مشعل الفراج الظفيري / إضاءة للمستقبل / الزرزور والطبال والحية أم جرس

تصغير
تكبير
لمن يريد أن يحصل على صك الوطنية فعلية التوجه إلى سوبر ماركت الزرزور فهو كفيل بأن يختم على جبهته وطني للنخاع، وهناك أيضاً الطبال الذي ملأ الدنيا صراخاً وهو خير من ينطبق عليه المثل القائل «سكت دهراً ونطق كفراً» فميزانه لو رفعناه لوجدنا أسفله عجينة متعفنة ولكنها كفيلة بتقليب الميزان حيثما يريد، فتحليلاته التي يُمتعنا بها بين الفينة والأخرى كلام حق يراد به باطل، ودائماً ما يصور لنا أننا نعيش زمن المؤامرات السياسية وأن هناك غوبلز كويتي يتحسس على مسدسه عندما يرى أي مثقف كويتي حتى لا يقوم الأخير بكشف ممارساته بينما معظم بلاوينا هي بسبب استخدامنا السيئ للمساحة الكبيرة من الديموقراطية، والتي جعلت الكثير من الدول المجاورة تترحم على حالنا بسبب ما لدينا من حرية، وكم أتمنى أن يكتب على ديموقراطيتنا عبارة (يجب إبعادها عن متناول الأطفال) فلم نعد قادرين حقيقة على استخدامها بالشكل الصحيح فبسبب الديموقراطية أشعلت نيران الفتن الطائفية، ومن باب الديموقراطية أصبحنا نكيل لبعضنا البعض الشتائم، وننعي غيرنا بالحرامية والمفسدين في الأرض. وتحليل هذا بسيط جداً أننا نسير في الديموقراطية بأقصى سرعة بينما القانون متوقف على جانب الطريق لا يحرك ساكناً، فالديموقراطية لا تستقيم إذا لم نحترم القانون، والقانون لا يفعل إذا كانت الحكومة لا تؤمن به، وحتى البجعة يا سادة أصبحت لديها أنياب عندما رأت الزرزور يغرد وبكل قلة أدب، والمشكلة أن البجعة لا تجيد أبجديات الإعلام، ولا تفقه أصول السياسة مع كل أسف، وكذلك المتعجرف الذي يقال عنه مولد وصاحبه غايب أصبح جلده يتغير بتغير المكان الموجود فيه ولهذا فلا فرق بينه وبين الحية أم جرس فمن أجل الدينار يبيع حتى أبوه.
إن الإعلام ابتلي فيهم حتى صار هو في وجه المدفع فأصبح إعلاماً فاسداً، وقيل أن هناك أيضاً وكالات تبيع الصحافيين لحساب الشيوخ والوزراء وغيرها من العبارات التي لا يتسع المجال لذكرها، ولكن الإعلام براء منهم كبراءة الذئب من دم يوسف ولهذا فعلينا مواجهتهم وبكل شجاعة، فاحترام وجهات النظر هي من سمات الشعوب الديموقراطية ولكن هيهات أي ديموقراطية نعيش! إنني لا أنكر أن هناك من جند نفسه للدفاع عن بعض المتنفذين ولكنهم والحمد لله قلة لا يجب تعميمها على الجميع وألا نصور الساحة الإعلامية بهذا السوء، وهنا أود الإشارة إذا كان لدينا سياسيون يحاولون بطريقة أو بأخرى شراء ذمم بعض الصحافيين فلدينا كذلك صحافيون يتعاملون مع أصحاب القرار وفق نظرية الغاية تبرر الوسيلة وبمنهجية استفزازية، فإذا ما تعطلت مصالحهم أصبحوا أول المهاجمين وفتحوا جميع الملفات المملوءة بالفساد ولهذا فهم أبعد ما يكون عن المصلحة الوطنية ولا تعنيهم بالدرجة الأولى سوى مصالحهم الشخصية فهم انتقائيون وبشكل كبير، وما يحزنني ويحزن الكثير أن بعض الوزراء ترتعش ركبه من أول هجوم فتراه يقدم لهم الولاء والطاعة فمنصب الوزير بحق كبير عليهم.
إضاءة

يبدو أن بعض وزرائنا ينطبق عليه المثل القائل «القط ما يحبش إلا خناقه». ودمتم.
مشعل الفراج الظفيري
m-alfraaj19@hotmail.com
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي