رئيس جمعية العلوم الإسلامية أكد التركيز على العلم الشرعي المؤصل

السنان لـ «الراي»: على العمل الخيري أن يجدد أفكاره

تصغير
تكبير
| حوار طلال الشمري |
تقدم جمعية العلوم الاسلامية وهي إحدى الجمعيات الجديدة في ساحة هيئات النفع العام اطروحة مغايرة من العمل الخيري والدعوة وتركز أعمالها أساساً على «العلم الشرعي المؤصل» لايجاد دعاة تنطبق اقوالهم مع افعالهم.
«الراي» حاورت رئيس مجلس ادارة الجمعية الشيخ حمد السنان الذي دعا الى ضرورة التجديد في العمل الخيري، مشدداً على ان وزارة الشؤون حريصة على حماية هذا العمل من العبث والاتهام.
وقال السنان ان الجمعية أخذت على عاتقها ايصال رسالة الى المجتمع عن طريق التثقيف للناس عامة من أمور الدين وأحكامه، وايجاد دعاة يعملون على منهجية جديدة تسمى «العلم الشرعي المؤصل» مبنية على التسامح واللين.
وأضاف ان لدى الجمعية مشروعاً جديداً وهو «المقرأة الالكترونية» وينصب اهتمامها بالتركيز على المحافظة على العقل وتنميته.
وفي ما يلي نص اللقاء:

• نرى ان جمعية العلوم الاسلامية هي جمعية جديدة على ساحة العمل في الكويت فهل لنا ان نتعرف على أهدافها ونشاطاتها؟
- نعم نحن نسعى في عملنا الى ايصال رسالتنا للمجتمع عبر نوعين من العلوم وهما العلم التثقيفي العام الذي يستهدف جميع الناس ويشمل القواعد العامة لديننا الاسلامي والتي تضبط السلوك وتضبط الأحكام العامة التي ينبغي ان يتعلمها كل مسلم.
• وماذا عن العمل الثاني في رسالتكم؟
- العلم الآخر او الثاني هو العلم الشرعي الذي لو قام به أحد سقط عن الآخرين فنحن للاسف نعاني من فقر شديد فيه ويكاد يتوجب ان يكون فرض عين، لأن من تنطبق عليهم مواصفاته قليلون جداً فالجمعية تسعى الى ارساء ثقافة العلم الشرعي المؤصل.
• ماذا تعني بهذا العلم الشرعي المؤصل؟
- نحن تخصصنا في مجال محدد وهو العلم الشرعي المؤصل من خلال تلميذ وشيخ ونسعى الى التميز بهذا الأمر، لأن جمعيات النفع العام الأخرى يغلب على عملها طابع العمل الخيري كبناء المساجد والمحافظة على البدن او النفس اما المحافظة على العقل وتنميته فهي الجانب الأساسي بالنسبة لعملنا وان كانت الجمعيات المباركة الأخرى تقوم بهذا الأمر، لكن ليس هو الأصل اما بالنسبة لنا فهو الجانب المهم والأهم.
• وما طريقتكم من توصيل هذه الرسالة الى المجتمع...؟
- نعتمد في نشر رسالتنا على الكثير من الجوانب منها وسائل الإعلام المختلفة كالقنوات الفضائية وغيرها او من خلال اللقاءات الجماهيرية المباشرة من خلال الندوات الخاصة او العامة في الاسواق وغيرها، فقد نسلك هذا
الطريق بعد ان ثبتت فاعليته مثلما قام به مشروع «ركاز» الذي نجح في هذه الرسالة وقد كنا نقول ونحن دائما ما رددنا بان العلم يؤتى ولا يأتي، الا انه من هذا العصر ينبغي ان يذهب العلم اي يأتي ويجب ان يتحرك.
• لكن هذه فلسفة جديدة في تأدية رسالتكم نحو المجتمع والناس والمسلمين عامة، وانتم تتميزون بها عن الاخرين في العمل الخيري؟
- نعم فلسفة جديدة نهدف بها إلى التميز من خلال العمل على تنمية العقل والمحافظة عليه.
• ما ابسط قواعد الدعوة على ما ترى؟
- ما ابسط قواعد الدعوة اللين، فالله سبحانه وتعالى قال في كتابه الكريم «اذهبا إلى فرعون انه طغى... فقولا له قولا لينا» وفرعون كان اعتى من على الارض وسيدنا موسى كان اشرف من عليها، ومن باب اولى ان يقتدي الدعاة بهذا الدرس، وعليهم ان يصبروا على المصادمة ويتحملوا قسوة الجمهور احيانا فهذا امر يؤجرون عليه.
• وانتم في جمعية العلوم الاسلامية شعاركم «ديني علم وتسامح» هل ينطلق من الآية الكريمة التي استشهدت بها في دعوة سيدنا موسى إلى فرعون؟ وهل هو وقتي ام دائم؟
- نعم هو نابع من هذا الدليل القرآني وهو منهج دائم للجمعية باذن الله.
• دعوتكم في الجمعية تستهدف طلبة العلم الشرعي ام الشرائح الاخرى؟
- نستهدف الشريحتين جنبا إلى جنب سواء طالب العلم الشرعي لا يستطيع التفرّغ لطلب العلم، بحيث يمكن ايجاد قاسم مشترك بين الناس من خلال التثقيف الشرعي وبرنامج العلم الشرعي المؤصل. وفي الحالة الاولى يجب ان نخرج نحن إلى الناس اما في الحالة الثانية فينبغي ان يأتيه الناس.
• هل لديكم في الجمعية خطاب مغاير تحاولون من خلاله تقديم انفسكم للمجتمع؟
- ان منهجنا في الجمعية هو الدعوة بالحسنى حقيقة وقولا ولان الجمعية تأسست على يد طلبة علم اخذوا علومهم من مشايخ فاستقينا اخلاقنا منهم ونريد ان يعلم الناس بانه لا علم بلا ادب فما نراه من البعض للاسف الشديد هو صورة عالم او صورة طالب علم وان تدّثر بشعار العلم، لان سلوكه يدل عدم صلاحيته فالنبي صلى الله عليه وسلم كان يعامل الناس بالحسنى وكان يصبر على الاذى، والجميع يعرف ذلك لكن هذه الامور ليست متأصلة في من يقولها وينبغي تأصيلها من خلال مطابقة الاقوال بالافعال، فنحن لا نأنف من تقبيل يد الشيخ لاننا رأينا شيخا يقبّل رأس شيخه ويده
ولا نأنف كذلك من تقبيل رؤوس مشايخنا ذلك ما فعله التابعون للصحابة والأئمة المهتدين، وهذا فضل العلم ونحن نفعل ذلك احتراما للرأس التي تحمل هذا الشرف.
• ما الأنشطة الفعلية التي تقوم بها الجمعية حاليا وتود طرحها في المستقبل القريب؟
- نحن منذ أكثر من سنتين نقدم خدماتنا باقامة عدد من الدورات العلمية والأنشطة في مقر الجمعية في مشرف وأنا أقدم دورة في سند القراءة وهي مستمرة منذ أكثر من خمس سنوات لحفظ القرآن فقط، بخلاف الدورات الرمضانية حيث نظمنا دورة في قراءة الإمام السوسي وكذلك دورات في اللغة العربية والفقه الشافعي وأخرى في الفقه الحنفي، ونحن نسعى إلى ترويج بضاعة العلم وحث الناس على الاقبال عليها.
أما في ما يتعلق بمشاريعنا المستقبلية فقد طرحت على مجلس الإدارة في الجمعية مشروع المقرأة الالكترونية بحيث يتابع المشاهدون الشيخ عبر الانترنت صوتا وصورة ويمكن للشيخ ايضا أن يصحح لهم مخارج الحروف عن بعد.
• هل لمستم تضييقا على العمل الخيري على أرض الواقع؟
- نحن نلمس ذلك لكن نلمس مقابله حرص وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل على حماية العمل الخيري، الذي هو مفخرة للكويت، وقد قامت الوزارة بتشكيل اللجنة المشتركة والتي تتكون
من أعضاء اللجان الخيرية وكذلك أعضاء من وزارات الداخلية والخارجية والعدل والأوقاف، ويترأسها الوكيل المساعد لشؤون العمل وذلك لحماية العمل الخيري من العبث والاتهام.
• هل ترى من الضروري للعمل الخيري الكويتي أن يجدد افكاره لجهة طريقة التبرعات وكيفية الحصول عليها ومواطن وجودها؟
- نعم، نجد الحاجة لدى البعض في التجديد والابتكار ويجب استخدام أموال الناس بما يصح استخدامه، والبعض للأسف يفعل غير ذلك نتيجة جهله ومن دون قصد، مثلما يحدث على سبيل المثال أثناء شهر رمضان حين يتم اعطاء الأسر المحتاجة والفقيرة «العيش» بكثرة على الرغم من ان الأفضل في الوقت الراهن هو دفع القيمة في ما يتعلق بصدقات وزكاة الفطر إذ ان الفقهاء اختلفوا حول طريقة دفعها، فالأفضل عدم تكديس «العيش» واعطاء المحتاج والفقير قيمته ليتصرف به على ملبسه ومشربه ومأكله.
كما يجب على البعض تغيير نمط وأسلوب الحصول على الصدقات من المتبرعين والتجديد والبحث عن الابتكار في ذلك.
وأنا حقيقة من مؤيدي توطين العمل الخيري في الكويت لكن أود لفت الانتباه إلى ان الحاجة (أعداد المحتاجين) أكبر بكثير من القدرات المالية لبيوت وهيئات الزكاة لدينا في الكويت.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي