... هنا احترقت «بدور»

تصغير
تكبير
|كتب نواف نايف|
جلس عبدالله تحت مظلة يحتمي بظلالها من أشعة الشمس الحارقة ينظر بعين دامعة الى «خيمة العرس المنكوبة»، مسترجعا صورا مؤلمة لن تمحى من ذاكرته.
عبدالله ابن الـ 12 ربيعا أشار بيده لـ «الراي» إلى موقع بجانب الموقع المنكوب وبصوت متحشرج يغص بالألم قال: هنا بالضبط احترقت بدور.

مسح عبدالله دموعه، ليروي قصته المأسوية قائلا: كنت قريبا عندما احترقت الخيمة فهرعت مسرعا لأطلب النجدة، وبعد دقائق وقعت عيني على «بدور» وهي تطلب النجدة من داخل الخيمة وكانت جالسة على كرسي والنيران من حولها وتؤشر بيدها فذهبت لأخي الكبير وعند عودتنا سقط سقف الخيمة المشتعل... واختفت بدور.
واضاف عبدالله: بدور من بنات جيراننا وتبلغ من العمر 7 سنوات، رأيتها والنيران تحرقها ولم استطع فعل شيء لان النيران كانت اشبه «بالكرة الكبيرة» ولا تسمح لاحد بالاقتراب .
وتابع: بعد ان أطفئ الحريق ذهبت للبحث عن بدور ولم اجد لها اي اثر سوى حديد الكرسي الذي كانت تجلس عليه حين كانت وسط النيران.
وخفض عبدالله رأسه محولا اخفاء دموعه التي سقطت على الارض، وقال ببراءة الطفولة: لماذا حصل كل هذا؟ ماذا فعلت بدور؟ هي طيبة جدا، وماذا فعل الناس داخل الخيمة ليحترقوا وماهو ذنبهم؟ ، فأنا لن انسى ما حصل أبدا والصور امام عيني الان وانا ارى النساء تحترق والاطفال ايضا.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي