لقد حدث ما حدث في حريق العيون وآمنا بالله، وحمدناه وهو الذي لا يحمد على مكروه سواه، وتألمنا كما تألم الكثيرون في الكويت وخارجها على الآثار الناتجة عن غيرة امرأة، أعاذنا الله وإياكم من شر تلك الغيرة، وبادر صاحب القلب الكبير حضرة صاحب السمو حفظه الله ورعاه ليواسي أهل الشهداء، فكان للفتة عظيم الأثر، ولا شك فهو والد الجميع.
ولكن، ألا تستغربون معي اختفاء محافظ الجهراء عن الساحة، فهو لم يتواجد في مكان الحريق، ولم يحضر المستشفى، ولم يصرح بأي شيء للصحافة، وكأن الأمر لا يعنيه البتة! علماً بأن مبنى المحافظة يقع في منطقة العيون، وقريب جداً من مكان الحريق.
واسمحوا لي فأنا والله لا أعرف حتى اسم محافظنا، فهو محافظ جداً جداً جداً، فلا تصريح ولا توضيح ولا حتى تلميح! لقد تواجد وزيري الداخلية والصحة مشكورين، وتقاطر بعض النواب لزوم الصحافة والتصوير كالعادة، ولكن المحافظ، أطال الله في عمره ما زال محافظاً على صمته، مع أنه المسؤول الأول عن كل ما يحدث في المحافظة، وسنكون منصفين إذا قلنا انه ينتظر نتائج التحريات والتحقيقات حتى تستقر الأمور وتهدأ الأوضاع، وسوف تكون له وقفة مع ما حدث، بالمشمش أيها الإنصاف!
أين المحافظ، أيده الله، من مقبرة الجهراء التي شهدت دفن عشرات الشهيدات قبل أيام، ألا يستحق أهلوها منه تحركاً بسيطاً، سواء على المستوى الحكومي أو على مستوى رجال الأعمال، لبناء صالة جديدة لتقبل العزاء شبيهة بصالة مقبرة الصليبخات، أم أن الناس مقامات حتى في المقابر والقبور؟
أين المحافظ من بناء صالات جديدة للأفراح وفق أحدث نظم الأمن والسلامة كي تستوعب الأعداد المتزايدة للمناسبات والأفراح، فالصالات لم تعد تفي بالغرض، والمواعيد أصبحت بالأشهر، وبالطبع فإن الواسطة لها الأولوية دائماً.
نظام المحافظات نظام رائع، وهناك محافظون يقومون بواجبهم على أكمل وجه، وتجدهم في الحدث دائماً، همهم المستمر تطوير محافظاتهم من خلال الأفكار الجديدة وضخ الدماء الجديدة، أما محافظ الجهراء فالظاهر أنه مشغول هذه الأيام بالمبنى الجديد، وهو معذور طبعاً، فالحجر أهم من البشر، وأنا وإن كنت (أشره) على محافظنا (فشرهتي) أكبر على أعضاء مجلس المحافظة، خصوصاً المختارين لأنهم من أهل الجهراء ولي معهم وقفات.
بمناسبة شهر رمضان نقول: تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال، ومبارك عليكم الشهر.
في الأفق
لقد أسمعت لو ناديت حيا
ولكن لا حياة لمن تنادي
ونارا لو نفخت بها أضاءت
ولكن أنت تنفخ في رماد
د. عبداللطيف الصريخ
مستشار في التنمية البشرية
alsuraikh@yahoo.com