عالمحمول

أحلام مستغانمي: نريد الرجل لا الذكر ونتحدث عن مشاعرنا تجاهه من دون حرج لأننا نحبه / 10

تصغير
تكبير
| بيروت - من محمد حسن حجازي |
كثيرة... هي اخبار المشاهير والفنانين، تلك التي نقرأها على صفحات الجرائد والمجلات، ونشاهدها عبر الحوارات التلفزيونية، والانترنت.
وان الدردشة او الحوارات البسيطة على المحمول «الهاتف النقال» ستكون متميزة ولها مذاقها الخاص، لانها عفوية، وغير مرتب لها مسبقا، خصوصا في الكلام الذي سيقوله الفنان او الشخص المشهور.
وفي هذه الحلقات «عالمحمول» سنتقابل مع العديد من هذه الشخصيات من خلال طرح بعض الاسئلة المتعلقة بأمور كثيرة تهم الجمهور المتابع، وذلك من اجل كشف الوجه الآخر للشخصية المختارة لاجراء حوار معها عبر «المحمول»، وبالتالي اعطاء صورة مختلفة نوعا ما عنه، بعيدا بعض الشيء عن الاسئلة المتداولة، وقريبة من الفنان نفسه.
واليكم هذه الحلقات التي نطمح من خلالها، إلى التعرف اكثر على الشخصيات الفنية او المشهورة والتي يرغب الجمهور في التعرف عليها اكثر.

«كانت مثلي تهجم على الورقة البيضاء، بجمالية لا حد لها، وشراسة لا حد لها وجنون لا حد له».
الكلام للراحل نزار قباني، عن الروائية دائماً والشاعرة منذ ورطتها توأمها بالصوت جاهدة وهبة في كتابة الشعر، الذي غنته بكل ما تملكه من حس خاص وميل خاص وموهبة كبيرة.
احلام مستغانمي هي موضوعنا، تحمل دكتوراه في علم الاجتماع من السوربون، لها «ذاكرة الجسد» و«فوضى الحواس» و«عابر سرير» ولطالما اختيرت بين ابرز النساء في العالم العربي، تحمل شهادات عدة، وجوائز وأوسمة كثيرة لكن اخطر ما فيها انها تفيض أنوثة تحترم الرجولة رافضة الذكورة التي ليس صحيحاً انها مطلب نسائي وهي القائلة: «من قال اننا نهجس بتلك الفحولة التي تباع في الصيدليات او تلك الذكورة النافشة ريشها التي تفتح ازرار قمصانها لكي تبدو السلاسل الذهبية الضخمة وما فاض من عشب وتضع في اصابعها خواتم بأحجار لافتة للنظر، رجولة الساعات الثمينة والسيجار الفخم التي تشهر اناقتها وعطرها وموديل سيارتها وماركة جوالها، كي تشي بفتوحاتها السابقة وتغرينا بالانضمام الى قائمة ضحاياها».
هذا لسان حالها وعندما قلنا لها ما اروع ما قلته في كلمتك على خشبة قصر الاونيسكو بمناسبة الاحتفال باطلاق كتابيها «قلوبهم معنا، قذائفهم علينا»، و«نسيان دوت كوم» وألبوم جاهدة «ايها النسيان هبني قبلتك» ردت بالقول: «مع انني قلت كلاماً في الرجال وعنهم».
• جيد انك قمت بعملية فرز بين الذكورة كفحولة والرجال؟
- أرجو ان تكون الرسالة وصلت الى عنوانها.
• هذا ردة فعلنا الصادق؟
- يخطئ الرجال عندما يعتقدون عن جهل بأننا نريد منهم كلما تحدثوا الينا ان يشهروا بطاقتهم الجنسية، فليكفوا عن هذا الغباء لان النساء على ضعفهن البدني المعروف يبحثن عن امان، عن صدر حاضن، عن انسان شفاف، لا رجل يريد اقتحامهن كلما أطلت واحدة منهن. هذا الاخير رجل مخيف، لا ترتاح له حتى الفاجرات.
• هذا موضوع ابدي، وكلما طرح وجد له مناصرون، كما وجد معترضون ومعارضون؟
- لم تتبدل الحال منذ الازل.
• لكن ما الذي تقولينه في هذه الهجمة النسائية على الكتابة المتحررة، على قول ما عندهن تجاه الرجال؟
- هذا مطلوب من زمان. لكن هناك فارقاً بين الكتابة العارية والكتابة التي تتعرى لكي تلفت الانتباه. استطيع بكل سهولة ان أتحدث عن مشاعري تجاه الرجل من دون اي حرج، لكن هناك اموراً يفترض ان تفهم من السياق ولا تكون كالقانون المكتوب يعني النقاط فوق الحروف.
• تعبت كثيراً؟
- جداً.
• والآن؟
- لم انجح بعد في تخفيف الاثقال والاعباء عن كاهلي.
• لأنك امرأة؟
- لا، فأنا لا اشهر أنوثتي اينما حللت، هي موجودة.
• لكنك لا تخجلين بها؟
- ابداً. فهي ليست اسماً لكي اعرف نفسي من خلاله، هي صورتي التي اظهر بها ومن خلالها بين الناس. وانت الآن تحدثني لهذا السبب؟
• صحيح. لكن الملاحظ ان هناك تياراً نسوياً ينشر كلاماً وصوراً ادبية لا ادب فيها. نحن نخاف من استشراء هذا الجانب؟
- صدقني اذا قلت لك الحق عليكم انتم، الجنس الآخر، الذي يقرأ بنهم ويرفع مبيعات كتب ساقطة، ويجعل اللا ادب ادباً. بامكان المرأة ان تفيض بمشاعرها، لكن ليس مطلوباً ابداً وتحت عنوان الحرية وشعارها ان نتهم بقلة الادب، هذا لا يفيد المرأة في شيء. بل يجعل الرافضين لحريتها متمسكين اكثر بقمعها واسكاتها.
• اذا ما قللت ادبها يفترض اسكاتها ما دام ما تقوله فعل علني؟
- ها انت نموذج حي من الرجل العربي الذي نحاول افهامه حقيقتنا. ببساطة شديدة، انت كاتب، انشر مقالة فنّد فيها قلة ادبها وأعطها نصيحة انك كرجل عربي منفتح لا تريد لها هذه الصورة.
• وتصطلح الامور؟
- جرّب.
• لقد نشرت آراء كثيرة تقول لكثيرات من كاتبات جدد ان الذهاب عميقاً في كشف المستور لن يفيد؟
- لا شك ان هناك نزعة صادمة، هذا صحيح، وعلينا الا ننسى ان هذا رد فعل طبيعي جداً عند النساء وهن يتنفسن الاوكسجين الحياتي حديثاً.
• تعود التهمة الى الرجل؟
- لا احد غيره في الميدان يتحمل المسؤولية كاملة.
• والنساء؟
- جانب منهن يتحمل وزر بعض الهوان الذي ينلنه في اكثر من موقع منزلي او عملي.
• الى اي زمن تتطلعين؟
- الى زمن يكون فيه الانسان هو القدوة. وعلينا ان نحترم جنسنا، وبالتالي الا نستعبد او نقلل من احترام الآخر لجنسه، وتحديداً النساء.
• لكنك لم تقدمي المرأة يوماً ضعيفة؟
- هي عاطفية زيادة عن اللزوم، وتحب الرجال زيادة عن اللزوم احياناً.
• الى اي درجة؟
- الى درجة التغاضي عن سيئاتهم.
• اي سيئات ترينها في الرجل؟
- انا كأي امرأة احب الرجل، لكن يبدو ان هناك دائماً قطبة مخفية في العلاقة لا يستطيع احد الطرفين الانتباه الى اهميتها.
• جيد انك تضعين الحق على الطرفين؟
- لان هذه حقيقة.
• هناك من يتخوف من خلل في العلاقة بين الجنسين؟
- هناك الآن خلل، لكن المطلوب عدم تركه يتفاعل، نعم هناك من النساء من يتمادين في اعطاء الرجل ما يريد. فلا يعود لمن لا تعطي دورا في جعل الرجل متلهفاً لعاطفة او علاقة مع الاخريات.
• وكأنك توجهين دعوة للاحجام عن ارضاء الرجال؟
- (ضاحكة) لا، لا ادعوهن للاضراب.
• حتى ذكر اضراب «يهز البدن»؟
- ياه سرعان ما يتم ضبطكم.
• اذا؟
- يجب اعطاء قيمة للعلاقة اي علاقة. والمرأة ليست سلعة تباع في دكان، وعلى الرجل الا يكون زبوناً. نريده رجلاً لا ذكراً، ونريده مقدراً لا يتعامى عن جمال هذا المخلوق الجميل وقيمته ووجوده.
• مع وعد بماذا؟
- بأن تعطي المرأة اكثر كلما تفهم الرجل وكان رجلاً.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي