د. حنان المطوع / يا مرحبا / المدارس وأنفلونزا الخنازير

تصغير
تكبير
مرض أنفلونزا الخنازير «H1N1» لم يعد جديداً الآن فمنذ أشهر ونحن في العالم كله نعلم بوجوده... وحذرت «منظمة الصحة العالمية» من هذا المرض اللعين، ليس من الأعراض التي نشاهدها الآن فقط ولكن من أن يتحور هذا المرض لما هو أخطر وأفتك بالبشر. والكويت بدأت في الاستعدادات لمواجهة المرض ممثلة في وزارة الصحة، ولكن مع الأسف كالعادة لم تكن لدينا رؤية مستقبلية لما هو أبعد من شهر أو اثنين.
وقبل أيام التقى مسؤولو وزارة الصحة ووزارة التربية مع أصحاب المدارس الخاصة بناء على دعوة من اتحاد المدارس للنقاش حول بداية العام الدراسي ومواجهة المرض، ومع الأسف اكتشفنا أن الصحة والتربية ليس لديهما الاستعداد الكافي، أو الخطط المحكمة لمواجهة هذا المرض الذي من الممكن أن يصبح وباء وينتشر بين الطلاب إذا لم نحترس منه بشكل علمي ومنهجي وكاف... فكيف سنواجه هذه المشكلة إذا كانت وزارة الصحة لم توفر حتى كمامات للطلبة داخل الفصول، ولم توفر المصل أو الطعم المضاد للمرض، ولم توفر حتى الآن هيئة تمريضية مناسبة.
في المملكة السعودية نجد الاستعدادات لمواجهة موسم الحج تجرى على قدم وساق، قد تكون هناك قرارات قاسية ولكن هناك تحرك سريع ومستقبلي وذلك يحدث رغم أن هناك أشهرا تفصلنا عن موسم الحج. ولكن لدينا مع الأسف دائماً لا توجد حكمة في مواجهة الأزمات، وتبدو الوزارات عاجزة عن وضع خطط مستقبلية، بل انه لم يخطر في بالها أساساً أن تنظر للمستقبل... ولا نتحرك إلا في اللحظات الأخيرة حيث لا يفصلنا سوى أيام عن بداية العام الدراسي في المدارس الأجنبية، بل ويطل علينا نائب موقر ليقترح أن نؤجل العام الدراسي... فهل هذا منطق، وماذا سنفعل إن لم تختف انفلونزا الخنازير طوال العام... فهل يصح أن يذهب عام من عمر أبنائنا هكذا بسبب عدم قدرتنا على مواجهة الأزمة؟

لا أعلم هل نسى مسؤولو الصحة والتربية أن هناك عاما دراسيا مقبلاً أم تناسوا ذلك والأمر في الحالتين مصيبة وكارثة، بل المحزن أنهم لم يضعوا أصحاب الأدوار الثانية والكورسات الصيفية في الحسبان، ولا أفهم لماذا لا تستعين الحكومة بالخبرات والكفاءات وأصحاب الفكر المستنير والمتخصصين في إدارة الأزمات.
مطلوب من وزارتي الصحة والتربية التحرك السريع لإيجاد خطة لمواجهة هذا الوباء وتوفير طعم أنفلونزا الخنازير قبل بداية العام الدراسي بأي ثمن، أو إيجاد أي حلول جدية أخرى، وألا تكتفيا بتلك الأطروحات السطحية الهشة التي عرضوها اخيراً فلا يصح أن نتحجج بأن المدارس الأجنبية فقط هي التي ستبدأ مبكراً لأن عدد طلبتها كبير جداً ويصل إلى 190 ألف طالب، وكذلك لا يصح أن ندفن رؤوسنا في الرمال ونهرب من المواجهة لأنه ليس هناك أهم من صحة الأبناء، وكذلك المدرسين.
***
نمى إلى علمي أن مناقصة وزارة الصحة لحملتها الإعلامية ضد أنفلونزا الخنازير تقدمت بفكرتها شركة ثم قدمت أرخص الأسعار عندما وضعت الوزارة الفكرة في مناقصة بزعم الشفافية واتباع الخطوات السليمة، ورغم أن هذه الشركة قدمت أرخص سعر إلا أنهم كلفوا شركة أخرى للقيام بالحملة رغم أنها طرحت سعراً أعلى بمبلغ 22 ألف دينار... وأكدت لي مصادر أن ذلك حدث لأن ابن أحد المسؤولين هو صاحب هذه الشركة التي رست عليها المناقصة! فكيف للموهوبين وأصحاب الأفكار أن يأمنوا الحكومة في تقديم أفكار مماثلة، والمطلوب من وزير الصحة التحقيق في هذا الأمر، ونتمنى ألا يكون ما يقال في أروقة الصحة صحيحاً.
د. حنان المطوع
كاتبة كويتية
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي