حكايات يرويها بعض الآباء بعبارات الحسرة على أيامه الجميلة وتقاليده المنقرضة
رمضان زمان... طقوس أفسدت متعتها الفلوس!

عيسى حاجية

عبدالوهاب العلي

علي القطان

أبوخالد

فيصل الجاسم

عبدالحميد الشهاب

ناصر الملا

أبوعلي

أحمد البرجس

بدر الملا

محمد الصايغ

عاشور جمعان

حديث عن أيام زمان

















| تحقيق عمر العلاس وفهد المياح |
«رمضان أول انتهى ولن يأتي مثله»... بهذه العبارة العفوية التي جاءت على لسان مواطن مسن عبر لنا هو وغيره من الشياب كيف كانت أيام الشهر الفضيل مليئة بالروحانيات والطقوس الممتعة التي اختفت بفعل دوران عجلة الحضارة وانتفاخ الجيوب بالمال، فالتلفزيون والستالايت والانترنت قد تكون وسائل تسلية ممتعة لجيل اليوم، لكن آباءنا لا يشعرون بمتعة لها كتلك السعادة التي كانت تغمرهم حين يمر ابوطبيلة في الفريج ينادي على الصائمين ليوقظهم كي يتناولوا السحور ويستعدوا لأداء صلاة الفجر.
ومن تناول الجريش والهريس واللقيمات والتشريبة من ايدي امهات زمان يجد غضاضة في فمه حين يتناولها من ايدي الخادمات، او حين تتكاسل زوجته عن دخول المطبخ وتتصل بالمطاعم لتأتي بوجبات جاهزة ذات اشكال وألوان مختلفة لكن مذاقها لا يقارن بالاطباق الشهية التي كانت تعدها الأمهات.
اما العادات والتقاليد الرمضانية فالحديث فيها ذو شجون، ،فزمان اول كان الجار اذا مرّ عليه يوم واحد لم يشاهد فيه جاره قلق عليه، وبادر بالسؤال عنه، وتقديم يد المساعدة اذا اكتشف ان جاره يمر بمشكلة او ضائقة، واختفت ظاهرة «النوافل» الرائعة حيث كانت النساء تعد الاطباق الشهية وتهديها الى جاراتها في الفريج، فلا تمر ايام حتى ترد الجارة التحية بأحسن منها، في تراحم وتواصل ما احوجنا اليهما هذه الأيام.
وزمان اول كانت القلوب صافية لا تعرف الحسد الذي سيطر على القلوب الآن، ولم يكن الناس يشغلون انفسهم بتلك الاخبار السياسية التي تسيطر على الدواوين الآن، بل كانوا يجدون وقت الفراغ لممارسة ألعاب اختفت هي الاخرى مثل المقصي والهولي و«طق واطمر» والدوامة.
... وفي هذه المقابلات مع بعض الآباء المزيد من الذكريات عن رمضان زمان:
قال عاشور جمعان عن رمضان في الماضي «كان له وقع خاص في النفوس، ونتمنى ان ترجع رائحة رمضان الماضي»، مضيفا، «ضريبة الحضارة كثرة فلوسنا وقلة التراحم».
واضاف. «الألفة والمحبة قلت والنوافل كذلك، موضحا في الماضي كان الجميع من قاطني المنطقة حريصين على تبادل الاطباق الرمضانية التي كانت النساء يتنافسن في اعدادها، الان الوضع تغير وبات الاعتماد على الخدم في كل البيوت واصفا تلك الظاهرة بالسيئة».
واضاف، «الطعام في الماضي كان يسوى بنفس ربة البيت وكان له مذاق وطعم مختلف تماما عن اكلات المطاعم وما يعده الخدم الآن».
وتابع، «روحانيات الشهر الفضيل كانت ايضا ذات طبيعة خاصة حيث كانت صلة الارحام اقوى بكثير من الحين»، مضيفا ان الجفاء الحادث بين بعض الابناء تجاه ابائهم كان يقابله في الماضي احترام الابناء للاباء والحرص على طاعة الوالدين ورضاهما.
اما عبدالحميد عبدالله الشهاب فرأى ان الكثير من العادات والتقاليد المرتبطة بالشهر الفضيل تغيرت فالتواصل بين صلة الارحام اصبح عبر الاتصال التلفوني في احيان كثيرة، مضيفا، «ان صلة الارحام لابد ان تكون من خلال الزيارة لأن الاتصال التلفوني في حد ذاته غير كاف».
وعن اهم الالعاب ووسائل التسلية التي كانت تمارس في رمضان الماضي وهل اختلفت عن الوقت الحالي اوضح قائلا: «تقريبا كل اللعبات القديمة اختفت ولم تعد تمارس الآن بسبب الظروف التي فرضتها حداثة الحياة ووسائل الترفيه المتعددة في الوقت الحاضر»، مضيفا من الالعاب التي كانت تمارس في الماضي واختفت «المقصي - الهولي - طق واطمر - الدوامة».
واضاف «لم يعد التغيير مقتصرا فقط على الالعاب بل امتد ليشمل استعداداتنا للشهر الفضيل فالكثير من اصناف الطعام انقرضت ورغم زخم اصناف الطعام على المائدة الآن إلا ان طعام الماضي كان اطعم وافيد».
«الله على زمان اول وليت الشباب يعود يوما»، هذه الكلمات جاءت على لسان «أبو خالد» الذي يبلغ من العمر الخامسة والسبعين عاما متمنيا ان تعود السنون ويرجع الماضي كما كان في الشهر الفضيل مستذكرا الالعاب المتنوعة التي كان يمارسها مع اصدقائه في الفريج، مشيرا إلى ان من هذه الالعاب لعبة المقصي، والعنبر والهولي.
واضاف ان الخيرات في شهر رمضان المبارك كانت قليلة في الماضي ولكنها كانت ذات نكهة وطعم، خصوصا الاكلات مثل الهريس والجريش والمطبق، فلم يعد لها مذاق الماضي.
وأكد «ابو خالد» ان رمضان في الماضي عشت فيه اجمل ايام حياتي، حيث كنا لا نرجع إلى منازلنا إلا عندما يأتي «ابو طبيلة» الذي يوقظ الناس من منامهم ليتسحروا، وكنا نحرص على اداء صلاة الفجر وليس كالوقت الحالي اغلب الشباب تفوتهم صلاة الفجر.
وقال في السابق كانت الحياة بسيطة ملؤها الحب والاحترام، والتواصل بين الجيران، وكان اهالي الفريج يتواصلون في ما بينهم، ولم يكن يشغل بالنا الاخبار السياسية التي نسمع عنها الان ولا توجد عداوة بين أحد وكنا نخرج في مجموعات للبحر والغوص بحثا عن الرزق ولقمة العيش، وكنا نمتلك ارادة قوية في صيام شهر رمضان حتى ونحن في عمق البحر.
ويستغرب ابو خالد من تصرفات بعض الشباب في هذه الايام خصوصا في شهر رمضان المبارك، حيث ان هناك اشياء كثيرة تلهيهم عن العبادة وطاعة الله سبحانه وتعالى، كالسهر داخل المجمعات والمقاهي ومتابعة المسلسلات والافلام التي تبثها شاشات التلفزة في بعض القنوات، واصبحوا فقط يهتمون بأشياء بعيدة عن هذا الشهر الفضيل، وقيمته عند الله سبحانه وتعالى.
أما فضيلة حسين فقالت «ان الاختلاف بين شهر رمضان الماضي والحاضر واضح جدا وفي عدة جوانب، حيث انه لا يقتصر على جانب واحد فقط، موضحة ان امهاتنا كن في الماضي يحرصن على تقسيم وقتهن في هذا الشهر بين الطبخ وقراءة القرآن الكريم والحرص على اقامة صلاتهن».
واضافت: في رمضان الماضي كنا نتفنن في صنع الطبخات والاكلات الكويتية القديمة التي تزين المائدة في رمضان مثل الهريس والتشريب، وبعض الحلويات مثل اللقيمات والقفشة، مضيفة اما في هذه الايام المباركة فمعظم النساء يضيعن وقتهن في المطبخ وكأن شهر رمضان قد تحول شهرا كاملا للأكل فقط، ويقصرن في العبادات والتقرب من الله.
ودعت حسين النساء إلى استغلال هذه الايام المباركة في عبادة الله وطاعته وطلب الرحمة منه، متمنية بأن يمن الله على بلدنا الحبيب بالامن والامان والاستقرار، ويبعد عنه كل مكروه.
في حين يقول سعود الناصر ان شهر رمضان المبارك هو شهر العبادة يتجه فيه العبد إلى ربه لطلب الرحمة والمغفرة، مشيرا إلى انه في الماضي كان الناس يتلهفون كثيرا إلى قدوم الشهر الفضيل ليستمتعوا بالاجواء الدينية، لكن الآن نلاحظ ان الناس ينتظرونه من اجل اضاعة الوقت بمشاهدة الافلام والمسلسلات والتفنن في الأكلات.
واستدرك بأن هناك قلة تحرص على ختم القرآن الكريم والتصدق ومساعدة الناس المحتاجين لتحصيل الاجر والثواب من الله عز وجل في الشهر الفضيل.
ومن جانبها، قالت المواطنة بشاير الحمود اذا اردت ان تدرك الفرق بين رمضان الماضي والحاضر فانظر حولك لتشاهد الاعلانات عن الخصومات على الملابس الرمضانية، او افتتاح معارض الدراعات وملابس القرقيعان او اعلانات عن خيم رمضانية متخصصة لبيع بدل وملابس الاستقبال الخاصة بشهر رمضان، مستغربة من الاعلانات التي تدعو لحضور الندوات الدينية والتي ليس لها داعٍ خصوصا واننا في دولة مسلمة ومن المفترض على الشخص المسلم الذهاب بنفسه إلى المسجد لحضور الندوات والدروس الدينية وليس عن طريق الاعلانات في الشارع.
وبينت انه في السابق كان التواصل والمحبة والمودة تسود بين الناس حيث تجد الغني يساعد الفقير، والصغير يحترم الكبير، وكان التعاون والتكاتف هما سمة من سمات المجتمع في رمضان.
اما المواطن ناصر السالم فرأى ان الاجواء الرمضانية تختلف من بلد لآخر، لكن رمضان في الماضي كان الصيام صعبا علينا ما يضطر البعض لعدم اكمال صيامه بسبب العمل والتعب والارهاق الذي كنا نواجهه في رحلات الغوص والصيد والبحث عن خيرات الله في البحر، وهناك اختلاف كبير بين الماضي والحاضر في الشهر الفضيل، ولكن ما زلنا نحافظ على بعض العادات والتقاليد التي انجرفت مع الوقت مثل زيارة الاصدقاء وصلة الرحم والاقارب، لاسيما حتى بعض العوائل الفقيرة في ذلك الوقت نقف معهم وإلى جانبهم وتقديم كل ما هو متوافر لدينا.
ويؤكد ناصر الملا انه في رمضان الماضي كنا نحافظ على اداء الصلاة في اوقاتها حيث يقوم جميع الفرجان بتأدية صلاة الفجر، وبعدها يستمر بعض المصلين في الجلوس في المسجد لقراءة القرآن حتى ساعات طويلة والبعض الآخر يذهب إلى عمله، وكان الجميع يتسم بالتسامح والزيارات فيما بينهم.
واوضح الملا أنه من الاكلات التي كان يتميز بها اهل الكويت في السابق «الدولمة - واللقيمات - والهريس - والجريش»، خصوصا في هذا الشهر الفضيل الذي يتبادل فيه الجيران الاطباق المختلفة.
واضاف ان رمضان في السابق كان اجمل بكثير من هذه الايام حيث ان اهل الكويت سابقا كانوا لا يعرفون الحسد ولا توجد بينهم عداوات بل كانوا يتمتعون بطيبة القلب وحسن الخلق، ولا يفرقهم شيء ايا كانت الاسباب.
أما المواطن فيصل الجاسم ويقول ان شهر رمضان المبارك في الماضي كان له طعم ونكهة خاصة تختلف كثيرا عن وقتنا الحالي حيث تجد الراحة والاستقرار والطمأنينة، كذلك التواصل والتعارف بين الفرجان بالمناسبات وغير المناسبات لكن في وقتنا هذا فقدنا الكثير من هذه العادات والتقاليد وبدأ البعض يتكاسل عن زيارة صديق او قريب له.
وأكد أن بالفعل الوضع المادي افضل من الماضي بكثير بعد الازدهار الكبير الذي شهدته الكويت بعد ظهور البترول وبناء دولة حديثة، ولكن هذا لا يجعلنا ننسى ايام زمان وايام الماضي التي لا تعوض نهائيا، فكانت لها نكهة خاصة في الشهر الكريم.
اما علي القطان فرأى ان رمضان اول انتهى ولن يأتي مثله ابدا، في العادات والتقاليد وايامه الجميلة وطعمه الرائع الذي كنا نستمتع به قبل قدومه بشهر، حيث نقوم بتجهيز البيت بالحاجيات، والسلع التي تستخدم في شهر رمضان مثل الهريس ومن ثم طحنه بالطاحونة كذلك النزول إلى البحر، والصيد بكميات كبيرة حتى نوفر كميات من السمك لشهر رمضان وتوزيعها على العائلات الفقيرة آنذاك التي لا تستطيع توفير قوت يومها وليس لديها معيل.
واضاف من العادات والتقاليد في رمضان ايام زمان زيارة الاحباب والاقارب والسهر في الليالي الرمضانية مع الاصدقاء وممارسة الالعاب الشعبية مثل «اللبيدة وحي الميد، المقصي، ويغرها الكثير من الالعاب»، مشيرا إلى «ان افضل الالعاب التي كنت احب ان العبها في شهر رمضان الماضي هي لعبة (الهولي)».
وتابع القطان: اصبح الناس كل مهتم في نفسه ليس له علاقة حتى بجاره والبعض لا يعرف من يسكن بجواره الا بعد مرور وقت طويل وهذا لم نعرفه في السابق، حيث كان اهل الفريج عائلة واحدة لدرجة ان الشخص القادم من خارج الفريج معروف بأنه غريب في المنطقة، متمنيا ألا يأتي وقت تندثر فيه كل عادات وتقاليد اهل الكويت مطالبا الحكومة بأن تهتم بالتراث والسلع والمباني القديمة كذكرى يعرفها الجيل الجديد حتى يعرفوا ان اهل الكويت كانوا في السابق اسرة واحدة متماسكة.
ويشير عيسى حاجية إلى ان شهر رمضان ايام زمان كان يتميز بالروحانية اكثر من المادية والنفوس لم تكن يملؤها الحسد والكبر، والكسل الذي يمنعهم من الذهاب إلى المسجد القريب من منازلهم بسبب مسلسل او مسرحية يتابعونها حتى ظهور الفجر.
وبين حاجية ان في شهر رمضان ايام زمان كانت الحياة فيه صعبة وشاقة لعدم وجود المكيفات وقلة الحصول على الماء والذهاب إلى اماكن بعيدة في سبيل الحصول على لقمة العيش، مبينا ان من العادات التي تعلمناها من آبائنا واجدادنا صلة الرحم والترابط واحترام الكبير وطاعة الله عز وجل في كل وقت والدعاء إلى الله.
بدوره، اعتبر المواطن محمد الصايغ ان شهر رمضان المبارك في السابق والوقت الجاري هو شهر خير على كل المسلمين، ولكن هناك فرق بسيط او نوع من الاختلاف بين الماضي والحاضر خصوصا في الشهر الكريم وهو ان في الماضي كان تجسيد المودة والتواصل والتعاون والتقارب بين الفرجان افضل واحسن من وقتنا هذا وكان معظم الناس متواضعين وليس هناك تكبر عند بعضهم وكانوا يدا واحدة متكاتفين ومتعاونين في اعمال الخير خصوصا في هذا الشهر المبارك.
واشار إلى انه في وقتنا الحاضر بدأ الناس خصوصا فئة الشباب يهتمون فقط بالتلفزيون ومتابعة المسلسلات والافلام والذهاب إلى المقاهي والمجمعات والسهر لآخر الليل ولا يذهبون إلى المساجد وحضور الصلاة وقراءة القرآن الكريم والتقرب من الله عز وجل، واصبح لديهم رمضان كأنه شهر المسلسلات والسهر فقط.
وقال الصايغ ان معظم الاوقات التي كنا نقضيها في شهر رمضان في الماضي ما بين المنزل والمسجد والعمل، وان كان هناك وقت فراغ لدينا فنلجأ للعب والمرح في الفريج مع بعض الاصدقاء خاصة العاب «المقصي، واللبيدة، وحي الميد».
وأوضح ان الحياة في السابق كانت حلوة وجميلة في الكويت بحكم طيبة اهلها ومحبتهم وتكاتفهم وتعاونهم على الحلوة والمرة، واذا كانت هناك اي مناسبة فرح او حزن بالفريج او المنطقة فإن الجميع كان يقوم بالواجب.
في حين ان حسنة الحمود تؤكد ان شهر رمضان في السابق كانت له اجواؤه الخاصة به حيث يكثر الناس التردد على المساجد لأداة الصلاة والتسابق على دفع الزكاة والمساعدات.
وقالت: ان الأكلات التي تقدم على مائدة الافطار زمان اول كانت بسيطة جدا ومن افضل الأكلات (مطبق زبيدي، ومربين وهريس وجريش، وغيرها) من الأكلات القديمة كذلك نقوم على مساعدة العوائل الفقيرة التي لا تستطيع ان توفر لنفسها الافطار، ونقدم لهم بعض الطبخات، خصوصا في هذا الشهر الفضيل فكانت نعم الرحمة والمحبة.
اما أحمد البرجس فيقول ان رمضان الحاضر والماضي يختلفان كثيرا فمثلا مائدة الافطار الآن تتمتع بالكثير من اصناف الطعام، والمشروبات التي لم نكن نعرفها في السابق ونسأل الله الا يغير على اهل الكويت وان يزيدهم من خيره، مضيفا ان في السابق كانت الحياة بسيطة وكانت الأكلات معدودة عكس وقتنا هذا وان جميع افراد العائلة في السابق يفطرون على مائدة واحدة وكانوا حريصين على الالتفاف حول سفرة الطعام.
واشار إلى ان في السابق لم يكن هناك حسد ومصالح شخصية، حيث كانت المساعدة والتعاون سمة اهل الكويت في السابق لدرجة ان الجار عندما لم يشاهد جاره يوما واحدا يذهب بنفسه لمنزله ويطرق عليه الباب ويسأل عنه بنفسه واذا كان محتاجاً لمساعدة يقدم مساعدته.
وكذلك المواطن حسين القطان يؤكد ان ايام شهر رمضان المبارك في السابق كانت من أجمل الايام التي عشناها في حياتنا فبالرغم من ان الحياة كانت بسيطة لكن كانت تتميز بالحب والتكاتف والتعاون.
واشار إلى ان الاعمال كانت شاقة في السابق خصوصا في الشهر الكريم لاسيما النزول إلى البحر والغوص بحثا على لقمة العيش فقد كنا نمضي اياما كثيرة داخل البحر، ولكن بالرغم من كل هذه المتاعب فإنها لا تثنينا عن الصيام.
وأكمل ان الفرحة الكبيرة عندما نصل إلى اهالينا بالسلامة ونحمل معنا خيرات الله من البحر ومن ثم تقوم الامهات بطبخ مطبق الزبيدي والمربين فهذه الأكلات كنا نستمتع بأكلها في السابق وغيرها الكثير مثل الهريس والجريش.
«رمضان أول انتهى ولن يأتي مثله»... بهذه العبارة العفوية التي جاءت على لسان مواطن مسن عبر لنا هو وغيره من الشياب كيف كانت أيام الشهر الفضيل مليئة بالروحانيات والطقوس الممتعة التي اختفت بفعل دوران عجلة الحضارة وانتفاخ الجيوب بالمال، فالتلفزيون والستالايت والانترنت قد تكون وسائل تسلية ممتعة لجيل اليوم، لكن آباءنا لا يشعرون بمتعة لها كتلك السعادة التي كانت تغمرهم حين يمر ابوطبيلة في الفريج ينادي على الصائمين ليوقظهم كي يتناولوا السحور ويستعدوا لأداء صلاة الفجر.
ومن تناول الجريش والهريس واللقيمات والتشريبة من ايدي امهات زمان يجد غضاضة في فمه حين يتناولها من ايدي الخادمات، او حين تتكاسل زوجته عن دخول المطبخ وتتصل بالمطاعم لتأتي بوجبات جاهزة ذات اشكال وألوان مختلفة لكن مذاقها لا يقارن بالاطباق الشهية التي كانت تعدها الأمهات.
اما العادات والتقاليد الرمضانية فالحديث فيها ذو شجون، ،فزمان اول كان الجار اذا مرّ عليه يوم واحد لم يشاهد فيه جاره قلق عليه، وبادر بالسؤال عنه، وتقديم يد المساعدة اذا اكتشف ان جاره يمر بمشكلة او ضائقة، واختفت ظاهرة «النوافل» الرائعة حيث كانت النساء تعد الاطباق الشهية وتهديها الى جاراتها في الفريج، فلا تمر ايام حتى ترد الجارة التحية بأحسن منها، في تراحم وتواصل ما احوجنا اليهما هذه الأيام.
وزمان اول كانت القلوب صافية لا تعرف الحسد الذي سيطر على القلوب الآن، ولم يكن الناس يشغلون انفسهم بتلك الاخبار السياسية التي تسيطر على الدواوين الآن، بل كانوا يجدون وقت الفراغ لممارسة ألعاب اختفت هي الاخرى مثل المقصي والهولي و«طق واطمر» والدوامة.
... وفي هذه المقابلات مع بعض الآباء المزيد من الذكريات عن رمضان زمان:
قال عاشور جمعان عن رمضان في الماضي «كان له وقع خاص في النفوس، ونتمنى ان ترجع رائحة رمضان الماضي»، مضيفا، «ضريبة الحضارة كثرة فلوسنا وقلة التراحم».
واضاف. «الألفة والمحبة قلت والنوافل كذلك، موضحا في الماضي كان الجميع من قاطني المنطقة حريصين على تبادل الاطباق الرمضانية التي كانت النساء يتنافسن في اعدادها، الان الوضع تغير وبات الاعتماد على الخدم في كل البيوت واصفا تلك الظاهرة بالسيئة».
واضاف، «الطعام في الماضي كان يسوى بنفس ربة البيت وكان له مذاق وطعم مختلف تماما عن اكلات المطاعم وما يعده الخدم الآن».
وتابع، «روحانيات الشهر الفضيل كانت ايضا ذات طبيعة خاصة حيث كانت صلة الارحام اقوى بكثير من الحين»، مضيفا ان الجفاء الحادث بين بعض الابناء تجاه ابائهم كان يقابله في الماضي احترام الابناء للاباء والحرص على طاعة الوالدين ورضاهما.
اما عبدالحميد عبدالله الشهاب فرأى ان الكثير من العادات والتقاليد المرتبطة بالشهر الفضيل تغيرت فالتواصل بين صلة الارحام اصبح عبر الاتصال التلفوني في احيان كثيرة، مضيفا، «ان صلة الارحام لابد ان تكون من خلال الزيارة لأن الاتصال التلفوني في حد ذاته غير كاف».
وعن اهم الالعاب ووسائل التسلية التي كانت تمارس في رمضان الماضي وهل اختلفت عن الوقت الحالي اوضح قائلا: «تقريبا كل اللعبات القديمة اختفت ولم تعد تمارس الآن بسبب الظروف التي فرضتها حداثة الحياة ووسائل الترفيه المتعددة في الوقت الحاضر»، مضيفا من الالعاب التي كانت تمارس في الماضي واختفت «المقصي - الهولي - طق واطمر - الدوامة».
واضاف «لم يعد التغيير مقتصرا فقط على الالعاب بل امتد ليشمل استعداداتنا للشهر الفضيل فالكثير من اصناف الطعام انقرضت ورغم زخم اصناف الطعام على المائدة الآن إلا ان طعام الماضي كان اطعم وافيد».
«الله على زمان اول وليت الشباب يعود يوما»، هذه الكلمات جاءت على لسان «أبو خالد» الذي يبلغ من العمر الخامسة والسبعين عاما متمنيا ان تعود السنون ويرجع الماضي كما كان في الشهر الفضيل مستذكرا الالعاب المتنوعة التي كان يمارسها مع اصدقائه في الفريج، مشيرا إلى ان من هذه الالعاب لعبة المقصي، والعنبر والهولي.
واضاف ان الخيرات في شهر رمضان المبارك كانت قليلة في الماضي ولكنها كانت ذات نكهة وطعم، خصوصا الاكلات مثل الهريس والجريش والمطبق، فلم يعد لها مذاق الماضي.
وأكد «ابو خالد» ان رمضان في الماضي عشت فيه اجمل ايام حياتي، حيث كنا لا نرجع إلى منازلنا إلا عندما يأتي «ابو طبيلة» الذي يوقظ الناس من منامهم ليتسحروا، وكنا نحرص على اداء صلاة الفجر وليس كالوقت الحالي اغلب الشباب تفوتهم صلاة الفجر.
وقال في السابق كانت الحياة بسيطة ملؤها الحب والاحترام، والتواصل بين الجيران، وكان اهالي الفريج يتواصلون في ما بينهم، ولم يكن يشغل بالنا الاخبار السياسية التي نسمع عنها الان ولا توجد عداوة بين أحد وكنا نخرج في مجموعات للبحر والغوص بحثا عن الرزق ولقمة العيش، وكنا نمتلك ارادة قوية في صيام شهر رمضان حتى ونحن في عمق البحر.
ويستغرب ابو خالد من تصرفات بعض الشباب في هذه الايام خصوصا في شهر رمضان المبارك، حيث ان هناك اشياء كثيرة تلهيهم عن العبادة وطاعة الله سبحانه وتعالى، كالسهر داخل المجمعات والمقاهي ومتابعة المسلسلات والافلام التي تبثها شاشات التلفزة في بعض القنوات، واصبحوا فقط يهتمون بأشياء بعيدة عن هذا الشهر الفضيل، وقيمته عند الله سبحانه وتعالى.
أما فضيلة حسين فقالت «ان الاختلاف بين شهر رمضان الماضي والحاضر واضح جدا وفي عدة جوانب، حيث انه لا يقتصر على جانب واحد فقط، موضحة ان امهاتنا كن في الماضي يحرصن على تقسيم وقتهن في هذا الشهر بين الطبخ وقراءة القرآن الكريم والحرص على اقامة صلاتهن».
واضافت: في رمضان الماضي كنا نتفنن في صنع الطبخات والاكلات الكويتية القديمة التي تزين المائدة في رمضان مثل الهريس والتشريب، وبعض الحلويات مثل اللقيمات والقفشة، مضيفة اما في هذه الايام المباركة فمعظم النساء يضيعن وقتهن في المطبخ وكأن شهر رمضان قد تحول شهرا كاملا للأكل فقط، ويقصرن في العبادات والتقرب من الله.
ودعت حسين النساء إلى استغلال هذه الايام المباركة في عبادة الله وطاعته وطلب الرحمة منه، متمنية بأن يمن الله على بلدنا الحبيب بالامن والامان والاستقرار، ويبعد عنه كل مكروه.
في حين يقول سعود الناصر ان شهر رمضان المبارك هو شهر العبادة يتجه فيه العبد إلى ربه لطلب الرحمة والمغفرة، مشيرا إلى انه في الماضي كان الناس يتلهفون كثيرا إلى قدوم الشهر الفضيل ليستمتعوا بالاجواء الدينية، لكن الآن نلاحظ ان الناس ينتظرونه من اجل اضاعة الوقت بمشاهدة الافلام والمسلسلات والتفنن في الأكلات.
واستدرك بأن هناك قلة تحرص على ختم القرآن الكريم والتصدق ومساعدة الناس المحتاجين لتحصيل الاجر والثواب من الله عز وجل في الشهر الفضيل.
ومن جانبها، قالت المواطنة بشاير الحمود اذا اردت ان تدرك الفرق بين رمضان الماضي والحاضر فانظر حولك لتشاهد الاعلانات عن الخصومات على الملابس الرمضانية، او افتتاح معارض الدراعات وملابس القرقيعان او اعلانات عن خيم رمضانية متخصصة لبيع بدل وملابس الاستقبال الخاصة بشهر رمضان، مستغربة من الاعلانات التي تدعو لحضور الندوات الدينية والتي ليس لها داعٍ خصوصا واننا في دولة مسلمة ومن المفترض على الشخص المسلم الذهاب بنفسه إلى المسجد لحضور الندوات والدروس الدينية وليس عن طريق الاعلانات في الشارع.
وبينت انه في السابق كان التواصل والمحبة والمودة تسود بين الناس حيث تجد الغني يساعد الفقير، والصغير يحترم الكبير، وكان التعاون والتكاتف هما سمة من سمات المجتمع في رمضان.
اما المواطن ناصر السالم فرأى ان الاجواء الرمضانية تختلف من بلد لآخر، لكن رمضان في الماضي كان الصيام صعبا علينا ما يضطر البعض لعدم اكمال صيامه بسبب العمل والتعب والارهاق الذي كنا نواجهه في رحلات الغوص والصيد والبحث عن خيرات الله في البحر، وهناك اختلاف كبير بين الماضي والحاضر في الشهر الفضيل، ولكن ما زلنا نحافظ على بعض العادات والتقاليد التي انجرفت مع الوقت مثل زيارة الاصدقاء وصلة الرحم والاقارب، لاسيما حتى بعض العوائل الفقيرة في ذلك الوقت نقف معهم وإلى جانبهم وتقديم كل ما هو متوافر لدينا.
ويؤكد ناصر الملا انه في رمضان الماضي كنا نحافظ على اداء الصلاة في اوقاتها حيث يقوم جميع الفرجان بتأدية صلاة الفجر، وبعدها يستمر بعض المصلين في الجلوس في المسجد لقراءة القرآن حتى ساعات طويلة والبعض الآخر يذهب إلى عمله، وكان الجميع يتسم بالتسامح والزيارات فيما بينهم.
واوضح الملا أنه من الاكلات التي كان يتميز بها اهل الكويت في السابق «الدولمة - واللقيمات - والهريس - والجريش»، خصوصا في هذا الشهر الفضيل الذي يتبادل فيه الجيران الاطباق المختلفة.
واضاف ان رمضان في السابق كان اجمل بكثير من هذه الايام حيث ان اهل الكويت سابقا كانوا لا يعرفون الحسد ولا توجد بينهم عداوات بل كانوا يتمتعون بطيبة القلب وحسن الخلق، ولا يفرقهم شيء ايا كانت الاسباب.
أما المواطن فيصل الجاسم ويقول ان شهر رمضان المبارك في الماضي كان له طعم ونكهة خاصة تختلف كثيرا عن وقتنا الحالي حيث تجد الراحة والاستقرار والطمأنينة، كذلك التواصل والتعارف بين الفرجان بالمناسبات وغير المناسبات لكن في وقتنا هذا فقدنا الكثير من هذه العادات والتقاليد وبدأ البعض يتكاسل عن زيارة صديق او قريب له.
وأكد أن بالفعل الوضع المادي افضل من الماضي بكثير بعد الازدهار الكبير الذي شهدته الكويت بعد ظهور البترول وبناء دولة حديثة، ولكن هذا لا يجعلنا ننسى ايام زمان وايام الماضي التي لا تعوض نهائيا، فكانت لها نكهة خاصة في الشهر الكريم.
اما علي القطان فرأى ان رمضان اول انتهى ولن يأتي مثله ابدا، في العادات والتقاليد وايامه الجميلة وطعمه الرائع الذي كنا نستمتع به قبل قدومه بشهر، حيث نقوم بتجهيز البيت بالحاجيات، والسلع التي تستخدم في شهر رمضان مثل الهريس ومن ثم طحنه بالطاحونة كذلك النزول إلى البحر، والصيد بكميات كبيرة حتى نوفر كميات من السمك لشهر رمضان وتوزيعها على العائلات الفقيرة آنذاك التي لا تستطيع توفير قوت يومها وليس لديها معيل.
واضاف من العادات والتقاليد في رمضان ايام زمان زيارة الاحباب والاقارب والسهر في الليالي الرمضانية مع الاصدقاء وممارسة الالعاب الشعبية مثل «اللبيدة وحي الميد، المقصي، ويغرها الكثير من الالعاب»، مشيرا إلى «ان افضل الالعاب التي كنت احب ان العبها في شهر رمضان الماضي هي لعبة (الهولي)».
وتابع القطان: اصبح الناس كل مهتم في نفسه ليس له علاقة حتى بجاره والبعض لا يعرف من يسكن بجواره الا بعد مرور وقت طويل وهذا لم نعرفه في السابق، حيث كان اهل الفريج عائلة واحدة لدرجة ان الشخص القادم من خارج الفريج معروف بأنه غريب في المنطقة، متمنيا ألا يأتي وقت تندثر فيه كل عادات وتقاليد اهل الكويت مطالبا الحكومة بأن تهتم بالتراث والسلع والمباني القديمة كذكرى يعرفها الجيل الجديد حتى يعرفوا ان اهل الكويت كانوا في السابق اسرة واحدة متماسكة.
ويشير عيسى حاجية إلى ان شهر رمضان ايام زمان كان يتميز بالروحانية اكثر من المادية والنفوس لم تكن يملؤها الحسد والكبر، والكسل الذي يمنعهم من الذهاب إلى المسجد القريب من منازلهم بسبب مسلسل او مسرحية يتابعونها حتى ظهور الفجر.
وبين حاجية ان في شهر رمضان ايام زمان كانت الحياة فيه صعبة وشاقة لعدم وجود المكيفات وقلة الحصول على الماء والذهاب إلى اماكن بعيدة في سبيل الحصول على لقمة العيش، مبينا ان من العادات التي تعلمناها من آبائنا واجدادنا صلة الرحم والترابط واحترام الكبير وطاعة الله عز وجل في كل وقت والدعاء إلى الله.
بدوره، اعتبر المواطن محمد الصايغ ان شهر رمضان المبارك في السابق والوقت الجاري هو شهر خير على كل المسلمين، ولكن هناك فرق بسيط او نوع من الاختلاف بين الماضي والحاضر خصوصا في الشهر الكريم وهو ان في الماضي كان تجسيد المودة والتواصل والتعاون والتقارب بين الفرجان افضل واحسن من وقتنا هذا وكان معظم الناس متواضعين وليس هناك تكبر عند بعضهم وكانوا يدا واحدة متكاتفين ومتعاونين في اعمال الخير خصوصا في هذا الشهر المبارك.
واشار إلى انه في وقتنا الحاضر بدأ الناس خصوصا فئة الشباب يهتمون فقط بالتلفزيون ومتابعة المسلسلات والافلام والذهاب إلى المقاهي والمجمعات والسهر لآخر الليل ولا يذهبون إلى المساجد وحضور الصلاة وقراءة القرآن الكريم والتقرب من الله عز وجل، واصبح لديهم رمضان كأنه شهر المسلسلات والسهر فقط.
وقال الصايغ ان معظم الاوقات التي كنا نقضيها في شهر رمضان في الماضي ما بين المنزل والمسجد والعمل، وان كان هناك وقت فراغ لدينا فنلجأ للعب والمرح في الفريج مع بعض الاصدقاء خاصة العاب «المقصي، واللبيدة، وحي الميد».
وأوضح ان الحياة في السابق كانت حلوة وجميلة في الكويت بحكم طيبة اهلها ومحبتهم وتكاتفهم وتعاونهم على الحلوة والمرة، واذا كانت هناك اي مناسبة فرح او حزن بالفريج او المنطقة فإن الجميع كان يقوم بالواجب.
في حين ان حسنة الحمود تؤكد ان شهر رمضان في السابق كانت له اجواؤه الخاصة به حيث يكثر الناس التردد على المساجد لأداة الصلاة والتسابق على دفع الزكاة والمساعدات.
وقالت: ان الأكلات التي تقدم على مائدة الافطار زمان اول كانت بسيطة جدا ومن افضل الأكلات (مطبق زبيدي، ومربين وهريس وجريش، وغيرها) من الأكلات القديمة كذلك نقوم على مساعدة العوائل الفقيرة التي لا تستطيع ان توفر لنفسها الافطار، ونقدم لهم بعض الطبخات، خصوصا في هذا الشهر الفضيل فكانت نعم الرحمة والمحبة.
اما أحمد البرجس فيقول ان رمضان الحاضر والماضي يختلفان كثيرا فمثلا مائدة الافطار الآن تتمتع بالكثير من اصناف الطعام، والمشروبات التي لم نكن نعرفها في السابق ونسأل الله الا يغير على اهل الكويت وان يزيدهم من خيره، مضيفا ان في السابق كانت الحياة بسيطة وكانت الأكلات معدودة عكس وقتنا هذا وان جميع افراد العائلة في السابق يفطرون على مائدة واحدة وكانوا حريصين على الالتفاف حول سفرة الطعام.
واشار إلى ان في السابق لم يكن هناك حسد ومصالح شخصية، حيث كانت المساعدة والتعاون سمة اهل الكويت في السابق لدرجة ان الجار عندما لم يشاهد جاره يوما واحدا يذهب بنفسه لمنزله ويطرق عليه الباب ويسأل عنه بنفسه واذا كان محتاجاً لمساعدة يقدم مساعدته.
وكذلك المواطن حسين القطان يؤكد ان ايام شهر رمضان المبارك في السابق كانت من أجمل الايام التي عشناها في حياتنا فبالرغم من ان الحياة كانت بسيطة لكن كانت تتميز بالحب والتكاتف والتعاون.
واشار إلى ان الاعمال كانت شاقة في السابق خصوصا في الشهر الكريم لاسيما النزول إلى البحر والغوص بحثا على لقمة العيش فقد كنا نمضي اياما كثيرة داخل البحر، ولكن بالرغم من كل هذه المتاعب فإنها لا تثنينا عن الصيام.
وأكمل ان الفرحة الكبيرة عندما نصل إلى اهالينا بالسلامة ونحمل معنا خيرات الله من البحر ومن ثم تقوم الامهات بطبخ مطبق الزبيدي والمربين فهذه الأكلات كنا نستمتع بأكلها في السابق وغيرها الكثير مثل الهريس والجريش.