مفتي مصر اعتبرها وسيلة لعرض السيرة بأسلوب عصري

محطة / فنان مصري يرد على الرسوم المسيئة بـ «رؤية تشكيلية للسيرة النبوية»

تصغير
تكبير
|القاهرة - من محمد عوض|
لم يخلع مفتي الديار المصرية الدكتور علي جمعة عباءة رجل الدين، ولكنه أخذ موقع المتلقي في افتتاح معرض الفنان التشكيلي المصري طاهر عبد العظيم الذي أقيم بعنوان «رؤية تشكيلية للسيرة النبوية».
الفنان ناقش في أبعاد لوحة ملحمية تتناول السيرة النبوية وتضم مرحلة تغاضى عنها التشكيليون في تناول التاريخ الإسلامي لاعتبارات شرعية أحيانا، ونقص في التوثيق البصري لفترة مولد النبي محمد «صلى الله عليه وسلم» وحتى نزول الوحي.
مفتي مصر... رفض المقارنة بين لوحات المعرض وبين الرسوم المسيئة للرسول التي انتشرت قبل عامين، وقال - خلال افتتاح المعرض بقاعة إيزيس بمتحف محمود مختار بالقاهرة: «هذه الرسوم المسيئة لا يوجد بها إبداع مثلما يوجد في هذا المعرض، فمن السهل أن تسب أو تسيء إلى الناس وهذا بعيد عن الأصالة والإنسانية، في حين أن الإبداع الموجود في لوحات الفنان طاهر عبد العظيم يحتاج إلى تفسير جاد وليس إلى التكلف في التفسير، لما تحتويه من قضايا مهمة في التاريخ الإسلامي».
وأضاف: «نحتاج الآن إلى إعادة عرض للسيرة النبوية بما يتناسب ومتطلبات وأدوات العصر الحديث بما يشهده من تطور وسائل اتصال».
واتفق رئيس قطاع الفنون التشكيلية في الثقافة المصرية محسن شعلان مع مفتي الجمهورية ورفض اعتبار المعرض ردا على الإساءة وقال: «المعرض يقدم إبداعا ولا أعتبره ردا، وذلك حتى لا نهبط بالفن إلى هذا المستوى الذي استخدمه «الرعاع» على حد وصفه - وإذا كان الغرب استخدم الفن في الإساءة فإنهم بذلك يبثون مواد مسمومة، ولكننا نستخدم الفن لتقديم تراثنا وتاريخنا بإبداع».
وأشار إلى أن حضور مفتي الجمهورية افتتاح المعرض يعطي رسالة تقول: «لدينا رجال دين مستنيرون، وينفون التعارض بين الفن والدين وأن ما يحدث هو صدام مفتعل، وقال: «لقد تحدث المفتي كمتلق للفن التشكيلي بعيدا عن القضايا الشرعية وإن كان قد أوضح في اللوحات بعض النقاط التي تتعلق بأمور شرعية».
استغرق مشروع الإعداد للمعرض ما يقرب من عام ونصف العام واعتبره طاهر عبد العظيم نواة لإقامة متحف للسيرة النبوية خاص بالأحداث العظيمة بشكل يتماشى مع معطيات العصر والتكنولوجيا الحديثة، وهو ما نقله خلال المعرض من عرض عمل ملحمي بلغ طوله 16 مترا ومجسمات ثلاثية الأبعاد تمثل ما حدث في عام الفيل.
وعن المعرض قال عبد العظيم: «عندما ظهرت الرسوم المسيئة للرسول أحسست بمسؤوليتي كفنان تشكيلي، وأنني سأظل مقصرا إذا لم أفعل شيئا، وفي الوقت نفسه رفضت أن أرد بأسلوب الإساءة نفسه أو بمثل ردود بعض المسلمين التي لم أرض عنها شخصيا، ولكني قصدت توضيح الأمور بشكل جيد وليس بصورة مشوهة، ولفت أنظار المسلم إلى أن الله أعطانا منهجا محددا به تجربة بشرية كاملة، وأن أوجه رسالة للغرب الذي أساء بشكل سافر للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أقول له عليك أن تعرف ديننا بشكل جيد، لأن حرية التعبير ليست بالإساءة لرموز دينية بعيدة كل البعد عن هذه الاتهامات الباطلة».
تتناول اللوحة الرئيسية بالمعرض عملا ملحميا وصفه الفنان بأنه متصل في التناول التشكيلي، ومنفصل في الخط الزمني من خلال تسعة مقاطع تناقش دخول جيش ابرهة قاصدا هدم الكعبة، وطير أبابيل ثم تساقط الجيش كعصف مأكول، وينتقل الفنان بأسلوب جمع بين الأكاديمية والتعبيرية ليعبر عن مولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم مصورا بنور شديد يبدو واضحا بين بيوت قديمة.
ويوضح الفنان خلال صور منفصلة في المعرض مراحل إعداد اللوحة في أسلوب جديد ليتعايش المتلقي مع جو الإعداد والتعديلات التي أجراها بناء على معلومات جديدة عرفها من خلال التواصل مع مفتي الجمهورية مثل تصحيح معلومات عن أبعاد الكعبة وشكل كسوتها، وفي جزء آخر حول أول لقاء بين سيدنا جبريل عليه السلام والنبي صلى الله عليه وسلم في «شق الصدر» خارج منزل السيدة حليمة حيث تم حذف مجموعة من الأطفال عندما أخبره المفتي أن السيدة الشيماء أخت النبي صلى الله عليه وسلم في الرضاعة وحدها هي التي شهدت الحدث.
وعن فكرة التضاد بين الفن والدين قال عبد العظيم: «إن الفكرة جعلت العمل يتم برعاية دار الإفتاء المصرية، ويكفي أنني عرفت معلومات لم أكن أعرفها من قبل عن هذه الفترة التاريخية، ومن المهم في الفن الابتعاد عن رسم شخصية النبي محمد صلى الله عليه وسلم وبعض الشخصيات من الصحابة، فلا يصح أن نضعهم في صورة تقلل من قدرهم لدى المسلمين لذلك استخدمت أدواتي للتعبير بشكل أو بآخر عن المضمون مثل استخدام الضوء الشديد لتوضيح الفكرة».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي