سموه أبدى في كلمة العشر الأواخر ألمه لما تابعه وسمعه من تصنيفات وتقسيمات لأبناء الوطن وإثارة للنعرات الطائفية والقبلية

الأمير: كثرة الجدل وقلة العمل من أهم أسباب تخلف الأمم فاستبدلوا الجدل بالعمل والتفرقة بالتكاتف والخلاف بالتسامح

تصغير
تكبير
كونا - شدد صاحب السمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد على عدم السماح «لكائن من كان بالمساس او العبث في نسيجنا الوطني»، مؤكدا سموه ان الحفاظ على الوحدة الوطنية «واجب وطني مقدس».
وأبدى سموه ألمه لما قرأه وتابعه وسمعه من تصنيفات وتقسيمات لأبناء الوطن واثارة للنعرات الطائفية والقبلية، داعيا إلى «الاقتداء بسلوك الآباء والاجداد الذين كانت افعالهم ومواقفهم خير دليل على حب هذا الوطن والحفاظ على امنه واستقراره ووحدته»، مضيفا سموه «علينا ان نتذكر ان وحدتنا الوطنية هي التي جمعت اهل الكويت في احلك الظروف والمحن وان الحفاظ عليها واجب وطني مقدس».
وحض سمو الأمير في كلمة وجهها مساء أمس بمناسبة العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك على الاخلاص في العمل لأن «وطننا بحاجة إلى كل عمل دؤوب وليكن رائدنا في حب الوطن العمل المخلص والقول الصادق والايثار الواضح لوطننا الكويت الذي لم يبخل على أبنائه بشيء»، مبينا سموه ان «من أهم أسباب تخلف الأمم كثرة الجدل وقلة العمل فاستبدلوا الجدل بالعمل والتفرقة بالتكاتف والخلاف بالتسامح».

وذكر سموه ان «الكويت هي الكيان الذي يجمعنا وهي الوجود الثابت والملاذ الآمن لنا جميعا التي حافظ عليها أهلنا على مر الأزمان»، داعيا سموه الجميع إلى «احترام القوانين التي ارتضيناها لانفسنا وشرعناها لحفظ الحقوق وبيان الواجبات وتنظيم شؤون المواطنين».
ودعا صاحب السمو الأمير إلى النظر إلى «ما يشهده العالم من حولنا من تطورات متسارعة وتغيرات مستجدة لسنا بمعزل عنها»، مبينا «يتوجب علينا ازاءها ان نعي حجمنا وامكانياتنا وان نستخلص العبر والعظات منها فنكون صفا واحدا في مواجهتها حكماء في التعامل معها».وشدد سموه على انه «اذا كانت حرية القول والعمل مكفولة للجميع فان ذلك لا يعني سوء استخدامها والاساءة للوطن وثوابته»، مبينا ان الواجب ان تكون الحرية «مدعاة لتوحيد الصفوف في مواجهة كل من يريد بهذا الوطن سوءا او تفرقة بين ابنائه».
وكرر سمو الأمير دعوته لوسائل الاعلام ان «تحفظ للحرية مساحتها المقبولة وألا تكون أدوات ووسائل لبث الفتنة والفوضى والشقاق»، داعيا وسائل الاعلام إلى أن «تكون منارات هدى ووعي تمارس نقدها برزانة وتبرز ما تريده بمصداقية دون تهويل وتنتقد دون تضليل».
وقال سموه ان «العالم من حولنا في سباق محموم لاخذ زمام المبادرة في كل المجالات ولابد لنا من مواكبة هذا الركب دون تقاعس أو تباطؤ»، مضيفا سموه «ليكن رائدنا في حب الوطن العمل المخلص والقول الصادق والايثار الواضح لوطننا الكويت الذي لم يبخل على أبنائه بشيء».
وفي ما يلي نص كلمة سمو الأمير:
بسم الله الرحمن الرحيم (ألم تروا أن الله سخر لكم ما في السموات وما في الأرض وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة) صدق الله العظيم.
الحمد لله رب العالمين إله الأولين والآخرين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
نحمد الله تبارك وتعالى حمدا يليق بجلاله وعظيم سلطانه ونشكره على ما أفاء به علينا من خير وعطاء واحسان وبما احاطنا به من مودة وتواصل وإخاء، ضارعين اليه في هذا الشهر الفضيل وهذه الايام المباركة أن يتقبل صيامنا وقيامنا وصالح اعمالنا وان يحفظ وطننا العزيز ويجعله آمنا مطمئنا وسائر بلاد المسلمين ويحقق كل ما ننشده له من عزة ورفعة ورخاء.
أهنئكم بشهر رمضان المبارك وبالعشر الاواخر منه أعاده الله على وطننا العزيز وعلى امتينا العربية والاسلامية بوافر الخير واليمن والبركات.
ان حديث العشر الأواخر من رمضان له عندي خصوصية وأهمية وحب لما تحمله هذه الليالي العشر من روحانية خاصة لدينا جميعا وحسبكم ايها الاخوة والاخوات بهذه الليالي العشر التي خصها الرحمن بليلة هي خير من ألف شهر وجعلها موسما للمغفرة والرحمة والعتق من النار. اخواني وأخواتي عايشنا جميعا طوال الشهر الماضي بكل الألم والأسى حادث حريق الجهراء المؤسف الذي اودى بحياة واصابة العشرات من الامهات والبنات والابناء والذي توحدت فيه مشاعر المواطنين والمقيمين تجاه هذه الفاجعة وتعاطفهم مع اسر الضحايا مجسدين بذلك اصالة شعبنا الوفي وتكاتفه بالسراء والضراء، شاكرين ومثمنين في الوقت ذاته تعازي ومواساة اخواننا واصدقائنا اصحاب الجلالة والفخامة والسمو وقادة الدول الشقيقة والصديقة بهذا الحادث المفجع وتعاطفهم معنا، مبتهلين الى المولى تعالى في هذا الشهر الكريم أن يتغمد الضحايا بواسع رحمته ويسكنهم فسيح جناته ويلهم ذويهم جميل الصبر وحسن العزاء وان يمن على المصابين بسرعة الشفاء والعافية.
اخواني واخواتي، ان الكويت هي الكيان الذي يجمعنا وهي الوجود الثابت والملاذ الآمن لنا جميعا، حافظ عليها اهلنا على مر الازمان فكان منهم الشهداء الذين روت دماؤهم الزكية ارضها الطاهرة وكان منهم الشرفاء الذين قامت على اكتافهم نهضتها ولايزال فيها الاوفياء العاملون في خدمتها بحب واخلاص، فأضحى كل فرد على هذه الأرض راعيا ومسؤولا عن رعيته حافظا لأمانة المسؤولية التي تقتضي الاخلاص في العمل والصدق في القول والايثار في المحبة.
ولعل في طليعة المسؤوليات الملقاة على عاتق كل مواطن التزامه بدينه واعتزازه بوطنيته والتمسك بما يدعو اليه من مكارم الاخلاق والبعد عن الفتنة والفاحش من القول والعمل واحترام القوانين التي ارتضيناها لأنفسنا وشرعناها لحفظ الحقوق وبيان الواجبات وتنظيم شؤون المواطنين والتي علينا الالتزام بها وتطبيقها على الجميع، ومنها ايضا احترام ما ورثناه من قيم وتقاليد داعية للفضائل والتراحم والتواصل ووحدة الصف ونبذ الخلافات.
اخواني واخواتي، لا يخفى عليكم ما يشهده العالم من حولنا من تطورات متسارعة وتغيرات مستجدة واحداث مؤلمة لسنا بمعزل عنها يتوجب علينا ازاءها ان نعي حجمنا وامكانياتنا وان نستخلص العبر والعظات منها، فنكون صفا واحدا في مواجهتها حكماء في التعامل معها، مقتدين بسلوك الآباء والاجداد الذين كانت افعالهم ومواقفهم خير دليل على حب هذا الوطن والحفاظ على امنه واستقراره ووحدته الوطنية.
اخواني واخواتي، لقد آلمني ما قرأت وتابعت وسمعت من تصنيفات وتقسيمات لابناء الوطن واثارة للنعرات الطائفية والقبلية وهي تصنيفات ومسميات لم نعتد عليها ولم نكن نعرفها او نقبل بها في وطن واحد ولا يفرق بين ابنائه. وعلينا ان نتذكر ان وحدتنا الوطنية هي التي جمعت اهل الكويت في احلك الظروف والمحن وان الحفاظ عليها وصونها من كيد العابثين والحاقدين واجب وطني مقدس ولن اسمح لكائن من كان بالمساس او العبث في نسيجنا الوطني، واذا كانت حرية القول والعمل مكفولة للجميع فإن ذلك لا يعني سوء استخدامها والاساءة للوطن وثوابته بل الواجب ان يكون ذلك مدعاة لتوحيد الصفوف في مواجهة كل من يريد بهذا الوطن سوءا او تفرقة بين ابنائه وتعكيرا لصفو امنه واستقراره.
وانني اكرر دعوتي لوسائل اعلامنا المسموع والمقروء والمرئي ان تحفظ للحرية مساحتها المقبولة وان تلتزم في ممارسة دورها حدود المسؤولية الملقاة عليها، وألا تكون أدوات ووسائل لبث الفتنة والفوضى والشقاق والصراع بين فئات المجتمع. إن الواجب يملي على وسائل إعلامنا المختلفة أن تكون منارات هدى ووعي تمارس نقدها برزانة وتبرز ما تريد إبرازه بمصداقية دون تهويل وأن تنتقد ما تريده دون تضليل. فنحن بحاجة إلى كل جهد مخلص يزيد من تلاحم مجتمعنا ويقوي أواصر المحبة والترابط فيه ويبرز القيم الفاضلة والنبيلة له ويوحد صفوفنا لنكون يدا واحدة قادرة على بناء هذا الوطن الذي يزخر بالخيرات وبالأوفياء من أبنائه. فالعالم من حولنا في سباق محموم لاخذ زمام المبادرة في كل المجالات ولابد لنا من مواكبة هذا الركب دون تقاعس أو تباطؤ. إن من أهم أسباب تخلف الأمم كثرة الجدل وقلة العمل فاستبدلوا الجدل بالعمل والتفرقة بالتكاتف والخلاف بالتسامح، ولنعلم بأن العمل عبادة وبأن وطننا بحاجة إلى كل عمل دؤوب وليكن رائدنا في حب الوطن العمل المخلص والقول الصادق والايثار الواضح لوطننا الكويت الذي لم يبخل على أبنائه بشيء.
إخواني وأخواتي، يعاني وطننا العزيز كغيره من دول أجمع من مخاطر انتشار أنفلونزا الخنازير وقد اتخذت الأجهزة المختصة في الدولة الإجراءات الكفيلة لمواجهة هذا المرض وعملت على تكثيف الحملات التوعوية والارشادية لتجنب الاصابة به ونحمد الله تعالى أن انتشارها مازال في أدنى حدودها حسب الاحصاءات العالمية، سائلين المولى تعالى أن يحفظ وطننا الغالي وشعبنا الكريم والمقيمين على أرضه من هذا المرض وأن يُنعم على المصابين بعاجل الشفاء.
اخواني وأخواتي، نستذكر في هذه الليالي المباركة أميرنا الراحل الشيخ جابر الأحمد وأميرنا الوالد الشيخ سعد العبدالله طيّب الله ثراهما، مبتهلين إلى المولى تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته وأن يسكنهما فسيح جناته وأن يمُنَّ على أخينا سمو الشيخ سالم العلي رئيس الحرس الوطني بالشفاء وموفور العافية ويعيده إلى أرض الوطن معافى ليواصل عطاءه المعهود في خدمة الوطن العزيز وأن يتغمد شهداءنا الأبرار ويعلي درجاتهم في جنات النعيم بفضله وكرمه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي