فهد البسام / نقطة / من تأثر بالآخر؟!

تصغير
تكبير
يتميز رمضان الكويتي بخصاله الإعلامية، فالاجهزة الاعلامية عموما تنام وتتشابه طوال العام ويأتي رمضان الكريم فتدب فيها الروح، صحف اليوم تصدر امس وصحف الغد تقرأها الآن والتلفزيونات تمتلئ بالبرامج المحلية المخبأة والمعتقة لمدة احد عشر شهرا لتظهر الان، في مقابل ذلك هذا الحراك موجود ايضا عند الناس فتجدهم يملأون مقرات اعمالهم ويكثرون الخيرات ويزدحمون بالمساجد املا منهم في جمع حسنات العام كله في شهر واحد، وكل ذلك باعتقادي مرجع فرط النشاط والحيوية التي يمنحها صيام الشهر الكريم فيؤدي بالنتيجة لكل هذا الانتاج والابداع.
وبما أن الفن ابن بيئته يتأثر ويؤثر فيها، فمن الطبيعي جدا استشراء ثلاثة اشكال من البرامج في معظم الفضائيات المحلية، برامج المقالب او ما اصطلح على تسميته بالكاميرا الخفية وبرامج التقليد والمحاكاة واخيرا مسلسلات العويل والنواح والرخام والردح، وكونها تنتج في الكويت فلا لوم ولا عتب ولا نقد عليهم اذا ما انتجوها واستنسخوها وعرضوها علينا في كل عام، مع اختلاف طفيف فقط في موسيقى البدايات والملابس والديكور والمكياج، وتبقى السماجة والسطحية وثقل الدم واحدة لا تتغير، وانا أتساءل هل هم متأثرون بما حولهم ام ان ما حولهم متأثر بهم أكثر، واتمنى من النقاد الفنيين وعلماء الاجتماع افادتي، فحكوماتنا منذ سنوات تشكل وتمارس عملها وفق منهج التقليد والمحاكاة. الطرح الاول لاي برنامج دائما افضل ثم يكون التغيير بطيئا مع كل جزء حتى نصل لأخر جزء فنجده اسوأ من سابقه ويختلف اختلافا كليا عن الاول، فما عليكم الا ان تنظروا إلى حكوماتنا من الستينات حتى اليوم، ومع كل تغيير بسيط في كل جزء بالموسيقى والديكورات، وصلنا إلى تغيير كامل بعد اربعين عاما تاركا لكم الحكم عليه، اما اعضاء مجلسنا الموقر فانهم في اثناء حملاتهم الانتخابية يكونون عقلاء واربابا للحكمة يتحلون بروح المسؤولية وينضحون بالوطنية والرؤيوية والحرص على المستقبل والمال العام ومحاربة الفساد والواسطة، وبعد ظهور النتائج يتصرفون وفق مبدأ «صادوه»، هذا يريد اسقاط القروض وآخر الغاء العام الدراسي وثالث يفتي بكل العلوم النظرية والعلمية والماورائية وفنون تخليص المعاملات ولا ننتظر منهم الا سؤال «نزيع ولا ما نزيعش؟»، اما هذا الشعب المغلوب على امره وهو لا يشعر باسم الديموقراطية فما له إلا العويل والنواح.
فهد البسام

[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي