سمير الصائمين

تصغير
تكبير
تقرب إلى الله بطاعته
من وصية أمير المؤمنين علي رضي الله عنه لولده الحسن:
اعلم اي بني! ان احدا لم ينبئ عن الله عز وجل كما نبأ به محمد صلى الله عليه وسلم، فارض به رائدا، فاني لم آلك نصيحة ولم تبلغ في ذلك، واني اجتهدت مبلغي في ذلك لعنايتي وطول تجربتي، وان نظري لك كنظري لنفسي، اعلم ان الله واحد، احد صمد، لا يضاده في ملكه احد، ولا يزول ولم يزل، اول من قبل الاشياء بلا أولية، وآخر بلا نهاية، حكيم، عليم، قديم، لم يزل كذلك.
فاذا عرفت ذلك فافعل كما ينبغي لمثلك في صغر خطره، وقلة مقدرته، وكثرة عجزه، وعظيم حاجتك إلى ربك، فاستعن بالهك في طلب حاجتك، وتقرب اليه بطاعته، وارغب اليه بقدرته، وارهب منه برويته، فانه حكيم لم يأمرك الا بحسن، ولم ينهك الا عن قبيح.
نعيم دائم او عذاب مقيم
قال الحسن البصري رحمه الله تعالى: لو علم ابن ادم ان له في الموت راحة وفرجا لشق عليه ان يأتيه الموت لما يعلم من فظاعته وشدته وهوله، فكيف وهو لا يعلم ماله في الموت من نعيم دائم او عذاب مقيم؟!
الاستعانة بالله
أوصى الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه ولده الحسن فقال: يا بني! قدم عنايتك في الامر ليكون ذلك نظرا لديك، لا مماريا ولا مفاخرا ولا طلبا لعرض عاجلتك، فإن الله يوفقك لرشد، ويهديك لقصدك، فاقبل عهدي اليك، ووصيتي لك.
واعلم يا بني! ان احب ما انت آخذ به من وصيتي تقوى الله، والاقتصار على ما افترض الله عليك، والاخذ بما ألقى عليك اولوك من آبائك والصالحون من اهل بيتك، فانهم لم يدعوا ان ينظروا لانفسكم كما انت ناظر وفكروا كما انت مفكر.
ثم ردهم ذلك إلى الاخذ بما عرفوا والامساك عما لم يكلفوا، فإن ابت نفسك ان تقبل ذلك دون ان تعلم ما علموا، فيكون طلبك ذلك بتعلم وتفهم وتدبر، لا بتوارد الشبهات وعلم الخصومات، وابدأ قبل نظرك في ذلك بالاستعانة بالهك عليك والرغبة اليه.
عاقبة الذنوب
قال ابن عباس رضي الله عنهما:
يا صاحب الذنب لا تأمنن من سوء عاقبته، ولما يتبع الذنب اعظم من الذنب اذا عملته، فإن قلة حيائك ممن على اليمين وعلى الشمال، وأنت على الذنب اعظم من الذنب الذي عملته، وضحكت وانت لا تدري ما الله صانع بك اعظم من الذنب.
وفرحك بالذنب اذا ظفرت به اعظم من الذنب، وحزنك على الذنب اذا فاتك اعظم من الذنب اذا ظفرت به، وخوفك من الريح اذا حركت ستر بابك وانت على الذنب، ولا يضطرب فؤادك من نظر الله اليك اعظم من الذنب اذا عملته.
دين ودنيا
قال ميمون بن مهران: ان راهبا دخل على عمر بن عبدالعزيز، فقال له عمر: الم اخبرك ان تديم البكاء فمم ذاك؟ قال: اني والله يا أمير المؤمنين عهدت الناس وما شيء عندهم آثر من دينهم، وما شيء اليوم آثر عندهم من دنياهم، فعلمت ان الموت خير للبر والفاجر، قال: فلما خرج، قال عمر: صدق يا ابا ايوب الراهب.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي