ماكياج السياسيين
أحمد قبيسي: الحريري كان يطلبني شخصياً وبري «أب حنون» / 1
رفيق الحريري
الياس الهراوي
فيروز
سليمان فرنجية
أحمد قبيسي
| بيروت - من هلا داغر |
قليل من البودرة وضربة مشط للشعر واصلاح للحاجبين والشاربين والسالفين، وخلال دقيقتين أو ثلاث يصبح رجل السياسة جاهزاً للمثول أمام كاميرا التلفزيون. الأمر ضروري ومن أصول الظهور أمام المشاهدين. ذلك أن الإضاءة القوية وكاميرات التصوير الحديثة «تفضح» حتى مسام البشرة. من هنا أصبح المرور بغرفة الماكياج في أي محطة تلفزيونية أمر إلزامي حتى لو على مضض.
وإذا كان رجل السياسة يسمح لنفسه بكل الكلام أو نصفه أمام المشاهد، فإنه لا يسمح بأن تلاحقه كاميرا التصوير إلى غرفة الماكياج لالتقاط صورة له، للأرشيف أو للذكرى، رغم أن الأمر طبيعي ومن مستلزمات العمل التلفزيوني والصورة الحسنة.
«الراي» استطلعت آراء اختصاصيي التجميل المواكبين لرجال السياسة، فتحدثوا بحرية، ولكن معظمهم رفض كشف اسماء من يمرون بغرفته قبل الظهور على الشاشة، إذ ان من موجبات العمل التكتم وعدم الإفصاح عما لا يرغب السياسي في الإفصاح عنه. كل ذلك لزوم «الصورة الناصعة» التي يحرص عليها لدى المشاهد.
لاختصاصي التجميل أحمد قبيسي علاقة بالتجميل تعتبر عالمه الكامل. فالعالم بتجميل النساء، لم يغب أيضاً عن تجميل رجال السياسة وتعامل مع كثيرين منهم. وبخلاف زملائه في المهنة الذين يرفضون ذكر أسماء الذين خضعوا لريشتهم، لا يخشى تسمية من دخل منازلهم من السياسيين اللبنانيين وتعامل معهم ومع زوجاتهم وبناتهم.
ويؤكد قبيسي أن التعامل مع السياسي يتم بمهنية بغض النظر عن خطه. فالعمل يهدف الى الظهور أمام الكاميرا بصورة حسنة ومناسبة أمام الجمهور، مع ترك الأفكار السياسية جانباً.
«من دون ريشة اختصاصي التجميل يظهر السياسي على الشاشة بوجه شاحب وبشرة باهتة»، على قوله مضيفاً ان «إضاءة قوتها 300 واط تظهر الوجوه صفراء، لذلك فإن عملية الفاونديشن يجب أن تكون داكنة بدرجتين اكثر من لون البشرة».
هل كل الوجوه في حاجة إلى لمسات اختصاصي التجميل خصوصاً انه تعاطى مع بعضهم في شكل مباشر سواء في إطلالاتهم عبر البرامج السياسية أو في التقاطهم للصور الإعلانية الانتخابية؟ يجيب قبيسي ان كل الذين ترشحوا على لائحة «تيار المستقبل» في الانتخابات النيابية العام 2000 خضعوا لريشته. «الرئيس رفيق الحريري رحمه الله كان يطلبني شخصياً عندما يرغب في صورة إعلانية. بالتأكيد السياسيون يحتاجون إلى ماكياج. للحصول على صورة مخملية، نحتاج إلى ماكياج وعملية «فوتوشوب» بعد تظهير الصورة الفوتوغرافية. صورة رجل السياسة تحتاج إلى تغطية بعض ما في الوجه مثل تشذيب الحواجب وتخفيف بياض السالفين». ويشير إلى أن «تجميل السياسي مختلف تماماً عن تجميل المرأة، وكذلك رجال الدين حين يظهرون على الشاشة يخضعون لعملية تجميل. وعموما لا يفلت سياسي واحد من ريشة اختصاصي التجميل لدى ظهوره على الشاشة».
ولكن، هل يستسلم رجل السياسة لفكرة الماكياج من دون كثير من المطالب؟ يجيب قبيسي انه يتعاون من بين السياسيين مع آل الحريري منذ زمن بعيد، «يتعاونون معي بتواضع كبير نساء ورجالاً، إنه تواضع الكبار. من هنا حبي واحترامي لهم».
تربطه برجال السياسة مودة تنعكس في التعاطي الذي تنكسر فيه أطر الرسميات ولكن ضمن حدود. هو أيضاً «مجمّل» رئيس مجلس النواب نبيه بري وعائلته. والرئيس بري معروف بنكتته الحاضرة وروحه الطريفة. ويقول قبيسي ان «الرئيس بري صورة نموذجية للأب الحنون والقيادي البارز. وأعتقد أن لا أحد في لبنان يكره رئيس مجلس النواب، فهو يحيط نفسه بهالة خاصة. لدى دخول منزله أشعر كأنه أب أو أخ. تعاملي معه محدود لكن تعاملي مع عائلته أوسع على الصعيد المهني».
رافق قبيسي البرنامج السياسي «مختصر مفيد» على محطة «إن بي إن» الذي يقدمه الإعلامي سعيد غريّب. وعن هذه التجربة يقول «كل ضيوف هذا البرنامج سياسيون. جميعهم كانوا طيبين وقريبين من القلب. الوقار يرافق الرجل السياسي ولكن عندما يخضع للماكياج ينكسر هذا الحاجز بالنسبة إليّ».
وبالانتقال إلى نوعية ماكياج السياسيين يشدد قبيسي على ان قلم الكحل الأسود لا يقارب عيونهم، «إلا أننا نعيد رسم الحاجبين لنحددهما أكثر. أيضاً أحمر الشفاه لا يقارب شفاه السياسيين. فقط نهتم بلون بشرتهم على الكاميرا».
أجمل سياسي وضع له قبيسي الماكياج هو النائب سليمان فرنجية كما يقول، وكذلك النائب السابق مصباح الأحدب الذي يقول عن شكله انه نموذجي. أما الأطيب في نظره فهو رئيس الجمهورية الراحل الياس الهراوي. «كنت أحبه كثيراً. فهو يتميز باللسان الحلو، وودود جداً وصاحب ذاكرة قوية».
تعدت شهرة أحمد قبيسي لبنان ليطول عمله التجميلي شخصيات سياسية عربية. وهنا، لا يبدو مستعداً للدخول في الأسماء، ويكتفي بالقول «تعاونت مع معظم العائلات الحاكمة في الدول العربية رجالاً ونساء، كما تعاونت مع سياسيين غربيين في كل من باريس ولندن ومدريد». ولكن الا ينطوي دخول قصور هؤلاء الملوك والحكام على رهبة؟ هذه الرهبة، كما يجيب، «زالت منذ زمن بعيد خصوصاً بعدما سجلت سابقة كوني أول اختصاصي تجميل عربي يتعامل مع وجه السيدة فيروز. بعد السيدة فيروز لا وجود للنجوم في رأيي سواء كانوا فنانين أو سياسيين مع احترامي للجميع. تبقى السيدة فيروز هي المثال».
ولكن ماذا عن المرأة التي تتعاطى السياسة؟ لقبيسي تجربة في هذا الإطار لا سيما مع النائبة بهية الحريري والنائبة السابقة غنوة جلول. «السيدة بهية الحريري امرأة في غاية الحنان. وعلى صعيد الماكياج لا تحب كثافة الألوان على بشرة وجهها، وتطلب أن تكون إطلالتها طبيعية قدر الإمكان. أما السيدة غنوة جلول فقد نفذت لها الماكياج عندما ظهرت على غلاف إحدى المجلات النسائية. وقد تركت لي حرية العمل».
ويخلص الى القول «الإنسان في طبيعته ميال لأن يكون في أفضل شكل خلال إطلالته على الناس. ولكن ثمة دائماً سياسيون أكثر قدرة على التأثير في الجمهور وجذبه من دون مساحيق تجميل من خلال الكاريزما التي يتمتعون بها، وقوة الإقناع. وخير مثال على ذلك السيد حسن نصر الله، وذلك باعتراف العدو الاسرائيلي قبل غيره».
قليل من البودرة وضربة مشط للشعر واصلاح للحاجبين والشاربين والسالفين، وخلال دقيقتين أو ثلاث يصبح رجل السياسة جاهزاً للمثول أمام كاميرا التلفزيون. الأمر ضروري ومن أصول الظهور أمام المشاهدين. ذلك أن الإضاءة القوية وكاميرات التصوير الحديثة «تفضح» حتى مسام البشرة. من هنا أصبح المرور بغرفة الماكياج في أي محطة تلفزيونية أمر إلزامي حتى لو على مضض.
وإذا كان رجل السياسة يسمح لنفسه بكل الكلام أو نصفه أمام المشاهد، فإنه لا يسمح بأن تلاحقه كاميرا التصوير إلى غرفة الماكياج لالتقاط صورة له، للأرشيف أو للذكرى، رغم أن الأمر طبيعي ومن مستلزمات العمل التلفزيوني والصورة الحسنة.
«الراي» استطلعت آراء اختصاصيي التجميل المواكبين لرجال السياسة، فتحدثوا بحرية، ولكن معظمهم رفض كشف اسماء من يمرون بغرفته قبل الظهور على الشاشة، إذ ان من موجبات العمل التكتم وعدم الإفصاح عما لا يرغب السياسي في الإفصاح عنه. كل ذلك لزوم «الصورة الناصعة» التي يحرص عليها لدى المشاهد.
لاختصاصي التجميل أحمد قبيسي علاقة بالتجميل تعتبر عالمه الكامل. فالعالم بتجميل النساء، لم يغب أيضاً عن تجميل رجال السياسة وتعامل مع كثيرين منهم. وبخلاف زملائه في المهنة الذين يرفضون ذكر أسماء الذين خضعوا لريشتهم، لا يخشى تسمية من دخل منازلهم من السياسيين اللبنانيين وتعامل معهم ومع زوجاتهم وبناتهم.
ويؤكد قبيسي أن التعامل مع السياسي يتم بمهنية بغض النظر عن خطه. فالعمل يهدف الى الظهور أمام الكاميرا بصورة حسنة ومناسبة أمام الجمهور، مع ترك الأفكار السياسية جانباً.
«من دون ريشة اختصاصي التجميل يظهر السياسي على الشاشة بوجه شاحب وبشرة باهتة»، على قوله مضيفاً ان «إضاءة قوتها 300 واط تظهر الوجوه صفراء، لذلك فإن عملية الفاونديشن يجب أن تكون داكنة بدرجتين اكثر من لون البشرة».
هل كل الوجوه في حاجة إلى لمسات اختصاصي التجميل خصوصاً انه تعاطى مع بعضهم في شكل مباشر سواء في إطلالاتهم عبر البرامج السياسية أو في التقاطهم للصور الإعلانية الانتخابية؟ يجيب قبيسي ان كل الذين ترشحوا على لائحة «تيار المستقبل» في الانتخابات النيابية العام 2000 خضعوا لريشته. «الرئيس رفيق الحريري رحمه الله كان يطلبني شخصياً عندما يرغب في صورة إعلانية. بالتأكيد السياسيون يحتاجون إلى ماكياج. للحصول على صورة مخملية، نحتاج إلى ماكياج وعملية «فوتوشوب» بعد تظهير الصورة الفوتوغرافية. صورة رجل السياسة تحتاج إلى تغطية بعض ما في الوجه مثل تشذيب الحواجب وتخفيف بياض السالفين». ويشير إلى أن «تجميل السياسي مختلف تماماً عن تجميل المرأة، وكذلك رجال الدين حين يظهرون على الشاشة يخضعون لعملية تجميل. وعموما لا يفلت سياسي واحد من ريشة اختصاصي التجميل لدى ظهوره على الشاشة».
ولكن، هل يستسلم رجل السياسة لفكرة الماكياج من دون كثير من المطالب؟ يجيب قبيسي انه يتعاون من بين السياسيين مع آل الحريري منذ زمن بعيد، «يتعاونون معي بتواضع كبير نساء ورجالاً، إنه تواضع الكبار. من هنا حبي واحترامي لهم».
تربطه برجال السياسة مودة تنعكس في التعاطي الذي تنكسر فيه أطر الرسميات ولكن ضمن حدود. هو أيضاً «مجمّل» رئيس مجلس النواب نبيه بري وعائلته. والرئيس بري معروف بنكتته الحاضرة وروحه الطريفة. ويقول قبيسي ان «الرئيس بري صورة نموذجية للأب الحنون والقيادي البارز. وأعتقد أن لا أحد في لبنان يكره رئيس مجلس النواب، فهو يحيط نفسه بهالة خاصة. لدى دخول منزله أشعر كأنه أب أو أخ. تعاملي معه محدود لكن تعاملي مع عائلته أوسع على الصعيد المهني».
رافق قبيسي البرنامج السياسي «مختصر مفيد» على محطة «إن بي إن» الذي يقدمه الإعلامي سعيد غريّب. وعن هذه التجربة يقول «كل ضيوف هذا البرنامج سياسيون. جميعهم كانوا طيبين وقريبين من القلب. الوقار يرافق الرجل السياسي ولكن عندما يخضع للماكياج ينكسر هذا الحاجز بالنسبة إليّ».
وبالانتقال إلى نوعية ماكياج السياسيين يشدد قبيسي على ان قلم الكحل الأسود لا يقارب عيونهم، «إلا أننا نعيد رسم الحاجبين لنحددهما أكثر. أيضاً أحمر الشفاه لا يقارب شفاه السياسيين. فقط نهتم بلون بشرتهم على الكاميرا».
أجمل سياسي وضع له قبيسي الماكياج هو النائب سليمان فرنجية كما يقول، وكذلك النائب السابق مصباح الأحدب الذي يقول عن شكله انه نموذجي. أما الأطيب في نظره فهو رئيس الجمهورية الراحل الياس الهراوي. «كنت أحبه كثيراً. فهو يتميز باللسان الحلو، وودود جداً وصاحب ذاكرة قوية».
تعدت شهرة أحمد قبيسي لبنان ليطول عمله التجميلي شخصيات سياسية عربية. وهنا، لا يبدو مستعداً للدخول في الأسماء، ويكتفي بالقول «تعاونت مع معظم العائلات الحاكمة في الدول العربية رجالاً ونساء، كما تعاونت مع سياسيين غربيين في كل من باريس ولندن ومدريد». ولكن الا ينطوي دخول قصور هؤلاء الملوك والحكام على رهبة؟ هذه الرهبة، كما يجيب، «زالت منذ زمن بعيد خصوصاً بعدما سجلت سابقة كوني أول اختصاصي تجميل عربي يتعامل مع وجه السيدة فيروز. بعد السيدة فيروز لا وجود للنجوم في رأيي سواء كانوا فنانين أو سياسيين مع احترامي للجميع. تبقى السيدة فيروز هي المثال».
ولكن ماذا عن المرأة التي تتعاطى السياسة؟ لقبيسي تجربة في هذا الإطار لا سيما مع النائبة بهية الحريري والنائبة السابقة غنوة جلول. «السيدة بهية الحريري امرأة في غاية الحنان. وعلى صعيد الماكياج لا تحب كثافة الألوان على بشرة وجهها، وتطلب أن تكون إطلالتها طبيعية قدر الإمكان. أما السيدة غنوة جلول فقد نفذت لها الماكياج عندما ظهرت على غلاف إحدى المجلات النسائية. وقد تركت لي حرية العمل».
ويخلص الى القول «الإنسان في طبيعته ميال لأن يكون في أفضل شكل خلال إطلالته على الناس. ولكن ثمة دائماً سياسيون أكثر قدرة على التأثير في الجمهور وجذبه من دون مساحيق تجميل من خلال الكاريزما التي يتمتعون بها، وقوة الإقناع. وخير مثال على ذلك السيد حسن نصر الله، وذلك باعتراف العدو الاسرائيلي قبل غيره».