مبارك محمد الهاجري / أوراق وحروف / ناصر المحمد... أنت السبب!

تصغير
تكبير
في مقالة سابقة كتبنا مطالبين سمو رئيس الحكومة الشيخ ناصر المحمد أن يبعد الوزراء المؤزمين، لكي يريحنا ويريح رأسه من صداع الاستجوابات، وما فاجأني حقاً هو تسابق كتلتي الشعبي، والتنمية، لاستجواب رئيس الحكومة مباشرة دون وزرائه، في مسعى من الكتلتين لإحباط استجواب النائب ضيف الله بورمية ضد النائب الأول ووزير الدفاع، وذلك على ذمة الزميلة «الشاهد» في عددها الأحد الماضي!
نلاحظ هنا أن التسابق في الاستجوابات المقدمة ضد رئيس الحكومة، ليس سوى نقاط انتخابية أرادت الكتلتان أن تحوز عليها، وإلا بماذا نفسر سعي الكتلتين لإفشال استجـــواب النائب بورمية؟
لست هنا لأدافع عن رئيس الحكومة فهو أجدر بالدفاع عن نفسه، ولكن المستغرب أن هذا الكم من الاستجوابات ضده تنضح بالشخصانية، هكذا... خذوه فغلوه، دون المرور على الوزراء المتقاعسين والذين يستحقون الاستجوابات عشرات المرات لإخفاقهم وفشلهم، فليست لهم بصمات إيجابية وواضحة تسجل لصالحهم!

ليس هناك مبرر واضح ومقنع لاستجواب رئيس الحكومة ناصر المحمد، فكل من أراد أن يحقق نصراً زائفاً، أو الظهور بمظهر الفاتح في نظر ناخبيه، أعلن استجوابه ضد الرئيس دون وزرائه!
القفز على الحقائق، ومحاولة خلط الأوراق من قبل كتلتي الشعبي، والتنمية، في حد ذاتها عبث واضح، ومضيعة لمصالح البلاد والعباد في سبيل التكسب الانتخابي، وتغطية لوزراء تحوم حولهم شبهات التنفيع والتجاوزات من المحسوبين عليهم! ونكررها مرة أخرى لسمو الرئيس أن يقتلع الوزراء المؤزمين من حكومته لكي تسير عجلة التطوير، وإن تركهم كما هم وفي مناصبهم يعني أنه «لا طبنا ولا غدا الشر»!
***
عندما كانت هناك تجاوزات شنيعة وماسة بالمال العام انتقدنا حينها الحكومة، والتي أسبغ عليها حلفاؤها لقب الإصلاحية، وطبلوا لها، وكالوا المديح لرئيسها، وعندما عزمت الحكومة وقررت أن تتصدى لأركان الفساد، قلبوا لها ظهر المجن في بضعة أشهر، وشرعوا في توزيع الاتهامات، والتباكي على المال العام، في محاولة للضغط عليها، وإثنائها عن وقف الانتهاكات التي يقوم بها أصحابهم في حق المال العام، في تناقض مكشوف لكل ذي بصيرة!
مبارك محمد الهاجري
كاتب كويتي
mubarak700@gmail.com
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي