ندى العجمي / بصراحة / «الزوارة» موضة قديمة!

تصغير
تكبير
كنت استمع إلى الراديو لبرنامج على محطة إذاعية كويتية يتحدثون فيه عن الزيارات وتجمع العائلة، والمذيع يتحسر على أيام زمان... في التسعينات والثمانينات أيام ما كانت الأسرة تجتمع في يوم يطلق عليه الكويتيون «الزوارة» أي يوم زيارة العائلة من كبيرهم إلى صغيرهم، يوم كامل. اتصالات المستمعين وردودهم بحسرة كانت تقول ان يوماً في الأسبوع أصبح شاقاً على الجميع حتى يجتمعوا، وان اجتمعوا تلاحظ كم هي الغربة التي أحاطت بهم وبأحاديثهم.
أين أيام زمان؟ عندما كان الجميع يلتمون من الجد والجدة والأعمام والأخوال وأبناء العمومة وأبناء الأخوال، يضج البيت من الصباح إلى المساء بكل حيوية، النساء في المطبخ، والرجال في الديوانية والأحاديث الجميلة والذكريات والألعاب... هل الزمن وصل بقسوته إلى درجة أن صلة الرحم أصبحت شبه مقطوعة! فنجد المنزل يتكون من أسرة كبيرة نادراً ما تجتمع على وجبة واحدة. ما الذي حدث لنا هل هذه هي الأخلاق الإسلامية، وهل هذه هي عاداتنا وتقاليدنا؟ لم يعد أحد يسأل عن الآخر، ولا يطيق الكلمة ولا النصيحة كما تقول جدتي دائماً مثلها المشهور «ناصحكم يا البدو فاضحكم في النار» أي أن النصيحة من الوالدين أصبحت كالفضيحة لا يقبلها حتى الابن من والده، أو البنت من والدتها لذلك تجدهم يهربون من الزيارات، وأصبحت الزوجة تتحكم بالابن وارضاؤها أصبح غاية لا تدرك ومن بعدها الطوفان، ما الذي حدث في مجتمعنا، أين المودة والرحمة؟ الجميع يشكو من قلة الرزق، أتعلمون أن صلة الرحم توسع الرزق كما في الحديث الشريف عن أبي هريرة أن النبي قال: «من سرّه أن يُبسط له في رزقه وأن يُنسأ له في أثره فليصل رحمه».
سبحان الله أين وصلت بنا الحضارة والتكنولوجيا، قضت على كل ما هو جميل بفضل الاستخدام السيئ لها. أتمنى أن نعود إلى أجمل ما في عاداتنا وتقاليدنا، وأن نرى كل بيت يفرح بأولاده وأحفاده... ونسأل الله أن يجعلنا من عباده الذين يؤدون حق الرحم، وأن يرزقنا سعة الرزق والبركة في العمر.
ندى العجمي
nd_alajmi@yahoo.com
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي