وعي جديد لفائدة الصيام
رمضان جعل في ذات الإنسان طبيبه ... وكشف عن صيدلية شافية في جسده
![الحكماء والعظماء كانوا يصومون لاكتساب الحكمة والصفاء الذهني](https://cdn4.premiumread.com/?url=https://alraimedia.com/HTTP/mawaqaa/Website/ArticleFiles/Attachments/2009/8/17/orgf/8416920170514054511487.jpg&w=600&q=100&f=jpg)
الحكماء والعظماء كانوا يصومون لاكتساب الحكمة والصفاء الذهني
![الصوم يقوي ويحسن الحواس الخمس](https://cdn4.premiumread.com/?url=https://alraimedia.com/HTTP/mawaqaa/Website/ArticleFiles/Attachments/2009/8/17/orgf/8416820170514054511471.jpg&w=600&q=100&f=jpg)
الصوم يقوي ويحسن الحواس الخمس
![تصلب الشرايين مرض ذو منشأ غذائي](https://cdn4.premiumread.com/?url=https://alraimedia.com/HTTP/mawaqaa/Website/ArticleFiles/Attachments/2009/8/17/orgf/8416720170514054511455.jpg&w=600&q=100&f=jpg)
تصلب الشرايين مرض ذو منشأ غذائي
![كثير من الأمراض ذات منشأ غذائي](https://cdn4.premiumread.com/?url=https://alraimedia.com/HTTP/mawaqaa/Website/ArticleFiles/Attachments/2009/8/17/orgf/8416620170514054511440.jpg&w=600&q=100&f=jpg)
كثير من الأمراض ذات منشأ غذائي
![يطهر النفس من الهموم](https://cdn4.premiumread.com/?url=https://alraimedia.com/HTTP/mawaqaa/Website/ArticleFiles/Attachments/2009/8/17/orgf/8416520170514054511440.jpg&w=600&q=100&f=jpg)
يطهر النفس من الهموم
![الصوم يخلص الجسم من الدهون والسموم والسمنة والأمراض](https://cdn4.premiumread.com/?url=https://alraimedia.com/HTTP/mawaqaa/Website/ArticleFiles/Attachments/2009/8/17/orgf/8416420170514054511409.jpg&w=600&q=100&f=jpg)
الصوم يخلص الجسم من الدهون والسموم والسمنة والأمراض
![](https://cdn4.premiumread.com/?url=https://alraimedia.com/HTTP/mawaqaa/Website/ArticleFiles/Attachments/2009/8/17/orgf/8417020170514054511502.jpg&w=600&q=100&f=jpg)
![الحكماء والعظماء كانوا يصومون لاكتساب الحكمة والصفاء الذهني](https://cdn4.premiumread.com/?url=https://alraimedia.com/HTTP/mawaqaa/Website/ArticleFiles/Attachments/2009/8/17/orgf/8416920170514054511487.jpg&w=600&q=100&f=jpg)
![الصوم يقوي ويحسن الحواس الخمس](https://cdn4.premiumread.com/?url=https://alraimedia.com/HTTP/mawaqaa/Website/ArticleFiles/Attachments/2009/8/17/orgf/8416820170514054511471.jpg&w=600&q=100&f=jpg)
![تصلب الشرايين مرض ذو منشأ غذائي](https://cdn4.premiumread.com/?url=https://alraimedia.com/HTTP/mawaqaa/Website/ArticleFiles/Attachments/2009/8/17/orgf/8416720170514054511455.jpg&w=600&q=100&f=jpg)
![كثير من الأمراض ذات منشأ غذائي](https://cdn4.premiumread.com/?url=https://alraimedia.com/HTTP/mawaqaa/Website/ArticleFiles/Attachments/2009/8/17/orgf/8416620170514054511440.jpg&w=600&q=100&f=jpg)
![يطهر النفس من الهموم](https://cdn4.premiumread.com/?url=https://alraimedia.com/HTTP/mawaqaa/Website/ArticleFiles/Attachments/2009/8/17/orgf/8416520170514054511440.jpg&w=600&q=100&f=jpg)
![الصوم يخلص الجسم من الدهون والسموم والسمنة والأمراض](https://cdn4.premiumread.com/?url=https://alraimedia.com/HTTP/mawaqaa/Website/ArticleFiles/Attachments/2009/8/17/orgf/8416420170514054511409.jpg&w=600&q=100&f=jpg)
![](https://cdn4.premiumread.com/?url=https://alraimedia.com/HTTP/mawaqaa/Website/ArticleFiles/Attachments/2009/8/17/orgf/8417020170514054511502.jpg&w=600&q=100&f=jpg)
![تصغير](/theme_alraimedia/images/icon/reduceIcon.png)
![تكبير](/theme_alraimedia/images/icon/enlargeIcon.png)
| اعداد د. أحمد سامح |
طب العبادات انجاز طبي يظهر مدي ما وصل اليه الاعجاز الطبي في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة.
وكما ان أداء الفرائض والعبادات يجازى عليها المسلم بالثواب والمغفرة فان له فوائد صحية جمة للإنسان جسدية ونفسية وروحية.
وتناولنا الآثر النفسي وانعكاساته الجسدية للنطق بالشهادتين والايمان بالله الواحد الأحد.
واثبتنا في طب العبادات ان الصلاة والوضوء ابداع طبي واعظم علاج طبيعي لمفاصل الجسم وتنشيط جميع أجهزته.
والوقاية من كثير من الامراض الخطيرة واخطرها جلطة الساقين والرئة والانزلاق الغضروفي.
وكذلك تناولنا في طب العبادات اثر الزكاة النفسي على مستحقيها ومؤديها وكيف انها تنزع الحقد والحسد من قلوب المحتاجين وتقوي مناعة مؤديها، كما اثبت الطب الحديث ان فعل الخير ومساعدة المحتاجين والتفكير في حوائجهم يقوي المناعة ويبعد الانسان عن التفكير في الذات والانطواء فيحميه من الامراض النفسية والامراض النفسجسمانية.
والحج والاعداد له يرفع لياقة المسلم البدنية ويعود عليه اداء المناسك والشعور بانشراح الصدر وتفريج الكروب مع وضع قواعد صحية لاداء المناسك في يسر وبلا مشاكل صحية.
ولفيرضة الصوم مهمة جليلة لصحة الانسان ففيها علاج وشفاء من كثير من الامراض التي تؤثر على صحته ومختلف اجهزته واعضاء جسمه متى كان صومنا صحيحا واقرب للسنة النبوية الشريفة والمعنى الحقيقي والهدف الاساسي من فريضة الصوم.
وفي طب العبادات عندما تتناول فريضة الصوم نوضح الحالات التي يجب تأجيل الصوم فيها ومن يرخص لهم بالافطار والتعامل مع الدواء في رمضان وكيفية تدريب الاطفال على الصيام وكذلك صوم المسنين.
يعطي الصوم للجسد فرصة لتغذية نفسه من الداخل بمخزون أنسجته المختلفة باستثناء القلب والأعصاب.
ولقد أدرك الطب الحديث ان أشد الأمور إضعافا للصحة هو اضطراب العناصر الغذائية واضطراب الحالة النفسية للجسم والنفس.
فإذا وقع هذا الاضطراب تنشأ عن ذلك الامراض المختلفة باختلاف المواد الغذائية غير المحتملة والتي أدت الى تراكم الفضلات والنفايات.
الأمراض لها منشأ غذائي
كثير من الامراض لها منشأ غذائي ويمكن علاجها بتنقية الجسم مما تراكم فيه من مخزون هذه المواد الغذائية.
فزيادة تناول الدهون يؤدي الى زيادة الوزن وارتفاع دهنيات الدم «الكوليسترول والدهون الثلاثية» وترسبها في جدار شرايين القلب والمخ والكلى والاطراف وارتفاع ضغط الدم وتكون الجلطات التي تسبب الازمات القلبية والسكتات الدماغية.
وزيادة تناول السكريات يؤدي الى الاصابة بمرض السكري وتلف الجهاز العصبي والشرايين وشبكية العين والكلى.
كذلك الافراط في تناول اللحوم يؤدي الى الاصابة بارتفاع نسبة حمض البوليك (النقرس» وتلف الكلى وارتفاع ضغط الدم وتبين حديثا ان الافراط في تناول السكريات والدهون يؤدي الى الاصابة بالزهايمر «الخرف».
وخير وسيلة للتخلص من خطر الاصابة بتلك الامراض هو الصوم الذي يخلص الانسان من الوزن الزائد وزيادة دهنيات الدم وارتفاع نسبة السكر التي تؤدي الى تصلب الشرايين وحدوث الجلطات بها.
التخلص من السموم
في شكل عام التغذية الداخلية للجسم تحقق نوعا من التوازن الغذائي وأهم عملية يقوم بها الجسم خلال الصيام هي التخلص من الفضلات والسموم الناتجة عن تحلل الاغذية في الجهاز الهضمي الذي يتم تنظيفه تماما خلال اسبوع من الصوم.
لذلك نلاحظ ان رائحة العرق وكذلك رائحة البول بسبب كثرة ما تحمله من فضلات وسموم نفاذة وكريهة وذات لون داكن.
لكن مع استمرار الصيام تقل هذه الرائحة وتخف كثافة اللون وهذه علامة على تخلص الجسم من الفضلات والسموم الموجودة فيه طوال العام.
وقد اثبتت الابحاث العلمية والدراسات الطبية ان الصيام لمدة شهر يكفي لتجديد انسجة جسم الانسان الذي بلغ الاربعين من العمر لتصبح انسجة جسمه كأنه مثل الشاب في السابعة عشرة من عمره.
الصوم يقوي الإرادة
من الآثار النفسية للصيام تقوية الارادة فإذا كان القلب يمثل اعظم عضلة مسؤولة عن ضخ الدم وتوزيعه على جميع اعضاء الجسم وانسجته وخلاياه فإن الارادة تمثل اعظم عضلة في الجهاز النفسي الواعي للفرد فهي مسؤولة عن دفع تيار الحياة النفسية.
والارادة كأي عضلة في الجسم تنمو وتقوى لذا فهي تخضع لقوى التدريب واذا ما تم تكوين الارادة وتمت تنميتها كانت احد مفاتيح الوقاية النفسية كما انها وسيلة لاكتساب الثقة بالنفس وهي من دعامات الشخصية السوية.
والاساس العلمي لهذه الحقيقة يتبلور في ان حرمان الانسان من الطعام «هو حاجة اساسية» تجعله قادرا على ان يتحكم في سلوك آخر لأن الحرمان من الطعام اشد انواع الحرمان.
القوى العقلية والفكرية تتحسن
تتحسن جميع القوى العقلية والفكرية اثناء الصوم وتزداد القدرات الذهنية وتقوى الذاكرة.
كذلك لوحظ ان القوى الروحية كعاطفة المحبة وسرعة البديهة تتحسن تحسنا ملحوظا بفعل الصوم.
وهناك مثل روماني شهير يقول: «ان المعدة المليئة لا تحب ان تفكر». وهكذا فإن جميع الاذكياء والعباقرة والمفكرين يتناولون طعاما خفيفا صباحا وظهرا ويتركون الوجبة الاساسية للمساء حين ينتهون من عملهم الذي يتطلب التفكير والتدبير واليقظة وسرعة البديهة وذلك لأن الوجبة الدسمة تجعل ذهن الانسان خاملا وبطيئا في التفكير.
وتقول الدراسات الطبية والابحاث العلمية ان الصوم لا يحدث زيادة في النشاط الفكري ولا في قدرات الذكاء في بدايته والسبب في ذلك ان معظم الذين يبدأون الصيام يكونون معتادين على تناول المنبهات كالشاي والقهوة والدخان وغيرها.
وحين يبدأ الصائم صيامه فإن تركه المفاجئ لهذه المنبهات يؤثر قليلا على قدراته وتفكيره وهذا ما يحصل في المرحلة الاولى من الصوم. اما فيما بعد فإننا نلاحظ زيادة ونشاطا في جميع القدرات العقلية والفكرية.
ولقد اجريت الدراسات والبحوث على طلبة الجامعات وثبت ان الصوم لأكثر من اسبوعين يزيد قدرة هؤلاء الطلبة الذكائية والفكرية ويجعلهم الصوم اكثر قدرة على استيعاب دروسهم وحفظها.
سمو المشاعر والارتقاء بالعاطفة
ان الطاقات الروحية تزداد وتسمو في اثناء الصوم وتخف الرغبة الجنسية الامر الذي يوفر للصائم راحة فكرية لا يستهان بها كما ان الصوم يزيد من القدرة والسيطرة الذاتية على جميع الشهوات والرغبات.
فالصيام ليس مجرد امتناع عن الطعام او الشراب انه يوم بلا غرائز فجة ولا عدوانية حمقاء بل روح مسالمة هادفة رقيقة ونفس مطمئنة وتوازن في السلوك وارادة قوية تحميه من الاصابة بالامراض النفسية والتي تجد فريستها في النفس القلقة والشخصية المهزوزة.
الصوم يقوي الحواس الخمس
لأعضاء الحس والشعور
أثبت علماء الطب الطبيعي وخبراء الصحة العامة ان الصوم ذات فائدة ملموسة في كثير من الحالات أدت إلى تحسين أعضاء الحس والشعور متمثلة في الحواس الخمس البصر والتذوق والشم والسمع واللمس.
قوة الإبصار تتحسن
لقد أثبت الصوم فائدة وتحسناً في قوة الابصار التي تزداد خلال الصوم ازديادا ملحوظا وقد ذكرت حالات من ضعف الابصار تحسنت تحسنا كبيرا خلال الصوم ومما لا شك فيه انه خلال الصوم تصبح العين أكثر رؤية وبريقاً.
غير انه في حالات الصوم الطويل يلاحظ ان حسن الرؤية وقوة الابصار تضعف وقد تصبح الرؤية مزدوجة «زغللة العين» وقد لا يستطيع الإنسان القراءة.
هذا ما تقوله الدراسات عن الصوم إذا استمر لساعات طويلة يتصل فيها الليل والنهار لكن في الدين الإسلامي يبدأ اليوم من بزوغ الفجر حتى غروب الشمس أي انه أفضل وأنسب أوقات الصيام التي تحقق الفائدة وتقي الإنسان من الاجهاد والتعب.
التذوق والشم يزدادان
أما حاسة التذوق فإنه من الصعب أن نصف ما يحصل للصائم فيما يتعلق بها تزداد لديه وتصبح أكثر قوة بعد انتهاء الصيام.
أما حاسة الشم فإن قدرتها على الاحساس تتحسن تحسنا ملحوظا خلال شهر رمضان ويدل على هذا شعور الصائم بالانزعاج لأقل رائحة كريهة وميله الواضح للروائح الطيبة.
السمع واللمس يقويان
أما التحسن الذي يطرأ على حاسة السمع فيمكن ملاحظته بسهولة كبيرة لأن الصوم يجري عملية تنظيف تامة للأذن ويحسن أداء العصب السمعي.
وكذلك حاسة اللمس تزداد وتتحسن كثيرا لأن الجلد مرتبط بالحالة النفسية للإنسان.
ولقد كشف الطب الحديث عن هذا السر الغامض بين الجلد والأعصاب والمخ ويعزى هذا الارتباط إلى تكون «الجلد والأعصاب» من طبقة واحدة أثناء نمو الجنين وهي طبقة «الاكتودرم» أي من صفيحة أو طبقة جرثومية واحدة.
وأخيراً نستطيع أن نقول ان الضعف الذي يصيب أعضاء الجسم الحسية «الحواس الخمس» ينتج من تراكم الفضلات والسموم والذي يمكن أن يتخلص منه الجسم بالصيام الذي يعمل على تحسين الطاقة العصبية الحسية لهذه الأعضاء التي اضطربت وظائفها.
البشرية عرفت الصوم
منذ فجر التاريخ
يقول علماء الانثروبولوجي «علم دراسة الإنسان» ان البشرية عرفت الصوم منذ فجر التاريخ.
فقد اكتشفت وثائق تاريخية ثابتة عن صوم الفراعنة الذين سجلوا في نقوشهم على جدران معابدهم وعلى أوراق البردى كنوع من العبادة وتطهير الروح.
وكذلك الصينيون مارسوا الصوم وبخاصة أيام الفتن والمحن والشدائد حسب ما تأمرهم شعائرهم الدينية.
وللهنود أيام وطرق خاصة في الصوم وحددتها كتبهم المقدسة.
وعرف الاغريق القدماء الصوم نقلا عن الفراعنة وصاموا بطرق مختلفة ونقل أبوقراط أشهر أطباء اليونان القدماء وأول من قام بتدوين طرق الصوم وذكر وشرح أهميته العلاجية والجسدية والروحية والذهنية.
أما في الجزيرة العربية أيام الجاهلية الأولى فكان الصائمون يصومون للشمس ثلاثين يوما بزعمهم انها الرب الأعظم.
ولقد صامت هذه الأمم تعجيلا للشفاء من المرض لاعتقادهم أن الصوم يمنح الجسم القدرة على التخلص من السموم ويقوي الجسم ويطهر النفس.
الصوم يصنع العظماء
ويخلق المبدعين
يوجد في موسكو معهد متخصص بأبحاث الصوم يرأسه عالم واستاذ كبير وطبيب معروف يدعى «نيكولا لانيف» ويهتم هذا المعهد بأبحاث الكاتب الروسي المعروف «تولوستي» عن الصوم إذ كان هذا الكاتب الروسي المشهور يصوم أياماً عدة من الشهر على الماء ذلك لاكتساب الحكمة والصفاء الذهني والقريحة المتميزة والذكاء والفطنة.
ولقد وجد البروفيسور «نيكولا لانيف» ان الذين صاموا تحسنت ذاكرتهم وأصبحوا يتذكرون أشياء تعود إلى الطفولة عندما كانوا في سن العامين.
كما ان بعضهم ظهرت لديه ملكات وقدرات جديدة للإبداع في مجالات الفنون في الرسم والنحت وفي مجالات الأدب مثل الابداع في الشعر والنثر والقصص وشتى علوم المعرفة الأخرى وذلك لأن الصوم يحفز الدماغ «المخ».
وقد عالج «نيكولا لانيف» مرضى فصام الشخصية «الشيزوفرينيا» بالصيام حيث لاحظ ان الصيام يجعلهم أكثر هدوءا ويخلصهم من الارهاق والاجهاد.
طب العبادات انجاز طبي يظهر مدي ما وصل اليه الاعجاز الطبي في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة.
وكما ان أداء الفرائض والعبادات يجازى عليها المسلم بالثواب والمغفرة فان له فوائد صحية جمة للإنسان جسدية ونفسية وروحية.
وتناولنا الآثر النفسي وانعكاساته الجسدية للنطق بالشهادتين والايمان بالله الواحد الأحد.
واثبتنا في طب العبادات ان الصلاة والوضوء ابداع طبي واعظم علاج طبيعي لمفاصل الجسم وتنشيط جميع أجهزته.
والوقاية من كثير من الامراض الخطيرة واخطرها جلطة الساقين والرئة والانزلاق الغضروفي.
وكذلك تناولنا في طب العبادات اثر الزكاة النفسي على مستحقيها ومؤديها وكيف انها تنزع الحقد والحسد من قلوب المحتاجين وتقوي مناعة مؤديها، كما اثبت الطب الحديث ان فعل الخير ومساعدة المحتاجين والتفكير في حوائجهم يقوي المناعة ويبعد الانسان عن التفكير في الذات والانطواء فيحميه من الامراض النفسية والامراض النفسجسمانية.
والحج والاعداد له يرفع لياقة المسلم البدنية ويعود عليه اداء المناسك والشعور بانشراح الصدر وتفريج الكروب مع وضع قواعد صحية لاداء المناسك في يسر وبلا مشاكل صحية.
ولفيرضة الصوم مهمة جليلة لصحة الانسان ففيها علاج وشفاء من كثير من الامراض التي تؤثر على صحته ومختلف اجهزته واعضاء جسمه متى كان صومنا صحيحا واقرب للسنة النبوية الشريفة والمعنى الحقيقي والهدف الاساسي من فريضة الصوم.
وفي طب العبادات عندما تتناول فريضة الصوم نوضح الحالات التي يجب تأجيل الصوم فيها ومن يرخص لهم بالافطار والتعامل مع الدواء في رمضان وكيفية تدريب الاطفال على الصيام وكذلك صوم المسنين.
يعطي الصوم للجسد فرصة لتغذية نفسه من الداخل بمخزون أنسجته المختلفة باستثناء القلب والأعصاب.
ولقد أدرك الطب الحديث ان أشد الأمور إضعافا للصحة هو اضطراب العناصر الغذائية واضطراب الحالة النفسية للجسم والنفس.
فإذا وقع هذا الاضطراب تنشأ عن ذلك الامراض المختلفة باختلاف المواد الغذائية غير المحتملة والتي أدت الى تراكم الفضلات والنفايات.
الأمراض لها منشأ غذائي
كثير من الامراض لها منشأ غذائي ويمكن علاجها بتنقية الجسم مما تراكم فيه من مخزون هذه المواد الغذائية.
فزيادة تناول الدهون يؤدي الى زيادة الوزن وارتفاع دهنيات الدم «الكوليسترول والدهون الثلاثية» وترسبها في جدار شرايين القلب والمخ والكلى والاطراف وارتفاع ضغط الدم وتكون الجلطات التي تسبب الازمات القلبية والسكتات الدماغية.
وزيادة تناول السكريات يؤدي الى الاصابة بمرض السكري وتلف الجهاز العصبي والشرايين وشبكية العين والكلى.
كذلك الافراط في تناول اللحوم يؤدي الى الاصابة بارتفاع نسبة حمض البوليك (النقرس» وتلف الكلى وارتفاع ضغط الدم وتبين حديثا ان الافراط في تناول السكريات والدهون يؤدي الى الاصابة بالزهايمر «الخرف».
وخير وسيلة للتخلص من خطر الاصابة بتلك الامراض هو الصوم الذي يخلص الانسان من الوزن الزائد وزيادة دهنيات الدم وارتفاع نسبة السكر التي تؤدي الى تصلب الشرايين وحدوث الجلطات بها.
التخلص من السموم
في شكل عام التغذية الداخلية للجسم تحقق نوعا من التوازن الغذائي وأهم عملية يقوم بها الجسم خلال الصيام هي التخلص من الفضلات والسموم الناتجة عن تحلل الاغذية في الجهاز الهضمي الذي يتم تنظيفه تماما خلال اسبوع من الصوم.
لذلك نلاحظ ان رائحة العرق وكذلك رائحة البول بسبب كثرة ما تحمله من فضلات وسموم نفاذة وكريهة وذات لون داكن.
لكن مع استمرار الصيام تقل هذه الرائحة وتخف كثافة اللون وهذه علامة على تخلص الجسم من الفضلات والسموم الموجودة فيه طوال العام.
وقد اثبتت الابحاث العلمية والدراسات الطبية ان الصيام لمدة شهر يكفي لتجديد انسجة جسم الانسان الذي بلغ الاربعين من العمر لتصبح انسجة جسمه كأنه مثل الشاب في السابعة عشرة من عمره.
الصوم يقوي الإرادة
من الآثار النفسية للصيام تقوية الارادة فإذا كان القلب يمثل اعظم عضلة مسؤولة عن ضخ الدم وتوزيعه على جميع اعضاء الجسم وانسجته وخلاياه فإن الارادة تمثل اعظم عضلة في الجهاز النفسي الواعي للفرد فهي مسؤولة عن دفع تيار الحياة النفسية.
والارادة كأي عضلة في الجسم تنمو وتقوى لذا فهي تخضع لقوى التدريب واذا ما تم تكوين الارادة وتمت تنميتها كانت احد مفاتيح الوقاية النفسية كما انها وسيلة لاكتساب الثقة بالنفس وهي من دعامات الشخصية السوية.
والاساس العلمي لهذه الحقيقة يتبلور في ان حرمان الانسان من الطعام «هو حاجة اساسية» تجعله قادرا على ان يتحكم في سلوك آخر لأن الحرمان من الطعام اشد انواع الحرمان.
القوى العقلية والفكرية تتحسن
تتحسن جميع القوى العقلية والفكرية اثناء الصوم وتزداد القدرات الذهنية وتقوى الذاكرة.
كذلك لوحظ ان القوى الروحية كعاطفة المحبة وسرعة البديهة تتحسن تحسنا ملحوظا بفعل الصوم.
وهناك مثل روماني شهير يقول: «ان المعدة المليئة لا تحب ان تفكر». وهكذا فإن جميع الاذكياء والعباقرة والمفكرين يتناولون طعاما خفيفا صباحا وظهرا ويتركون الوجبة الاساسية للمساء حين ينتهون من عملهم الذي يتطلب التفكير والتدبير واليقظة وسرعة البديهة وذلك لأن الوجبة الدسمة تجعل ذهن الانسان خاملا وبطيئا في التفكير.
وتقول الدراسات الطبية والابحاث العلمية ان الصوم لا يحدث زيادة في النشاط الفكري ولا في قدرات الذكاء في بدايته والسبب في ذلك ان معظم الذين يبدأون الصيام يكونون معتادين على تناول المنبهات كالشاي والقهوة والدخان وغيرها.
وحين يبدأ الصائم صيامه فإن تركه المفاجئ لهذه المنبهات يؤثر قليلا على قدراته وتفكيره وهذا ما يحصل في المرحلة الاولى من الصوم. اما فيما بعد فإننا نلاحظ زيادة ونشاطا في جميع القدرات العقلية والفكرية.
ولقد اجريت الدراسات والبحوث على طلبة الجامعات وثبت ان الصوم لأكثر من اسبوعين يزيد قدرة هؤلاء الطلبة الذكائية والفكرية ويجعلهم الصوم اكثر قدرة على استيعاب دروسهم وحفظها.
سمو المشاعر والارتقاء بالعاطفة
ان الطاقات الروحية تزداد وتسمو في اثناء الصوم وتخف الرغبة الجنسية الامر الذي يوفر للصائم راحة فكرية لا يستهان بها كما ان الصوم يزيد من القدرة والسيطرة الذاتية على جميع الشهوات والرغبات.
فالصيام ليس مجرد امتناع عن الطعام او الشراب انه يوم بلا غرائز فجة ولا عدوانية حمقاء بل روح مسالمة هادفة رقيقة ونفس مطمئنة وتوازن في السلوك وارادة قوية تحميه من الاصابة بالامراض النفسية والتي تجد فريستها في النفس القلقة والشخصية المهزوزة.
الصوم يقوي الحواس الخمس
لأعضاء الحس والشعور
أثبت علماء الطب الطبيعي وخبراء الصحة العامة ان الصوم ذات فائدة ملموسة في كثير من الحالات أدت إلى تحسين أعضاء الحس والشعور متمثلة في الحواس الخمس البصر والتذوق والشم والسمع واللمس.
قوة الإبصار تتحسن
لقد أثبت الصوم فائدة وتحسناً في قوة الابصار التي تزداد خلال الصوم ازديادا ملحوظا وقد ذكرت حالات من ضعف الابصار تحسنت تحسنا كبيرا خلال الصوم ومما لا شك فيه انه خلال الصوم تصبح العين أكثر رؤية وبريقاً.
غير انه في حالات الصوم الطويل يلاحظ ان حسن الرؤية وقوة الابصار تضعف وقد تصبح الرؤية مزدوجة «زغللة العين» وقد لا يستطيع الإنسان القراءة.
هذا ما تقوله الدراسات عن الصوم إذا استمر لساعات طويلة يتصل فيها الليل والنهار لكن في الدين الإسلامي يبدأ اليوم من بزوغ الفجر حتى غروب الشمس أي انه أفضل وأنسب أوقات الصيام التي تحقق الفائدة وتقي الإنسان من الاجهاد والتعب.
التذوق والشم يزدادان
أما حاسة التذوق فإنه من الصعب أن نصف ما يحصل للصائم فيما يتعلق بها تزداد لديه وتصبح أكثر قوة بعد انتهاء الصيام.
أما حاسة الشم فإن قدرتها على الاحساس تتحسن تحسنا ملحوظا خلال شهر رمضان ويدل على هذا شعور الصائم بالانزعاج لأقل رائحة كريهة وميله الواضح للروائح الطيبة.
السمع واللمس يقويان
أما التحسن الذي يطرأ على حاسة السمع فيمكن ملاحظته بسهولة كبيرة لأن الصوم يجري عملية تنظيف تامة للأذن ويحسن أداء العصب السمعي.
وكذلك حاسة اللمس تزداد وتتحسن كثيرا لأن الجلد مرتبط بالحالة النفسية للإنسان.
ولقد كشف الطب الحديث عن هذا السر الغامض بين الجلد والأعصاب والمخ ويعزى هذا الارتباط إلى تكون «الجلد والأعصاب» من طبقة واحدة أثناء نمو الجنين وهي طبقة «الاكتودرم» أي من صفيحة أو طبقة جرثومية واحدة.
وأخيراً نستطيع أن نقول ان الضعف الذي يصيب أعضاء الجسم الحسية «الحواس الخمس» ينتج من تراكم الفضلات والسموم والذي يمكن أن يتخلص منه الجسم بالصيام الذي يعمل على تحسين الطاقة العصبية الحسية لهذه الأعضاء التي اضطربت وظائفها.
البشرية عرفت الصوم
منذ فجر التاريخ
يقول علماء الانثروبولوجي «علم دراسة الإنسان» ان البشرية عرفت الصوم منذ فجر التاريخ.
فقد اكتشفت وثائق تاريخية ثابتة عن صوم الفراعنة الذين سجلوا في نقوشهم على جدران معابدهم وعلى أوراق البردى كنوع من العبادة وتطهير الروح.
وكذلك الصينيون مارسوا الصوم وبخاصة أيام الفتن والمحن والشدائد حسب ما تأمرهم شعائرهم الدينية.
وللهنود أيام وطرق خاصة في الصوم وحددتها كتبهم المقدسة.
وعرف الاغريق القدماء الصوم نقلا عن الفراعنة وصاموا بطرق مختلفة ونقل أبوقراط أشهر أطباء اليونان القدماء وأول من قام بتدوين طرق الصوم وذكر وشرح أهميته العلاجية والجسدية والروحية والذهنية.
أما في الجزيرة العربية أيام الجاهلية الأولى فكان الصائمون يصومون للشمس ثلاثين يوما بزعمهم انها الرب الأعظم.
ولقد صامت هذه الأمم تعجيلا للشفاء من المرض لاعتقادهم أن الصوم يمنح الجسم القدرة على التخلص من السموم ويقوي الجسم ويطهر النفس.
الصوم يصنع العظماء
ويخلق المبدعين
يوجد في موسكو معهد متخصص بأبحاث الصوم يرأسه عالم واستاذ كبير وطبيب معروف يدعى «نيكولا لانيف» ويهتم هذا المعهد بأبحاث الكاتب الروسي المعروف «تولوستي» عن الصوم إذ كان هذا الكاتب الروسي المشهور يصوم أياماً عدة من الشهر على الماء ذلك لاكتساب الحكمة والصفاء الذهني والقريحة المتميزة والذكاء والفطنة.
ولقد وجد البروفيسور «نيكولا لانيف» ان الذين صاموا تحسنت ذاكرتهم وأصبحوا يتذكرون أشياء تعود إلى الطفولة عندما كانوا في سن العامين.
كما ان بعضهم ظهرت لديه ملكات وقدرات جديدة للإبداع في مجالات الفنون في الرسم والنحت وفي مجالات الأدب مثل الابداع في الشعر والنثر والقصص وشتى علوم المعرفة الأخرى وذلك لأن الصوم يحفز الدماغ «المخ».
وقد عالج «نيكولا لانيف» مرضى فصام الشخصية «الشيزوفرينيا» بالصيام حيث لاحظ ان الصيام يجعلهم أكثر هدوءا ويخلصهم من الارهاق والاجهاد.