«لا تبوق ولا تخاف»، هذا المثل الشهير يفترض أن تسير تحت ظله الحكومة، فلا تخضع للابتزاز، ولا لصياح بعض النواب، إذ لا يعقل أن يكون التردد هو السمة البارزة لها، والذي أعلمه ويعلمه الجميع أن الإمكانات كافة متوافرة، ولا ينقص هذه الحكومة سوى الانطلاق إلى الأمام، دون الالتفات إلى أصحاب النوايا الانتخابية، والأهواء الخاصة، فقد بلغ السيل الزبى، ووصل حداً لا يطاق من التذمر والتململ مما يحدث، من تردي الخدمات، والتراجع إلى الخلف، والسبب أن نائباً مزاجياً، أوقف الحكومة عن العمل، وجعلها تتوجس من الإقدام خوفاً من هذا النائب أو غيره!
لتمتلك الحكومة الشجاعة ولتمارس صلاحياتها، وتنهض بهذا البلد الذي أصبح مثالاً للتخلف والبدائية، ومقبرة للمشاريع الطموحة، والتي يمكن من خلالها أن يتطور، ويصحو من سباته الطويل، ولكن من يسمع؟ سؤال إجابته لدى الحكومة، وإن كان ترددها خوفها من الاستجوابات، فهذه حجة غير مقنعة بتاتاً، فصاحب السمو الأمير حفظه الله أعطى توجيهاته السامية للحكومة لتقوم بواجباتها دون تقاعس، وأن تواجه الاستجوابات أياً كانت، والرد على محاورها بالأدلة والبراهين، ومن لم يرد من الوزراء أن يتعاون مع مجلس الأمة، فعليه مغادرة منصبه.
إذاً، لتمض الحكومة قدماً، ولتزل من قاموسها التردد، بعد الدعم السامي لها، ولا تلتفت إلى من يضعون العصي في الدواليب، ولتكن إرشادات صاحب السمو الأمير نبراساً يضيء عملها، ومشاريعها المستقبلية، والتي نتمنى أن نراها في القريب العاجل، بدلاً من حال الركود والإحباط التي تعيشها الكويت الآن!
***
سمو رئيس الحكومة الشيخ ناصر المحمد مطالب اليوم أن يضع وزراءه أمام مسؤولياتهم، ومن يرى أنه غير قادر على مواجهة أعباء المنصب الوزاري فليغادر، فيكفي ما سببه بعض الوزراء من أزمات سياسية خانقة على مدى الأعوام الثلاثة الماضية، ومن هنا نرى أن رئيس الحكومة غير ملزم بوجود وزراء التأزيم، ولو نظرنا إلى نواب التأزيم فسنجد لديهم قائمة استجوابات جاهزة لوزراء تأزيميين، أي وبصريح العبارة مناطحة بين تأزيميين من الجانبين، ولهذا يتعين على سمو الرئيس أن يريح البلد من وزراء التأزيم، ويأتي بوجوه إصلاحية خير من بعض الوجوه التي لا تعرف الإصلاح ولم تسمع به من قبل!
مبارك محمد الهاجري
كاتب كويتي
mubarak700@gmail.com