عبداللطيف الصريخ / زاوية مستقيمة / يا بوعلي... المشكلة في (أو)!

تصغير
تكبير
أيام الانتخابات الأخيرة لمجلس الأمة التقيت في ديوان المعطش في الصليبخات بمرشح الدائرة الثانية مرزوق الغانم، وقد طالبته وقتها أن يتقدم بمشروع قانون تجريم الطرح الطائفي والعنصري والفئوي في حال وصوله إلى مجلس الأمة، وقد تعهد وقتها بأن يكون هذا المقترح هو أول المقترحات التي سيتقدم بها حال وصوله لمجلس الأمة.
قبل أيام صدق النائب الفاضل مرزوق الغانم وعده، ووافقت اللجنة التشريعية البرلمانية على الاقتراح بقانون المقدم من النواب مرزوق الغانم، وعلي الراشد، وعبدالله الرومي، وحسين الحريتي، والدكتور يوسف الزلزلة، في شأن حماية الوحدة الوطنية.
ونص الاقتراح بقانون في مادته الأولى على المعاقبة بالحبس مدة لا تتجاوز عامين، وبغرامة لا تتجاوز 20 ألف دينار، (أو) بإحدى هاتين العقوبتين لكل من يعرض الوحدة الوطنية للخطر بالحض على كراهية، أو ازدراء، أو إهانة، أو تحقير، أو تكفير أي فئة من فئات المجتمع بأي وسيلة من وسائل التعبير.

أعتقد يا بوعلي أن القانون المقترح لن يقطع دابر الفتنة ما دامت كلمة (أو) موجودة في ثناياه، لأن هناك من يملك العشرين ألفا وهو مستعد أن يثير الزوائع الفئوية، ويشق الوحدة الوطنية، ويمزق لحمتنا في أي وقت، وقد قالها أحدهم من قبل انه مستعد أن يعطي من يريد أن يرفع عليه قضايا قيمة القضية مسبقاً، وهي (5001 د. ك)!
شخصياً أرى أن تشدد العقوبة أكثر، فالقانون المقترح ترك الخيار للقاضي للاختيار بين العقوبتين، وأنا أقترح أن تحذف كلمة (أو) تماماً، كما أقترح ألا يقل السجن عن عامين في كل الأحوال، حتى تكون العقوبة أكثر ردعاً للمستهترين، ممن وجدوا في تفتيت المجتمع مجالاً رحباً للشهرة، قاتلهم الله أنى يؤفكون!
السادة أعضاء مجلس الأمة المحترمين، إنني على يقين بحسن نية مقدمي الاقتراح، ولكني لا أحسن الظن أبداً باللي بالي بالكم، فهم جنود إبليس، فقد رضعوا من ثديه حتى الثمالة، ولا مانع لديهم من تقطيع أوصال المجتمع في سبيل تحقيق مآربهم الدنيئة مهما كان الثمن، ولربما أتاحت لهم (أو) الفرصة مرة أخرى للرقص على آلامنا وأحلامنا.
في الأفق
قال الشاعر معروف الرصافي:
وقتلته بالقول لا بمهنّدي
والحرب أحرى أن تكون مقالا
د. عبداللطيف الصريخ
مستشار في التنمية البشرية
[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي