما في هذه الساحات الترابية داخل المناطق فعملية البيع والشراء تتسم بالصدق حيث لا يمانع البائع في الذهاب مع الزبون الى المكان الذي يحدده لفحص السيارة، ولا يوجد «شريطي» يمارس فيها النصب.
ومن الاسباب التي ساهمت في انتشار ظاهرة بيع السيارات في الساحات الترابية ايضا مغالاة مكاتب السيارات في الاسعار، فالزبون يجد فرقا كبيرا في السعر بين المكاتب والسيارات المعروضة في العراء مع انها قد تكون بنفس النوع ونفس سنة الموديل، كذلك وجود السيارات المعروضة طوال الاسبوع وفي اي وقت بالليل او النهار ساهم في انتشار الظاهرة... وفي التالي المزيد:

سعود الظفيري يرى أن «ظاهرة بيع السيارات في الساحات العامة أفضل بكثير من الذهاب إلى الحراج أو مكاتب السيارات التي تبالغ في الاسعار ناهيك عن عمليات النصب التي تحصل في الحراج من قبل بعض الشريطية كما تستطيع فحص السيارة على راحتك في أي وقت تريد».
وأفاد أن البائعين يقومون بنزع لوحات السيارة المعدنية لئلا يتم تحرير مخالفات مرورية من رجال وزارة الداخلية وهذه إحدى الحيل التي يلجأ اليها الباعة.
من جانبه قال عبدالله الشايجي «حضرت لاشتري سيارة وفضلت التوجه إلى الساحات الترابية في المناطق السكنية هربا من غلاء المكاتب وحراج السيارات الذي يعمل في أوقات محددة، أما في الساحات فالسيارات معروضة 24 ساعة وبأنواع مختلفة مشيرا إلى أن أيام العطل تشهد ازدحاما كون الموظفين يعرضون سياراتهم للبيع أيام العطل ويأخذونها بعد انتهاء العطلة ليستخدموها إذا لم تبع.
أما محمد موسى فكان له رأي آخر فقال «أتمنى أن ترخص البلدية أماكن لبيع السيارات في جميع المحافظات وتحديدا في الساحات الترابية ويتم أخذ رسوم رمزية من السيارات المعروضة» مشيرا إلى أن الساحات الترابية في المناطق السكنية تشهد ازدحاما كبيراً من الراغبين في بيع سياراتهم لاسيما أيام العطل والاجازات.
وأفاد أن بلدية الكويت تشن حملات على السيارات المتوقفة في الساحة التي تقع بجانب سينما الصليبخات، والحملة هي عبارة عن مخالفة السيارات المتوقفة التي يقوم اصحابها بعرضها للبيع عن طريق وضع اعلان صغير فيه نوع السيارة وموديلها وسعرها لعله يجد من يشتريها.
وأكد أن في السنوات الاخيرة اصبح من النادر ان تجد ساحة فارغة الا وبها سيارات معروضة للبيع وبغض النظر عن مدى قانونية عرض السيارة للبيع برغم أن البلدية تشن حملة على السيارات المعروضة للبيع بالساحات الترابية.
من جانبه، قال خالد الخالدي «في الحقيقة حراج السيارات غير لائق وغير نظيف وفيه أتربة وغبار كثيف وغير منظم ولهذه الاسباب الناس تلجأ إلى عرض سياراتهم في الساحات الترابية، إضافة إلى أن حراج السيارات لا يخلو من عمليات النصب والاحتيال كما أن مكاتب السيارات ترفع أسعار السيارات كون المكاتب تعطي رواتب موظفين وتدفع ايجارات ويسعى صاحب المكتب لتعويض هذه الامور ببيع السيارات بأسعار غالية.
من جانبه قال عايد مديح: في الساحات الترابية تأخد راحتك في فحص السيارة في أي وقت وتحضر في المساء لتشاهد السيارات المعروضة التي تضم مختلف أنواع السيارات واذا اخترت السيارة تتصل بصاحبها لتبدأ المفاوضات بعيدا عن الشريطية المتطفلين.
وأفاد أن المكان مزدحم بالزبائن كما أنه لا يخلو من وجود الشريطية الذين يتصيدون السيارات بحثا عن الربح المادي.
من جانبه، قال خالد الجاري ان «أسعار السيارات في الساحات الترابية معقولة ولا يوجد مبالغة كون الراغبين في البيع مواطنين وليسوا شريطية أو أصحاب مكاتب سيارات، إضافة إلى انك تستطيع رؤية السيارة في أي وقت وعلى راحتك تفحص السيارة ولا تدفع مبلغا ماديا «عشاء» للشريطي.
وأكد أن الحراج لا يصلح نهائيا لشراء أو بيع سيارة فهو غير منظم وتوجد فيه فوضى وعمليات نصب كبيرة لا تعد ولا تحصى.
من جانبه، قال مواطن من البحرين راشد الجمرة: لقد حضرت للكويت لشراء سيارة وفضلت التوجه للساحات الترابية كون السيارات المعروضة نظيفة ورخيصة ولا يوجد خداع من قبل البائع كون السيارة أمامك وتراها على راحتك إضافة إلى وجود خيارات متعددة من أنواع السيارات.
من جانبه، قال محمد الخشاب ان «بيع السيارة في ساحات المناطق السكنية أفضل بكثير من سوق الحراج الذي يهضم حق السيارة وتجد هناك من يكسر قيمة سعر السيارة والكثير من الناس يخاف أن يعرض سيارته في الحراج خشية من بعض الشريطية النصابين».
وأضاف: انا من الناس لا أحب أن يراني أحد في سوق الحراج لئلا يقولوا عني أنني شريطي إضافة إلى ان الحراج بعيد عن منطقتنا وفيه فوضى ناهيك عن الغبار وعدم النظام.
من جانبه، قال عايد عطوان: انتشرت بشكل ملحوظ ظاهرة عرض السيارات المستعملة في المناطق السكنية معلقة عليها كلمة «للبيع» مع تدوين رقم الهاتف وسعر السيارة، مشيرا إلى أن هناك من يعلق هذه العبارة على سيارته من دون الحاجة إلى إيقافها، ويعرض سيارته أمام زبائن عدة بحكم تجوله بسيارته في أكثر من مكان.
وزاد أن البيع بهذه الطريقة بهدف الهرب من طمع «الشريطية»، أو طرق التحايل التي يتقنونها مع زبائن وهميين أو أصدقاء لهم في صورة زبائن يقومون بمهمة واحدة وهي خفض السعر الذي يطلبه صاحب السيارة أو ما يتعارف عليه بينهم بعبارة «تكسير السعر».
من جانبه، قال بندر ثنيان ان البيع في ساحات المناطق السكنية فيه صدق من قبل البائع والاطمئنان من المشتري على «نظافة» السيارة.
وأشار الى أن البيع في الساحات الخاصة بالمناطق السكنية لا يلزم صاحب السيارة الذهاب إلى معرض بيع السيارات والوقوف إلى جانب سيارته ليعدد أمام الزبائن صفات سيارته، بالإضافة إلى عدم وجود وسيط «الشريطي» بين البائع والمشتري، وذلك يبعث على الأمان والثقة في نفس المشتري الذي طالما ينخدع في «الشريطية».
هذه الطريقة في بيع السيارات تجنب الزبائن نصب «الشريطية» الذين يتسببون في بيع سيارات تالفة إلى زبائن ليست لديهم أدنى خبرة في السيارات، وبأسعار عالية، إلى جانب أنهم يعملون أحيانا على تكسير سعر السيارة بهدف شرائها لهم ثم بيعها إلى الآخرين بفائدة بهدف الكسب الكبير على حساب المغفلين.
ويؤكد علي الرويعي: من سنوات وأنا أعرض سياراتي في ساحات المناطق السكنية وأتلقى أكثر من 40 اتصالا في اليوم الواحد للاستفسار عن السيارة المعروضة، مشيرا إلى أن البيع يكون دائما برضى الطرفين بخلاف ما يحدث في معارض بيع السيارات حيث يكون «الشريطي» هو الطرف الأكثر فائدة، لافتا الى انه لا يضع سيارته في موقع معين، بل ينوع في أماكن العرض، مشيرا إلى أنه بمجرد إيقاف سيارته تنهال عليه الاتصالات دلالة على نجاح طريقة البيع بهذا الأسلوب.
وزاد إن طريقة بيع السيارات من خلال عرضها في الشارع تكون من دون الخداع أو الكذب، الذي يسلكه بعض «الشريطية» بهدف البيع السريع.
وأشار إلى أن بعض «الشريطية» يقومون بالاتفاق مع بعض أصدقائهم ليتقمصوا دور الزبائن فيضعون «السوم» على السيارة بهدف إيهام صاحب السيارة بأنها لا تستحق أكثر من ذلك، ويخدعون بعض المساكين الذين ليست لديهم خبرة في بيع وشراء السيارات.
وأشار إلى أن الكثير من الناس يشتكون من تصرفات بعض الشريطية الذين لم يراعوا الله في ما يقومون به من تصرفات لا يرضاها الله ولا رسوله حيث يغشون ويدلسون.
وأكد الرويعي: أسعى لبيع سياراتي المستعملة، من خلال عرضها على الطرقات والأرصفة والساحات الفارغة في مختلف أنحاء الكويت وهذه سيارات من مختلف الأنواع والموديلات، مشيرا إلى أن سوق السيارات المستعلمة ينشط صيفا، حيث يشهد عرضا زائدا مع انخفاض في الطلب.
ويلاحظ أحمد هويدي إقبال بعض المواطنين على بيع سياراتهم في الساحات والأماكن العامة بهدف الحصول على فائدة.
وأكد أن هذه الحالة توجد أيضا عند بعض الوافدين، حيث يفضلون بيعها وبقاءها في الشارع تحت أشعة الشمس بدلا من الذهاب إلى حراج السيارات.
وأوضح أن هذه الظاهرة تزيد العرض في السوق، وبالتالي تؤدي إلى انخفاض أسعار السيارات بنسب تتراوح بين 10 في المئة و20 في المئة وَفق السعر الإجمالي و حجم سوق السيارات المستعملة في الكويت، حيث نجد الموظفين يمتهنون بيع وشراء السيارات في أوقات فراغهم.
وبين أن السيارات الرخيصة التي تتراوح أسعارها ما بين 1500 و5 آلاف دينار تنخفض أسعارها في هذا الموسم (الصيف) ما بين 200 إلى 300 دينار، في حين ترتفع هذه القيمة بين 500 وألف دينار في السيارات الفارهة.
وأشار إلى أن البيع يتركز على السيارات الرخيصة، أو منخفضة الثمن، حيث يعمد الكويتيون إلى بيعها والسفر بثمنها، ومن ثم الشراء من جديد بعد العودة.
وأكد أن هذه الحالة لا توجد بين الوافدين إلا بحالات نادرة، وإن وجدت فسببها ليس الحصول على المبلغ نقدا للسفر، وإنما لغايات التجديد، والتي يربطها البعض بالعودة بالإجازة الصيفية.


عقوبات بلدية الكويت


للبلدية الحق في ضبط المركبات وحجزها لديها ويحق لها بعد مضي ثلاثة أشهر من تاريخ الضبط وعدم تقدم صاحبها لاستردادها وسداد مستحقاتها أن تبيع المركبة بالمزاد العلني وتخصم تلك المستحقات من ثمنها.
وتخلي البلدية مسؤوليتها عن حدوث أي أضرار للمركبة أثناء عملية الرفع أو النقل أو الحجز وعلى أصحاب المركبات المهملة والسكراب نقلها إلى الأماكن التي تحددها البلدية، ولا يجوز تركها في الشوارع وعلى الأرصفة وفي الساحات والميادين العامة، وللبلدية أن تنذر أصحاب المركبات المهملة والسكراب برفعها خلال 48 ساعة وذلك بوضع علامة عليها تفيد ذلك.
ويحظر إشغال الشوارع والميادين والساحات العامة بالمركبات المعروضة بقصد البيع وللبلدية أن تنذر أصحاب المركبات برفعها خلال 24 ساعة وذلك بوضع علامة عليها تفيد ذلك.


كيف تعرف الشريطي النصاب؟

هناك أفعال يمارسها الشريطي النصاب ينخدع بها الزبون نجملها في ما يلي:
- دائماً تجد الشريطي يخفي عن الناس أنه شريطي فمرة تجده (حاسر) ومرة لابس (طاقية) ومرة (نظارة سوداء) ومرة (كاشخ).
- يقوم بالدوران حول السيارة وبعد خمس دقائق تقريبا يقول لك: إن السيارة لا تساوي شيئا.
- في بعض الأحيان تجد الشريطي معه ولد صغير ( ابنه ) حتى يبعد الشبهة عن نفسه.
- دائماً ما يبخس ثمن السيارة حتى لو كانت جديدة وينزل سعر السيارة إلى أبخس الأثمان.
- تجد الشريطي يحاول ان يركب السيارة أو يقول لك «انزل بسوقها».
- يقول لك: سيارتك غير مرغوب فيها وأن سوقها «نازل» وبها ألف علة وعلة.
- أسئلة الشريطية دفعة واحدة كم موديل السيارة... كم ماشيه... كم مسيومة... كم حادها.
- لا تقل لشريطي عن سيارتك ان فيها كذا وكذا واتركه يكشف السيارة وإذا سألك عن شيء قل له «الموتر قدامك».
- الشريطي إذا ارد بيع سيارته يتعمد ترك اشياء في السيارة توحي بانها سيارة عائلة مثل كرسي الطفل المثبت على المقعد الخلفي او رضاعته او بعض احذيته او ما يخص النساء كالعباءات.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي