مستنفرون دائما لإخماد الحرائق وعيدهم نار ودخان وفرحتهم هي إنقاذ أرواح المستغيثين

رجال الإطفاء يحذرون من «الجراغي» في العيد

تصغير
تكبير
|كتب غانم السليماني|
رجال الإطفاء في أيام العيد خلية نحل لا تكل ولا تهدأ على مدار الساعة مستنفرين لإخماد الحرائق وعيدهم نار ودخان وفرحتهم هي إنقاذ أرواح المستغيثين من لهيب النيران لاسيما في فترة العيد حيث تكثر الحرائق التي يسببها الاطفال الذين يلهون بالألعاب النارية «الجراغي» تعبيرا عن فرحتهم بالعيد متجاهلين أنه يمكن أن تنقلب هذه الفرحة والاثواب الجميلة الى كتلة من النيران والى حزن بسبب تلك القنابل التي يحملونها في أيديهم الطرية، بعد أن أكدت دراسات طبية ان الأطراف تعد أكثر المناطق تعرضاً للأذى لدى استخدام الألعاب النارية، فيما تتأثر منطقة الرأس والوجه على نحو أكثر خطورة.
«الراي» زارت مركز اطفاء الجهراء لرصد رأي الاطفائين في خطورة هذه الظاهرة التي تنتشر في العيد... وفي ما يلي حصيلة هذا الرصد:

في البداية قال الاطفائي فواز الوزق ان «رجال الإطفاء لا يعرفون الراحة سواء في فترات العيد أو العطل ودائما وابدا نكون مستعدين في اللحظات الحرجة التي تتحتم علينا أن نؤدي مهام عملنا في إنقاذ الآخرين بالطرق الصحيح عن دراسة وفهم لحقيقة الموقف».
وأضاف الوزق أن «تجمهر الجمهور أمام أي حادث من الحوادث يعوق الدور المنوط لرجال الإطفاء ويعرقل أعمالنا التي تقلل الخسائر سواء كانت بشرية أو مادية بالقدر المستطاع».
وأشار الى أن الجميع شهد لرجال الإطفاء في الحادث المأسوي في عرس العيون في الجهراء بدورهم وكفاءتهم، مشيرا الى أن من أهم الأسباب التي أدت الى زيادة عدد الضحايا ما حدث من عرقلة لرجال الإطفاء من المتجمهرين لأنهم كانوا يعتقدون أنه يساعد في تقليل أو الحد من الكارثة إلا أنهم كانوا السبب الرئيسي في زيادة عدد المتوفيات.
وأوضح الوزق أن حركة رجال الإطفاء في موقع الحدث تأتي بناء على دراسة لموقع الحدث والتدخل بالشكل والطرق الصحيحة في معالجة الموقف، وأن ما يحدث من تدخل الآخرين بالطرق العشوائية وغير المنظمة وغير المتعاونة كل هذه التصرفات تزيد من الخسائر ويصدق القول « الباطل الذي يراد به حق».
وقال ان «هناك حالات إصابات تحدث لرجال الإطفاء من جراء إنقاذ ارواح الأفراد وإنقاذ ممتلكات الغير، لكن رجال الإطفاء لا يخافون ولا يعرفون الخوف في عملهم لان طبيعة عملهم لا تستدعي الخوف والتراخي في العمل، وانما تتطلب الجراءة والسرعة في العمل من أجل الآخرين».
من جانبه، قال سعد الرويعي ان «مهام رجال الإطفاء تحتاج الى قوة جسمانية من اجل القدرة على تحدي المخاطر، لان عمل رجال الإطفاء غالبا ما يكون في ظل ظروف قاسية، لذ يتطلب الأمر التدقيق في منتسبي رجال الإطفاء».
وحول مدى الجهوزية لرجل الأطفاء خلال أيام العيد قال الرويعي «لا نفرق في الايام لان الحريق قد يحدث في أي وقت»، مشيرا الى أن أيام العيد تحصل حرائق بسبب الألعاب النارية ومشكلة عدم ضمان سلامة استخدام تلك الألعاب النارية من قبل الصغار.
وبين الرويعي أن من أصعب المواقف التي واجهها كان حريق عرس الجهراء، مشيرا الى أن الصعوبة ليست في مواجهة الكارثة بل في التعامل مع المتجمهرين الذين يحاولون المشاركة في الإنقاذ، لأنهم يعوقون عمل رجال الإطفاء ما يؤدي إلى زيادة عدد الضحايا.
ولفت الرويعي إلى ضرورة عمل حملة توعوية للمواطنين بأهمية دور رجال الإطفاء من أجل إفساح المجال أمام رجال الإطفاء لتأدية عملهم وواجبهم المنوط بهم بالطرق الصحيحة وبأحدث الأساليب والطرق المتبعة في كافة دول العالم المتقدمة في مجال الإطفاء.
من جانبه، قال علي المري ان «مشكلة رجال الاطفاء في العيد هي الحرائق التي تسببها المفرقعات او مايسمى بالالعاب النارية التي تعتبر خطرا يحدق بالأطفال والمراهقين وهي ممنوعة، ونهيب بالأهالي عدم السماح لأبنائهم وأطفالهم بشراء هذه الألعاب لخطورتها البالغة عليهم، والتي قد تلحق الضرر بهم، خاصة أن العديد من الحوادث سجلت بسبب هذه المفرقعات».
وزاد «الكويت تمتلك أفضل واحدث المعدات وأجهزة الإطفاء في العالم العربي ومنطقة الخليج»، مشير إلى الكفاءة المهنية التي يتمتع بها رجال الإطفاء في الكويت لأنهم يحصلون على دورات تدريبية متقدمة تطلعهم على أفضل الطرق في مقاومة الكوارث والحوادث والحرائق والتقليل من الخسائر في الأرواح والخسائر المادية.
وقال المري ان «رجال الإطفاء في الكثير من الكوارث والحوادث يعرضون أنفسهم إلى الخطر من أجل إنقاذ الغير، وفي كثير من الأحيان يكون من ضمن الضحايا شهداء من رجال الإطفاء وهم يحاولون إنقاذ الآخرين»، مشيرا الى أنه على الجميع أن يعرف ما يقوم به رجال الإطفاء من جهد وتضحية.
ومن جانبه، أوضح مشعل الخالدي أن ما يعرف بـ« الجراغي» قد تتسبب في حروق وتشوهات في أجساد الأطفال، الذين لا يدركون مدى الأضرار والمخاطر التي قد تسببها هذه الألعاب، مشددا على أهمية دور الآباء في مراقبة ومتابعة أطفالهم وتوعيتهم بعدم اقتناء الألعاب النارية لخطورتها، حفاظا على سلامتهم حتى لا تنقلب أفراحهم إلى أحزان.
وبين الخالدي أن في فصل الصيف في الكويت تزداد الحرائق نظرا إلى ارتقاع درجة الحرارة، وانصهار بعض أسلاك الكهرباء في الكثير من الأماكن خصوصا المناطق الصناعية من الكويت لان الأسلاك شبه متهالكة ويجب تغييرها.
ومن جانبه، قال مساعد يوسف الشمري ان «هناك تخاذلا وتراخي من قبل بعض المواطنين تجاه المخاطر الناجمة عن تداول الأطفال الصغار لهذا النوع من المواد الخطرة، والتي تتنوع أشكالها وأنواعها، كما أن العديد منها لا يحقق معايير السلامة فيما يتعلق بالمواد المكونة لها».
وأكد على أن رجال الإطفاء لا يتأخرون في أداء مهمتهم الانسانية كما أن عملهم محفوف بالمخاطر لأنهم يتعاملون مع الحرائق والكثير من الحوادث التي تتطلب التركيز وعدم التدخل من الآخيرين، مبينا أن من اخطر الأشياء التي تعوق عمل رجال الإطفاء هو التدخل من قبل الجمهور الذي يؤدي الى تأخير السيطرة على الحريق.
ولفت الى أن بعض رجال الإطفاء يسقطون ضحايا وشهداء في بعض الحوادث والحرائق، لان رجال الإطفاء يضحون بأرواحهم من أجل إنقاذ الآخرين، ومن الواجب أن يعامل رجال الإطفاء بنفس المعاملة التي يتعامل بها رجال الشرطة أوالدفاع وبنفس المستوى.
وبين أنه «من اجل تفادي الحرائق التي تسببها الالعاب النارية في المستقبل يجب على الجميع أن يلتزم بشروط الأمن والسلامة التي وضعت من اجل سلامة الآخرين والمحافظة علي الأرواح والممتلكات»، مشيرا الى ان الإدارة العامة للإطفاء تتبع احدث الطرق والوسائل في مكافحة الحرائق والحوادث، وتمتلك أفضل واحدث الأدوات في مجال الإطفاء على مستوى للعالم.
وأضاف أن «الإدارة العامة للإطفاء في الكويت تملك القدرة والأدوات التي تأهلها لمقاومة اكبر الحرائق والكوارث، كما تملك القوة البشرية التي تقدر على التعامل مع كافة الحرائق والحوادث،لان هناك دورات تدريبية تقام كل فترة لزيادة كفاءة رجال الإطفاء واطلاعهم على أحدث الطرق والوسائل في مكافحة الحرائق والحوادث الأخرى».
بدوره قال محمد العنزي ان «رجال الإطفاء دائما يحذرون من انتشار استخدام الألعاب النارية في المناسبات الوطنية وحفلات الزفاف، ونطالب بالتشدد في تطبيق القانون وفي شروط وأدوات الأمن والسلامة في استخدام تلك الالعاب، لان التشدد في تلك الإجراءات يساعد على تفادي الحرائق والحوادث التي تتعرض لها أرواح وممتلكات الغير».
وطالب العنزي بعمل حملة توعوية في كافة وسائل الإعلام بدور رجال الإطفاء والمهام الموكلة اليهم من إنقاذ الآخرين وممتلكاتهم، وإلى ضرورة إفساح المجال أمامهم وتسهيل مهامهم وعدم التدخل في شؤون عملهم، وعدم التجمهر حول الحرائق وأماكن الحوادث، لان هذا يؤدي إلى زيادة الخسائر سواء في الأرواح أوالممتلكات.
من جانبه، قال عبدالوهاب العريفان ان «من بين الألعاب النارية الخطرة جدا تلك التي تشبه القنابل اليدوية وتصدر انفجارا مهولا قد يؤدي للوفاة وإلحاق الضرر بمن يتعرض لهذا الانفجار».
وزاد أن «الانجراف خلف رغبات الأطفال واقتناء الألعاب النارية، خصوصا هذه الأيام التي يكثر فيها بيع وشراء الألعاب «الجراغي»، التي تشكل تهديدا حقيقيا يهدد سلامة مستخدميها، وتحديدا الأطفال، الذي قد تتسبب في حروق وتشوهات في أجساد الأطفال، الذين لا يعون أو يدركون الأضرار والمخاطر التي قد تسببها هذه الألعاب.
وشدد العريفان على أهمية دور الآباء في مراقبة ومتابعة أطفالهم وتوعيتهم بعدم اقتناء الألعاب النارية لخطورتها، حفاظا على سلامتهم حتى لا تنقلب أفراحهم إلى أحزان.
وأفاد أن رجال الإطفاء يعرضون حياتهم للخطر وهذا واجبهم ولا يمكن أن يكون هناك تقصير من جانب احدهم، لكن ما يقال عن ان هناك دوما تأخير من رجال الإطفاء في الوصول إلى موقع الحريق فهذا الكلام عار من الصحة، وان حدث تأخر فهذا بسبب الصعوبات التي نواجهها في الطريق، مشيرا الى أنه في بعض الأحيان تحدث حرائق في أماكن يصعب الوصول إليها نتيجة التجمهر حول الحريق.
وتابع العريفان أن «رجل الإطفاء يعاني الكثير من الصعوبات ويعرض حياته للخطر، والدليل على ذلك حدوث الإصابات في صفوف رجال الإطفاء، وإصابة البعض منهم بإصابات خطيرة».


كيف تحصل حرائق «الجراغي»؟


- القرب الشديد من الألعاب النارية، خاصة بعد إشعال فتيلها.
- فقدان المهارة في سرعة الحركة لدى الأطفال الصغار في وقت إشعال الألعاب النارية.
- الفضول الزائد لدى الأطفال في تفحص كل شيء، خاصة تلك الألعاب التي تم إشعال فتيلها لكنها لم تنفجر أو تُصدر الشرر.
- عدم الابتعاد عن أماكن استخدامها وإشعالها.
- عدم الحرص على قراءة تعليمات الاستخدام الملصقة على تلك الألعاب النارية.
- استخدام الأنواع الرخيصة الخالية من الملصقات التعريفية.
- وضع تلك الألعاب النارية على أسطح ناعمة ومسطحة مليئة بالأوراق أو أوراق الأشجار أو المواد القابلة للاشتعال.
- محاولة إعادة إشعال فتيل أي واحدة بعد فشل إشعالها أول مرة.
- إشعالها في وعاء زجاجي أو حتى معدني.
- عدم الحرص على الإبقاء على دلو من الماء بالقرب من المكان لاستخدامه بسرعة حال حصول حريق.




الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي