طلاق السياسيين ... نزوات وفضائح ومعارك

جيفارا... عندما يكون النضال سببا في الفراق / 11

تصغير
تكبير
|القاهرة - من أغاريد مصطفى|
يتساءل البعض: «لماذا يقع الطلاق رغم أن الزواج تم في أغلب الأحيان... بعد قصص حب جميلة وطويلة وأيضا يسأل الناس: لماذا حالات طلاق المشاهير، هي التي يتم إلقاء الضوء عليها بصورة أكبر.. وخاصة بين السياسيين؟».
سؤالان.. في حاجة إلى إجابة... قد نجدها ونحن نقلب في قصص غرام، وحكايات طلاق وفراق الساسة «ملوك ورؤساء وأمراء ورؤساء حكومات وأحزاب»، أو غير ذلك.
وعموما قرار الطلاق يحمل قدرا من الشجاعة في مواجهة النفس ومواجهة الواقع والحياة، فإذا انتهى الحب أو استحالت العشرة... فلماذا يستمر الناس في علاقات زائفة لإرضاء المجتمع، أو حتى لتحاشي القيل والقال.
وهناك من الأمثلة الكثير في هذا الشأن... فطلاق الأمير تشارلز والأميرة الجميلة الراحلة ديانا. أثار لدى العامة والخاصة حالة هائلة من الدهشة والانزعاج، وخاصة عند الذين تابعوا مراسم زفافهما الأسطوري، الذي قيل عنه إنه زفاف القرن العشرين فهؤلاء أنفسهم قد تملكتهم الدهشة، وضربوا كفا بكف أيضا، وهم يتابعون حفل زفاف الأمير تشارلز وعشيقته السابقة «كاميللا».
وهناك أيضا قصة طلاق الملك فاروق والملكة فريدة، التي جاءت بعد قصة حب جميلة ما أثار تساؤلات الناس وقتها حول أسباب الطلاق، فالبعض أرجع ذلك لرغبة فاروق في إنجاب طفل ذكر- ولي عهد- والبعض، أرجع ذلك لكراهية فريدة لحياة القصر وما يحدث فيه من مفاسد، وعدم قدرتها على احتمال حياة المجون والعبث التي كان يحياها الملك فاروق، بينما راح البعض يؤكد أن الخيانة الزوجية كانت سببا في الطلاق وأن الملك اكتشف علاقة غرامية بين فريدة وأحد النبلاء.
وبالرغم من أن الملوك ورجال السياسة قد يضطرون أحيانا لاحتمال حياة زوجية خربة وفاسدة. لتجنب الفضيحة والأزمات السياسية والديبلوماسية، وللحفاظ على صورتهم وسمعتهم أمام الرأي العام، ومع ذلك فبعضهم يفضل الطلاق على الاستمرار في علاقة كاذبة.
فهناك عدد كبير من رجال السياسة الذين قرروا الانفصال والطلاق بدلا من حياة غير مستقرة تتخللها العديد من المشاكل وغياب التفاهم، ومن الأمثلة الكثير فهناك طلاق أشهر سجين سياسي «نيلسون مانديلا» والرئيس المصري الراحل أنور السادات الذي انفصل عن زوجته ليتزوج من جيهان السادات.
والأمر هنا لا يقتصر على الساسة العرب وحدهم، ولكن أيضا الساسة في أوروبا وأميركا، وأماكن أخرى حجزوا أماكن مهمة في الصفوف الأولى لحفلات الطلاق، ولعل أشهر هذه الحفلات وأقربها طلاق الرئيس الفرنسى ساركوزى من زوجته سيسيلا ليتزوج من عارضة الأزياء كارلا، فى خطوة فاجأت الجميع.
وطلب زوجة رئيس الحكومة الإيطالية برلسكوني، الفراق، من كثرة غرامياته ونزواته.
طلاق السياسيين... يحمل مفارقات ومفاجآت... وفضائح وغراميات وأشياء أخرى... في السطور التالية تفاصيلها:

تسابقت وكالات الأنباء والصحف والمؤلفات في سرد قصة حياة المناضل الأميركي الجنوبي أرنستو جيفارا، ومن بين هذه المصادر صحيفة الأهرام، وكتاب «جيفارا... يوميات بوليفيا».، وخطابات وكتابات تشي جيفارا في كتاب «Venceremos» للكاتب جون جيراسي، وكتاب «ثورة في هدي مشاعر حب عظيم» للكاتب ميتشل كوهن، التي قالت لنا، إنه تزوج مرتين، ولكنه كان غير مستقر، نتيجة لانشغاله بالنضال والكفاح.
المصادر الصحافية والكتب والحكايات قالت: إن جيفارا تزوج من هيلدا البيرونية وانفصل عنها ليتزوج من إليدا مارش وقد أنجب منها «4» أولاد، وليشاركا هذا المناضل مسيرة حياته السياسية، المليئة بالمحطات والنضالات وحتى الألقاب التي أطلقت عليه، ومن بينها: عازف الجيتار ... الشاعر ... الثائر ... المصور... الطبيب.
ولتكن البداية مع الولادة، حيث شهد حي روساريو بمدينه بونيس أيريس «العاصمة الأرجنتينية»، وتحديداً في 14 أغسطس من العام 1928 مولد طفل جديد للمهندس المعماري جيفارا دي لا سبرنا ولم يعرف الناس حين ذاك أن المولود الذي سمي بأرنستو سيكون محط أنظار العالم كله.
وأرنستو... ذلك الطفل المصاب بالربو نحيل الجسد، الذي كان لا يتعدى الـ 173 سم. طولاً كان مداوماً على ممارسة الرياضة لمواجهه أزمات الربو المزمنة.
ربي جيفارا على سير المحررين، وعلى الشعر الإسباني والفرنسي، وأيضاً على حب الأرجنتين وكل أرجاء أميركا، وكان ذلك مما تعلمه من أمه المثقفة التي كانت تبث في روحه حب تاريخ الأرجنتين وأميركا اللاتينية.
الجرأة والخجل
كان أرنستو يحمل داخله مزيجا عجيبا متداخلا بين الجرأة والخجل،فنفسه لاذعة السخرية من كل شيء حوله حتى من نفسه ذاته ... وشكله الجذاب ومظهره العبثي أضاف عليه شيئاً غير مفهوم فأجمع كل من حوله على تناقض نفسه بين الجرأه الشديدة والخجل القاتل.
وفي العام 1947 كان الفتى قد وصل إلى سن 21 عاماً ، حيث التحق بكلية الطب، ومع نهاية السنة الأولى كان قد تعرف على أحد زملائه أكبر منه سناً وكان مهتماً بالسياسة، وأقنع أرنستو بأن يذهب معه في رحله على دراجته النارية نحو شمال القارة ... وبالفعل استجاب أرنستو لدعوة صديقه وانطلق معه في تلك الرحلة التي استغرقت نحو 8 شهور.
في هذه الرحلة اكتشف أرنستو الوضع الاجتماعي المتدني للقارة، فقد رأى حياة الهنود وشاهد بعينه الفقر وقلة الحيلة، وقد مارس الطب مع عمال أحد المناجم أثناء تواجده هناك، ما جعل البعض يسميه أنه من الأطباء الحمر الذين يعرفون معنى آلام الفقراء بفعل خبرتهم في الأمراض .
وقام أرنستو العام 1953 برحلته الثانية إلى جواتيمالا بعد حصوله على شهادة الطب، وكانت جواتيمالا قد أفسدت بواسطة تدخلات الولايات المتحدة الأميركية فما كان من رئيسها الشاب إلا محاولة لإصلاح ما أفسدته تلك التدخلات.
وقد سانده جيفارا في تلك الإصلاحات، وكانت تلك المحاولات للإصلاح هي ما أشعلت ثورة شعبية تندد بتدخلات الولايات المتحدة وجهاز مخابراتها في الأنظمة الجواتيمالية.
وكان حصاد تلك الثورة مقتل 9 آلاف شخص .
جيفارا... طبيب
وكان جيفارا قد تطوع كطبيب في تلك الأثناء لمعالجة الجرحى والمصابين، وكان أول مبدأ آمن به في هذه الأثناء هو: أن الدول التي تمتلك السلاح والشعوب المسلحة، هي الوحيدة القادرة على صنع مستقبلها ومقدراتها واستحقاق حياه أفضل.
وكان جيفارا في تلك الأثناء في أوقات راحته يمارس هوايتيه المفضلتين «التصوير وصيد الفراشات».
وقابل جيفارا «هيلدا البيرونية» المنشأ، التي كانت تقضي منفاها في جواتيمالا، وتزوجا وأنجب منها طفلته الأولى ... وكانت هيلدا هي السبب لكي يقرأ فكر كارل ماركس، وكان جيفارا هو الوحيد بين زعماء حرب العصابات حين ذاك الذي قرأ الماركسيات، لذا كان يحتقر البيروقراطيين ومافيا الحزب الذين صعدوا على أكتاف الآخرين في اتحاد الجمهوريات السوفياتية.
ولم يكن كارل ماركس الوحيد الذي قرأ له جيفارا، بل قرأ ايضاً لكل من لينين وماو وتروتسكي، وكان ذلك بفضل هيلدا المناضلة الثورية المنفية في جواتيمالا.
وكان للولايات المتحدة فضل كبير في سقوط النظام الشيعي في جواتيمالا. ما كان ولابد أن ينتقل أرنستو وعائلته من جواتيمالا إلى ملجأ الثوار حين ذاك «المكسيك».
وتعرف جيفارا بفيديل كاسترو بسبب الانقلاب العسكري في كوبا في العام 1952 وتحديداً في العاشر من مارس، ويذكر جيفارا كاسترو في يومياته قائلاً: جاء فيدل كاسترو إلى المكسيك باحثا عن أرض حيادية من أجل تهيئة رجاله للعمل الحاسم.
وكان كاسترو يؤمن بأنه من المحررين ولكن جيفارا لم يكن يؤمن بوجود المحررين من الأساس، ولكن كان يؤمن بأن الشعوب وحدها هي التي تستطيع تحرير نفسها ... ولكن الاثنين اتفقا على مبدأ لا فائدة من البكاء على اللبن المسكوب، فلابد من الكف عن التباكي وبدء المقاومة المسلحة فوراً.
انطلقا إلى كوبا لبدء النضال، ولم يكن معهما إلا 80 رجلاً بعد انتهاء المعركة لم يتبق منهم إلا «10» فيهم جيفارا وكاسترو وأخوه راؤول، - ولكن ذلك الهجوم الفاشل أكسبهم تأييد وحب الكثير، والكثير أكثريتهم من الريفيين.
والعام 1959 نجحت المجموعة في دخول العاصمة هافانا بعد عامين كاملين من المناوشات واستخدام أسلوب حرب العصابات، واستطاعوا الإطاحة بحكم الديكتاتور باتيستا وفي هذه الأثناء لقب جيفارا بلقب تشي أو رفيق السلاح.
الانفصال والطلاق
طلق جيفارا زوجته هيلدا، وتزوج إليدا مارش وقد أنجب منها «4» أولاد، كان جيفارا الذي وصل إلى رتبة قائد وهي أعلى رتبة عسكرية قد تولى بعد استقرار الحكومة الثورية مناصب عدة، منها: سفير منتدب إلى الهيئات الدولية الكبرى، ومنظم الميليشيا، ورئيس البنك المركزي، ومسؤول التخطيط، ووزير الصناعة ...
وكان أول ما سأل جيفارا لموظفيه عند توليه إدارة البنك المركزي: أين تودع كوبا إحطياتي ذهبها ودولاراتها ؟.
وعندما أخبروه بمكانها في فورت نوكس أصدر قراره بتحويلها كلها إلى عملات غير أميركية تم إصدارها للبنوك الكندية والسويسرية.
ومن مواقعه تلك قام مع كاسترو بالتصدي لمحاولات التدخل الأميركي، فلم يكن اهتمامه منصباً على تطوير مؤسسات بنكية في كوبا ولكن انصب اهتمامه على شيئين: إبعاد الذهب عن مخالب الولايات المتحدة، وذلك لأنها بكل بساطة يمكنها بأقل حجة مصادرته، وهذا ما فعلته في باقي الممتلكات الكوبية فيما بعد.
فقد كان جيفارا بعيد النظر في أن هذه الأشياء قابلة للحدوث، وفي نفس الوقت اهتم بخلق إنسان اشتراكي لا يعتمد على آليات رأسمالية والتي فهم أنها قادرة على تدمير أروع الجهود.
كما أعلن مساندته لحركات التحرير في كل من تشيلي وفيتنام والجزائر.الاختلاف في الرأي بين جيفارا وكاسترو بسبب انحياز كاسترو إلى الجبهة السوفيتية ومحاجمته باقي الدول الاشتراكية.
كان السبب لمغادرة جيفارا من كوبا متجها إلى زائير «الكونغو الديموقراطية حاليا» وكان من الأسباب التي أدت إلى مغادرة جيفارا كوبا... أنه اكتشف فيما بعض الممارسات الوحشية والفاسدة التي كان يقوم بها قادة حكومة الثورة في تلك الفترة على عكس ما درسه في الماركسية من إنسانية ... تخلى جيفارا عن رتبة قائد وكل مناصبه الرسمية، إلا أنه أعلن أنه يوجد علاقات لا يمكن القضاء عليها في الأوراق الرسمية وكان ذلك في خطاب بعثه إلى كاسترو العام 1965.
وذهب جيفارا على رأس «125» كوبياً لمساندة الثوار الأفارقة، ولكن فشلت التجربة الأفريقية، لعدم تعاون قادة الثورة الأفارقة معه، واختلاف اللغة والمكان والمناخ المعتاد، ودخل جيفارا المستشفى بعدها ليأخذ فترة نقاهة وفي تلك الأثناء زاره كاسترو شخصياً ليرجوه العودة معه.
واتجه بعدها جيفارا إلى بوليفيا ولم يكن في مشروعه خلق حركة مسلحة بوليفية، ولكن كان يريد توحيد صفوف الثوار في أميركا اللاتينية وقيادات حركات التحرير ضد التدخلات الأميركية في كل الاقتصاد الخاص بدول أميركا اللاتينية.
وقام جيفارا بقيادة مجموعة من المحاربين لتحقيق ذلك الهدف، وظل عاما كاملا من السابع من نوفمر 1966 وحتى السابع من أكتوبر 1967يكتب يومياته الخاصة بالمعركة.
وعن هذه اليوميات يذكر كاسترو: كانت كتابة اليوميات عادة عند تشي لازمته منذ أيام ثورة كوبا التي كنا فيها معا، كان يقف وسط الغابات وفي وقت الراحة يمسك بالقلم ويسجل به ما يرى أنه جدير بالتسجيل، هذه اليوميات لم تُكتب بقصد النشر، وإنما كُتبت في اللحظات القليلة النادرة التي كان يستريح فيها وسط كفاح بطولي يفوق طاقة البشر.
في فجر الـ 9 من أكتوبر العام 1967، وفي غابة فالي جراندي البوليفية هوجم جيفارا بقوة من الجيش البوليفي مكونة من 1500 فرد وكان جيفارا وجماعته 16 فردا فقط ، وبعد 6 ساعات متوالية من القتال بين الطرفين ... ظل جيفارا يقاتل وحده بعد موت جماعته ... وحتى عطل سلاحه البندقية وضاعت خزنة مسدسة ... وإصابته في ساقه، ووقع جيفارا أسيراً حياً في يد القوات البوليفية.
ونقل جيفارا إلى قرية لاهيجيراس وبقي فيها 24 ساعة رافضاً تبادل الحديث مع من أسروه وقد نفذ ضابط الصف ماريو تيران أمر الإعدام الذي صدر من الضابطين «ميجيل ايوروا و أندريس سيلنيش»، وكانت الأوامر بالإعدام رمياً بالرصاص.
وكانت الأوامر تحتم عدم إطلاق النار على رأسه أو قلبه حتى تطول فترة احتضاره كنوع من أنواع التعذيب،. فدخل ماريو عليه متردداً فقال له جيفارا : أطلق النار ... فإنك ستقتل مجرد رجل ... لا تخف .
وتراجع ماريو عن الأوامر، ولكنه عاد مرة أخرى بسبب أوامر الضابطين وأطلق النار من أعلى إلى أسفل تحت الخصر ... وهكذا كانت الأوامر حتى تطول فترة احتضاره، ولكن دخل رقيب ثمل وأطلق النار على يساره فأصابت القلب مباشرة فمات.
ورفضت السلطات تسليم جثته إلى أخيه أو حتى تعريف بمكان دفنه حتى لا يكون قبره مزاراً لكل الثوار من جميع أنحاء العالم في أي وقت من الزمان.
وكانت معلومات قتله وتعذيبه هذه قد نشرها فليكس رودريجيس مدعومة بالصور وهي الكفيلة بقتل وإنهاء كل الإشاعات التي كانت تقول ان جيفارا مات أثناء القتال مع القوات البوليفية.
وفي العام 1998 انتشرت في العالم حمى جيفارا حيث البحث الدؤوب عن مقبرته وطباعة صوره على الملابس والسيارات وبعض الأدوات ودراسه سيرته ... وإصدار كتب تتحدث عنه بل وإنتاج فيلم أيضاً ... الذي كان يحمل اسم «أرنستو تشي جيفارا ... يوميات بوليفيا».
فيلم تسجيلي
وعربيا ومصريا...احتفي بجيفارا، وتم عرض جزء من الفيلم التسجيلي المصري «جيفارا عاش» وتم استضافة مخرجة الفيلم مها شهبة في إحدى القنوات الفضائية والتي قالت: حكاية الفيلم بدأت من «مصطفى» ابني 10 سنوات، حين أهداني ميدالية بها صورة تشي جيفارا فسألته هل تعرفه؟، قال لي لا ولكن زملائي كلهم يضعون صورته على ملابسهم، هي «موضة ياماما» هكذا أخبرني.
كما أني اخترت جيفارا لأن هذا يتزامن أيضا مع احتفال نقابة الصحافيين المصريين بالذكرى 41 على اغتيال تشي جيفارا.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي