البعض يذهب إلى المأذون مرتين ... أو أكثر
تحية كاريوكا... زوجة الـ 14 / 1
في دور سينمائي
تحية كاريوكا في أحد مشاهدها
تحية كاريوكا
|القاهرة - من علا بدوي|
ما أسرع الزواج في أوساط المشاهير، وخاصة الوسط الفني، وما أسرع الطلاق أيضا، حالات الزواج والطلاق في هذا الوسط، الذي يختلف جذريا عن غيره من الأوساط الأخرى، دائما ما يكتنفها الغموض، وتحيط بها الاشاعات، فتصبح مادة دسمة للاجتهادات التي تتسم غالبا بسوء النية.
ولكن بعيدا عن سوء النية وحسنها... فإن الأمر الذي لا خلاف عليه أن هناك فنانات وفنانين كثيرين، وعبر عقود متعاقبة، مروا بتجارب زواج فاشلة، فكان زواجهم على ورقة طلاق، وهو ما يعد ظاهرة تكاد تكون محصورة.
وربما يكون السبب الذي يقف وراء التعجيل بالطلاق في زواج الفنانين، أن زواجهم لا يكون مبنيا على الحد الأدنى من الأسس والعناصر التي توفر الاستقرار الأسري والعائلي، ولكنه يكون مجرد نزوة عابرة، ربما أراد أصحابها أن يحيطوها بسياج من الشرعية والحلال.
وما أكثر الفنانات والفنانين، الذين مروا بتجارب عدة من الزواج والطلاق، من دون أن تكون هناك أسباب مقنعة للارتباط أو الانفصال.
ويفسر البعض تلك الظاهرة، بأن الفنانة أو الفنان يكون في حال مزاجية ونفسية متقلبة ترفض الاستقرار، وهذه الحال من الصعب استيعابها، واحتواؤها، الأمر الذي يعجل بإسدال الستار مبكرا في حالات زواج فنية عديدة.
وفي هذه السلسلة... نستعرض جانبا من تلك الحالات، التي دأب أصحابها على التردد على المأذون، فلم يكتفوا بمرة واحدة، مثل الكثيرين من الناس، ولكنهم أدمنوا الزواج والانفصال مثل الفنانة الراحلة تحية كاريوكا التي تزوجت وانفصلت نحو 14 مرة - والشحرورة صباح، وغيرها ممن تتضمنهم هذه الحلقات، التي تلقي الضوء على بعض الفنانين الذين ذهبوا للمأذون مرتين... أو أكثر.
ضربت الفنانة الراحلة تحية كاريوكا الرقم القياسي في الزواج إذ تزوجت 14 مرة، سواء من الوسط الفني أو خارجه، ولم تستمر أي زيجة لها طويلا، ورغم غياب الاستقرار الأسري عن حياتها... إلا أنها تعد واحدة من أشهر الفنانات المصريات على الإطلاق.
ولدت تحية كاريوكا في مدينة الإسماعيلية «140 كيلو مترا شرق العاصمة المصرية» اسمها الحقيقي بدوية محمد كريم، وسميت «بدوية» لحب والدها للشيخ البدوي الذي كان يعد أحد أبطال المقاومة.
بدأت حياتها في ممارسة الرقص والغناء والتمثيل، وكانت بدايتها الفنية في سن مبكرة... إلى أن اكتشفتها راقصة معروفة في ذلك الوقت تدعى «محاسن»، ثم تعرفت بعد ذلك على الفنانة بديعة مصابني التي ساعدتها على الانضمام إلى فرقتها، وقدمتها للمسرح والسينما.
وانطلقت «كاريوكا» إلى موكب النجومية والتألق العام 1940، عندما قدمت وقتها رقصة الكاريوكا العالمية في أحد عروض سليمان نجيب ومنذ ذلك الحين أطلق عليها اسم تحية كاريوكا بسبب هذه الرقصة الشهيرة.
لعبة الست
ويعد فيلم «لعبة الست» النقطة التي انطلقت من خلالها إلى السينما، وشاركها في البطولة في هذا الفيلم الفنان نجيب الريحاني، وقال عنها: إنها راقصة تجيد فن التمثيل، تتمتع بمستوى عالٍ من النضج لم تعهده السينما المصرية من قبل، وبعد مشاركتها اللافتة في هذا الفيلم ونجاحه الساحق توالت عليها العروض السينمائية من مختلف المنتجين لتقدم في الأربعينات أفلام «ابن للإيجار» و«عاشق الروح» و«على كيفك»، ووصفها النقاد بأنها ترقص كما لو كانت تمارس فن الرسم، رقصت للملك فاروق في عابدين على أنغام «غنيلي شوي شوي» لأم كلثوم، كما رقصت له في الأوبرج، حيث قدمت هناك واحدة من أروع رقصاتها.
وعرفت بأنها آخر العظماء في تاريخ فن الرقص الشرقي... حيث استطاعت تطوير أسلوب جديد تميزت به في فن الرقص الشرقي، اعتمدت من خلاله على إعادة إنتاج الهرمونية الشرقية القديمة في الرقص، الأمر الذي ساعد على تأسيس مدرسة كاملة للرقص الشرقي تقوم على هذه الهرمونية الرائعة، التي استطاعت أن تختلقها، في حين نجد أن الأمر اختلف تماما في درب الفنانة الجميلة سامية جمال التي مزجت بين الرقص الشرقي والغربي. لتبدع مزيجا رائعا بين أساليب الرقص ساهم في خلق طابع متميز لها.
نضالها السياسي
وتعتبر تحية كاريوكا أول راقصة شرقية تسجن لمدة 3 شهور عام 1953، بسبب آرائها السياسية، فهي لم تكن مجرد راقصة، لكن شخصية معتزة بنفسها متفردة بتصرفاتها صاحبة باع طويل في المعترك السياسي في مصر، فوالدها قضى بعض الوقت في المعتقلات، وعمها قتل على يد الإنكليز، وفي الأربعينات والخمسينات كانت قريبة جدا من الحزب الشيوعي وإن كانت نفت وقتها انضمامها إلى أي حزب.
دخلت كاريوكا السجن مطلع ثورة يوليو بتهمة التآمر على قلب نظام الحكم في مصر العام 1951، حينما كانت متزوجة من الضابط مصطفى صدقي، فقد كانت موضوعة تحت المراقبة.
وعندما هاجمت الشرطة المصرية منزلها عثرت على منشورات معادية للثورة فتم توقيف الزوجين وخرجت كاريوكا من السجن بعد 3 أشهر وكان لها نشاط مع الفدائيين المصريين العام 1951، وعرفت الرئيس المصري الراحل أنور السادات الذي كان مختبئا بمعرفة الفدائيين لفترة طويلة وكانت هي واحدة ضمن من ساعده على الهرب.
وفي أحد لقاءاتهما العام 1978 قال لها السادات بعدما غدا رئيسا للجمهورية «أنا كنت أعمل مع شقيقك» ولكنها ردت «لا يا ريس إنت كنت هاربان» فضحك السادات ضحكته المعهودة.
لم تكن كاريوكا هي الراقصة الوحيدة التي عملت في الحقل السياسي في مصر، بل سبقتها الفنانة سامية جمال ومن أشهر التنظيمات الشيوعية التي اشتركت فيها تنظيم «حدتو».
حكاية إدوارد سعيد
وتأثر بالفنانة تحية كاريوكا وبشخصيتها الكاريزمية المثقف الفلسطيني الراحل إدوارد سعيد، الذي يعد من أهم المثقفين العرب... حيث قدم دراسة مهمة ولافتة عن الفنانة تحية كاريوكا بعد مرور نصف قرن على اعتزالها الرقص وتفرغها للتمثيل.
وقال: إن كاريوكا ظلت الاسم الأول الذي يرد على الذاكرة إذا أراد أحد الإشارة إلى حال الرقص الشرقي في القرن العشرين، حيث احتفظت بكاريزما مميزة من الناحية الشخصية وحركات خاصة بها، تميزها عن بقية منافسيها ولم تقترب من تلك المنطقة إلا سامية جمال لكنها لم تحتل مرتبة تحية كاريوكا.
وجميعاً نتفق على أن الرقص الشرقي من الفنون الأكثر تداخلا مع قيمنا وعاداتنا الاجتماعية الشرقية (يقول إدوارد). فعلى الرغم من التحفظات التي يبديها المجتمع عليه ووصفه بالدونية والوضاعة فإنهم يستدعونها دائما في مناسباتهم السعيدة.
وكتب إدوارد سعيد عن الراقصة المعروفة في مفاجأة أظهرت مدى اهتمامه بالفن الشعبي اهتماما غير مسبوق، حيث قام بدراسة الفئات المهمشة ثقافيا والمبادرة عندما تأتي من مفكر بقيمة مثل هذا الرجل الشهير يضع الرقص الشرقي داخل حيز الاهتمام ليس من قبل المثقفين العرب فقط ولكن من قبل جميع الفئات.
وأثبت إدوارد سعيد أن اهتمامه بتحية كاريوكا لم يكن فقط بسبب جمالها وأنوثتها وإنما بسبب تاريخ كاريوكا السياسي واهتمامه بنضالها، ما يعيد الاعتبار مرة أخرى ليس فقط إلى فن الرقص، وإنما إلى المرأة العربية بوجه عام وأهمية دورها في معترك الحياة السياسية وهو بذلك يختلف عن «ماركيز» الذي كتب عن «شاكيرا» لمجرد أنه كان منجذبا إليها.
وشاهد سعيد تحية كاريوكا وهي ترقص العام 1950 في كازينو بديعة مصابني ومن المؤكد أنها لم تكن تعلم بوجوده حينذاك فهو يعتبر فردا كجميع الأفراد الموجودين داخل الكازينو الذين يتابعون أداءها ولم تكن تعلم أن هذا الكاتب سيعد كتابا عنها يؤكد رؤيته المتعمقة إليها لأنها فنانة جمعت بين العديد من المواهب بالإضافة إلى دورها في مجال الحياة السياسية في مصر.
رقم قياسي
اشتهرت كاريوكا بزيجاتها المتعددة... حيث تزوجت 14 مرة أولاها كان من أنطوان عيسى العام 1939، انفصلت عنه سريعا لتتزوج في العام نفسه من الثري المصري محمد سلطان وقضت معه 6 أشهر لتتزوج بعد ذلك من ضابط أميركي.
لم تكن كاريوكا مستقرة من الناحية العاطفية... حيث اشتهرت بزيجاتها المتعددة فتزوجت من المخرج فطين عبدالوهاب، الذي قدم للسينما المصرية «إشاعة حب» و«الأخ الكبير» والذي تزوج من الفنانة الراحلة ليلى مراد وأنجب منها ابنهما زكي فطين عبدالوهاب.
تزوجت كاريوكا بعد ذلك من أحمد سالم، الذي اكتشفت عقب زواجهما أنه تربطه بأسمهان علاقة عاطفية، لذلك قررت الانفصال عنه لتتزوج بعد ذلك من طيار الملك فاروق.
وبعد شهرين من الزواج قررت الانفصال عنه، لتتزوج الفنان رشدي أباظة واستطاعت أن تخرجه من حزنه على موت حبيبته كاميليا، إلا أنه آثر الابتعاد عنها في فترة كان فيها عاطلا عن العمل.
كان رشدي أباظة التقى كاريوكا في أحد متاجر المجوهرات، ومن يومها أصبح يتردد على الملاهي التي ترقص بها وفي إحدى هذه المرات عرض رشدي أباظة على كاريوكا الزواج فوافقت وكان لايزال في بداية حياته الفنية وكانت هي في قمة تألقها وهكذا تم الزواج.
حاولت بعد ذلك أن تفرض زوجها على الأفلام التي تعمل بها، ولكنه رفض المبدأ وظل ينتظر الفرصة التي ستفتح أمامه أبواب المجد والشهرة، ولكن بمجهوده الخاص، ولأن رشدي كان يشعر دائما بأنه - عالة عليها - في الوقت الذي كانت تغار عليه حتى من نفسه دبت الخلافات بينهما، ووقع الطلاق بعد حوالي عام من الزواج بعد أن فشلت جميع المساعي التي حاولت التوفيق بينهما.
صاحبة العصمة
ارتبطت كاريوكا بعد ذلك بأحد ضباط الملك فاروق وهو مصطفى كمال صدقي... الذي ساندته كثيرا،حتى إنها سجنت معه أيام الرئيس عبد الناصر لاتهامها في قضية منشورات، كما اتهمت مع زوجها مصطفى كمال صدقي بالانخراط في تنظيم سياسي يساري معاد للثورة فأودعت في سجن الاستئناف، وانفصلت عنه في ثورة يوليو، لتتزوج بعد ذلك من الشاب الثري الوسيم عبد المنعم الخادم، وقررت أن تكون هي صاحبة العصمة واستمر هذا الزواج سنوات قليلة، واعتزلت فن الرقص وطلبت منه الطلاق ثم تزوجت بعد ذلك من البكباشي طبيب حسن حسين وفي أثناء زواجهما علمت أنه على علاقة عاطفية بالفنانة صباح، لذلك قررت الانفصال عنه وبعد الطلاق بـ «3» أعوام تزوجت من المطرب محرم فؤاد صاحب الصوت الجميل العذب والاحساس الصادق.
ولم يستمر هذا الزواج كثيرا حيث وقع الطلاق في أقل من 6 أشهر... وتزوجت بعد ذلك من أحمد ذوالفقار وبعد أقل من عام انفصلت عنه لتتزوج بعدها من الكاتب أحمد حلاوة وهو صاحب باع طويل وتاريخ رائع ووافر من الإبداع الفني وقدم فايز حلاوة العديد من المسرحيات منها «يحيا الوفد» وانفصلا بعد 8 أشهر إثر خلافات عديدة سرعان ما انتقلت هذه الخلافات إلى ساحات المحاكم ليتصارع الزوجان أمام ساحات القضاء... وعقب الطلاق تزوجت من المخرج أحمد عبد السلام.
هكذا استطاعت تحية كاريوكا صاحبة مدرسة الرقص الشعبي... الناشطة السياسية أن تحطم الرقم القياسي لتسجل أعلى رقم بين فنانات جيلها في الزواج لأكثر من مرة حيث تزوجت 14 مرة.
روائع تحية
قدمت للسينما المصرية العديد من الأفلام السينمائية، بدايتها «لعبة الست» الذي أنتج العام 1946 للمخرج ولي الدين سامح شاركها فيه البطولة الفنان نجيب الريحاني... «أم العروسة» للمخرج عاطف سالم. قصة عبد الحي أديب وشاركها البطولة حسن يوسف وسميرة أحمد وعماد حمدي، «إحنا التلامذة» للمخرج عاطف سالم تأليف نجيب محفوظ «1959» وشاركها البطولة: عبدالعزيز أحمد وفردوس محمد ويوسف فخرالدين وميمي شكيب، «عروسة المولد» للمخرج عباس كامل «1954» في 26 ديسمبر وشاركها البطولة: نيللي مظلوم وحسن حامد ومحمود المليجي، «عفريت سمارة» للمخرج حسن رضا والذي عرض في 1959 وشاركها البطولة: محمد الديب وعدلي كاسب ومحسن سرحان وكريمان.
«صاحبة العصمة» للمخرج حسن الصيفي وسيناريو أبوالسعود الإبياري 1956 بطولة إسماعيل يس ولطفي الحكيم وعبدالحميد زكي وسعاد أحمد، «سوق النساء» للمخرج يوسف فرنسيس «1994» بطولة حسين فهمي وشريهان، فيلم «سمارة» لتحية كاريوكا ومحمود إسماعيل ومحسن سرحان، «عيني بترف» للمخرج عباس كامل «1950» لسعاد مكاوي وعبدالحميد زكي وشرفنطح ومحمود المليجي ورياض القصبجي.
وأفلام «قسمة ونصيب» للمخرج محمود ذوالفقار 1950 بطولة شكري سرحان، أنور سرحان وناهد الصغير، «خان الخليلي» للمخرج عاطف سالم والمؤلف نجيب محفوظ وشاركها البطولة عماد حمدي وحسن يوسف وسميرة أحمد، «يا تحب يا تقب» 1994، «امرأة تدفع الثمن» 1993، «مرسيدس» 1993، مسلسل «المنزل الخلفي» 1992، «نساء صعاليك» 1991، «نشاطركم الأفراح» 1988، «التعويذة» 1987، «روض الفرج» 1987 «آه يا بلد آه» 1986، «انتحار صاحب الشقة» 1986، «الصبر في الملاحات» 1986، «منزل العائلة المسمومة» 1986، «للحب قصة أخيرة» 1986، «الضائعة» 1986، «عصر الحب» 1986، «المطاردة» 1985.
وأفلام: «الوداع يا بونابرت» 1985، «كيدهن عظيم» 1983، «ليالي» 1982، «حكايات هو وهي» 1980، «لا تظلموا النساء» 1980، «متى تبتسم الدموع» 1979، «سقطت في بحر العسل» 1977 «السقامات» 1976 «الكرنك» 1975، «السكرية» 1973، «شاطئ الحب» 1972، «خللي بالك من زوزو» 1972، «السراب» 1970، «صباح الخير يا زوجتي العزيزة» 1969، «إضراب الشحاتين» 1967، «آخر العنقود» 1966،، «الطريق» 1964، «حيرة شباب» 1962، «سر الغائب» 1962.
وإجمالا قدمت تحية كاريوكا للسينما المصرية 300 فيلم، كما قدمت 20 مسرحية، كانت بدايتها 1954 مع فرقة إسماعيل ياسين، ولم تقف الفنانة تحية كاريوكا عند حد الحياة السياسية فقط ولكنها أصبحت العام 1991 وكيلة لنقابة الممثلين وكان أول انتخاب لها العام 1955، عندما كانت نقابة عمالية وليست مهنية... كرمتها العديد من الجهات حيث قامت بتكريمها وزارة الثقافة المصرية في مهرجان الأفلام الروائية، كما قام مهرجان القاهرة السينمائي الدولي العام 1996 بتكريمها.
في عمل تلفزيوني
أعلنت المخرجة المصرية نبيهة لطفي. أخيرا أنها بدأت في تصوير فيلم تسجيلي يروي السيرة الذاتية للفنانة الراحلة... هذا الخبر أسعد الكثيرين من محبي الفنانة الكبيرة والمقربين منها، خصوصا عائلتها ليس فقط لأن نبيهة لطفي كانت على معرفة بكاريوكا وهي التي أعدت للقاء الشهير بين تحية كاريوكا والمفكر الراحل إدوارد سعيد.
لكن لأن الفيلم جاء في توقيت شهد صراعا تجاريا بين الورثة وشركات الإنتاج من جهة. ونادية الجندي وفيفي عبده من جهة أخرى، لتحويل قصة حياة تحية كاريوكا إلى مسلسل رمضاني بالرغم من فشل معظم مسلسلات السيرة الذاتية وتقديم صورة محايدة لحياة الفنانين الراحلين.
يضاف إلى ما سبق أن مجرد التفكير في إنتاج عمل تسجيلي عن كاريوكا، يعكس مكانتها الفنية المتفردة فكم فنانا من نجوم مصر في القرن العشرين حظوا بأن تتحول حياتهم إلى شريط وثائقي هو أفضل بالتأكيد من عمل درامي هدفه مداعبة الجمهور الرمضاني فقط لاغير لكن الفيلم بكل تأكيد لن يروي السيرة الكاملة لحياة كاريوكا فهو في نهاية المطاف عمل فني ملتزم بمدة زمنية محددة لكن مسيرة كاريوكا تحتاج لسلسلة من الافلام الوثائقية وهي أفضل راقصة شرقية اتجهت للتمثيل وهي التي تحمل فوق رأسها تاج تمصير الفن، بعدها تعلمت المبادئ في مدرسة - اللبنانية بديعة مصابني - زوجة نجيب الريحاني.
وأخيرا يمكن القول إن كاريوكا استطاعت أن تجمع بين الشخصية الجادة والشخصية الضاحكة لتنجب لنا السينما المصرية واحدة من مدارس الرقص الشرقي في مصر، وتصبح إحدى العلامات البارزة التي أثرت تاريخ السينما المصرية لترحل الفنانة القديرة العام 1997 عن عمر يناهز الـ «83» بعد تعرضها لجلطة رئوية حادة، وبعد أن عادت من رحلة العمرة، وقد تبنت الفنانة القديرة طفلة صغيرة عندها. عندما بلغت سن السبعين وقد أوصت أصدقاءها عندما كانت تمازحهم دائما بقولها «إنها أنجبت وهي في سن السبعين».
وطلبت من إحدى صديقاتها قبل وفاتها بأن تقوم برعاية البنت الصغيرة والاهتمام بها.
هكذا انتهت حياة جميلة الجميلات، فاتنة الرقص الشرقي وأكثر الفنانين زواجا، صاحبة الملامح الرائعة التي كانت مثالا للمرأة الذكية التي جمعت بين تاريخ العمل السياسي والنضال من أجل الدفاع عن المبادئ التي تؤمن بها وبين المرأة الجميلة المبدعة صاحبة أروع الأفلام السينمائية التي تعد علامات بارزة في تاريخ السينما المصرية.
ما أسرع الزواج في أوساط المشاهير، وخاصة الوسط الفني، وما أسرع الطلاق أيضا، حالات الزواج والطلاق في هذا الوسط، الذي يختلف جذريا عن غيره من الأوساط الأخرى، دائما ما يكتنفها الغموض، وتحيط بها الاشاعات، فتصبح مادة دسمة للاجتهادات التي تتسم غالبا بسوء النية.
ولكن بعيدا عن سوء النية وحسنها... فإن الأمر الذي لا خلاف عليه أن هناك فنانات وفنانين كثيرين، وعبر عقود متعاقبة، مروا بتجارب زواج فاشلة، فكان زواجهم على ورقة طلاق، وهو ما يعد ظاهرة تكاد تكون محصورة.
وربما يكون السبب الذي يقف وراء التعجيل بالطلاق في زواج الفنانين، أن زواجهم لا يكون مبنيا على الحد الأدنى من الأسس والعناصر التي توفر الاستقرار الأسري والعائلي، ولكنه يكون مجرد نزوة عابرة، ربما أراد أصحابها أن يحيطوها بسياج من الشرعية والحلال.
وما أكثر الفنانات والفنانين، الذين مروا بتجارب عدة من الزواج والطلاق، من دون أن تكون هناك أسباب مقنعة للارتباط أو الانفصال.
ويفسر البعض تلك الظاهرة، بأن الفنانة أو الفنان يكون في حال مزاجية ونفسية متقلبة ترفض الاستقرار، وهذه الحال من الصعب استيعابها، واحتواؤها، الأمر الذي يعجل بإسدال الستار مبكرا في حالات زواج فنية عديدة.
وفي هذه السلسلة... نستعرض جانبا من تلك الحالات، التي دأب أصحابها على التردد على المأذون، فلم يكتفوا بمرة واحدة، مثل الكثيرين من الناس، ولكنهم أدمنوا الزواج والانفصال مثل الفنانة الراحلة تحية كاريوكا التي تزوجت وانفصلت نحو 14 مرة - والشحرورة صباح، وغيرها ممن تتضمنهم هذه الحلقات، التي تلقي الضوء على بعض الفنانين الذين ذهبوا للمأذون مرتين... أو أكثر.
ضربت الفنانة الراحلة تحية كاريوكا الرقم القياسي في الزواج إذ تزوجت 14 مرة، سواء من الوسط الفني أو خارجه، ولم تستمر أي زيجة لها طويلا، ورغم غياب الاستقرار الأسري عن حياتها... إلا أنها تعد واحدة من أشهر الفنانات المصريات على الإطلاق.
ولدت تحية كاريوكا في مدينة الإسماعيلية «140 كيلو مترا شرق العاصمة المصرية» اسمها الحقيقي بدوية محمد كريم، وسميت «بدوية» لحب والدها للشيخ البدوي الذي كان يعد أحد أبطال المقاومة.
بدأت حياتها في ممارسة الرقص والغناء والتمثيل، وكانت بدايتها الفنية في سن مبكرة... إلى أن اكتشفتها راقصة معروفة في ذلك الوقت تدعى «محاسن»، ثم تعرفت بعد ذلك على الفنانة بديعة مصابني التي ساعدتها على الانضمام إلى فرقتها، وقدمتها للمسرح والسينما.
وانطلقت «كاريوكا» إلى موكب النجومية والتألق العام 1940، عندما قدمت وقتها رقصة الكاريوكا العالمية في أحد عروض سليمان نجيب ومنذ ذلك الحين أطلق عليها اسم تحية كاريوكا بسبب هذه الرقصة الشهيرة.
لعبة الست
ويعد فيلم «لعبة الست» النقطة التي انطلقت من خلالها إلى السينما، وشاركها في البطولة في هذا الفيلم الفنان نجيب الريحاني، وقال عنها: إنها راقصة تجيد فن التمثيل، تتمتع بمستوى عالٍ من النضج لم تعهده السينما المصرية من قبل، وبعد مشاركتها اللافتة في هذا الفيلم ونجاحه الساحق توالت عليها العروض السينمائية من مختلف المنتجين لتقدم في الأربعينات أفلام «ابن للإيجار» و«عاشق الروح» و«على كيفك»، ووصفها النقاد بأنها ترقص كما لو كانت تمارس فن الرسم، رقصت للملك فاروق في عابدين على أنغام «غنيلي شوي شوي» لأم كلثوم، كما رقصت له في الأوبرج، حيث قدمت هناك واحدة من أروع رقصاتها.
وعرفت بأنها آخر العظماء في تاريخ فن الرقص الشرقي... حيث استطاعت تطوير أسلوب جديد تميزت به في فن الرقص الشرقي، اعتمدت من خلاله على إعادة إنتاج الهرمونية الشرقية القديمة في الرقص، الأمر الذي ساعد على تأسيس مدرسة كاملة للرقص الشرقي تقوم على هذه الهرمونية الرائعة، التي استطاعت أن تختلقها، في حين نجد أن الأمر اختلف تماما في درب الفنانة الجميلة سامية جمال التي مزجت بين الرقص الشرقي والغربي. لتبدع مزيجا رائعا بين أساليب الرقص ساهم في خلق طابع متميز لها.
نضالها السياسي
وتعتبر تحية كاريوكا أول راقصة شرقية تسجن لمدة 3 شهور عام 1953، بسبب آرائها السياسية، فهي لم تكن مجرد راقصة، لكن شخصية معتزة بنفسها متفردة بتصرفاتها صاحبة باع طويل في المعترك السياسي في مصر، فوالدها قضى بعض الوقت في المعتقلات، وعمها قتل على يد الإنكليز، وفي الأربعينات والخمسينات كانت قريبة جدا من الحزب الشيوعي وإن كانت نفت وقتها انضمامها إلى أي حزب.
دخلت كاريوكا السجن مطلع ثورة يوليو بتهمة التآمر على قلب نظام الحكم في مصر العام 1951، حينما كانت متزوجة من الضابط مصطفى صدقي، فقد كانت موضوعة تحت المراقبة.
وعندما هاجمت الشرطة المصرية منزلها عثرت على منشورات معادية للثورة فتم توقيف الزوجين وخرجت كاريوكا من السجن بعد 3 أشهر وكان لها نشاط مع الفدائيين المصريين العام 1951، وعرفت الرئيس المصري الراحل أنور السادات الذي كان مختبئا بمعرفة الفدائيين لفترة طويلة وكانت هي واحدة ضمن من ساعده على الهرب.
وفي أحد لقاءاتهما العام 1978 قال لها السادات بعدما غدا رئيسا للجمهورية «أنا كنت أعمل مع شقيقك» ولكنها ردت «لا يا ريس إنت كنت هاربان» فضحك السادات ضحكته المعهودة.
لم تكن كاريوكا هي الراقصة الوحيدة التي عملت في الحقل السياسي في مصر، بل سبقتها الفنانة سامية جمال ومن أشهر التنظيمات الشيوعية التي اشتركت فيها تنظيم «حدتو».
حكاية إدوارد سعيد
وتأثر بالفنانة تحية كاريوكا وبشخصيتها الكاريزمية المثقف الفلسطيني الراحل إدوارد سعيد، الذي يعد من أهم المثقفين العرب... حيث قدم دراسة مهمة ولافتة عن الفنانة تحية كاريوكا بعد مرور نصف قرن على اعتزالها الرقص وتفرغها للتمثيل.
وقال: إن كاريوكا ظلت الاسم الأول الذي يرد على الذاكرة إذا أراد أحد الإشارة إلى حال الرقص الشرقي في القرن العشرين، حيث احتفظت بكاريزما مميزة من الناحية الشخصية وحركات خاصة بها، تميزها عن بقية منافسيها ولم تقترب من تلك المنطقة إلا سامية جمال لكنها لم تحتل مرتبة تحية كاريوكا.
وجميعاً نتفق على أن الرقص الشرقي من الفنون الأكثر تداخلا مع قيمنا وعاداتنا الاجتماعية الشرقية (يقول إدوارد). فعلى الرغم من التحفظات التي يبديها المجتمع عليه ووصفه بالدونية والوضاعة فإنهم يستدعونها دائما في مناسباتهم السعيدة.
وكتب إدوارد سعيد عن الراقصة المعروفة في مفاجأة أظهرت مدى اهتمامه بالفن الشعبي اهتماما غير مسبوق، حيث قام بدراسة الفئات المهمشة ثقافيا والمبادرة عندما تأتي من مفكر بقيمة مثل هذا الرجل الشهير يضع الرقص الشرقي داخل حيز الاهتمام ليس من قبل المثقفين العرب فقط ولكن من قبل جميع الفئات.
وأثبت إدوارد سعيد أن اهتمامه بتحية كاريوكا لم يكن فقط بسبب جمالها وأنوثتها وإنما بسبب تاريخ كاريوكا السياسي واهتمامه بنضالها، ما يعيد الاعتبار مرة أخرى ليس فقط إلى فن الرقص، وإنما إلى المرأة العربية بوجه عام وأهمية دورها في معترك الحياة السياسية وهو بذلك يختلف عن «ماركيز» الذي كتب عن «شاكيرا» لمجرد أنه كان منجذبا إليها.
وشاهد سعيد تحية كاريوكا وهي ترقص العام 1950 في كازينو بديعة مصابني ومن المؤكد أنها لم تكن تعلم بوجوده حينذاك فهو يعتبر فردا كجميع الأفراد الموجودين داخل الكازينو الذين يتابعون أداءها ولم تكن تعلم أن هذا الكاتب سيعد كتابا عنها يؤكد رؤيته المتعمقة إليها لأنها فنانة جمعت بين العديد من المواهب بالإضافة إلى دورها في مجال الحياة السياسية في مصر.
رقم قياسي
اشتهرت كاريوكا بزيجاتها المتعددة... حيث تزوجت 14 مرة أولاها كان من أنطوان عيسى العام 1939، انفصلت عنه سريعا لتتزوج في العام نفسه من الثري المصري محمد سلطان وقضت معه 6 أشهر لتتزوج بعد ذلك من ضابط أميركي.
لم تكن كاريوكا مستقرة من الناحية العاطفية... حيث اشتهرت بزيجاتها المتعددة فتزوجت من المخرج فطين عبدالوهاب، الذي قدم للسينما المصرية «إشاعة حب» و«الأخ الكبير» والذي تزوج من الفنانة الراحلة ليلى مراد وأنجب منها ابنهما زكي فطين عبدالوهاب.
تزوجت كاريوكا بعد ذلك من أحمد سالم، الذي اكتشفت عقب زواجهما أنه تربطه بأسمهان علاقة عاطفية، لذلك قررت الانفصال عنه لتتزوج بعد ذلك من طيار الملك فاروق.
وبعد شهرين من الزواج قررت الانفصال عنه، لتتزوج الفنان رشدي أباظة واستطاعت أن تخرجه من حزنه على موت حبيبته كاميليا، إلا أنه آثر الابتعاد عنها في فترة كان فيها عاطلا عن العمل.
كان رشدي أباظة التقى كاريوكا في أحد متاجر المجوهرات، ومن يومها أصبح يتردد على الملاهي التي ترقص بها وفي إحدى هذه المرات عرض رشدي أباظة على كاريوكا الزواج فوافقت وكان لايزال في بداية حياته الفنية وكانت هي في قمة تألقها وهكذا تم الزواج.
حاولت بعد ذلك أن تفرض زوجها على الأفلام التي تعمل بها، ولكنه رفض المبدأ وظل ينتظر الفرصة التي ستفتح أمامه أبواب المجد والشهرة، ولكن بمجهوده الخاص، ولأن رشدي كان يشعر دائما بأنه - عالة عليها - في الوقت الذي كانت تغار عليه حتى من نفسه دبت الخلافات بينهما، ووقع الطلاق بعد حوالي عام من الزواج بعد أن فشلت جميع المساعي التي حاولت التوفيق بينهما.
صاحبة العصمة
ارتبطت كاريوكا بعد ذلك بأحد ضباط الملك فاروق وهو مصطفى كمال صدقي... الذي ساندته كثيرا،حتى إنها سجنت معه أيام الرئيس عبد الناصر لاتهامها في قضية منشورات، كما اتهمت مع زوجها مصطفى كمال صدقي بالانخراط في تنظيم سياسي يساري معاد للثورة فأودعت في سجن الاستئناف، وانفصلت عنه في ثورة يوليو، لتتزوج بعد ذلك من الشاب الثري الوسيم عبد المنعم الخادم، وقررت أن تكون هي صاحبة العصمة واستمر هذا الزواج سنوات قليلة، واعتزلت فن الرقص وطلبت منه الطلاق ثم تزوجت بعد ذلك من البكباشي طبيب حسن حسين وفي أثناء زواجهما علمت أنه على علاقة عاطفية بالفنانة صباح، لذلك قررت الانفصال عنه وبعد الطلاق بـ «3» أعوام تزوجت من المطرب محرم فؤاد صاحب الصوت الجميل العذب والاحساس الصادق.
ولم يستمر هذا الزواج كثيرا حيث وقع الطلاق في أقل من 6 أشهر... وتزوجت بعد ذلك من أحمد ذوالفقار وبعد أقل من عام انفصلت عنه لتتزوج بعدها من الكاتب أحمد حلاوة وهو صاحب باع طويل وتاريخ رائع ووافر من الإبداع الفني وقدم فايز حلاوة العديد من المسرحيات منها «يحيا الوفد» وانفصلا بعد 8 أشهر إثر خلافات عديدة سرعان ما انتقلت هذه الخلافات إلى ساحات المحاكم ليتصارع الزوجان أمام ساحات القضاء... وعقب الطلاق تزوجت من المخرج أحمد عبد السلام.
هكذا استطاعت تحية كاريوكا صاحبة مدرسة الرقص الشعبي... الناشطة السياسية أن تحطم الرقم القياسي لتسجل أعلى رقم بين فنانات جيلها في الزواج لأكثر من مرة حيث تزوجت 14 مرة.
روائع تحية
قدمت للسينما المصرية العديد من الأفلام السينمائية، بدايتها «لعبة الست» الذي أنتج العام 1946 للمخرج ولي الدين سامح شاركها فيه البطولة الفنان نجيب الريحاني... «أم العروسة» للمخرج عاطف سالم. قصة عبد الحي أديب وشاركها البطولة حسن يوسف وسميرة أحمد وعماد حمدي، «إحنا التلامذة» للمخرج عاطف سالم تأليف نجيب محفوظ «1959» وشاركها البطولة: عبدالعزيز أحمد وفردوس محمد ويوسف فخرالدين وميمي شكيب، «عروسة المولد» للمخرج عباس كامل «1954» في 26 ديسمبر وشاركها البطولة: نيللي مظلوم وحسن حامد ومحمود المليجي، «عفريت سمارة» للمخرج حسن رضا والذي عرض في 1959 وشاركها البطولة: محمد الديب وعدلي كاسب ومحسن سرحان وكريمان.
«صاحبة العصمة» للمخرج حسن الصيفي وسيناريو أبوالسعود الإبياري 1956 بطولة إسماعيل يس ولطفي الحكيم وعبدالحميد زكي وسعاد أحمد، «سوق النساء» للمخرج يوسف فرنسيس «1994» بطولة حسين فهمي وشريهان، فيلم «سمارة» لتحية كاريوكا ومحمود إسماعيل ومحسن سرحان، «عيني بترف» للمخرج عباس كامل «1950» لسعاد مكاوي وعبدالحميد زكي وشرفنطح ومحمود المليجي ورياض القصبجي.
وأفلام «قسمة ونصيب» للمخرج محمود ذوالفقار 1950 بطولة شكري سرحان، أنور سرحان وناهد الصغير، «خان الخليلي» للمخرج عاطف سالم والمؤلف نجيب محفوظ وشاركها البطولة عماد حمدي وحسن يوسف وسميرة أحمد، «يا تحب يا تقب» 1994، «امرأة تدفع الثمن» 1993، «مرسيدس» 1993، مسلسل «المنزل الخلفي» 1992، «نساء صعاليك» 1991، «نشاطركم الأفراح» 1988، «التعويذة» 1987، «روض الفرج» 1987 «آه يا بلد آه» 1986، «انتحار صاحب الشقة» 1986، «الصبر في الملاحات» 1986، «منزل العائلة المسمومة» 1986، «للحب قصة أخيرة» 1986، «الضائعة» 1986، «عصر الحب» 1986، «المطاردة» 1985.
وأفلام: «الوداع يا بونابرت» 1985، «كيدهن عظيم» 1983، «ليالي» 1982، «حكايات هو وهي» 1980، «لا تظلموا النساء» 1980، «متى تبتسم الدموع» 1979، «سقطت في بحر العسل» 1977 «السقامات» 1976 «الكرنك» 1975، «السكرية» 1973، «شاطئ الحب» 1972، «خللي بالك من زوزو» 1972، «السراب» 1970، «صباح الخير يا زوجتي العزيزة» 1969، «إضراب الشحاتين» 1967، «آخر العنقود» 1966،، «الطريق» 1964، «حيرة شباب» 1962، «سر الغائب» 1962.
وإجمالا قدمت تحية كاريوكا للسينما المصرية 300 فيلم، كما قدمت 20 مسرحية، كانت بدايتها 1954 مع فرقة إسماعيل ياسين، ولم تقف الفنانة تحية كاريوكا عند حد الحياة السياسية فقط ولكنها أصبحت العام 1991 وكيلة لنقابة الممثلين وكان أول انتخاب لها العام 1955، عندما كانت نقابة عمالية وليست مهنية... كرمتها العديد من الجهات حيث قامت بتكريمها وزارة الثقافة المصرية في مهرجان الأفلام الروائية، كما قام مهرجان القاهرة السينمائي الدولي العام 1996 بتكريمها.
في عمل تلفزيوني
أعلنت المخرجة المصرية نبيهة لطفي. أخيرا أنها بدأت في تصوير فيلم تسجيلي يروي السيرة الذاتية للفنانة الراحلة... هذا الخبر أسعد الكثيرين من محبي الفنانة الكبيرة والمقربين منها، خصوصا عائلتها ليس فقط لأن نبيهة لطفي كانت على معرفة بكاريوكا وهي التي أعدت للقاء الشهير بين تحية كاريوكا والمفكر الراحل إدوارد سعيد.
لكن لأن الفيلم جاء في توقيت شهد صراعا تجاريا بين الورثة وشركات الإنتاج من جهة. ونادية الجندي وفيفي عبده من جهة أخرى، لتحويل قصة حياة تحية كاريوكا إلى مسلسل رمضاني بالرغم من فشل معظم مسلسلات السيرة الذاتية وتقديم صورة محايدة لحياة الفنانين الراحلين.
يضاف إلى ما سبق أن مجرد التفكير في إنتاج عمل تسجيلي عن كاريوكا، يعكس مكانتها الفنية المتفردة فكم فنانا من نجوم مصر في القرن العشرين حظوا بأن تتحول حياتهم إلى شريط وثائقي هو أفضل بالتأكيد من عمل درامي هدفه مداعبة الجمهور الرمضاني فقط لاغير لكن الفيلم بكل تأكيد لن يروي السيرة الكاملة لحياة كاريوكا فهو في نهاية المطاف عمل فني ملتزم بمدة زمنية محددة لكن مسيرة كاريوكا تحتاج لسلسلة من الافلام الوثائقية وهي أفضل راقصة شرقية اتجهت للتمثيل وهي التي تحمل فوق رأسها تاج تمصير الفن، بعدها تعلمت المبادئ في مدرسة - اللبنانية بديعة مصابني - زوجة نجيب الريحاني.
وأخيرا يمكن القول إن كاريوكا استطاعت أن تجمع بين الشخصية الجادة والشخصية الضاحكة لتنجب لنا السينما المصرية واحدة من مدارس الرقص الشرقي في مصر، وتصبح إحدى العلامات البارزة التي أثرت تاريخ السينما المصرية لترحل الفنانة القديرة العام 1997 عن عمر يناهز الـ «83» بعد تعرضها لجلطة رئوية حادة، وبعد أن عادت من رحلة العمرة، وقد تبنت الفنانة القديرة طفلة صغيرة عندها. عندما بلغت سن السبعين وقد أوصت أصدقاءها عندما كانت تمازحهم دائما بقولها «إنها أنجبت وهي في سن السبعين».
وطلبت من إحدى صديقاتها قبل وفاتها بأن تقوم برعاية البنت الصغيرة والاهتمام بها.
هكذا انتهت حياة جميلة الجميلات، فاتنة الرقص الشرقي وأكثر الفنانين زواجا، صاحبة الملامح الرائعة التي كانت مثالا للمرأة الذكية التي جمعت بين تاريخ العمل السياسي والنضال من أجل الدفاع عن المبادئ التي تؤمن بها وبين المرأة الجميلة المبدعة صاحبة أروع الأفلام السينمائية التي تعد علامات بارزة في تاريخ السينما المصرية.