إدارة أوباما تغيّر نمط مكافحتها للإرهاب


في الخطاب الذي ألقاه أخيراً مساعد باراك أوباما للأمن ومكافحة الإرهاب جون بيرنين الذي جاء بعنوان «نهج جديد لحماية الأميركيين»، حظينا بلقب يلخص أخطاء السياسة الحالية والمستقبلية للإدارة الأميركية.
هذا كان خطاباً مخيباً للآمال. من الممكن القول بصورة عامة أن بيرنين دعا لمصالحة الإرهابيين: «حتى في الوقت الذي نشجب فيه ونعارض الطرق المرفوضة التي يتبعها الإرهابيون، إلا أن علينا أن نعترف بالاحتياجات وبمشاعر المرارة الشرعية لبني البشر العاديين، تلك الاحتياجات التي يدعي الإرهابيون أنهم يمثلونها». أنا أتساءل عن أي احتياجات ومشاعر المرارة التي يمثلها تنظيم «القاعدة» حسب رأي بيرنين.
بيرنين وصف التهديد الذي ينقسم إلى اثنين بحذر: «القاعدة» وحلفائها و«التطرف العنيف». ولكن من الواضح أن الأول ليس إلا جزءاً من الأخير. هو أيضاً رفض على الفور أي علاقة بين «التطرف العنيف» والإسلام: «عندما نستخدم مصطلح الجهاد المشروع الذي يعني التطهر أو خوض كفاح مقدس من أجل هدف أخلاقي، فقد نمنح هؤلاء القتلة تلك الشرعية الدينية التي يتعطشون إليها، إلا أنهم لا يستحقونها بالتأكيد. الأسوأ من ذلك أن استخدام هذا المصطلح قد يدعم الادعاء بأن الولايات المتحدة تقاتل الإسلام نفسه».
في واقع الأمر هذه النظرية التي دحضت منذ عام 2007 على يد روبرت سبنسر تميز بين الجهاد الجيد والجهاد السيئ الذي ينفي أي صلة للإسلام بالإرهاب. إدارة جورج بوش مع كل الأخطاء التي ارتكبتها لم تستسلم لهذه الخدعة. الآن يصرح بيرنين بأن سياسة رئيسه ترتكز عليها.
لندع النظرية جانباً. هناك أيضاً علامات مقلقة لاداء فاشل على الأرض. الخطاب علمنا بأن أوباما يعتقد أن السلاح النووي بيد الإرهابيين هو «التهديد الفوري والأكثر تطرفاً لأمن العالم». حسناً. ورده؟ ثلاث خطوات ضعيفة لا معنى لها تقريباً: «قيادة مساعي تعزيز النظام الدولي ضد نشر السلاح النووي، والشروع بمساع دولية لحماية المواد النووية في العالم، و... تنظيم مؤتمر دولي للمسائل النووية».
إليكم اقتباساً من الخطاب الذي ينفي منطق الإدارة في قضية الأمن: «الفقر ليس عاملاً يدفع للعنف والإرهاب. قلة التعليم ليست عاملاً يسبب الإرهاب. ولكن مثلما لا يمكن تبرير قتل الأبرياء من دون سبب، فلا يمكن نفي ذلك عندما لا يكون للاطفال أمل بالتعليم وعندما لا يمتلك الشبان أملاً بإيجاد عمل ويشعرون بأنهم معزولون عن العالم الحديث، وعندما لا تلبي الحكومات الاحتياجات الأساسية لبني شعبها، قد يكون الناس أكثر تأثراً من أيديولوجيات العنف والموت».
وختاماً: الفقر وقلة التعليم ليست عوامل تدفع للإرهاب، ولكن في غياب التعليم والعمل قد يكون الناس أكثر تأثراً من الأفكار التي تقود للإرهاب. أين الفرق؟ يا ويلنا إن كان البيت الأبيض مستعداً لقبول تفكير يفتقد للمنطق بدلاً من التحليل الجدي.
ان ركزنا على القول إنه «عندما لا تلبي الحكومات احتياجات ابناء شعبها الأساسية فقد يصبح الناس أكثر تأثراً بأيديولوجيات العنف والموت» سنكتشف خطأين بارزين. أولاً، هذه العبارة تقوم على الوهم الاشتراكي بأن الحكومات تلبي احتياجات أساسية. لا وألف لا. عدا عن بضع دول غنية، توفر الحكومات اطراً قانونية حامية، ولكن السوق هو الذي يلبي الاحتياجات.
ثانياً، كل الدراسات في هذه المسألة تشير إلى أنه لا توجد صلة بين الضغط الشخصي (الفقر وقلة التعليم والبطالة) وبين الانجذاب للإسلام الراديكالي. وبالمناسبة تحويلات رأس المال العملاقة للشرق الأوسط منذ عام 1970 أسهمت فقط في صعود الإسلام الراديكالي.
أنا أخشى من أن تطبيق السياسات الخاطئة التي يصفها بيرنين يشكل خطراً على المواطنين ومصالح حلفاء الولايات المتحدة. النتائج المريرة قد تتكشف بسرعة كبيرة. فأين هو الراشد المسؤول في البيت الأبيض كما يقولون؟
دانييل بايبس
«إسرائيل اليوم»
هذا كان خطاباً مخيباً للآمال. من الممكن القول بصورة عامة أن بيرنين دعا لمصالحة الإرهابيين: «حتى في الوقت الذي نشجب فيه ونعارض الطرق المرفوضة التي يتبعها الإرهابيون، إلا أن علينا أن نعترف بالاحتياجات وبمشاعر المرارة الشرعية لبني البشر العاديين، تلك الاحتياجات التي يدعي الإرهابيون أنهم يمثلونها». أنا أتساءل عن أي احتياجات ومشاعر المرارة التي يمثلها تنظيم «القاعدة» حسب رأي بيرنين.
بيرنين وصف التهديد الذي ينقسم إلى اثنين بحذر: «القاعدة» وحلفائها و«التطرف العنيف». ولكن من الواضح أن الأول ليس إلا جزءاً من الأخير. هو أيضاً رفض على الفور أي علاقة بين «التطرف العنيف» والإسلام: «عندما نستخدم مصطلح الجهاد المشروع الذي يعني التطهر أو خوض كفاح مقدس من أجل هدف أخلاقي، فقد نمنح هؤلاء القتلة تلك الشرعية الدينية التي يتعطشون إليها، إلا أنهم لا يستحقونها بالتأكيد. الأسوأ من ذلك أن استخدام هذا المصطلح قد يدعم الادعاء بأن الولايات المتحدة تقاتل الإسلام نفسه».
في واقع الأمر هذه النظرية التي دحضت منذ عام 2007 على يد روبرت سبنسر تميز بين الجهاد الجيد والجهاد السيئ الذي ينفي أي صلة للإسلام بالإرهاب. إدارة جورج بوش مع كل الأخطاء التي ارتكبتها لم تستسلم لهذه الخدعة. الآن يصرح بيرنين بأن سياسة رئيسه ترتكز عليها.
لندع النظرية جانباً. هناك أيضاً علامات مقلقة لاداء فاشل على الأرض. الخطاب علمنا بأن أوباما يعتقد أن السلاح النووي بيد الإرهابيين هو «التهديد الفوري والأكثر تطرفاً لأمن العالم». حسناً. ورده؟ ثلاث خطوات ضعيفة لا معنى لها تقريباً: «قيادة مساعي تعزيز النظام الدولي ضد نشر السلاح النووي، والشروع بمساع دولية لحماية المواد النووية في العالم، و... تنظيم مؤتمر دولي للمسائل النووية».
إليكم اقتباساً من الخطاب الذي ينفي منطق الإدارة في قضية الأمن: «الفقر ليس عاملاً يدفع للعنف والإرهاب. قلة التعليم ليست عاملاً يسبب الإرهاب. ولكن مثلما لا يمكن تبرير قتل الأبرياء من دون سبب، فلا يمكن نفي ذلك عندما لا يكون للاطفال أمل بالتعليم وعندما لا يمتلك الشبان أملاً بإيجاد عمل ويشعرون بأنهم معزولون عن العالم الحديث، وعندما لا تلبي الحكومات الاحتياجات الأساسية لبني شعبها، قد يكون الناس أكثر تأثراً من أيديولوجيات العنف والموت».
وختاماً: الفقر وقلة التعليم ليست عوامل تدفع للإرهاب، ولكن في غياب التعليم والعمل قد يكون الناس أكثر تأثراً من الأفكار التي تقود للإرهاب. أين الفرق؟ يا ويلنا إن كان البيت الأبيض مستعداً لقبول تفكير يفتقد للمنطق بدلاً من التحليل الجدي.
ان ركزنا على القول إنه «عندما لا تلبي الحكومات احتياجات ابناء شعبها الأساسية فقد يصبح الناس أكثر تأثراً بأيديولوجيات العنف والموت» سنكتشف خطأين بارزين. أولاً، هذه العبارة تقوم على الوهم الاشتراكي بأن الحكومات تلبي احتياجات أساسية. لا وألف لا. عدا عن بضع دول غنية، توفر الحكومات اطراً قانونية حامية، ولكن السوق هو الذي يلبي الاحتياجات.
ثانياً، كل الدراسات في هذه المسألة تشير إلى أنه لا توجد صلة بين الضغط الشخصي (الفقر وقلة التعليم والبطالة) وبين الانجذاب للإسلام الراديكالي. وبالمناسبة تحويلات رأس المال العملاقة للشرق الأوسط منذ عام 1970 أسهمت فقط في صعود الإسلام الراديكالي.
أنا أخشى من أن تطبيق السياسات الخاطئة التي يصفها بيرنين يشكل خطراً على المواطنين ومصالح حلفاء الولايات المتحدة. النتائج المريرة قد تتكشف بسرعة كبيرة. فأين هو الراشد المسؤول في البيت الأبيض كما يقولون؟
دانييل بايبس
«إسرائيل اليوم»