«الراي» التقتها في حيّ السيدة زينب الشعبي العريق

حسناء المكوجية: حكايتي تحدٍ للظروف وانتصار على الرجال

تصغير
تكبير
| القاهرة - من أحمد عبدالعظيم |
يكفيك سؤال واحد في حيّ السيدة زينب الشعبي العريق «بالقرب من وسط العاصمة المصرية» عن «السبعينية» حسناء المكوجية، لتجد العشرات يتطوعون عن طيب خاطر لارشادك.
هي أشهر مكوجية في القاهرة «حسناء محمد»، والبالغة من العمر «75 عاما»، تعمل بهمة ونشاط وفي مهنة احترفها الرجال، ولاتزال تعمل رغم ادراك الشيخوخة لها وتصر على استخدام الطريقة القديمة في العمل والتي عفى عليها الزمن وهي المكواة الحديدية التي يتم تسخينها على النار وترفض استخدام المكواة الكهربائية.

ومن بين أكوام الملابس، تقف حسناء وحدها تجيب عن أسئلتنا بابتسامة قوية هادئة قائلة: بداية عملي في هذه المهنة منذ 45 عاما، واخترتها لحبي لكيّ الملابس فهي هوايتي منذ الصغر، فقد كنت أقوم بكيّ ملابس جميع أفراد أسرتي وعائلتي، وبعد زواجي وانجابي «5» أطفال عرضت على زوجي البائع في أحد محال الأقمشة بالعتبة «وسط القاهرة» أن أحترف مهنة الكيّ لمساعدته في تكاليف الحياة فوافق واستأجرت محلا قريبا من مكان سكني بمنطقة السيدة زينب واشتريت مكواة حديدية بـ «5» قروش وموقد كيروسين بقرشين صاغ وطاولة خشبية وبدأت العمل.
وأضافت في حوارها مع «الراي»: كنت ولاأزال السيدة الوحيدة التي اختارت هذه المهنة، وكان من الطبيعي أن أُقابل برفض من قبل الزبائن الذين ظلوا فترة طويلة يشككون في قدراتي ولا يثقون في عملي، كما استهجن أصحاب محال الكيّ من الرجال وقوفي كمكوجية وحاولوا ممارسة ضغوط على زوجي لمنعي من العمل فرفض بل وشجعني.
واستكملت قائلة: هكذا كانت البداية مليئة بالتحديات التي واجهتها، فأعلنت قائمة أسعار مخفضة جدا عن أسعار باقي المحال وعندما تعامل معي الزبائن وتأكدوا من جودة عملي استمروا معي وتزايد عددهم وزاد ربحي حتى تملكت المحل الذي كنت أستأجره.
لاتزال حسناء تحتفظ بالمكواة الحديدية على الرغم مما تتكبده من جهد في التعامل بها وترفض المكواة الكهربائية، فهي ترى أن الأولى تؤدي الى نتيجة أفضل في العمل، حيث يستمر أثر الكيّ على الملابس فترة أطول.
وترفض حسناء مساعدة زوجها وأبنائها في العمل، فهي ترى أنها تعمل لمساعدتهم في حياتهم وليس العكس، ونجح أبناؤها في المراحل الدراسية والتحقوا بالجامعات وهم الآن يشغلون مراكز مرموقة، مؤكدة أنها تؤدي رسالتها تجاه أسرتها بطيب خاطر وهي الآن تساعد أحفادها بنفس الحماسة التي كانت تساعد بها أبناءها.
حسناء تفضل العمل في الشتاء فحرارة الصيف بالنسبة لها معوقة ومزعجة، ولهذا فهي لا تعمل في الصيف الا في الصباح الباكر أو المساء.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي