د.عبداللطيف الصريخ / زاوية مستقيمة / عرس الدم وحرب الجهراء الثانية!

تصغير
تكبير
لابد لنا من التوقف طويلاً عند حدث حريق الجهراء، تلك الكارثة التي آلمت كل أهالي الكويت، بل إن هناك بعض الاتصالات جاءتني من المملكة العربية السعودية للاطمئنان والاستفسار.
(43) قتيلة و(74) مصابة، حتى هذه اللحظة فقط! اللهم سلّم سلّم، ولم نسمع من بعض المسؤولين سوى التصريحات التي تبرئ ساحتهم، وساحة وزاراتهم ومسؤوليهم، وأنهم يقومون بعملهم على أكمل وجه وأتم استعداد، والأوضاع تحت السيطرة، وتمام يا فندم، (ودار درى ودار ما درى، ودار دندرا)!
إنني أخاطب كل مسؤول عما حدث حتى لو كانت مسؤوليته بسيطة: ألا تعني تلك الأعداد من القتلى لك شيئاً، ألا تتخيل أن تكون أمك أو أختك أو زوجتك أو ابنتك من ضمنها في يوم من الأيام؟ فقط تخيل ذلك وستعرف حجم المصيبة، إنها حرب الجهراء الثانية بل هو عرس الدم الذي تحول فيه الفرح إلى مأتم!

أيها المسؤولون... اتقوا الله، فما حدث كارثة إنسانية بكل معنى الكارثة، أنها تعني إحدى وأربعين أسرة فقدت الأم أو الأخت أو البنت، إنها تعني عشرات الأطفال الذين فقدوا من يهتم بهم ويرعاهم! أين البلدية، أين وزارة الداخلية، كيف يسمح ببناء خيمة بين البيوت دون أدنى شروط السلامة؟ ولن ألوم الناس على فعلتهم فيكفيهم ما جرى من مأساة، بل ألقي باللائمة الكبرى على من مهّد لتلك الأمور أن تحدث.
لقد استهان المسؤولون في بلدي بضحايا (موقعة) صالة الرفاع للأفراح، وأنا هنا أعني ما أقول، فهي موقعة مات فيها من الضحايا عدد لا يستهان به، ونسأل الله أن يتقبل أموات المسلمين، أنها موقعة وحرب بين الفساد المستشري في أروقة الجهات المسؤولة عن إقامة مثل تلك المناسبات دون أدنى شروط السلامة، وأهالينا من النساء وكبار السن والأطفال الصغار وغيرهم، ولكنها بالطبع حرب غير متكافئة.
في الأفق
أطالب من هنا، وبدم بارد أيضاً، أن يحاسب كل مسؤول عما حدث حساباً عسيراً، ولا نكتفي بإلقاء اللوم على الأهالي، فمن سمح لهم بذلك هو المسؤول بالدرجة الأولى، ولنبدأ برأس الهرم، ونطهر جروحاً غائرة في أوصال الكويت باتت رائحتها عفنة نتنة، أزكمت الأنوف وتبعثرت معها الحروف... ولا أقول إلا عظم الله أجركم يا أهالى الموتى، وأحسن عزاءكم!
د.عبداللطيف الصريخ
مستشار في التنمية البشرية
alsuraikh@yahoo.com
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي