تقرير / سوزمان عازم على التواصل مع الجالية الإسلامية

السفير الأميركي الجديد في لندن يعترف بـ «تذيّل» بلير لبوش

تصغير
تكبير
|لندن - من الياس نصرالله|
أثار لويس سوزمان، السفير الأميركي الجديد لدى بلاط سانت جيمس الملكي البريطاني، ضجة واسعة بإعلانه ضرورة العمل على تقوية العلاقات بين واشنطن ولندن أكثر مما هي عليه. فالطريقة التي تحدث فيها سوزمان عن الموضوع أوحت بأن العلاقات ليست على ما يرام وبحاجة من جديد إلى تقوية وتعزيز.
وما ادهش المراقبين السياسيين، أن السفير أشار بالتحديد إلى نقطة الضعف في هذه العلاقات وهي الطريقة التي تعامل بها رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير مع الرئيس الأميركي السابق جورج بوش، وموافقة بلير حتى من دون «استفسار» على كل ما طلبه منه بوش.
جاء ذلك في مقابلة أجرتها مع سوزمان صحيفة «فاينانشال تايمز»، أعاد فيها السفير إلى الأذهان ذكريات سيئة سعت حكومة رئيس الوزراء غوردن براون، على مدى العامين الأخيرين، الى محوها، واعتبرها البعض وصمة عار في جبين السياسة البريطانية لأنها تميزت بتذيل الحكومة في عهد بلير خلف الإدارة الأميركية والمخططات الجهنمية للمحافظين الجدد بقيادة بوش على الساحة الدولية، بالزج ببريطانيا في حربي أفغانستان والعراق اللتين ما زال البريطانيون يعانون منهما حتى اليوم من دون توقف منذ العام 2001، علاوة على تراجع بريطانيا عن الاندماج الكلي في الاتحاد الأوروبي وتبني اليورو، كعملة أوروبية موحدة، الأمر الذي أفرح الأميركيين الذين يرون في الاتحاد منافساً كبيراً لهم على الصعيدين السياسي والاقتصادي، لكنه في المقابل ترك أثرا كبيراً على مستقبل الاتحاد وعلى الاقتصاد البريطاني في شكل عام.
وأكد سوزمان: «قد يقول البعض أن العلاقة بين البلدين لم تكن صحية. فالكثيرون هنا في المملكة المتحدة يعتقدون أنها لم تكن صحية لأنها كانت من دون اعتراض ومشاركة في اتخاذ القرارات. نحن لسنا قوة لكم الأفواه، ولسنا قوة مستأسدة. نريد بناء شراكة، نريد الاستماع، نريد التشاور، نريد التعاون، وهذا ما سأقوم به».
وكانت صراحة سوزمان شديدة لدرجة أنه انتقد السياسة الخارجية التي انتهجتها الإدارة السابقة التي برأيه قادت الولايات المتحدة نحو «8 سنوات صعبة بالنسبة الى اميركا في الخارج. فأي شخص لا يوافق على هذا الرأي يكون لا يرى الواقع».
وحملت المقابلة مع السفير الأميركي، مفاجأة إضافية عندما أعلن عن اهتمامه بالجالية الإسلامية في بريطانيا التي يراوح عدد أفرادها بين 2 و3 ملايين مسلم قدِموا الى العيش في بريطانيا من مختلف أنحاء العالم الإسلامي والتي كانت أجهزة الأمن الأميركية حذرت في الماضي أن العناصر المتطرف من أبناء هذه الجالية يشكلون خطرا على أمن الولايات المتحدة لسهولة تحركهم بجوازات السفر البريطانية التي تتيح لحامليها حرية الدخول إلى الولايات المتحدة.
وأكد سوزمان: «علينا أن نتواصل مع الجالية الإسلامية بطريقة غير سطحية وجدية. إنني عازم على التحدث مع الناس في المساجد وفي الوسط الأكاديمي وطلاب الجامعات». وألمح إلى أن «الولايات المتحدة تجاوزت الأزمة الديبلوماسية التي نتجت بعد إفراج الحكومة المحلية في إقليم اسكوتلندا بموافقة الحكومة البريطانية عن عبدالباسط المقرحي، المدان الليبي بتفجير طائرة الركاب الأميركية فوق لوكربي»، مستبعدا أن تلحق هذه الأزمة ضرراً بالعلاقات بين بريطانيا والولايات المتحدة». وقال: «لا أعتقد أن الناس سيتوقفون عن لعب كرة الغولف في اسكوتلندا واحتساء الويسكي الاسكوتلندي. أنا بالتأكيد لن أتوقف عن القيام بذلك. وأعتقد أنه يجب النظر إلى الأمر من منظار عام وشامل. إننا شركاء لا مثيل لنا لبريطانيا في كل جهودنا الاستخبارية. ونحن شركاء لا مثيل لنا في كل الجهود العسكرية... وعندما أنظر إلى هذه العلاقة الخاصة أرى الأمور الكبيرة فيها».
وكان اختيار الرئيس باراك أوباما لسوزمان سفيرا له في بريطانيا في مارس الماضي أثار ضجة واسعة في الولايات المتحدة، حيث اتهمت أوساط عدة الرئيس الأميركي بأنه يناقض المثل التي كان ينادي بها خلال الحملة الانتخابية وبدأ بمحاباة المقربين منه ومكافأتهم على دعم حملته للوصول إلى البيت الأبيض.
فسوزمان محام برز كرجل أعمال ناجح ويرتبط بعدد من البنوك والشركات التجارية الأميركية الكبيرة، وقبيل تسلمه منصب السفير تخلى عن منصبه كنائب رئيس واحدة من أكبر المجموعات المصرفية في العالم «سيتي غروب كوربوريت أند إنفستينغ بانكنغ». واعترف أوباما إبان حملته الانتخابية بأن سوزمان تبرع بمبلغ نصف مليون دولار لدعم الحملة.
ولفتت وسائل الإعلام البريطانية لدى تسلم سوزمان المنصب إلى جذوره الإيرلندية ومشاركته مع زوجته مارغي في دعم صندوق تطوير خاص بالجمهورية الإيرلندية، ولاء منهما لأجدادهما الذين يتحدرون من أصل إيرلندي.
وكان سوزمان أثار ضجة في وسائل الإعلام البريطانية عندما أعلن حال وصوله إلى لندن أنه يرفض دفع مبلغ 3 ملايين جنيه استرليني لمصلحة بلدية لندن ترتب على السفارة الأميركية وديبلوماسييها جراء مخالفات السير التي تعتقد السفارة أنها معفية منها نتيجة الحصانة الديبلوماسية التي يتمتع بها أفراد البعثة الديبلوماسية الأميركية.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي