قدما موسيقى راقية تليق بالقدس ومحمود درويش
مارسيل ونجله رامي في مهرجانات «بيت الدين»
أمسية «بيت الدين» الغنائية
مارسيل خليفة
|بيروت - من محمد حسن حجازي|
كم كانت حميمة، جريئة، قوية، ممتعة، ليلة مارسيل خليفة ومعه نجلاه رامي على البيانو، وبشار على الايقاعات، وعازف الكارينيت اسماعيل رجب الذي التحم بآلته وجوّد فيها ومعها فكان عزف مختلف ورائع، وصوت لن تفوز بمثله في المدى المنظور اي امرأة مثلما هي حال اميمة الخليل التي أسرت الحاضرين بغناء وجمال حنجرتها.
وعلى خط آخر كانت ريم تلحمي وباسل زايد الوافدان من الارض المحتلة قادرين على التعريف بموهبتيهما الكبيرتين كاضافة الى اوركسترا «شباب فلسطين» بقيادة السيدة شون ادواردز التي قدمت نموذجاً راقياً في قيادة الاوركسترا بحركات وإشارات بالغة البساطة.
كل هذا في «بيت الدين»، التي اختارت مهرجاناتها الاحتفال بالقدس عاصمة الثقافة العربية 2009، وبالذكرى الاولى لرحيل الشاعر محمود درويش.
مغناة
توقعنا - والصورة صورة نضال - ان يكون الجمهور ملتهباً بسبب او من دونه، الا اننا فوجئنا بصورة ثورية راقية، حيث ان القدس ودرويش والفريق الكبير الوافد من الارض المحتلة من عازفين وكورال ومؤلفين ومغنين فان ما كان منتظراً جاء ممسوكاً، مدوزناً وعظيماً، فلم يختل التوازن ابداً على مدى ثلاث ساعات بثلاثة اجزاء. الاول: مغناة «احمد العربي» عن كلمات للشاعر الراحل محمود درويش شارك في غنائها اميمة الخليل، ريم تلحمي، وباسل زايد، وهي مادة تقع في 53 دقيقة، سبق لمارسيل ان اطلقها قبل ربع القرن بالتمام وباتت على كل شفة ولسان، فكانت مناسبة لتقديمها في «بيت الدين» كتحية لروح الشاعر والحقبة التي انجز فيها العمل، الذي احتاج الى المناخ الاوركسترالي الراقي لتقديمه، ففيه المناخات الجماعية المتماسكة وفيه الغناء فردي والجماعي، اضافة الى المادة المكتوبة بحبر الدم، والذاهبة بعيداً وعميقاً في الوجدان العربي الذي توقظه الاغنيات والاناشيد والموسيقى الحماسية، فيما تقلبه الوقائع الميدانية فيذهب في سبات ابدي عميق.
صولو اميمة دهشة خاصة، صوت يلامس شفاف القلب، بعفوية، وانعدام لمبدأ شد الاعصاب، او شد الحنجرة، فيما دخولها في حوارية مع مارسيل اشارة تناغمية انسجامية خاصة، وهما عاشا خبرة واسعة وطويلة ومتلونة في معظم مسارح العالم.
مشاركة ريم وباسل في المغناة كانت شرفية ورمزية.
مع الميادين
وبعدما غنى الجميع: «احمد العربي»، بكل مفاصلها، حيث تم تغييبها على مدى 25 عاماً استعاد مارسيل مع فرقة الميادين اجواء من اغنيات الحب، والوطن والمجتمع والانسان وكانت اغنية: «يا بحرية»، بكل ما فيها من عبق شرقي، سيدة الموقف وتبارى عود مارسيل مع بيانو نجله رامي والمسكون بعفريت خاص اثار جميع الحاضرين عندما جن جنونه وهو يعزف واقفاً يحتضن بكلتا يدية كامل الآلة، يضرب على مفاتيحها بقوة، ويتلاعب باوتارها واحداً واحداً الى الحد الذي جعل التصفيق له صاخباً عدة مرات من جمهور مثقف، عارف، ويجيد اختيار لحظة التصفيق او البرافو، او حتى الوقوف تقديراً مضاعفاً، وصولاً الى كلارينيت اسماعيل رجب حيث خاض لعبة جنون رامي بشكل من الاشكال ولعب صولو لدقائق عدة جاعلاً من الحضور كورالاً يرددون كلمات الاغنية.
اوركسترا
هي اوركسترا شبابية، فيها 48 كورالاً، و41 عازفاً على مختلف الآلات، شاركت في عزف مغناة «احمد العربي»، كانت في الجزء الثالث مع صوت ريم تلحمي والعنوان: «عاشقة»، فقدمت اربع محطات:
- «عاشقة» الحان سهيل خوري الذي يشغل منصب مدير معهد ادوار سعيد الوطني للموسيقى وهو يزور لبنان للمرة الاولي. وهو صاحب اسطوانات: «القدس بعد منتصف الليل»، «مرح»، «مطر»، «بس شوي» والفوانيس (مستوحى من القنديل الصغير لغسان كنفاني)، وفي التوزيع بشارة الخل، عن كلمات لـ وسيم الكردي.
- «غزة»، وغنتها ريم باسلوبها المعروف جماهيرياً وفيه طاقة في التنويع وتوصيل الرسائل.
- «خضراء»، وقد لحنها حبيب شحادة حنا عن كلمات لمحمود «يا قدس وين اروح».
مارسيل
تصدر الصف الاول عدد من الشخصيات ابرزهم النائب وليد جنبلاط وحوله نواب ووزراء ومسؤولون، وحين كان مارسيل يدعو الجمهور لكي يغني معه قال: هذا الكلام يشمل ايضاً الجالسين في الصفوف الاولى وهنا علا تصفيق حاد. وكلما كان تصفيق ومهما طالت مدته طأطأ مارسيل رأسه وباقي الحاضرين على الخشبة من دون اي ردة فعل، وحتى عندما هاجت الصالة الرحبة بتصفيق حاد لنجله رامي، لم يكن هناك اي ردة فعل عند هذا الشاب الرائع. فقط الا عندما قدمه والده بانه رامي خليفة هو من كان يعزف على البيانو، عندها وقف وانحنى امام الجميع. وهكذا امضينا ليلة مختلفة مع الموسيقى والغناء مع الارض والانسان، مع مشاعر عربية صادقة ملأت المكان، وربما ما زالت عابقة فيه.
كم كانت حميمة، جريئة، قوية، ممتعة، ليلة مارسيل خليفة ومعه نجلاه رامي على البيانو، وبشار على الايقاعات، وعازف الكارينيت اسماعيل رجب الذي التحم بآلته وجوّد فيها ومعها فكان عزف مختلف ورائع، وصوت لن تفوز بمثله في المدى المنظور اي امرأة مثلما هي حال اميمة الخليل التي أسرت الحاضرين بغناء وجمال حنجرتها.
وعلى خط آخر كانت ريم تلحمي وباسل زايد الوافدان من الارض المحتلة قادرين على التعريف بموهبتيهما الكبيرتين كاضافة الى اوركسترا «شباب فلسطين» بقيادة السيدة شون ادواردز التي قدمت نموذجاً راقياً في قيادة الاوركسترا بحركات وإشارات بالغة البساطة.
كل هذا في «بيت الدين»، التي اختارت مهرجاناتها الاحتفال بالقدس عاصمة الثقافة العربية 2009، وبالذكرى الاولى لرحيل الشاعر محمود درويش.
مغناة
توقعنا - والصورة صورة نضال - ان يكون الجمهور ملتهباً بسبب او من دونه، الا اننا فوجئنا بصورة ثورية راقية، حيث ان القدس ودرويش والفريق الكبير الوافد من الارض المحتلة من عازفين وكورال ومؤلفين ومغنين فان ما كان منتظراً جاء ممسوكاً، مدوزناً وعظيماً، فلم يختل التوازن ابداً على مدى ثلاث ساعات بثلاثة اجزاء. الاول: مغناة «احمد العربي» عن كلمات للشاعر الراحل محمود درويش شارك في غنائها اميمة الخليل، ريم تلحمي، وباسل زايد، وهي مادة تقع في 53 دقيقة، سبق لمارسيل ان اطلقها قبل ربع القرن بالتمام وباتت على كل شفة ولسان، فكانت مناسبة لتقديمها في «بيت الدين» كتحية لروح الشاعر والحقبة التي انجز فيها العمل، الذي احتاج الى المناخ الاوركسترالي الراقي لتقديمه، ففيه المناخات الجماعية المتماسكة وفيه الغناء فردي والجماعي، اضافة الى المادة المكتوبة بحبر الدم، والذاهبة بعيداً وعميقاً في الوجدان العربي الذي توقظه الاغنيات والاناشيد والموسيقى الحماسية، فيما تقلبه الوقائع الميدانية فيذهب في سبات ابدي عميق.
صولو اميمة دهشة خاصة، صوت يلامس شفاف القلب، بعفوية، وانعدام لمبدأ شد الاعصاب، او شد الحنجرة، فيما دخولها في حوارية مع مارسيل اشارة تناغمية انسجامية خاصة، وهما عاشا خبرة واسعة وطويلة ومتلونة في معظم مسارح العالم.
مشاركة ريم وباسل في المغناة كانت شرفية ورمزية.
مع الميادين
وبعدما غنى الجميع: «احمد العربي»، بكل مفاصلها، حيث تم تغييبها على مدى 25 عاماً استعاد مارسيل مع فرقة الميادين اجواء من اغنيات الحب، والوطن والمجتمع والانسان وكانت اغنية: «يا بحرية»، بكل ما فيها من عبق شرقي، سيدة الموقف وتبارى عود مارسيل مع بيانو نجله رامي والمسكون بعفريت خاص اثار جميع الحاضرين عندما جن جنونه وهو يعزف واقفاً يحتضن بكلتا يدية كامل الآلة، يضرب على مفاتيحها بقوة، ويتلاعب باوتارها واحداً واحداً الى الحد الذي جعل التصفيق له صاخباً عدة مرات من جمهور مثقف، عارف، ويجيد اختيار لحظة التصفيق او البرافو، او حتى الوقوف تقديراً مضاعفاً، وصولاً الى كلارينيت اسماعيل رجب حيث خاض لعبة جنون رامي بشكل من الاشكال ولعب صولو لدقائق عدة جاعلاً من الحضور كورالاً يرددون كلمات الاغنية.
اوركسترا
هي اوركسترا شبابية، فيها 48 كورالاً، و41 عازفاً على مختلف الآلات، شاركت في عزف مغناة «احمد العربي»، كانت في الجزء الثالث مع صوت ريم تلحمي والعنوان: «عاشقة»، فقدمت اربع محطات:
- «عاشقة» الحان سهيل خوري الذي يشغل منصب مدير معهد ادوار سعيد الوطني للموسيقى وهو يزور لبنان للمرة الاولي. وهو صاحب اسطوانات: «القدس بعد منتصف الليل»، «مرح»، «مطر»، «بس شوي» والفوانيس (مستوحى من القنديل الصغير لغسان كنفاني)، وفي التوزيع بشارة الخل، عن كلمات لـ وسيم الكردي.
- «غزة»، وغنتها ريم باسلوبها المعروف جماهيرياً وفيه طاقة في التنويع وتوصيل الرسائل.
- «خضراء»، وقد لحنها حبيب شحادة حنا عن كلمات لمحمود «يا قدس وين اروح».
مارسيل
تصدر الصف الاول عدد من الشخصيات ابرزهم النائب وليد جنبلاط وحوله نواب ووزراء ومسؤولون، وحين كان مارسيل يدعو الجمهور لكي يغني معه قال: هذا الكلام يشمل ايضاً الجالسين في الصفوف الاولى وهنا علا تصفيق حاد. وكلما كان تصفيق ومهما طالت مدته طأطأ مارسيل رأسه وباقي الحاضرين على الخشبة من دون اي ردة فعل، وحتى عندما هاجت الصالة الرحبة بتصفيق حاد لنجله رامي، لم يكن هناك اي ردة فعل عند هذا الشاب الرائع. فقط الا عندما قدمه والده بانه رامي خليفة هو من كان يعزف على البيانو، عندها وقف وانحنى امام الجميع. وهكذا امضينا ليلة مختلفة مع الموسيقى والغناء مع الارض والانسان، مع مشاعر عربية صادقة ملأت المكان، وربما ما زالت عابقة فيه.