في مناقشة «الريفي» طالبوا بـ «أعماله الكاملة»
محطة / أصدقاء الروائي الراحل يوسف أبورية... اختلفوا حول اكتمال مشروعه الإبداعي
يوسف أبورية
|القاهرة - من محمد عوض|
قليلة هي الندوات التي تناقش أعمالا أدبية في مصر وتخرج بشكل جدي، مثلما خرجت مناقشة المجموعة القصصية الأخيرة للروائي الراحل يوسف أبورية، التي صدرت عن دار أخبار اليوم بعد رحيله.
ربما لأن المشاركين في الندوة التي أقيمت بورشة الزيتون تحدثوا بإجلال تجاه صديق لم يعد بينهم وتناولوا أعماله بحيادية بعيدة عن مجاملة كاتب من دون أسباب مقنعة سوى الصداقة، ما جعلهم يكتشفون مناطق جديدة من كتابات أبورية، واختلف بعضهم حول ما إذا كان انتهى من مشروعه الروائي قبل وفاته أم ترك ما كان يمكن أن يستكمل.
القاص سعيد الكفراوي قال: من الصعب أن أتحدث عن يوسف أبورية بصيغة الغائب، فكتاباته باقية بيننا، وتكفي هذه المجموعة القصصية التي نناقشها الآن لتؤكد أنه موجود بإنتاجه ويخلق الاندهاش بصوت طغى على المجموعة يحمل حفاوة بالغة بحب الحياة، حيث يبدو لمن يقرأ أن القصص ساذجة ولكن عندما يفكر بها جيدا ويصل إلى درجة من العمق، يكتشف أنها تنقل ما يحدث في الواقع بدرجة تثير الغرابة.
وأضاف الكفراوي: «أبورية كاتب استطاع خلق جماعته وعبر عنها بصدق فلا تجد رواية ليوسف تخلو من المجاذيب أو ماكينات الطحين، ومحطات القطار عنده دائما تمتلئ بالمسافرين من القرية إلى المدينة، فقدم روايات ليست عن القرية ولكنها عن المدينة بعيني الريفي، وأعتقد أن يوسف أبورية الذي افتقدناه مبكرا لم يكمل مشروعه الروائي ولكنه كتب ليبقى».
الشاعر شعبان يوسف قال خلال تقديمه للمجموعة: هذه أولى الندوات التي نناقش فيها عملا ليوسف أبورية دون أن يكون موجودا بيننا، ولكن عزاءنا أن أعماله لاتزال تصدر بعد رحيله، وأعتقد أن هناك مجموعة أخرى من القصص لم تنشر يمكن أن تجمع وتصدر في مجموعة جديدة.
وأضاف: أبورية كان ذاكرة حقيقية لجيلنا من المثقفين، فكان أكثرنا اهتماماً بالتراث، وتأثراً بطه حسين في كتاباته وأسبقنا في الاحتكاك بالشاعر أمل دنقل ويحيى الطاهر عبد الله، الذي ألقى بظله لفترة طويلة على كتابات يوسف، ولكنه تخلى عنها بعد فترة وعاد لتأثره به في هذه المجموعة من خلال قصة الشاعر والمدينة التي كتبها عن يحيى الطاهر عبد الله.
وبعكس وجهة نظر القاص سعيد الكفراوي تحدث الفنان التشكيلي عدلي رزق الله قائلا: علينا الاقتناع بأن مشروع يوسف أبورية الروائي قد اكتمل بوفاته، لأنه كان كاتبا واعدا في كتاباته، وما دام لا أحد يستطيع كتابة حرف وينسبه إلى رواية أو قصة كتبها يوسف ولم يكملها، وما دام مشروعه اكتمل يجب أن نوجه الدعوة لإصدار الأعمال الكاملة له، واقترح أن يتبناها المجلس الأعلى للثقافة، وتتم إقامة ندوة جادة للبحث في مفردات أبورية الروائية، ودعوة جامعة محترمة لتقوم بدراسة متكاملة عن أعماله.
وأشار رزق الله إلى أنه يعكف على رسم لوحة تصلح غلافا لقصص «الريفي» وأغلفة الأعمال الكاملة ولكنه فقط ينتظر قرار صدورها.
القاص والروائي محمد إبراهيم طه قرأ بعض قصص «الريفي» وقال: هناك رؤية حالمة للشخصيات داخل المجموعة وهناك حلم ما يدور داخلها، حلم لم يتحقق في قصص «الحمال» و«كرسي البرلمان» وحلم بعيد المنال في قصص أخرى، وأحيانا ترى يوسف أبورية يتعاطف مع الريفيين حتى في أوقات قسوتهم، فيصف جندي الأمن المركزي الذي يهاجم المتظاهرين بأنه يحمل الطيبة في عينيه، ما ينقل نظرة طفولية في عين الكاتب رأى بها العالم من خلال وجهة نظر الريفي الذي خرج إلى المدينة.
قليلة هي الندوات التي تناقش أعمالا أدبية في مصر وتخرج بشكل جدي، مثلما خرجت مناقشة المجموعة القصصية الأخيرة للروائي الراحل يوسف أبورية، التي صدرت عن دار أخبار اليوم بعد رحيله.
ربما لأن المشاركين في الندوة التي أقيمت بورشة الزيتون تحدثوا بإجلال تجاه صديق لم يعد بينهم وتناولوا أعماله بحيادية بعيدة عن مجاملة كاتب من دون أسباب مقنعة سوى الصداقة، ما جعلهم يكتشفون مناطق جديدة من كتابات أبورية، واختلف بعضهم حول ما إذا كان انتهى من مشروعه الروائي قبل وفاته أم ترك ما كان يمكن أن يستكمل.
القاص سعيد الكفراوي قال: من الصعب أن أتحدث عن يوسف أبورية بصيغة الغائب، فكتاباته باقية بيننا، وتكفي هذه المجموعة القصصية التي نناقشها الآن لتؤكد أنه موجود بإنتاجه ويخلق الاندهاش بصوت طغى على المجموعة يحمل حفاوة بالغة بحب الحياة، حيث يبدو لمن يقرأ أن القصص ساذجة ولكن عندما يفكر بها جيدا ويصل إلى درجة من العمق، يكتشف أنها تنقل ما يحدث في الواقع بدرجة تثير الغرابة.
وأضاف الكفراوي: «أبورية كاتب استطاع خلق جماعته وعبر عنها بصدق فلا تجد رواية ليوسف تخلو من المجاذيب أو ماكينات الطحين، ومحطات القطار عنده دائما تمتلئ بالمسافرين من القرية إلى المدينة، فقدم روايات ليست عن القرية ولكنها عن المدينة بعيني الريفي، وأعتقد أن يوسف أبورية الذي افتقدناه مبكرا لم يكمل مشروعه الروائي ولكنه كتب ليبقى».
الشاعر شعبان يوسف قال خلال تقديمه للمجموعة: هذه أولى الندوات التي نناقش فيها عملا ليوسف أبورية دون أن يكون موجودا بيننا، ولكن عزاءنا أن أعماله لاتزال تصدر بعد رحيله، وأعتقد أن هناك مجموعة أخرى من القصص لم تنشر يمكن أن تجمع وتصدر في مجموعة جديدة.
وأضاف: أبورية كان ذاكرة حقيقية لجيلنا من المثقفين، فكان أكثرنا اهتماماً بالتراث، وتأثراً بطه حسين في كتاباته وأسبقنا في الاحتكاك بالشاعر أمل دنقل ويحيى الطاهر عبد الله، الذي ألقى بظله لفترة طويلة على كتابات يوسف، ولكنه تخلى عنها بعد فترة وعاد لتأثره به في هذه المجموعة من خلال قصة الشاعر والمدينة التي كتبها عن يحيى الطاهر عبد الله.
وبعكس وجهة نظر القاص سعيد الكفراوي تحدث الفنان التشكيلي عدلي رزق الله قائلا: علينا الاقتناع بأن مشروع يوسف أبورية الروائي قد اكتمل بوفاته، لأنه كان كاتبا واعدا في كتاباته، وما دام لا أحد يستطيع كتابة حرف وينسبه إلى رواية أو قصة كتبها يوسف ولم يكملها، وما دام مشروعه اكتمل يجب أن نوجه الدعوة لإصدار الأعمال الكاملة له، واقترح أن يتبناها المجلس الأعلى للثقافة، وتتم إقامة ندوة جادة للبحث في مفردات أبورية الروائية، ودعوة جامعة محترمة لتقوم بدراسة متكاملة عن أعماله.
وأشار رزق الله إلى أنه يعكف على رسم لوحة تصلح غلافا لقصص «الريفي» وأغلفة الأعمال الكاملة ولكنه فقط ينتظر قرار صدورها.
القاص والروائي محمد إبراهيم طه قرأ بعض قصص «الريفي» وقال: هناك رؤية حالمة للشخصيات داخل المجموعة وهناك حلم ما يدور داخلها، حلم لم يتحقق في قصص «الحمال» و«كرسي البرلمان» وحلم بعيد المنال في قصص أخرى، وأحيانا ترى يوسف أبورية يتعاطف مع الريفيين حتى في أوقات قسوتهم، فيصف جندي الأمن المركزي الذي يهاجم المتظاهرين بأنه يحمل الطيبة في عينيه، ما ينقل نظرة طفولية في عين الكاتب رأى بها العالم من خلال وجهة نظر الريفي الذي خرج إلى المدينة.