رسائل المشاهير... أسرار وأزمات

قسوة الأم... أحجار بناء شخصية الابن / 2

تصغير
تكبير
| القاهرة - من وليد طوغان |
يلاحق الناس... النجوم والمشاهير... في أعمالهم وحياتهم العامة، وكثيرا في حياتهم الخاصة. يسألون عن أسرارهم وتحركاتهم... غرامياتهم وزيجاتهم، وماذا يفعلون... وكيف يعيشون.
إنها «الملاحقة»... التي قد تؤذي النجوم والمشاهير أحيانا... خصوصا إذا كانت في أمور خاصة جدا.
ولعل من بين خصوصيات النجوم والمشاهير «سياسيون وديبلوماسيون وإعلاميون وفنانون ورياضيون وأدباء»... خطاباتهم «رسائلهم»... خصوصا في أمورهم الشخصية أو العائلية، أو حتى في حياتهم المهنية والعملية.
وفي هذه الرسائل... وكونها تخص نجوما ومشاهير سوف تتوالى المفاجآت... وقد تكون المفاجآت غرامية ملتهبة، أو خلافات حادة، أو طلبات غريبة.
و«الراي» تقلب في كثير من رسائل وخطابات النجوم «الورقية» طبعا، لأن ما قصدناهم لم يكونوا على صلة بـ «الإيميل» أو الفاكس في الغالب.
وجدنا في هذه الرسائل... غزلا وعشقا وهياما، كما عثرنا على ألغاز ومفاجآت وأسرار، وأحزان وأفراح وآمال وأحلام ومحطات إخفاق.
وفيها أيضا أسرار شخصية واجتماعية، ولم تسلم من السياسة ومعارك الديبلوماسية والأعمال المخابراتية، ودقائق أسرار الثورات.
ووجدناها مغموسة في دقائق الأمور في الزواج الأول، وفي الطلاق، وحكايات الزواج الثاني، والعلاقات المجتمعية، والأحداث الطريفة والغريبة.
ولا يسلم الأمر... من رسائل سببت حين إرسالها أزمات، أو حتى عندما كشف عنها بعد سنوات طوال، أو كشفت عن أسرار، أو غيرت في مسار حدث أو في سيرة شخص ذاتية.
بالفعل... في رسائل المشاهير والنجوم... الكثير من الحكايات، التي يمكن الوقوف عندها، والسطور التي لا يمكن إغفالها، والأشخاص الذين لا يمكن أن نمر عليهم مرور الكرام.
إنها رسائل وتوقيعات... لا يمكن إهمالها، ولهذا اقتربنا منها، وقلبنا في كلماتها، وعثرنا على أصولها، أو حتى صور منها، ولعل في إعادة النظر إفادة، وهذا ما قد تجده في السطور التالية:

بالرغم من أن إحسان عبدالقدوس... قدم لنا امرأة مختلفة في رواياته سواء في تحررها أو طريقة تفكيرها، إلا أنه كان يتفق مع أمه في كل شيء ويطيعها ويسمع كلامها، إلا في شيء واحد ظل مؤمنا به حتى نهاية حياته، وهو أن المرأة للبيت، وأنها لا تستطيع التوفيق بين بيتها وعملها، وأنها مهما تعلمت وتحررت ونجحت فهي في النهاية تتبع رجلا تكرس حياتها له.
وحتى بعد أن كتب «أنا حرة» ناقشته أمه في هذه القضية، حيث طرح في «أنا حرة» امرأة ذات شخصية قوية ولها آراؤها المستقلة... جاهدت حتى تحررت من عبودية المرأة للرجل ورفضت أن تتزوج زواجا لا تريده، وتخرجت في الجامعة ونجحت لكنها في النهاية وهبت نفسها لرجل أحبته وغيرت حياتها كلها لأجله... بل وعاشت معه 8 سنوات بغير زواج... ولم تتفق مع أمه في نهاية هذه القصة ولكن إحسان هو إحسان.
حكت السيدة نيرمين القويسني... مديرة مكتب إحسان عبدالقدوس لمدة 35 عاما وابنة خالة زوجته، والتي أعطت الزميل سامي كمال رسائله: «فيه ستات كانوا يسهروا من غير أزواجهم عند إحسان فكان يبقى شديدا معهم ويقول لهم: مين هايروحكم... ولو واحدة عندها ابن كان يكلمه بنفسه في التلفون آخر السهرة ويقول له: تعال خذ مامتك... أصله ماكانش يحب الحال المايل».
عزيزي الأستاذ
وفي رسالة كتبتها روزاليوسف إلى ابنها في 22/6/1946 وهو في إنكلترا قالت فيها:
عزيزي الأستاذ إحسان:
وصلنا خطابكم وسررنا بوصولكم سالمين ونرجو ألا يتسرب اليأس إلى أنفسكم كما أرجو أن تتصلوا بالأستاذ محمد نجيب «مراسل المصري» وأن تترددوا على النادي المصري ففيه كما يقولون كل الشخصيات المصرية التي يجوز أن تنفعكم في عملكم.
وإنني أقترح دفع مبلغ 30 جنيها من جانبي لماركوني كتأمين لبرقياتك التي سترسلها إلينا، فإذا حدث حادث هام فأرسله إلينا في يوم «السبت» فقط.
وإنني أنصحك بتتبع كل أخبار الصحف الإنكليزية لمعرفة مجرى الأحداث وأعلمك بأن المفتي في قصر عابدين قام بالتأثير في الأوساط الإنكليزية الرسمية وغير الرسمية وأعمل كل جهدك ولا تيأس... والجميع يهدونك تحياتهم وهم في صحة جيدة، وتقبل شوقي وقبلاتي.
أمك فاطمة اليوسف
22/6/1946
ابن أمه
في قلب إحسان عبدالقدوس مكان لروزاليوسف ـ الأم ـ لا يستطيع أحد أن يحتله سواها، فهي التي ساندته وآزرته، حين هوجم في بداية حياته العملية وبدأت الهزيمة تكسو ملامحه، وأحس بطعم الملح بين شفتيه عندما دأبت إحدى الصحف على مهاجمته كل صباح في صفحاتها الأولى تحت اسم «ابن روزا».
وعندئذ قرر إحسان الهروب واعتزال الكتابة، فجاءت له أمه بمجموعة أعداد من مجلة «الكشكول» صارخة فيه: «اقرأ ما كانوا يكتبونه عن أمك»... وكان المكتوب جارحا أكثر مما كتب عنه مثل «إلى عماد الدين يا روزا»... أي لا علاقة لك بالصحافة فاذهبي إلى شارع التمثيل.
وقالت له أمه في رسالة من رسائلها: أين «الكشكول» الآن؟ لقد اختفت وبقيت أنا روزاليوسف، إحسان... إذا كنت تؤمن بما تكتبه فاكتب وهذا هو المهم.
وإحسان يرى أن أمه سيدة مختلفة، وأنها حين روت حياتها لم ترو كل شيء إذ يكتب: «...... لا أدرى كيف استطاعت أن تحملني تسعة شهور وهي واقفة على خشبة المسرح تعتصر الفن من دمها وأعصابها لتكون يوما أعظم ممثله في الشرق.
ولا أدري كيف استطاعت أن تطرد عني الموت الذي طاف بي مرات خلال طفولتي وصباي، في حين أنها كانت دائما بعيدة عني تسعى في طريق مجدها.
ولا أدري كيف استطاعت أن تنشئني هذه النشأة، وأن تغرس فيّ هذه المبادئ وهذا العناد، وأن تقودني كطفل وكشاب في مدارج النجاح، في حين أني لم ألتق بها أبدا إلا وفي رأسها مشروع وبين يديها عمل... كيف استطاعت أن تجمع في شخصها كل هذا؟
وإذا كانت قد استطاعته، فكيف تستطيعه أي سيدة أخرى تريد أن تسعى سعيها...؟!
إنها لم تكن غنية يوم ولدتني ويوم نشأت في رعايتها، ولا كان أبي غنيا... فلم يكن على قدرة استئجار مربية لتعهد بي إليها، ولم تكن الحياة قد سهلت إلى هذا الحد الذي نراه الآن لتيسر تربية الأطفال... إنما هي التي صنعتني بيديها... هي التي أرضعتني، وهي التي أعدت طعامي، وهي التي بدلت ثيابي، وهي التي قامت على مرضي، وهي التي وضعتني في فراشي، وهي التي علمتني كيف أخطو، ولقنتني كيف أنطق... صنعتني بيديها، كما صنعت مجدها بيديها، كل يوم من أيام هذا المجد وكل حرف فيه، وكل خطوة من خطواتها... هي وحدها صاحبة الفضل فيه، وليس لأحد الفضل عليها.
يكمل إحسان: «هي التي التقطت دروس الفن وجعلت من نفسها «سارة برنارد الشرق» كما أطلق عليها نقاد ذلك الجيل... هي التي علمت نفسها القراءة، ولم تدخل مدرسة ولا اضطرها أحد إلى تعلمها».
وهي التي دخلت ميدان الصحافة وفي يديها «5» جنيهات وأنشأت مجلة تحمل اسمها يكاد يكون اسما أجنبيا ـ وهو الاسم الذي اشتهرت به على المسرح ـ فاستطاعت أن تجعل من هذه المجلة أقوى المجلات نفوذا في الشرق، وأن ترسم بها مستقبل مصر، واستطاعت أن تجعل من هذا الاسم علما يضم تحته كل الكتاب وأنضج الآراء، ولا يثير عجبا في مصر، كما لا تثير الأهرام أو أبوالهول عجبا في مصر، بين بني مصر...
وهي التي لقنت نفسها أصول الوطنية والمبادئ السياسية إلى أن استطاعت أن تملي أدق الآراء، وأن تتنبأ بأصدق التنبؤات.
وفي تاريخ «روزاليوسف» الطويل، أي منذ ثمانية وعشرين عاما إلى اليوم، لم يسقط رأى من آرائها، ولم تخط مصر خطوة من تاريخها إلا وكانت هي الداعية لها.
وهي هذه السيدة التي لا تحمل شهادة مدرسية ولا مؤهلا علميا... هي التي أخرجت جيلا كاملا من الكتاب والسياسيين ومن الصحافيين... هي التي أرشدت أقلامهم، وهي التي وجهتهم، وهي التي بثت الروح فيهم، وهي التي انتقتهم ورشحتهم لمستقبلهم... ولاتزال إلى اليوم تخرج منهم فوجا بعد فوج.
وهي... السيدة اليتيمة التي واجهت مسؤوليات الحياة وهي في السابعة من عمرها... هي التي استطاعت يوما أن تتحدى كل سلطات الدولة... الإنكليز والملك والأحزاب كلها.
السيدة الفولاذية
وتألبوا عليها جميعا يحاولون هدمها ويحاولون القضاء على هذه الصفحات الثائرة التي تحمل اسمها... ولكنهم لم يستطيعوا إلا أن يجعلوها فقيرة أحيانا، وأن يسجنوها حينا، وأن يصادروها عشرات المرات، وأن يحاكموها مئات المرات... وأن... وأن... ولكن الصفحات الثائرة ظلت تصدر دائما وبانتظام لم يستطع أحد منهم أن يقضي عليها، ولم يستطع أحد منهم أن يحني هذا الرأس العنيد القوي، ولم يستطع أحد منهم أن يكون أقوى من هذه الوحيدة اليتيمة... السيدة.
كيف حدث هذا؟
أنا نفسى لا أدري!
وفي رسالة من رسائله يقول إحسان: كنت أحيانا أضع نفسي بعيدا عنها وأجرد نفسي من عاطفتي نحوها، ثم أحاول أن أدرسها كما يدرسها أي غريب عنها، علني أجد مفتاحا لشخصيتها، وعلني أخرج من دراستي بقاعدة عامة لحياتها أطبقها على بنات جنسها... ولكني كنت أخرج دائما بمجموعة من المتناقضات لا يمكن أن تجتمع في إنسان واحد.
ويكمل: إنها هادئة رقيقة تكاد تذوب رقة... يحمر وجهها خجلا إذا ما سمعت كلمة ثناء... ويكاد صوتها الناعم الخفيض الرفيع المنغم يشبه صوت فتاة في الرابعة عشرة... وهي تفضل العزلة، ولها دنيا خاصة تعيش فيها، وليس لها كثير من الأصدقاء الخصوصيين، رجالا أو نساء، وأغلب من يعرفونها لا تعرفهم، وهي تكره المجتمعات وتكره أن تقيم في بيتها حفلة أو مأدبة، بل إنها في بعدها عن الناس يفوتها كثير من المجاملات، حتى هذه المجاملات، التي يتطلبها العمل... وهي بعد كل هذا قلب طيب ينشر الحب والسلام حوله، حتى تبدو ساذجة تستطيع أن تضحك عليها بكلمة، ويد سخية تعطي باستمرار وتأبى أن تأخذ نظير ما تعطي.
هذا وجه من أوجه شخصيتها... وجه تراه في بيتها، وهي واقفة في المطبخ تعد طبق ورق العنب، كزوجة مثالية، ثم تدور بين الغرف ترتب قطع الأثاث أو تنمق أواني الزهر... أو تراها في مكتبها وكل شيء هادئ من حولها والعمل يسير في نظامه الرتيب.
وفجأة يتغير هذا الوجه... فإذا بها أعنف من العاصفة، وإذا بهذا الصوت الرفيع يرتفع ليزلزل مكاتب المحررين وعنابر المطبعة من حوله... وإذا بها قوية إلى حد القسوة. جريئة إلى حد التهور، لا تخفي رأيا صريحا ولا تصون مصلحة من مصالحها... جريئة إلى حد أن تقول لكريم ثابت عندما جاءها يبلغها تهنئة فاروق بمرور عام على أعوام مجلتها: «قل لمولاك اني أرفض تهنئته»، وجريئة إلى حد أن تقول لإبراهيم عبدالهادي وهو في سطوة نفوذه: «يا إبراهيم استقل»... وجريئة إلى حد أن تتحدى وحدها مظاهرة ضخمة أطلقها الوفد عليها ليحطم دارها.
وإذا بها مختلطة بالناس إلى حد أن تتردد على دور الأحزاب، وتشترك في الاجتماعات السياسية، وتدعو الزعماء إلى بيتها.
وإذا بها قاسية إلى حد أن تطردني من العمل أو تستغني عن خدمات محرر آخر، ربما لم يمض على منحه مكافأة أسبوع واحد، وبخيلة إلى حد أن ترفض قرضا لعامل قد تكون وهبته بالأمس إعانة من جيبها الخاص.
وتبحث كل هذه المتناقضات... فإذا بها كانت محقة في هدوئها، وكانت محقة في ثورتها، وكانت محقة في طيبتها... وكانت محقة في قسوتها، وكانت محقة في كرمها، وكانت محقة في بخلها.
ولكن ما الشخصية الواحدة التي تملي عليها كل هذه التصرفات...
هل يكفي أن نقول إنها ذكية؟...
هل يكفي أن نقول إنها قوية؟...
هل يكفي أن نقول إنها صادقة الإحساس؟ وأن تصرفاتها كلها تصدر عن هذا الإحساس؟...
أنا نفسي لا أدري!
فإذا اقتربت منها وحاولت أن أدرسها بإحساس كابن لها، ازددت حيرة وواجهتني نفس المتناقضات... فهي أم حنون مرهفة العاطفة، إلى حي أنها لاتزال أحيانا تبكي وهي تقبلني، بل إن عاطفتها تغلبها أحيانا فتقبلني أمام زملائي المحررين، وأذوب أنا خجلا منهم!! بل إنها تفرح باليوم الذي أقضيه في بيتها كأنها أم ريفية تستقبل ولدها بعد غياب طويل، وتكاد تشعرني أنها ابنتي أكثر منها أمي فأضمها بين ذراعي وأسند رأسها على صدري وأربت عليها وأغمر جبينها الطاهر بقبلاتي كأنها طفلة تحتمي بي.
إخفاء النكبات
ويبلغ من حنانها، أنها ـ قبل أن أشترك معها في العمل ـ كانت تخفي عني كل ما يصيبها من نكبات، وحدث أن خسرت كل ما تملك نتيجة حملة اضطهاد سلطتها عليها حكومة الوفد، حتى أنها لم تستطع أن تدفع مرتبات الخدم والسائق، فتركوها جميعا وكل منهم يترك دموعه فوق يدها وهو يقبلها... واستطاعت أن تستخلص القليل مما بقي لتضمن للمجلة استمرار ظهورها، ثم مرت أيام لم تكن تجد فيها ثمن الطعام الذي تأكله... وكنت في ذلك الحين أقيم مع أبي، وأتردد عليها كل أسبوع فتعطيني عشرة قروش للذهاب إلى السينما... وفي وسط هذه الظروف القاسية التي تمر بها، حرصت على أن تعد لي دائما هذه العشرة قروش، وهي في حاجة إلى خمسة منها لتأكل بها... كل ذلك حتى لا أدرى وحتى لا أشاركها همها فيصيبني اليأس قبل أن يشتد ساعدي.
وفي خلال الحرب الأخيرة مرت بها أزمة أخرى... واضطرت أن تبيع سيارتها في الوقت الذي كان كل أصحاب الصحف يبنون الثروات... وكانت تضطر أن تسير على قدميها كل صباح ساعة كاملة من بيتها في الزيتون إلى سراي القبة «شرق القاهرة» لتركب الأتوبيس الذي يوصلها إلى مكتبها،
ثم كانت تقول لي إن الطبيب أوصاها بالسير الطويل محافظة على صحتها!! حتى لا أدري، ولا أشاركها همها.
كل هذا الحنان الذي لا تستطيعه كل أم، كان يقابله قسوة لا أعتقد أيضا أن كل أم تستطيع أن تقسو بها على ابنها...
فقد طردتني مرة - كما قلت - من العمل، وأنا متزوج وصاحب أولاد، أو على الأصح تركتني أخرج من العمل، وظلت عاما كاملا لا تخاطبني، وقد تلتقي بي فتتجاهلني، وأمد يدي لأقبل يدها فترفضها... بل إنها ضربتني يوما في مكتبي وبين زملائي عقب تخرجي في الجامعة... وهي إلى اليوم لا تزال تقسو أحيانا عليّ وعلى شقيقتي، ويبلغ من قسوتها أننا لا نعرف لها سببا ولكننا دائما نعرف السبب بعد أن نثوب إلى الطريق الصحيح.
وإني أعترف أن هذه القسوة كانت من الأحجار القوية في بنائي، وإعدادي للعمل الذي أقوم به.
ولكن كيف تستطيع هذه الأم الحنون إلى هذا الحد، أن تقسو إلى هذا الحد؟
كيف تستطيع أن تجمع بين هذه المتناقضات في شخصية واحدة؟
كيف تستخلص من هذه الحياة الشخصية قاعدة تتبعها كل سيدة تريد أن يكون لها هذا الجهاد؟

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي