هاني سلامة لم ينجح في تجميع خيوط الشخصية
شاشات الديرة / ظروف غير مقنعة تبرر شخصية «السفاح»
ابتزاز عالم الذرة
لحظة التحول لتجارة الأسلحة
مراد مع أبو رعد
نيكول سابا وهاني سلامة
إعداد: نجاح كرم
لايزال موسم أفلام الصيف العنيف يحوي العديد من قصص العنف ومناظر الدم لدرجة سمي هذا الموسم بالموسم الدموي، في هذا الفيلم تطرقت القصة الى عنف دموي صنف بأفلام الجريمة الخاصة بسيكولوجية المجرم وبعيدة عن قصص المجرمين التي تعودنا عليها في مجمل الأفلام المصرية والتي تقدم المجرم اما بدافع الصدفة وإما بدافع الظروف وإما الظلم أو حتى ما تفرزه البيئة المحيطة به.
فيلم السفاح الذي كتبه خالد الصاوي وعطية الدرديري يتناول قصة حقيقية للسفاح الذي شغل الرأي العام المصري سنوات طويلة ونشأته والأسباب النفسية والاجتماعية التي دفعته لارتكاب مجموعة من الجرائم المرعبة لدرجة أنه خلال عرضه الأول حضرت أسرة سفاح المهندسين من أوروبا وقرروا حضور الفيلم الذي أزعجهم تناول قضية ابنهم وطالبوا بوقف عرض الفيلم وبشكل فوري والا دفعهم الرفض الى رفع قضية على القائمين عليه وتحمل النتائج، بالاضافة الى مطالبتهم بحذف مشهدين مسيئين لوالدة السفاح التي لاتزال على قيد الحياة وتمثيلها وهي بين أحضان زوجها ويشاهدها ابنها ما يترك أثرا سيئا على نفسيته، بالمقابل صناع الفيلم أكدوا لافراد الأسرة على أهمية هذه المشاهد لأن حذفها سيؤدي الى عدم اقتناع المشاهد بأسباب تحول الابن الى سفاح وقاتل، وبعد أن أخذوا موافقة من عدد من أفراد أسرة السفاح.
خليط سينمائي منوع
اعتمد الفيلم على خليط سينمائي منوع ما بين الاكشن والدراما والجريمة والرومانسية مطعما بمنظر القتل ورائحة الدم وتقنية الفلاش باك التي صورت لنا أبعادا مملة ومطولة ومتشعبة لقصة السفاح التي بررت لنا في معظم مشاهده وصوله لهذا المستوى من الانحراف الخلقي والديني والاجتماعي لقصة شاب «هاني سلامة» بدور مراد انتحل شخصية ضابط بوليس ليرتكب جريمة جماعية في رمضان عام 1991 وذلك بقتل أحد المليونيرات الذي دخل عليه شقته وأوهمه بأن يحاول مساعدته لوجود لصوص في المنطقة ليقوم بعد أن صدقته العائلة المكونة من الأب والام والابن ووثقوا به بقتلهم بدم بارد وسرقة محتوى الشقة من مجوهرات وذهب وخلافه وخلال نزوله من الشقة يقتل كل من يصادفه في طريقة سواء الجيران وحتي البواب، لتعود الكاميرا بطريق الفلاش باك الى طفولة مراد وأسرته ميسورة الحال المفككة والهشة بعد ان طلق الأب والذي يقم بدوره الفنان «سامي العدل» الأم وتقوم بدورها الفنانة «سوسن بدر» وترك الطفل يعاني الأمرين من تجاهلهم له خاصة بعد أن قررت الأم اقامة علاقة غير شرعية مع شخص آخر واعطائه كل اهتمامها ما حطم قلب مراد وحاول أن ينتقم بأي صورة للفت الانتباه، وهذا ما حصل عندما قام بسرقة والدة صديقه في المدرسة ومثوله أمام المحقق الذي ذكر له أنه لا يقصد السرقة بقدر اثارة الاهتمام والانتقام.
لتدور الأحداث بعد ذلك بالاسلوب العكسي لتطور شخصية مراد ووصوله الى درجة السفاح وارتكابه للمجزرة المروعة مرورا بانضمامه الى صفوف القوات العراقية في حربهم مع ايران في فترة الثمانينات ومقابلته مع سفاح لبناني يدعي أبو رعد ويقوم بدوره الفنان المبدع «خالد الصاوي» ومحاولة اقناعه بأن مهنة القتل تدر أموالا مجزية، لينتقل الاثنان الى لبنان أثناء الحرب الأهلية للعمل كمرتزقة ليقوم مراد بخيانة صاحبه ومحاولة اطلاق الرصاص عليه بناء على أوامر من الجهة التي يعمل لديها، ليعود الى مصر مرة أخرى ويبدأ مشواره بالعمل في تجارة السلاح التي تشهد الكثير من محاولات القتل بين جميع الأطراف لتدخل الرومانسية بكل قوتها بمشاهد الحب التي ربطت مراد وسيدة جميلة تقوم بدورها الفنانة «نيكول سابا» والعلاقة المحرمة بينهما ليدفعها الى ترك زوجها الغائب عنها والزواج منها رغم وجود طفلها الشاهد الأقوى في علاقة والدته بعشيقها، لتبدأ أحداث مهمة وخطيرة في الفيلم والتي تعتبر النقلة المهمة في تاريخ السفاح بمحاولة ابتزاز مراد لعالم الذرة المصري ويقوم بدوره الفنان «نبيل الحلفاوي» عبر تهديده بقتل عائلته المكونة من زوجته وابنه اذا لم يحصل على المايكروفيلم لبيعه لجهة أجنبية وتحصيل أموال طائلة مقابل ذلك، لكن رباطة جأش عالم الذرة ووطنيته وعدم خوفه من التهديد صدمت مراد فقرر التراجع عن مهمته الصعبة وترك الأسرة بخير، ليتحول بعد ذلك الى مجرم وطني ينتقم ممن يحتال على الناس ومنهم المليونير الذي قتله في أول الفيلم.
الختام
يبقى الفيلم واحدا من الأفلام التي تبرر للسفاح وصوله لهذا المستوى من الاجرام لظروف تربيته ونشأته التي تدفعه لتبني الشر بكل ما فيه وهذا غير مقنع أبدا في أن كل انسان لم تهيأ له الظروف المناسبة يتحول الى سفاح ومجرم وقاتل وهذا ما أراد الفيلم تقديمه الذي لم يقنعني شخصيا أداء الفنان هاني سلامة الذي أتى مشوشا بعض الشيء في تجميع خيوط الشخصية والتي صعب عليه تناولها بشكل مقنع، لذا أصبح دوره بعيداً عن الشخصية الحقيقية لسفاح ومجرم تتطلب شخصيته مهارات عالية وبنية خاصة وشخصية متمكنة وحضوراً قوياً لتحقيق دور ليس بالسهل تداوله في السينما المصرية ووصوله لدرجة الاقناع حتى وان لم ينشأ في بيئة سليمة وصحية. لبنانية بدور مصرية ومصري بدور لبناني هذا ماقامت به الممثلة نيكول سابا اللبنانية الناطقة بلهجة مصرية التي لم تكن مقنعة أبدا ولا أعرف لماذا لم يستعض عنها بفنانة مصرية لاجادة الدور بحرفية عالية، العملاق خالد الصاوي كعادته قدم دورا متميزا ومحوريا ومقنعا لدرجة الكمال خاصة باتقانه للهجة اللبنانية حتى في الشتائم المحلية والتي تتداول بين اللبنانيين فكان فعلا فاكهة العمل، سوسن بدر ممثلة قديرة اجادت دورا باقتدار، سامي العدل لم يتحرر الى الآن من شخصية سامي العدل، الفيلم من اخراج سعد هنداوي.
إعداد: نجاح كرم
Miss76cinema@hotmail.com
لايزال موسم أفلام الصيف العنيف يحوي العديد من قصص العنف ومناظر الدم لدرجة سمي هذا الموسم بالموسم الدموي، في هذا الفيلم تطرقت القصة الى عنف دموي صنف بأفلام الجريمة الخاصة بسيكولوجية المجرم وبعيدة عن قصص المجرمين التي تعودنا عليها في مجمل الأفلام المصرية والتي تقدم المجرم اما بدافع الصدفة وإما بدافع الظروف وإما الظلم أو حتى ما تفرزه البيئة المحيطة به.
فيلم السفاح الذي كتبه خالد الصاوي وعطية الدرديري يتناول قصة حقيقية للسفاح الذي شغل الرأي العام المصري سنوات طويلة ونشأته والأسباب النفسية والاجتماعية التي دفعته لارتكاب مجموعة من الجرائم المرعبة لدرجة أنه خلال عرضه الأول حضرت أسرة سفاح المهندسين من أوروبا وقرروا حضور الفيلم الذي أزعجهم تناول قضية ابنهم وطالبوا بوقف عرض الفيلم وبشكل فوري والا دفعهم الرفض الى رفع قضية على القائمين عليه وتحمل النتائج، بالاضافة الى مطالبتهم بحذف مشهدين مسيئين لوالدة السفاح التي لاتزال على قيد الحياة وتمثيلها وهي بين أحضان زوجها ويشاهدها ابنها ما يترك أثرا سيئا على نفسيته، بالمقابل صناع الفيلم أكدوا لافراد الأسرة على أهمية هذه المشاهد لأن حذفها سيؤدي الى عدم اقتناع المشاهد بأسباب تحول الابن الى سفاح وقاتل، وبعد أن أخذوا موافقة من عدد من أفراد أسرة السفاح.
خليط سينمائي منوع
اعتمد الفيلم على خليط سينمائي منوع ما بين الاكشن والدراما والجريمة والرومانسية مطعما بمنظر القتل ورائحة الدم وتقنية الفلاش باك التي صورت لنا أبعادا مملة ومطولة ومتشعبة لقصة السفاح التي بررت لنا في معظم مشاهده وصوله لهذا المستوى من الانحراف الخلقي والديني والاجتماعي لقصة شاب «هاني سلامة» بدور مراد انتحل شخصية ضابط بوليس ليرتكب جريمة جماعية في رمضان عام 1991 وذلك بقتل أحد المليونيرات الذي دخل عليه شقته وأوهمه بأن يحاول مساعدته لوجود لصوص في المنطقة ليقوم بعد أن صدقته العائلة المكونة من الأب والام والابن ووثقوا به بقتلهم بدم بارد وسرقة محتوى الشقة من مجوهرات وذهب وخلافه وخلال نزوله من الشقة يقتل كل من يصادفه في طريقة سواء الجيران وحتي البواب، لتعود الكاميرا بطريق الفلاش باك الى طفولة مراد وأسرته ميسورة الحال المفككة والهشة بعد ان طلق الأب والذي يقم بدوره الفنان «سامي العدل» الأم وتقوم بدورها الفنانة «سوسن بدر» وترك الطفل يعاني الأمرين من تجاهلهم له خاصة بعد أن قررت الأم اقامة علاقة غير شرعية مع شخص آخر واعطائه كل اهتمامها ما حطم قلب مراد وحاول أن ينتقم بأي صورة للفت الانتباه، وهذا ما حصل عندما قام بسرقة والدة صديقه في المدرسة ومثوله أمام المحقق الذي ذكر له أنه لا يقصد السرقة بقدر اثارة الاهتمام والانتقام.
لتدور الأحداث بعد ذلك بالاسلوب العكسي لتطور شخصية مراد ووصوله الى درجة السفاح وارتكابه للمجزرة المروعة مرورا بانضمامه الى صفوف القوات العراقية في حربهم مع ايران في فترة الثمانينات ومقابلته مع سفاح لبناني يدعي أبو رعد ويقوم بدوره الفنان المبدع «خالد الصاوي» ومحاولة اقناعه بأن مهنة القتل تدر أموالا مجزية، لينتقل الاثنان الى لبنان أثناء الحرب الأهلية للعمل كمرتزقة ليقوم مراد بخيانة صاحبه ومحاولة اطلاق الرصاص عليه بناء على أوامر من الجهة التي يعمل لديها، ليعود الى مصر مرة أخرى ويبدأ مشواره بالعمل في تجارة السلاح التي تشهد الكثير من محاولات القتل بين جميع الأطراف لتدخل الرومانسية بكل قوتها بمشاهد الحب التي ربطت مراد وسيدة جميلة تقوم بدورها الفنانة «نيكول سابا» والعلاقة المحرمة بينهما ليدفعها الى ترك زوجها الغائب عنها والزواج منها رغم وجود طفلها الشاهد الأقوى في علاقة والدته بعشيقها، لتبدأ أحداث مهمة وخطيرة في الفيلم والتي تعتبر النقلة المهمة في تاريخ السفاح بمحاولة ابتزاز مراد لعالم الذرة المصري ويقوم بدوره الفنان «نبيل الحلفاوي» عبر تهديده بقتل عائلته المكونة من زوجته وابنه اذا لم يحصل على المايكروفيلم لبيعه لجهة أجنبية وتحصيل أموال طائلة مقابل ذلك، لكن رباطة جأش عالم الذرة ووطنيته وعدم خوفه من التهديد صدمت مراد فقرر التراجع عن مهمته الصعبة وترك الأسرة بخير، ليتحول بعد ذلك الى مجرم وطني ينتقم ممن يحتال على الناس ومنهم المليونير الذي قتله في أول الفيلم.
الختام
يبقى الفيلم واحدا من الأفلام التي تبرر للسفاح وصوله لهذا المستوى من الاجرام لظروف تربيته ونشأته التي تدفعه لتبني الشر بكل ما فيه وهذا غير مقنع أبدا في أن كل انسان لم تهيأ له الظروف المناسبة يتحول الى سفاح ومجرم وقاتل وهذا ما أراد الفيلم تقديمه الذي لم يقنعني شخصيا أداء الفنان هاني سلامة الذي أتى مشوشا بعض الشيء في تجميع خيوط الشخصية والتي صعب عليه تناولها بشكل مقنع، لذا أصبح دوره بعيداً عن الشخصية الحقيقية لسفاح ومجرم تتطلب شخصيته مهارات عالية وبنية خاصة وشخصية متمكنة وحضوراً قوياً لتحقيق دور ليس بالسهل تداوله في السينما المصرية ووصوله لدرجة الاقناع حتى وان لم ينشأ في بيئة سليمة وصحية. لبنانية بدور مصرية ومصري بدور لبناني هذا ماقامت به الممثلة نيكول سابا اللبنانية الناطقة بلهجة مصرية التي لم تكن مقنعة أبدا ولا أعرف لماذا لم يستعض عنها بفنانة مصرية لاجادة الدور بحرفية عالية، العملاق خالد الصاوي كعادته قدم دورا متميزا ومحوريا ومقنعا لدرجة الكمال خاصة باتقانه للهجة اللبنانية حتى في الشتائم المحلية والتي تتداول بين اللبنانيين فكان فعلا فاكهة العمل، سوسن بدر ممثلة قديرة اجادت دورا باقتدار، سامي العدل لم يتحرر الى الآن من شخصية سامي العدل، الفيلم من اخراج سعد هنداوي.
إعداد: نجاح كرم
Miss76cinema@hotmail.com