أوقفت تدفقات المياه إلى المحطة وأصبحت مهيأة لنزول فريق إصلاح المضخات

السدادة... خطوة سديدة لإنهاء أزمة مشرف

تصغير
تكبير
|كتب محمد صباح|
دخلت وزارة الاشغال العامة المراحل الاخيرة من انهاء ازمة محطة مشرف من خلال الجهود الجبارة التي بذلها الفريق العامل في المحطة بإشراف مباشر من الوزير صفر حتى ساعات متقدمة من صباح امس انتهت بانتزاع رأس المنهول الرئيسي للمحطة ووضع السدادة الحديدية التي صممت خصيصا لوقف تدفقات مياه الصرف للمحطة حتى تكون مؤهلة لاستقبال الفريق المشكّل لإصلاح المضخات واعادة تشغيلها مرة اخرى.
واكد وزير الأشغال وزير الدولة لشؤون البلدية الدكتور فاضل صفر أن «عملية اقتلاع رأس المنهول الرئيسي تم الإعداد لها منذ الأيام القليلة الماضية مع الاخذ بكافة الاحتياطات التي تضمن عدم حدوث اي طفح في بعض المناطق ساعة اغلاق المنهول»، كاشفا عن توجه الوزارة الى «تطبيق الفكرة التي تم تطبيقها في محطة مشرف على باقي المحطات في الدولة حتى لاتتكرر المشكلة»، مبينا ان «عملية إنزال السدادة الحديدية لإغلاق المنهول نهائيا سيعزل محطة مشرف عن مياه الصرف الصحي المتدفقة اليها وسيسمح لمهندسي الأشغال لمعالجة الخلل الموجود».
وقال صفر في تصريح صحافي عقب انتزاع رأس المنهول اننا «سنقوم بتقييم الاضرار والاستمرار في عملية نقل المياه بالتناكر والصهاريج إلى أماكنها المخصصة لمعالجتها، دون اغفال مراقبة التلوث البحري، واصفا السدادة الحديدية بالممتازة والتي تعمل بنظام الهيدروليك بطريقة علمية بحتة تقوم بإغلاق جميع المنافذ المؤدية إلى المياه تلقائيا».
واشار الى عدد من الامور التي واجهت العاملين في الموقع وساهمت في تأخر الانتهاء من المشكلة «كحرص الوزارة على عدم المخاطرة بأرواح العاملين وكذلك قوة وسرعة تدفق المياه بالاضافة الى عمق المنهول وصعوبة العمل في الاعماق والغاء محطات الضخ الصغيرة التي كانت موجودة في المناطق سابقا».
وأضاف صفر أن «التقارير والقراءات الأولية الصادرة عن الهيئة العامة للبيئة تناولت جميعها مؤشرات منخفضة للتلوث البحري، حيث تمت السيطرة بطريقة علمية وبخسائر أقل»، مثمنا التعاون الملحوظ للجهات الحكومية كافة والعاملين في وزارة الأشغال، والمقاولين الذين ساهموا في إيقاف تدفق المياه إلى المحطة.
بدوره قال مدير الهيئة العامة للبيئة الدكتور صلاح المضحي ان عملية إنزال السدادة الحديدية في المنهول الرئيسي الذي تتدفق عليه مياه الصرف الصحي من مناطق السالمية ومشرف وسلوى بكثافة سيكون سدا منيعا لتلك الكميات الهائلة من المياه، ليتسنى لرجال الأشغال ومهندسيها العمل عن قرب في محطة مشرف وإصلاح الخلل والسيطرة على الوضع. وقال المضحي خلال تواجده في موقع العمل ان المشكلة الرئيسية التي عانينا منها الأسابيع الماضية هي أن كميات مياه الصرف الصحي التي تأتي إلى المحطة أكثر من تلك التي تقوم بسحبها من خلال الصهاريج والتناكر، مضيفا أن عملية وضع السدادة الحديد ستنهي الأزمة موقتا إلى حين إصلاح الخلل.
وأكد المضحي أن المنهول رقم 7 سيكون الأخير الذي سيغلق على أن باقي المناهيل تمت السيطرة عليها سابقا نظرا لصغر أحجامها وقلة أعماقها، لافتا إلى أن السدادة الحديد سيتم إنزالها إلى الأسفل وستعمل بمعاونة الهيدروليك حيث ستتوسع تلقائيا وتقوم بإغلاق المساحات المفتوحة.
وأضاف المضحي أن عملية إغلاق المحطة وتجفيفها تستغرق 12 ساعة في حين أن إصلاح المحطة يتطلب وقتا اطول مضيفا في الوقت ذاته أن جميع مضخات محطة مشرف الـ 13 لا تعمل وخارجة عن الخدمة،لافتا الى وزارة الاشغال استعانت بـ 6 مضخات سيتم جلبها من محطة الرقة للضخ والرفع للاستعانة بها وتشغيلها في محطة مشرف.
الى ذلك اكد مدير ادارة رصد التلوث في الهيئة العامة للبيئة الدكتور سعود عبدالعزيز الرشيد ان جميع القياسات التي تم أخذها من المختبرات الثابتة والمتنقلة اثبتت ان التلوث لم يتعد الحدود المسموح بها اضافة الى عدم وجود روائح ناتجة من الاعمال في المحطة حاليا.
وقال الرشيد ان الهيئة قامت بوضع مختبرين متنقلين في منطقة صباح السالم في الجانب المقابل لمنطقة مشرف يعملان على تقييم وقياس معدلات التلوث بشكل يومي وخلال الـ24 ساعة لمعرفة نسبة التلوث الناتج من المحطة.
واضاف ان الهيئة قامت منذ اليوم الاول لتعطل المحطة في أخذ القراءات بشكل مستمر وعلى مدار الساعة من البيوت والمناهيل والمحطات لمعرفة معدلات التلوث بشكل سريع ودقيق واعلانها اولا بأول بشكل شفاف للمواطنين حتى يكونوا على علم كامل وتام بمايحدث بهدف تطمينهم وإزالة الخوف منهم لاسيما وان التلوث لم يتعد المسموح به.
من ناحيته قال رئيس مركز مبارك الكبير للمواد الخطرة بالإدارة العامة للإطفاء المقدم جمال البليهيس ان رجال الإطفاء سيدخلون أسفل المنهول فور الانتهاء من إخراج المنهول الرئيسي، وذلك بهدف قياس نسبة روائح العالية للغازات السامة، مثل كبريتيد الهيدروجين، وتبيان اذا ماكانت تشكل خطراً على صحة العاملين.
وقال البليهيس انه تم إغلاق رأس المنهول موقتا وتغطيته لمنع تدفق الغازات السامة والحد منها، لافتا إلى أن أي ملاحظة يتم رصدها سيتم إبلاغ الجهة المختصة بها كالهيئة العامة للبيئة أو إدارة شؤون البيئة بوزارة الأشغال.


الروضان عن المطالبات باستقالة صفر:
الحكومة تقدر الجهود المضنية للوزير


علق وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء روضان الروضان على المطالبات باستقالة الوزير صفر بالقول «ان الحكومة تقدر آراء النواب الذين كفل لهم الدستور حرية التعبير عن آرائهم» مضيفا ان « الحكومة في الوقت نفسه تقدر العمل الذي يبذله الوزير طوال الفترة الماضية والجهود المضنية التي يقوم بها لاحتواء المشكلة ومعالجتها من خلال الاشراف على فريق العمل المشكل من عدد من الجهات الرسمية والخاصة اضافة الى تشكيله للجنة تحقيق في المشكلة الى جانب لجنة التحقيق المشكلة من قبل مجلس الوزراء». واثنى الروضان على الجهود التي يقوم بها وزيرالاشغال العامة والفريق العامل معه بالاضافة الى الشركات التي ساهمت معها طوال الفترة الماضية لاحتواء مشكلة محطة مشرف ومعالجتها في اسرع وقت ممكن، لافتا الى دور الحكومة الواضح في هذا الجانب من خلال توفير كافة المتطلبات التي من شأنها القضاء على المشكلة.
وقال الروضان ان « الحكومة تركز حاليا وبالدرجة الاولى على سرعة الانتهاء من معالجة الخلل في المحطة واعادتها الى وضعها الطبيعي ومن ثم سيتم انتظار نتائج لجنة التحقيق، وعلى موجبها ستكون هناك محاسبة للمتسبب ان وجد ومعاقبته».
وتمنى الروضان ان تكلل الجهود المبذولة من الفريق العامل في اصلاح المحطة بالنجاح والتوفيق خلال الايام القريبة المقبلة، مؤكدا دعم الحكومة الكامل لما يقوم به الفريق الى حين الانتهاء من المشكلة بعد معالجتها بالشكل الصحيح والسليم.



لجنة التحقيق الوزارية تستدعي
مسؤولي الهندسة الصحية في «الأشغال»


كشف مصدر مسؤول في وزارة الاشغال عن بدء اللجنة المشكّلة من قبل مجلس الوزراء للتحقيق في ملابسات كارثة محطة مشرف في «استدعاء بعض المسؤولين بالوزارة للتحقيق معهم والسماع الى ملاحظاتهم بشأن الاسباب التي أدت الى حدوث مثل هذه المشكلة وبهذا الحجم الكبير».
وقال المصدر لـ «الراي» ان اللجنة «استدعت اثنين من كبار مهندسي قطاع الهندسة الصحية للتحقيق معهما»، مبينا أن اللجنة الوزارية «ابدت ارتياحها التام لما قدمه المسؤولان من انطباع جيد حول سلامة موقف الوزارة، لاسيما وان المهندسين ممن يشهد لهما بالكفاءة والحرص على المصلحة العامة».
وعلى صعيد آخر، اكد المصدر ان الفريق الاميركي «قدم مساعدات كبيرة لفريق العمل الامر الذي كان له الاثر الجيد على سير العمل»، لافتا الى ان نجاح العملية التي قامت بها الوزارة والمتمثلة في اغلاق المنهول ومنع دخول مياه الصرف الى داخل المحطة «تعد خطوة جيدة الا ان الامر يحتاج الى ثلاثة أشهر لإصلاح المحطة واعادتها الى سابق عهدها».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي