نافذة... الأمل / دمشق... عرس الثقافة
أمل الرندي
| أمل الرندي |
المناسبات الجميلة تجمعنا، فنشعر بالبهجة والسرور, وتمتلئ الأجواء بعبير النسمات الربيعية، فنكون في حال غير الحال، ونسعى بلهفة واشتياق لنبدأ الاحتفال... هكذا كانت الاحتفالية بمعرض مكتبة الأسد الدولي للكتاب في عيدها الفضي الخامس والعشرين التي جمعت الكتاب والناشرين المبدعين، المثقفين والجمهور... الجميع أتى من كل مكان من أجل الثقافة ورفيق الدرب انه خير صديق (الكتاب)... فهو النور الذي يهدي إلى الثقافات والحضارات فيضيء العقل ويستنير وينثر المعرفة والتطوير. فمنذ الخطوات الأولى لعبور معرض مكتبة الأسد الدولي للكتاب، تظللك سحابه بيضاء تغمر المكان بالحب والألفة فتتحرك المشاعر ويرق القلب وتنتعش الروح بالصوت الساحر، صوت جارة القمر فتجعل من المكان بستانا بصوتها الرنان، فتكون في حالة انسجام وتسبح في أجنحة المعرض لتقترب أكثر من صوتها الفتان, إنها فيروز، وهي فيروز ذات الصوت العذب السلس الشجي، فصوتها يرى ويسمع ويحس ويسكن الروح فيملأها بهجة وسروراً.. يقول نزار قباني: «من لن يسمع صوت الملائكة فليسمع لصوت فيروز».
فكانت تغرد في سماء الأجنحة بأغنيتها الرائعة للشاعر الكبير سعيد عقل والحان الأخوين رحباني «يا شام عاد الصيف»:
وعليك عيني يا دمشق، فمنك ينهمر الصباح
ياحب تمنعني وتسألني متى الزمن المباح
وأنا اليك الدرب والطير والمشرد و الأقاح
في الشام أنت هوى وفي بيروت أغنية وراح
أهلي وأهلك والحضارة وحدتنا والسماح
فترافق الزائر فيشعر براحة وارتياح، الجميل فعلاً أن صوت فيروز يرفرف ويغرد في كل بقعة من دمشق كأنها جزء من أكسجين سورية في المقاهي والمطاعم والشوارع، فلن تشعر بالوحدة في أي مكان، كانت نسمات المعرض فيروزية والأجنحة ثرية بما تحتويه من كتب متنوعة فجمعت أربعين ألف عنوان، في الاختصاصات والمجالات العلمية والسياسية والثقافية وكتب الأطفال وغيرها... أما الافتتاح كان عرسا للثقافة بحضور حشد كبير من المسؤولين والناشرين والمثقفين والمبدعين في الحقل الثقافي، وبحضور الدكتورة نجاح العطار نائب رئيس الجمهورية وقد أقيم المعرض في هذا العام للمرة الأولى في أرض مدينة المعارض الجديدة بدمشق ليشعر الزائر برحبة المكان، ويستطيع التنقل بين دور النشر التي بلغ عددها 426 من 13 دولة عربية و7 أجنبية، أما شعار المعرض فكان معبرا برموز ودلالات عميقة مؤثرة، بأن العلم والثقافة يجمعا العالم برمزية احتواء الكتاب للكرة الأرضية بين صفحاته وتزينه ألوان العلم.
في الحقيقة إن الاحتفالية بالعيد الفضي لمعرض مكتبة الأسد الدولي للكتاب، كان عرسا ثقافيا لعروس اكتمل جمالها في عيدها الخامس والعشرين، وهذا ما أكد عليه مدير عام المعرض دكتور علي العايدي حيث قال: منذ السنوات الأولى للمعرض سعينا بكل جد واجتهاد لتحقيق أهداف عدة منها زيادة نشر الثقافة من خلال توسيع شبكة انتشار الكتاب وزيادة الروابط بين الناشرين السوريين والعرب والأجانب، والحرص على تواجد أحدث الإنتاج الفكري من مختلف دور النشر في العالم، وأشار إلى حضور الكويت المستمر والمميز منذ المعرض الأول الدولي بوعائها الثقافي المدروس بما يحتويه من كتب ذات جودة عالية وسعر في متناول الجميع، جعلت الجمهور السوري ينتظر بشغف إصدارات الكويت. إن الثقافة شمس ينجذب إليها من يحب نور العلم والمعرفة فتضيء عقله وقلبه بعالمها الساحر وتحتوينا في تجمعاتها الثقافية من معارض وأنشطة متنوعة تخاطب مختلف الشرائح العمرية، وتكون للكتاب عرسا عندما يعلنون ويوقعون ولادة انتاجهم الأدبي الجديد ومن الأشياء المهمة جدا، التي تصاحب معرض الكتاب اجتماعات اتحاد الناشرين العرب، الجنود المجهولين لتنمية الفكر والثقافة العربية. هكذا دمشق مهد الثقافة والحضارة عبرت عن نفسها بمعرضها، الذي كان حدثا ثقافيا عربيا في عيده الفضي لتكون عرسا للثقافة... فلبى نداءها محبو الثقافة.
Amal_rand@yahoo.com
المناسبات الجميلة تجمعنا، فنشعر بالبهجة والسرور, وتمتلئ الأجواء بعبير النسمات الربيعية، فنكون في حال غير الحال، ونسعى بلهفة واشتياق لنبدأ الاحتفال... هكذا كانت الاحتفالية بمعرض مكتبة الأسد الدولي للكتاب في عيدها الفضي الخامس والعشرين التي جمعت الكتاب والناشرين المبدعين، المثقفين والجمهور... الجميع أتى من كل مكان من أجل الثقافة ورفيق الدرب انه خير صديق (الكتاب)... فهو النور الذي يهدي إلى الثقافات والحضارات فيضيء العقل ويستنير وينثر المعرفة والتطوير. فمنذ الخطوات الأولى لعبور معرض مكتبة الأسد الدولي للكتاب، تظللك سحابه بيضاء تغمر المكان بالحب والألفة فتتحرك المشاعر ويرق القلب وتنتعش الروح بالصوت الساحر، صوت جارة القمر فتجعل من المكان بستانا بصوتها الرنان، فتكون في حالة انسجام وتسبح في أجنحة المعرض لتقترب أكثر من صوتها الفتان, إنها فيروز، وهي فيروز ذات الصوت العذب السلس الشجي، فصوتها يرى ويسمع ويحس ويسكن الروح فيملأها بهجة وسروراً.. يقول نزار قباني: «من لن يسمع صوت الملائكة فليسمع لصوت فيروز».
فكانت تغرد في سماء الأجنحة بأغنيتها الرائعة للشاعر الكبير سعيد عقل والحان الأخوين رحباني «يا شام عاد الصيف»:
وعليك عيني يا دمشق، فمنك ينهمر الصباح
ياحب تمنعني وتسألني متى الزمن المباح
وأنا اليك الدرب والطير والمشرد و الأقاح
في الشام أنت هوى وفي بيروت أغنية وراح
أهلي وأهلك والحضارة وحدتنا والسماح
فترافق الزائر فيشعر براحة وارتياح، الجميل فعلاً أن صوت فيروز يرفرف ويغرد في كل بقعة من دمشق كأنها جزء من أكسجين سورية في المقاهي والمطاعم والشوارع، فلن تشعر بالوحدة في أي مكان، كانت نسمات المعرض فيروزية والأجنحة ثرية بما تحتويه من كتب متنوعة فجمعت أربعين ألف عنوان، في الاختصاصات والمجالات العلمية والسياسية والثقافية وكتب الأطفال وغيرها... أما الافتتاح كان عرسا للثقافة بحضور حشد كبير من المسؤولين والناشرين والمثقفين والمبدعين في الحقل الثقافي، وبحضور الدكتورة نجاح العطار نائب رئيس الجمهورية وقد أقيم المعرض في هذا العام للمرة الأولى في أرض مدينة المعارض الجديدة بدمشق ليشعر الزائر برحبة المكان، ويستطيع التنقل بين دور النشر التي بلغ عددها 426 من 13 دولة عربية و7 أجنبية، أما شعار المعرض فكان معبرا برموز ودلالات عميقة مؤثرة، بأن العلم والثقافة يجمعا العالم برمزية احتواء الكتاب للكرة الأرضية بين صفحاته وتزينه ألوان العلم.
في الحقيقة إن الاحتفالية بالعيد الفضي لمعرض مكتبة الأسد الدولي للكتاب، كان عرسا ثقافيا لعروس اكتمل جمالها في عيدها الخامس والعشرين، وهذا ما أكد عليه مدير عام المعرض دكتور علي العايدي حيث قال: منذ السنوات الأولى للمعرض سعينا بكل جد واجتهاد لتحقيق أهداف عدة منها زيادة نشر الثقافة من خلال توسيع شبكة انتشار الكتاب وزيادة الروابط بين الناشرين السوريين والعرب والأجانب، والحرص على تواجد أحدث الإنتاج الفكري من مختلف دور النشر في العالم، وأشار إلى حضور الكويت المستمر والمميز منذ المعرض الأول الدولي بوعائها الثقافي المدروس بما يحتويه من كتب ذات جودة عالية وسعر في متناول الجميع، جعلت الجمهور السوري ينتظر بشغف إصدارات الكويت. إن الثقافة شمس ينجذب إليها من يحب نور العلم والمعرفة فتضيء عقله وقلبه بعالمها الساحر وتحتوينا في تجمعاتها الثقافية من معارض وأنشطة متنوعة تخاطب مختلف الشرائح العمرية، وتكون للكتاب عرسا عندما يعلنون ويوقعون ولادة انتاجهم الأدبي الجديد ومن الأشياء المهمة جدا، التي تصاحب معرض الكتاب اجتماعات اتحاد الناشرين العرب، الجنود المجهولين لتنمية الفكر والثقافة العربية. هكذا دمشق مهد الثقافة والحضارة عبرت عن نفسها بمعرضها، الذي كان حدثا ثقافيا عربيا في عيده الفضي لتكون عرسا للثقافة... فلبى نداءها محبو الثقافة.
Amal_rand@yahoo.com