90 بقرة تنافست على الحلبة للفوز بلقب «الملكة»

مصارعة الأبقار تجلب آلاف السياح إلى سويسرا

تصغير
تكبير
شاباتي جولد ساس (سويسرا) - د ب أ - تخور البقرة ثم تبدأ تدك الارض بحافرها الامامي، وهي تركز عينيها على خصم عبر الحلقة الترابية، ثم تستعد لخوض المعركة.
ثم تنطلق بقرتا «الارينجر» في قتال عنيف.
ليست هذه بالتأكيد مصارعة ثيران، لكن في مقاطعة فاليس جنوبي سويسرا، فان التقليد الدائم لمعارك أبقار الارينجر له شعبية خاصة.

فالابقار التي تربى في مناطق جبال الالب أحيانا تحدث إصابات، بيد أن القتال لا يفضي أبدا إلى الموت.
ليس هناك من أحد يعرف كيف تحولت هذه الظاهرة الطبيعية إلى رياضة مثيرة تجسدت في عرض سنوي جذب 90 بقرة والالاف من الزوار إلى بلدة «ساس في» في الاونة الاخيرة يرأس القضاة مباريات المصارعة تلك، التي تبدأ بتحديد وزن وعمر كل بقرة، من اجل مباراة «نزيهة عادلة». ولا يسمح بالمشاركة الا للابقار التي تدر لبنا.
ويسمح بوجود نحو 10 أبقار داخل الحلقة في وقت واحد، أي إقامة مباريات عدة في الوقت نفسه.
وبالنسبة للمربين الذين يعاملون أبقارهم كحيوانات مدللة، فان المباريات القتالية تكون أكثر من مجرد تكريم واكثر من جرس مرتفع الصوت يعلن عن الفائز ببطولة.
تقول الخبيرة المحلية في تربية أبقار الارينجر المعروفة أيضا باسم هيرينز مونيكا جورت، « لاتخوض الابقار المعارك إذا كانت لا تريد ذلك... نستطيع أن ندفعها قليلا، نحاول أن نحملها على القتال، لكنها إذا ما آثرت الابتعاد، لا نستطيع أن نجبرها (على القتال)».
وتضيف « أدرك المربون أن الابقار بدأت، بطبيعتها، قتال بعضها البعض.
ثم بدأ هؤلاء المربون تنظيم مباريات مصارعة الابقار»، وعلى مدى العقد الماضي كبر الحدث حتى صار مناسبة خاصة بالمقاطعة السويسرية.
تقول أنجا بومان إن القتال الشديد يعني ان الابقار سليمة من الناحية الصحية، وأنها تتحسن جيلا بعد جيل، «على أي حال، هي تستخدم في النهاية من أجل الحصول على اللبن واللحوم، لاسيما لحوم الابقار الجافة التي يهيم بها السويسريون عشقا».
وتوضح بومان « نربي أبقارنا... وهو مايعني اننا كمربين نختبر كيف ستصبح».
وفازت الابقار بجوائز عدة خلال السنوات الاخيرة، بينها لقب «الملكة».
وعندما تخسر بقرة مباريات عدة، تسحب فورا من الحلقة حتى تبقى اثنتان، تفوز منهما واحدة في النهاية.
وتقع «ساس في» في واد يمثل جزءا من سلاسل جبال الالب الشاهقة، وقد اشتق الجزء الاول من اسمها من تحويل بسيط من الكلمة اللاتينية «باستشر(المرعى) التي يقول البعض انها تظهر كما هي متأصلة تلك الحياة الرعوية في هذه المنطقة».
يقول سيمون بومان، مدير السياحة في (ساس في) « بالنسبة لنا، فان مصارعة الابقار تقليد معروف وقديم جدا... لكنها بدأت في الاونة الاخيرة تشتهر خارج مقاطعة فاليس».
وقد جرت العادة ان تقام مصارعة الابقار الاقليمية خلال فصلي الربيع والشتاء، لكن مع تنامي اهتمام السائحين، باتت «ساس في» تقيم عرضا خاصا في الصيف.
وشهد هذا العام قدوم سياح يابانيين ويهود من الارثوذكس وألمان، بين الكثير من المشاهدين الذين تجمعوا حول الحلبة أو تسلقوا الجبال من أجل مشاهدة أفضل.
وسواء انتصرت البقرة أم لا، فإنها تظل «بقرة»، لكن الفرحة تغير وجه مالكها عندما يتم تقليدها جائزة « ملكة الابقار».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي