د. حسن عبدالله عباس / ليلى والذئب!

تصغير
تكبير
طالما افتتح الزميل جاسم بودي «الراي» يوم الجمعة الماضي بمجموعة هادفة من قصص كليلة ودمنة، فلا بأس لو سردنا قصة لطالما سمعناها وحفظناها وهي رواية «ليلى والذيب». فكَم من المرات سمعنا القصة من على لسان الفتاة البريئة ليلى، لكن هل دار على بالنا أن نستمع لأحداث الرواية من «المجرم» الذئب، فهل من الانصاف والعدل أن نقضي ونحكم بإجرام الذئب ونُبرئ ساحة ليلى لمجرد سماعنا لها، فلِم لا نُعطي الفرصة للذئب هذه المرة لكي يحدثنا عما جرى في تلك الليلة، فهل ستختلف الرواية؟ فلنستمع لرواية المُدّعى عليه الذئب كما قال لي في رسالته الالكترونية (الايميل):
«كان جدي ذئباً لطيفاً طيباً، وكان جدي لا يحب الافتراس وأكل اللحوم ولذا قرر أن يكون نباتياً ويقتات على أكل الخضار والأعشاب فقط ويترك أكل اللحوم وكانت تعيش في الغابة فتاة شريرة تسكن مع جدتها تدعى ليلى ليلى هذه كانت تخرج كل يوم إلى الغابة وتعيث فساداً فيها... تقتلع الزهور وتدمر الحشائش التي كان جدي يقتات عليها ويتغذى منها، وتخرب المظهر الجميل للغابة، وكان جدي يحاول أن يكلمها مراراً وتكراراً لكي لا تعود لهذا الفعل مجدداً ولكن ليلى الشريرة لم تكن تسمع إليه وبقيت تدوس الحشائش وتقتلع الزهور من الغابة كل يوم، وبعد أن يئس جدي من اقناع ليلى بعدم فعل ذلك مرة أخرى قرر أن يزور جدتها في منزلها لكي يكلمها ويخبرها بما تفعله ليلى الشريرة. وعندما ذهب إلى منزل الجدة وطرق الباب، فتحت الجدة الباب فرأت جدي الذئب، وكانت جدة ليلى أيضاً شريرة، فبادرت إلى عصا لديها في المنزل وهجمت على جدي دون أن يتفوه بأي كلمة، أو يفعل لها أي شيء، وعندما هجمت الجدة العجوز على جدي الذئب الطيب من هول الخوف والرعب الذي انتابه ودفاعاً عن نفسه دفعها بعيداً عنه، فسقطت الجدة على الأرض وارتطم رأسها بالسرير، وماتت جدة ليلى الشريرة.
عندما شاهد ذلك جدي الذئب الطيب، حزن حزناً شديداً وتأثر وبكى وحار بما يفعل، وصار يفكر في الطفلة ليلى كيف ستعيش من دون جدتها وكم ستحزن؟ وكم ستبكي؟ وصار قلبه يتقطع حزناً وألماً لما حدث... ففكر بالأخير أن يخفي جثة الجدة العجوز ويأخذ ملابسها ويتنكر بزي جدة ليلى لكي يوهم ليلى بأنه جدتها، ويحاول أن يطبطب عليها ويعوض لها حنان جدتها الذي فقدته نتيجة وفاة جدتها بالخطأ، وعندما عادت ليلى من الغابة ووصلت للمنزل، ذهب جدي واستلقى على السرير متنكراً بزي الجدة العجوز. ولكن ليلى الشريرة لاحظت أن أنف جدتها وأذنيها كبيرتان على غير العادة وعينيها كعيني جدي الذئب، فاكتشفت تنكر جدي، وفتحت الباب وخرجت ليلى الشريرة... منذ ذلك الحين وإلى الآن وهي تشيع في الغابة وبين الناس أن جدي الطيب هو الشرير وأنه قد أكل جدتها وحاول أن يأكلها أيضاً».

الرأي والرأي الآخر!
د. حسن عبدالله عباس
كاتب كويتي
hasabba@gmail.com
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي