«البوسة الطائرة» التي اشتهر بها عرفات قد تحل محل «حب الخشم»
التحية في العالم ... تحت رحمة شبح «أنفلونزا الخنازير»!




































































|إعداد قسم الترجمة|
في زمن «الانفلونزا الخنزيرية» تطول قائمة الارشادات الصحية، بدءا من ممنوع المصافحة، وممنوع العناق، والقبلات إلى خاتمة وصايا منظمة الصحة العالمية تلافيا لانتشار الوباء.
ازاء المحاذير والارشادات تلك، هل يبقى لـ«التحية»... طعم «السلام»، ام ان «التحية» العابرة وفق تعليمات الصحة العالمية ستبقى باهتة بعيدا عن حرارة لهفة اللقاء والعناق والتحيات على اختلاف ثقافات الشعوب في مشارق الارض ومغاربها.
واذا كان لكل شعب عاداته وتقاليده في التحية، فإن من شأن تلك العادات ان تتغير او ربما تتبخر مع وجود ضيف «الانفلونزا الخنزيرية» الثقيل الذي طابت له الاقامة بين الخنازير والبشر وقد تمتد انفلونزاه إلى بقية الكائنات.
«الراي» تصفحت تاريخ اساليب التحية التي تشمل «المصافحة» و«حب الخشوم» و«تقبيل الخدين او الجبين» و«البوسة الطائرة» و«المعانقة» و«تقبيل اليد» و«الانحناء»، و«رفع القبعة»، و«تصادم القبضتين» و«تصادم الكوعين»، وصولا إلى تحية «انجالي مودراه» لتبين اي اسلوب تحية سيكون اكثر تأثرا بالخوف من انتشار وباء انفلونزا الخنازير.
المصافحة
المصافحة هي واحدة من طرق التحية الاكثر شيوعا على مستوى العالم، وهي عبارة عن تحية ثنائية ذات مراسم بسيطة ويمكن وصفها بأنها «معانقة» باليدين تعبيرا عن المودة والترحيب، وعادة ما تكون المصافحة مصحوبة بهز اليدين المتصافحتين صعودا وهبوطا كنوع من اضفاء مزيد من الحرارة على التحية.
وعلى الرغم من ان اصل تحية المصافحة مازال غير معروف على وجه الدقة حتى الآن، فإن هناك اطلالاً ونصوصاً أثرية قديمة تشير إلى أن عادة المصافحة كانت شائعة في القرن الخامس قبل الميلاد، ويقال ان بريطانيا لم تعرف عادة المصافحة الا في اواخر القرن السادس عشر الميلادي. وفي كل الاحوال فإن الأمر المتفق عليه هو ان عادة المصافحة نشأت قديما كإشارة تعبر عن الرغبة في السلام وعدم الرغبة في التقاتل اذ ان مد اليد مفتوحة في اتجاه الشخص الآخر كان يعني اظهار انها لا تحمل سلاحا.
ومع مرور الوقت اكتسبت المصافحة ابعادا اجتماعية متنوعة وباتت التحية الاكثر شيوعا على مستوى العالم، اذ انها باتت التحية التي يستخدمها المرشحون مع ناخبيهم والمشاهير مع معجبيهم والسياسيون مع بعضهم البعض.
وهناك مصافحات شهيرة اثارت جدلا سياسيا وشعبيا في عالمنا العربي والاسلامي، ومن أشهرها المصافحة التي جرت في اواخر ديسمبر 2008 بين شيخ الازهر محمد سيد طنطاوي والرئيس الاسرائيلي شمعون بيريز خلال مشاركتهما في مؤتمر الأمم المتحدة لحوار الاديان الذي انعقد في نيويورك.
ومن أشهر مصافحات «السلام» في تاريخنا المعاصر تلك المصافحة التاريخية التي تمت في السبعينات بين الرئيس المصري الراحل انور السادات ورئيس الوزراء الاسرائيلي الاسبق مناحيم بيغن خلال مراسم توقيع معاهدة كامب ديفيد.
وفي ظل المخاوف من انتشار عدوى انفلونزا الخنازير، فان تحية المصافحة جاءت على رأس قائمة التحذيرات الوقائية التي انتشرت حول العالم في اطار الحملات الرامية إلى احتواء ذلك الوباء المخيف.
فهل سيؤدي الخوف من وباء انفلونزا الخنازير إلى جعل الناس يتخلون (ولو موقتا) عن المصافحة؟ وهل سيضطر زعماء وقادة دول العالم إلى مصافحة بعضهم خلال مراسم الاستقبالات الرسمية وخلال التقاط صور لهم من جانب وسائل الاعلام كما جرت العادة منذ سنوات طويلة.
حب الخشم
تحية حب الخشم هي واحدة من العادات المتأصلة والسائدة على نطاق واسع في شبه الجزيرة العربية، وحب الخشم هو اسلوب لتبادل التحية بين رجلين (ذكرين) حيث يتبادلان التلامس بأنفيهما بضربات خفيفة لا تزيد عادة على 3 ضربات، وقد تشتمل تلك التحية على قيام الشخص الاصغر سنا او الاقل منزلة ومقاما بتقبيل انف الشخص الآخر الاكبر سنا والارفع مقاما.
ولتحية حب الخشم عند العرب اصول وآداب متوارثة عبر الاجيال، فالتحية تكون عادة من طرف الانف ومن الممكن ألا يتصافح الشخصان خلالها، وقد يضع كل واحد منهما يده اليمنى على دفة الطرف الايسر من صدر الشخص الآخر على ان يتلامس خشماهما (انفاهما) من مرة واحدة إلى 3 مرات على نحو متتال وسريع ودون التفوه بأي كلام في تلك الاثناء، وبعد ذلك يبدأ الجزء الثاني من التحية ألا وهو أن يسأل كل واحد منهما الآخر عن صحته واحواله واحوال اهله.
وقد يظن البعض ان تحية حب الخشم لا توجد سوى في شبه الجزيرة العربية، لكن الحقيقة هي ان تلك العادة توجد لدى شعوب وقبائل اخرى مثل الاسكيمو وبعض قبائل السكان الاصليين في استراليا ونيوزيلندا واميركا الجنوبية.
ولأن الخشم (الانف) هو الموطن الاصلي للانفلونزا بشتى انواعها فإن عادة حب الخشم ستضطر إلى ان تحتجب وتتوارى (ولو موقتا) كي لا تكون سببا مباشرا في انتقال فيروس انفلونزا الخنازير بين من يتبادلون التحية بها.
تقبيل الخدّين (أو الجبين)
تقبيل الخدين هو طريقة اجتماعية يتم استخدامها للتعبير عن المودة والصداقة، وهي وسيلة دافئة لتوجيه معان اجتماعية كثيرة من بينها التهنئة والتعزية والاحترام والتشجيع، وعلاوة على ذلك فإن التقبيل على الوجنتين قد ينطوي على معنى عاطفي حميمي بين العشاق والمحبين.
وتشيع هذه التحية على نطاق واسع بشكل خاص في دول جنوب اوروبا وفي الدول المطلة على البحر المتوسط ودول منطقة الشرق الاوسط، ودول اميركا الجنوبية، لكنها اقل شيوعا في اميركا الشمالية ودول شرق آسيا ودول شمال اوروبا.
ويتفرع من تحية التقبيل على الخدين التقبيل على الجبهة (الجبين) واحيانا على الكتفين كنوع من ابداء المودة والاحترام.
ويختلف نمط التقبيل على الخدين من ثقافة إلى اخرى حيث قد يعتبر مقبولا بين رجلين في ثقافة ما وغير مقبول في ثقافة اخرى وقد يكون غير مقبول بين رجل وامرأة لا تربطهما علاقة زواج او امومة وفي كل الثقافات تقريبا فإن التقبيل على الخدين مقبول اجتماعيا بين الآباء واطفالهم، وبين النساء.
ولأن التقبيل على الخدين يستلزم تقارب الوجهين والانفين إلى حد التلاصق فإنه من المرجح لسهم تلك التحية ان يشهد تراجعا حادا في بورصة المجاملات الاجتماعية في حال ارتفاع موجة انتشار العدوى بانفلونزا الخنازير.
«البوسة» الطائرة!
قد تكون التحية في شكل قُبلة (بوسة) طائرة يتم ارسالها عن بُعد عبر الهواء حيث يطبع الشخص قُبلة على اصابع يده من جهة الأمام ثم يقوم بـ«تطييرها» في اتجاه شخص آخر او مجموعة من الاشخاص تعبيرا عن المودة أو المحبة المتبادلة.
وعادة ما نرى الفنانين والمشاهير وهم يرسلون قبلات طائرة بتلك الطريقة إلى جمهور معجبيهم ردا على تصفيق او هتافات المعجبين لهم. وكان الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات معروفا بحرصه على «تبويس» ضيوفه ومضيفيه من السياسيين وغير السياسيين على حد سواء، وقبيل مغادرته الاراضي الفلسطينية في رحلته الأخيرة التي فارق الحياة خلالها حرص عرفات على توجيه «بوسة طائرة» إلى جمهور مودعيه حيث راح يطبع قُبلات على كف يده ثم يوجهها نحو الجمهور الذي احتشد لتوديعه.
ومن المؤكد ان «البوسة» الطائرة لن تتأثر بالخوف من انتقال عدوى انفلونزا الخنازير، اذ ان تلك التحية الهوائية تتم عن بُعد وعادة ما تكون هناك مسافة فاصلة بين مرسل البوسة ومستقبليها، وهي المسافة التي تتراوح بين متر واحد وبضع عشرات من الامتار.
وليس من المستبعد ان تصبح البوسة الطائرة بديلا عن المصافحة والمعانقة طوال فترة الخوف من انتشار وباء الانفلونزا المعروفة ايضا باسم «اتش 1 ان 1».
المعانقة
المعانقة هي شكل من اشكال الحميمية البدنية التي تشتمل على لف الذراعين حول رقبة او جذع شخص آخر تعبيرا عن المحبة والألفة، وبهذا المعنى، فإن المعانقة تعتبر الاشارة البشرية الاكثر تعبيرا عن العاطفة والمودة إلى جانب التقبيل.
وفي الثقافات الغربية تنتشر المعانقة كطريقة لتبادل التحية بين الرجال والنساء، لكن ذلك لا يلقى قبولا في الثقافات الشرقية بشكل عام والعربية بشكل خاص، حيث من غير اللائق مطلقا ان يتعانق رجل وامرأة عندما يرغبان في تبادل التحية في مكان عام بينما من المقبول جدا ان يتعانق رجل مع رجل آخر او امرأة مع امرأة اخرى.
ويتم استخدام المعانقة كوسيلة للتعبير عن مشاعر ومعان مختلفة كالترحيب الحار وفرحة اللقاء بعد طول فراق والمودة الزائدة والمواساة والشكر العميق والتهنئة وغير ذلك.
والمعانقة الاشهر على الاطلاق في تاريخنا المعاصر هي تلك التي رصدتها الكاميرا بين الرئيس الاميركي الاسبق بيل كلينتون والمتدربة الشابة في البيت الابيض آنذاك مونيكا لوينيسكي، وهي الصورة التي كان قد تم التقاطها خلال مراسم اقيمت في البيت الابيض قبل اشهر على انكشاف فضيحة العلاقة الجنسية بين كلينتون ولوينيسكي.
وفي ما يتعلق بالتأثير المتوقع للخوف من انتشار عدوى انفلونزا الخنازير، فإن ما قيل عن تحية تقبيل الخدين ينطبق على تحية المعانقة التي تتطلب تقارب الوجهين وتلاصق الخدين على نحو يسهل انتقال العدوى.
رفع القبعة
رفع القبعة هي عادة غربية المنشأ ويعود تاريخ بدايتها إلى القرون الوسطى حيث كان النبلاء وابناء الطبقات الارستقراطية الراقية يحرصون على رفع قبعاتهم كنوع من التحية لدى مقابلة شخص يساويهم في المنزلة او يفوقهم منزلة اجتماعية.
وفي البداية كان الأمر يتطلب رفع القبعة عن الرأس ولو قليلا، لكن تلك العادة تطورت مع الزمن إلى ان اصبحت تقتصر على ان يكتفي الشخص بأن يمسك حافة قبعته بأطراف اصابعه لمدة ثانية واحدة او ثانيتين تعبيرا عن التحية للشخص الآخر، وعادة ما نرى لاعبي الغولف ولاعبي البيسبول وهم يرفعون قبعاتهم الرياضية كنوع من رد التحية إلى جمهور مشجيعهم.
وحاليا باتت تلك العادة من التراث الغربي في ظل تناقص اعداد من يحرصون على ارتداء قبعات إلى درجة انه اصبح من النادر ان نرى شخصين يرتديان قبعة في مكان واحد.
ومن الواضح ان تحية رفع القبعة تبدو مثالية ومناسبة تماما للوقت الراهن اذ انها لا تحتاج إلى اي تلامس بدني بين من يتبادلون التحية بتلك الطريقة.
واذا تخيلنا للحظة ان الخليجيين قرروا ان يستخدموا تلك الطريقة للوقاية من عدوى انفلونزا الخنازير، فلنا ان نتصور ان كل شخص «سيرفع» عقاله للآخر عندما يلتقيان، وبطبيعة الحال فإن «رفع» العقال في هذه الحالة سيكون بهدف التحية وليس بهدف «التهاوش».
تقبيل اليد
بشكل عام تنظر معظم ثقافات العالم إلى تقبيل اليد باعتباره طريقة ملائمة ومقبولة لاظهار الاحترام والتبجيل للشخص الذي يتم تقبيل يده.
لكن مغزى تقبيل اليد يختلف من حالة إلى أخرى وفقا للثقافة السائدة في المجتمع، ففي المجتمعات الغربية مثلا نجد ان الرجال يقومون بتقبيل ايدى النساء كشكل من اشكال التعبير الارستقراطي عن الاحترام المتأنق.
اما في المجتمعات الشرقية، والعربية تحديدا، فإننا نجد ان عادة تقبيل اليد تقتصر على قيام الابناء (ذكورا واناثا) بتقبيل ايادي آبائهم وأمهاتهم كنوع من البر بهم واظهار الاحترام لهم.
لكن تقبيل ايدي كبار رجال الدين يعتبر امرا شائعا في الشرق والغرب على حد سواء في الديانات السماوية الثلاث (اليهودية والمسيحية والاسلام) إذ انه من المعتاد ان نرى اشخاصا مؤمنين من تلك الديانات وهم يسارعون إلى الانحناء لتقبيل ايادي رموزهم الدينية مثلما يحصل كثيرا مع بابا الفاتيكان مثلا.
ولأن الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات كان يجيد فن «التبويس» بشتى اشكاله، فإنه حرص على تقبيل يد بابا الفاتيكان يوحنا بولس خلال الزيارة الوحيدة التي قام بها الحبر الاعظم إلى الاراضي الفلسطينية، كما حرص عرفات على تقبيل يد «ليّا رابين» أرملة اسحق رابين خلال مشاركته في جنازة رئيس الوزراء الاسرائيلي الراحل. وبما ان تقبيل اليد يقتضي تقريب خشم احد الطرفين من قفا يد الطرف الآخر، فإنه يمكن القول انه من الحكمة ان تتوقف تلك التحية موقتا إلى أن تنقشع غمامة شبح انفلونزا الخنازير.
الانحناء
الانحناء هو أحد طرق ابداء التحية والاحترام في ثقافات عدة حول العالم قديما وحديثا.
ويأخذ الانحناء طابعا دينيا في بعض الأحيان حيث يكون غالبا من طرف واحد، لكنه يتخذ طابعا اجتماعيا في احيان كثيرة حيث يكون متبادلا بين الطرفين تعبيرا عن التحية او الاحترام او التبجيل او الشكر او حتى الاعتذار في بعض الثقافات، كما يكون الانحناء اسلوبا لتبادل التحية بين لاعبي رياضات الدفاع عن النفس كالكراتيه مثلا، وقد تكون الانحناءة خفيفة بحيث لا تزيد على مجرد ايماءة بالرأس فقط إلى اسفل، لكنها قد تصل في حالات اخرى (لاسيما في الطقوس الدينية) إلى وضع الركوع بحيث ينثني الجسم تماما وينخفض الرأس امام الشخص (أو الرمز) المراد ابداء التحية والاحترام له.
وتنتشر تحية الانحناء بشكل واضح في كثير من ثقافات شرق آسيا وتحديدا الصين والهند وكوريا واليابان، لكنها توجد ايضا في الثقافات الغربية كنوع من التحية المتبادلة بين افراد الطبقات الارستقراطية الراقية.
وفي الديانات السماوية الثلاث (اليهودية والمسيحية والاسلام) لا يجوز الانحناء او الركوع إلا لله، ولذلك فإن أتباع تلك الديانات لايحبذون استخدام الانحناء لتبادل التحية او للتعبير عن الاحترام في ما بينهم.
وبالنسبة إلى الثقافات التي ينتشر فيها الانحناء كتحية بين الافراد، فإن خشية انتقال عدوى انفلونزا الخنازير لن تؤثر على تلك التحية التي لا تحتاج إلى تلامس جسدي بين من يؤدونها.
تصادم القبضتين
حظيت تحية تصادم القبضتين بشهرة عالمية بعد ان نفذها الرئيس الاميركي باراك اوباما مع زوجته ميشيل على مرأى ومسمع من ملايين المشاهدين حول العالم خلال حفل اقيم للاعلان عن فوزه بالانتخابات الرئاسية الاميركية.
لكن الواقع هو ان تحية تصادم القبضتين ليست جديدة بل هي تحية قديمة نسبيا ويعود تاريخها إلى منتصف القرن العشرين حيث كانت شائعة في بعض الدول الاوروبية وفي الولايات المتحدة الاميركية.
ويمكن اعتبار تصادم القبضتين بمثابة تحية شبابية في المقام الاول اذ انها بدأت بين الشباب والمراهقين في الملاعب الرياضية، حيث كانوا يتبادلون التهنئة بتلك الطريقة عند احراز هدف وتحقيق فوز خلال المباريات.
وكما هو واضح من اسمها، فإن تحية تصادم القبضتين تتم بان يقوم الشخصان باحداث تصادم خفيف بين قبضتي يديهما بشكل سريع دون ان يتصافحا.
ويمكن اعتبار هذه الطريقة آمنة صحيا إلى حد ما اذ ان التلامس البدني يكون محدودا جدا بحيث لايتسبب في نقل العدوى من شخص إلى آخر، ولذلك فإن هذه التحية قد تشكل بديلا معقولا للتصافح.
تصادم الكوعين
خلال السنوات القليلة الماضية انتشرت في الولايات المتحدة الاميركية طريقة جديدة لتبادل التحية، وهي طريقة تحمل اسم «تصادم الكوعين».
وهذه الطريقة تعتمد على قيام الشخصين بعمل تصادم خفيف بين كوعيهما مع الاكتفاء بتبادل بعض التحيات اللفظية مثل «مرحبا» و«كيف حالك؟» و«هل كل شيء على ما يرام؟».
وما قلناه عن تحية تصادم الكوعين ينطبق إلى حد كبير على تحية تصادم الكوعين لكن هذه الاخيرة تعتبر آمنة اكثر في ما يتعلق بامكانية انتقال العدوى الوبائية من شخص إلى شخص آخر.
تحية «آنجالي مودراه»
«آنجالي مودراه» هو الاسم الذي يطلق على تحية تقليدية سائدة في عدد من دول شرق آسيا، لاسيما الدول التي تنتشر فيها الديانة البوذية، وتشتهر تحية آنجالي مودره باسم آخر الا وهو «ناماستي»، كما انها تشتهر باسم «سامبياه» في كمبوديا وباسم «واي» في تايلند.
ويتم استخدام تحية «آنجالي مودراه» تعبيرا عن الاحترام والتوقير، وهي تعتبر من اساسيات حركات رياضة اليوغا وبعض رياضات الدفاع عن النفس.
وتؤدي تحية آنجالي مودراه أو (ناماستي) بضم راحتي اليدين بحيث تصبحان ملاصقتين لبعضهما وجعلهما قريبتين من الصدر او الوجه مع طأطأة الرأس إلى اسفل قليلا، واحيانا يوضع الكفان فوق مستوى الرأس قليلا.
ويقال ان انجالي مودراه هو مصطلح سنسكريتي يعني «ختم التبجيل».
ولان تحية آنجالي مودراه لاتتطلب اي تلامس جسدي بين طرفيها، فانه ليس من المرجح لها ان تتأثر بالاجراءات الوقائية التي توصي بها منظمة الصحة العالمية من اجل الحد من انتشار وباء انفلونزا الخنازير.
لكن مهما كانت درجة الخوف من شبح وباء انفلونزا الخنازير فانه من المستبعد جدا ان يأتي يوم تتخلى فيه شعوب منطقة الخليج عن المصافحة وعن عادة حب الخشم وتستعيض عنهما بتحية «آنجالي مودراه»، ليس فقط لانها تنتمي إلى ثقافة اجنبية بل لانها ايضا ذات اصول وثنية تتنافى مع القيم الدينية السائدة في منطقتنا.