شاحنتان هزتا الخارجية والمالية واحباط محاولة تفجير طن من المتفجرات... وأصابع الاتهام توجه إلى تحالف «القاعدة» والبعثيين

نحو 100 قتيل ومئات الجرحى في سلسلة هجمات استهدفت رموز «السيادة» في بغداد

u0631u062cu0627u0644 u0627u0637u0641u0627u0621 u064au062du0627u0648u0644u0648u0646 u0627u062eu0645u0627u062f u0627u0644u062du0631u0627u0626u0642 u0642u0631u0628 u0648u0632u0627u0631u0629 u0627u0644u062eu0627u0631u062cu064au0629 u0641u064a u0628u063au062fu0627u062f u0627u0645u0633 (u0627 u0628)
رجال اطفاء يحاولون اخماد الحرائق قرب وزارة الخارجية في بغداد امس (ا ب)
تصغير
تكبير
|بغداد - من حيدر الحاج|
قتل اكثر من 100 شخص واصيب نحو 600 آخرين بجروح، في أسوأ اعتداءات من حيث عدد الضحايا، تشهدها العاصمة العراقية منذ انسحاب القوات الاميركية من المدن والقصبات العراقية في يونيو الماضي، استهدف اثنان منها وزارتي الخارجية والمالية في بغداد، واتهمت السلطات العراقية تحالف «القاعدة» والبعثيين بالوقوف وراءها.
واثارت هذه الهجمات الدموية على مواقع سيادية (رويترز)، الشكوك في قدرة قوات الامن على تحمل المسؤولية الامنية من دون مساعدة من القوات الاميركية، فيما يندر نسبيا حدوث مثل هذه التفجيرات المنسقة واسعة النطاق قرب مبان حكومية عليها حراسة مشددة.
وقال اللواء قاسم عطا، الناطق باسم قيادة عمليات بغداد، «نحمل التحالف البعثي التكفيري تنفيذ العمليات الارهابية التي تهدف التأثير على الوضع السياسي والامني والنجاحات التي حققتها الأجهزة الامنية».
وانفجرت السيارة الاولى، قرب وزارة المالية (وسط) ما اسفر عن انهيار مئة متر من جسر محمد القاسم السريع المحاذي للوزارة واضرار مادية جسيمة في مبنى الوزارة.
واكد مصدر امني مسؤول، ان «عددا من السيارات سقط من الجسر ولا يزال عدد من الضحايا تحت الانقاض». وتابع انه «تم انتشال احدى عشرة جثة حتى الان».
وكانت الوزارة تعرضت الى تفجير مماثل في 2007، اسفر عن تدمير الوزارة بالكامل وانهيار للجسر ذاته.
واكد مسؤول في مستشفى مدينة الطب نقل اكثر من 200 جريح الى المستشفى توفي اربعة منهم. وبين هؤلاء الجرحى عدد كبير من موظفي وزارة المالية من نساء ورجال وقوات امنية.
وقال محمد سالم احد موظفي الوزارة، الذي اصيب بشظايا في انحاء مختلفة في جسمه، ان «الانفجار عصف بي ودفعني نحو 5 امتار والصقني باحد الجدران ثم انهارت علينا السقوف». واكد ان «الانفجار كان اشبه بزلزال واهتزت الوزارة وتحطم كل شيء بها». واضاف: «رأيت الموظفين حولي ملقين على الارض والدماء والدمار في جميع انحاء المبنى، ولم نستطع ان نرى اي شيء بسبب الغبار والدخان».
بدوره، قال مصدر في مستشفى مدينة الطب ان «عددا من المديرين العامين في الوزارة اصيبوا بجروح، وهم يتلقون العلاج». واشار الى ان «صالات المستشفى امتلأت بالجرحى ونحن نقوم بتحويلهم الى مستشفى تخصصي آخر لعدم امكانية استيعابهم».
واعقب هذه الانفجار بفارق دقائق انفجار هائل آخر قرب مبنى وزارة الخارجية في محيط المنطقة الخضراء، وسط بغداد.
وافاد مراسل «فرانس برس» قرب مكان الهجوم ان «الانفجار احدث حفرة قطرها عشرة امتار وعمقها ثلاثة امتار». واضاف ان واجهة وزارة الخارجية انهارت بالكامل ولحقت اضرار كبيرة بمجمع الصالحية السكني المقابل لها.
واعيد فتح المدخل الذي يؤدي الى وزارة الخارجية والمنطقة الخضراء منذ نحو شهرين بعد اغلاق دام اربع سنوات في اطار خطة اعادة فتح الشوارع وازالة الحواجز الاسمنتية التي امر بها رئيس الوزراء نوري المالكي.
واكدت المصادر الامنية ان «معظم الضحايا سقطوا جراء الانفجار الذي وقع قرب وزارة الخارجية».
وتحدث المراسل في مكان التفجير الذي وقع قرب الخارجية عن ثماني جثث تحترق وكميات كبيرة من الاشلاء وبقع دماء وعشرات السيارات المدنية المحترقة حتى على بعد 300 متر من موقع الانفحار.
وقال حسن احد موظفي الوزارة، «كنت جالسا في مكتبي داخل الوزارة عندما وقع الانفجار». واضاف الموظف والدماء تغطي وجهه ان «الانفجار هز الوزارة باكملها».
وقال حميد (46 عاما) الذي يقيم في مبنى مقابل الوزارة «كنت في منزلي لحظة الانفجار وانهار علينا السقف وخزانات المياه في السطح».
واوضح اللواء عطا «غالبية ضحايا التفجيرين الإرهابيين في العاصمة بغداد هم من الجرحى بسبب تحطم الزجاج».
واكد مصدر طبي في مستشفى اليرموك (غرب) انه تسلم جثث ستة قتلى واكثر من سبعين جريحا.
من جانبه، اكد مصدر طبي في مستشفى الكندي (وسط) تسلم قتيلين وسبعة جرحى.
الى ذلك، ذكر مصدر طبي في مستشفى ابن النفيس تلقي اربعة قتلى و19 جريحا، فيما استقبل مستشفى الجملة العصبية قتيلين و18 جريحاً.
وانفجرت سيارة مفخخة ثالثة في منطقة البياع، كما سقطت ثلاث قذائف هاون على وزارة الدفاع ومركز للشرطة واخرى داخل المنطقة الخضراء المحصنة.
ووقع انفجار قرب مكتب «رويترز» في حي الكرادة وسط بغداد، وتسببت شدته في فتح النوافذ والابواب. وشوهدت اعمدة الدخان تتصاعد من مواقع عدة.
وذكرت الشرطة ان مبنى محافظة بغداد تعرض لهجوم بالهاون.
كما سقطت قذائف هاون على حي الصالحية وسط بغداد، الذي توجد به قواعد للجيش ومكاتب قناة تلفزيون محلية.
وسقطت قذيفة واحدة على الاقل، قرب مجمع الامم المتحدة في «المنطقة الخضراء» ما اثار الرعب في نفوس عاملين في المنظمة الدولية كانوا يحيون الذكرى السادسة لتدمير موقعهم السابق في بغداد في هجوم بشاحنة ملغومة ادى الى مقتل المبعوث الدولي سرجيو فييرا دي ميلو، وموظف آخر في الامم المتحدة.
وأصيب اثنان من عناصر الشرطة بجروح بانفجار سيارة مفخخة على دورية في منطقة الخالدية، شمال بغداد.
وقال اللواء جهاد الجابري، من وزارة الداخلية، ان « القوات العراقية أحبطت عملية تفجير شاحنة محملة بطن من المواد المتفجرة في حي الصالحية قرب مستشفى ابن البيطار، امس.
وفي الاطار ذاته، اعلن الناطق باسم قيادة عمليات بغداد ان «قوة امنية القت القبض على اثنين مما يسمى بامراء تنظيم القاعدة الإرهابي كانا يستقلان عجلة مفخخة يرومان تفجيرها في منطقة المنصور (غرب بغداد)». واكد ان «القوة فككت العجلة».
وبعيد الانفجارت خلت الشوارع، والتزم معظم السكان منازلهم، فيما طوقت قوات الامن مواقع الانفجارات.
وفي باريس (ا ف ب)، دان وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير، الهجمات التي استهدفت «رموز السيادة العراقية». وقال: «ادين باشد حزم الاعتداءات القاتلة التي ارتكبت اليوم في وسط بغداد قرب مبان للادارة العراقية خصوصا وزارتي الخارجية والمالية».
وفي القاهرة (الراي)، أعرب الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى، عن «بالغ استيائه لهذه الأعمال الإجرامية التي تستهدف المواطنين الأبرياء ومؤسسات الدولة وزعزعة الأمن والاستقرار في العراق». وأكد تضامن الجامعة ووقوفها إلى جانب العراق في مواجهة هذه «العمليات الإرهابية» المدانة.
في سياق آخر (يو بي اي)، ذكرت صحيفة «التايمز»، أن القوات الأميركية في العراق ستخلي سبيل اعضاء جماعة شيعية متطرفة اختطفت قبل عامين في بغداد، خمسة بريطانيين وأعدمت أربعة منهم.
وكتبت امس، ان قائد القوات الأميركية في العراق الجنرال راي أوديرنو، يخطط للإفراج عن جميع أعضاء جماعة «عصائب أهل الحق» المحتجزين لدى قواته، في اطار ما اسماها عملية المصالحة الوطنية والذين يُعتقد أن عددهم يراوح بين 300 و400 شخص.
وكانت «عصائب أهل الحق» طالبت باخلاء سبيل 10 من اعضائها، وقامت باعدام 4 من الرهائن البريطانيين وجميعهم حراس أمن، بعد رفض الاستجابة إلى طلبها.
واضافت الصحيفة أن هذا التحرك الاميركي، يمكن أن يقود إلى اخلاء سبيل الرهينة البريطاني الأخير بيتر مور، والذي كان دعا في شريط فيديو بثه الخاطفون العام الماضي، رئيس الوزراء غوردون براون إلى اخلاء سبيل العراقيين مقابل عودة الرهائن البريطانيين.
ونسبت الصحيفة إلى أوديرنو، «هذا التحرك يصب في اطار المصالحة، ونحن نعتقد أن عصائب الحق اتخذت خطوات أولية على صعيد المصالحة مع الحكومة العراقية وتنفذ الآن هدنة لوقف اطلاق النار وبدأت التخلي عن أسلحتها الثقيلة»، مشيرا إلى أن القوات الأميركية ملزمة تسليم جميع المحتجزين لديها إلى السلطات العراقية العام المقبل، لمقاضاتهم أو اخلاء سبيلهم، في اطار الاتفاق الأمني بين بغداد وواشنطن.


غول يرفض خطة
«خريطة طريق» أوجلان


انقرة - د ب أ - رفض الرئيس التركي عبد الله غول، طرح «خريطة طريق» لعملية السلام، التي يوشك زعيم «حزب العمال الكردستاني» المعتقل على اعلانها، مؤكدا أن عبدالله أوجلان ليس شريكا له في عملية السلام. وذكرت وسائل الاعلام امس، ان محاميي الدفاع عن أوجلان سيتلقون نسخة من خطة السلام الخاصة به.
إلا ان غول تجاهل مثل هذه التقارير، وقال ليل اول من امس، «إنس (جزيرة) امرالي واستمر. فإن إمرالي ليست شريكا لنا في (عملية) السلام».
وكان أوجلان حكم عليه في بادئ الامر بالاعدام، إلا ان الحكم جرى تخفيفه بعد ضغوط دولية ليصير حكما بالسجن مدى الحياة. ونقلت قناة «سي إن إن ترك» الاخبارية عن غول، ان «كل دولة عليها أن تحل مشاكلها عن طريق مبادراتها الخاصة».
وأضاف أن «من الضروري أن تتمخض أي جهود (يتم بذلها) عن تعزيز وحدة تركيا. فيجب ألا يكون هناك أي خطر في المستقبل لان وحدتنا ومجتمعنا ينموان معاً».



الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي