كانت في رغد من العيش وأهلها ينعمون بالأمن والأمان وكانت بين جبلين وتحيط بها جنتان تخرج لهم ما لذ وطاب من الأطعمة والمأكولات ناهيكم عن الخضراوات والفواكه، وكانت هذه البلدة مقصداً لكل الباحثين عن الرزق والنظر إلى أنعم الله ولكن الحسد دخل إلى نفوس أهلها فخالفوا أمر ربهم... «كلوا من رزق ربكم واشكروا له بلدة طيبة ورب غفور» فالحسد يا سادة يعمي البصيرة ويلهي عن شكر الله ولهذا أرسل الله عز وجل عليها سيل العرم «فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتي أكل خمط وأثل وشيء من سدر قليل ذلك جزيناهم بما كفروا وهل نجازي إلا الكفور».
إننا في نعم لا يعلمها إلا الله ولكننا مع الأسف الشديد غير مدركين لهذه النعم فبدأنا نغوص في بحر النزاعات الطائفية حتى أصبحنا نكره أنفسنا، وكلمة صاحب السمو فيها الشيء الكثير من الحزن والأسى على ما وصلنا
إليه فلم نسمع عن الشيعة والسنة في الكويت إلا عندما اتسع هامش الحرية والديموقراطية، فهل هذا ما نصبوا إليه من وراء اتساع مساحة الديموقراطية في بلدي الكويت؟ زيادة عدد الصحف اليومية، وإنشاء المحطات الفضائية الخاصة يجب أن تكون في صالح البلد لا في تدميره، فنار الفتن الطائفية لا تأكل من نكره فقط ولكنها ستأكل الجميع ومن دون استثناء، ولهذا علينا أن ندرك تماماً ما قاله ولي أمرنا صاحب السمو أمير البلاد إن كنا نريد الخير للبلد ولأبنائنا من بعد حتى يترحموا علينا بدل أن يشتمونا إلى يوم الدين.
ها نحن في شهر فضيل شهر الغفران والعتق من النيران توحد فيه صوم السنّة مع الشيعة فلتتوحد قلوبنا على طاعة ولي الأمر وحب هذه الأرض، ولنهذب أنفسنا في رمضان ونعودها على صلة الرحم، وأن نتراحم في ما بيننا وندرب أولادنا على الصدقة في هذا الشهر الكريم، وشهر رمضان فيه من الايجابيات التي لا تعد ولا تحصى ونذكر منها على سبيل المثال أن الشياطين فيه تكبل فمن لم يتغير إلى الأحسن فهو في رأسه شيطان، وكذلك في شهر رمضان تعطل جلسات مجلس الأمة فهناك من أساء إلى هذه المؤسسة التشريعية، وكذلك في شهر رمضان يقل وبشكل كبير نشاط الطابور الخامس الذي أشار إليه صاحب السمو فلبس البشت والسير بسرعة عشرين كيلو متراً في الساعة لن يكون موجوداً على الأقل في هذا الشهر الفضيل، وكذلك في هذا الشهر الفضيل ستحل مشكلة المسرّحين والمعسرين و«عقبال» «استاد» ومستشفى جابر... اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفُ عنا.
إضاءة
أرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى مقام حضرة صاحب السمو أمير البلاد وولي عهده الأمين، وإلى كل من يعيش على هذه الأرض الطيبة بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك أعاده الله علينا وعلى الأمتين العربية والإسلامية بالخير واليمْن والبركات.
مشعل الفراج الظفيري
كاتب كويتي
m-alfraaj19@hotmail.com