الجنرال دائما فواز

تصغير
تكبير
كان يا ماكان في قديم الزمان كان هناك رجل يدعي الحكمة والعلم والمعرفة في كل شيء حتى تم تنصيبه من قبل الوالي حاكما على إحدى مقاطعات الولاية وعندما تسلم مهام عمله الجديد صدر على الفور أول قرار ضم فيه زميله وصديقه ليكون مستشاراً وعينه التي لا تنام في متابعة كل أعماله في إدارة هذه المقاطعة، ويذكر أن المقاطعة تلك كانت من أجمل المقاطعات في البلد، وكان العمل بها مثل نظام الساعة والكل يعمل وفق ساعات العمل بل إخلاصهم وأخلاقهم التي تربى فيها أبناء هذه المقاطعة جعلتهم في مقدمة المقاطعات، ولكون الوالي المعين الجديد لديه عدة مناصب داخلية وخارجية سياسية ورياضية وشغله الشاغل التربط وضرب مجلس الأعيان تارة (ووز) بعض زملائه في مجلس الأعيان ضد الآخرين تارة أخرى، الأمر الذي جعله أن يعطي الفرصة والوقت للمستشار أن يعمل لوحده في الساحة دون رقيب ولا حسيب، حتى بلغ المستشار مرحلة من التقدم بالانفراد بسلطة هذه المقاطعة، فأدخل الواسطة والمحسوبية لربع المجلس ( أي الديوانية ) فبدأ شيئاً فشيئاً بنقل المجتهد لموقع هامشي وتعيين الزميل بدلاً منه، فتوالت مثل هذه الأحداث حتى انقلب حال الولاية وقطاعاتها الإدارية إلى أسوأ حال، فبدأ تذمر أبناء الولاية حتى استخبر الوالي خطورة الموقف وان الحاكم لم يعد قادراً على إدارتها بعدما ترك قيادتها وأعمالها بيد المستشار، فقام الوالي على الفور بنقل حاكم الولاية إلى موقع آخر فيه صلة بالعسكر والعسس، وبعد تسلمه لموقعه الجديد الذي كان يعتبر في تلك الأزمان مدرسة عسكرية صارمة يجب من يترأسها أن تنطبق عليه على الأقل الفهم في المبادئ العسكرية حتى يزرع الثقة والموالاة في إدارة هذه المؤسسة الحساسة، ونظراً لانشغال الحاكم عن هذه المؤسسة العسكرية أيضا ولشدة اهتماماته السياسية والرياضية وتربط العصائص بين مجلس الأعيان ومجلس الوجهاء، فترك إدارة المؤسسة لمستشاره من جديد وحتى يستطيع أن يقود المستشار هذه المؤسسة ثم إعطائه لقب الجنرال، فلم يقصر الجنرال هذه المرة مع الربع وزملاء الديوان وعاث فساداً اكبر ونقل ربع الديوانية إلى هذه المؤسسة بدلاً من الموظفين المميزين ونقلهم الى مواقع هامشية لا تتناسب وطبيعة أعمالهم. فوقع الظلم والغبن على هؤلاء المخلصين فحدا بهم الشكوى للوالي عن سوء الإدارة والمحاباة لربع الديوانية والفوضى الإدارية التي سببها لهذه المؤسسة التي كانت في يوم ما مثالاً جيداً للقطاعات الأخرى. فعمت الفوضى بالبلد فاستدرك الوالي خطورة ما يصيب بلده وأبناءه من جراء سوء إدارة الحاكم لهذا الموقع الحساس، فعلى الفور تم استدعاؤه وقال له لدي الكثير من الملفات والشكاوى التي تدعي ظلمك لأصحابها وإدخال عناصر فاسدة لا صلة لها في هذه المؤسسة ألا تتذكر أن سبب نقلك من تلك الوظيفة هي نفسها الأسباب، كل طلباتك حققناها، حتى الميزانية كانت 2 مليون ( عملتهم ) زدناها إلى 15 مليونا ( عملتهم بالطبع) لحاجتك لها في إرساء دعائم هذه المؤسسة كما ادعيت، فماذا تريد أكثر من ذلك، وفي اليوم التالي قرر الوالي مكافأة هذا الحاكم الشاب بان يقربه لنفسه حتى يسيطر عليه ويكون تحت رقابته المباشرة، فلما سمع الشعب عن هذه الترقية المفاجئة فبدلاً من محاسبته مع مستشاره الذي نقله معه من مكان إلى مكان ومن ولاية إلى ولاية حتى أحس الشعب باليأس والظلم وان الفوضى في ظل هؤلاء الأشخاص سوف تعم البلاد وان الإصلاح لا مكان له بعد اليوم وان عودة البلاد إلى عهدها السابق لن يعود. فاستمر الحاكم في غيه بعد ما تمت ترقيته إلى مناصب اعلى فزاده إصرارا، أن من يخالف في هذا البلد يترقى ؟! بل يكٌرم ويلقب بالوجيه ويكون موقعه دائماً في الصفوف الأمامية، وعليه فقد تقلد هذه المرة المنصب الأكبر والذي له شأن مباشر مع الشعب وحق السكن والرعاية الأسرية لضمان المجتمع المثالي والمتجانس وحمايته من التفكك، ولكن لمشاغل الحاكم التي قلنا عنها في القطاعات الأولى هي نفسها فعلى الفور تم استدعاء الجنرال أو المستشار القديم والجنرال الجديد كما أطلقنا عليه ليقوم بمهام عمله في توزيع هذه الثروة على أبناء البلدة فتخيل عزيزي القارئ ماذا فعل هذا الجنرال وكيف وزع المساكن وبقية القصة عليكم فكوا طلاسمها مع الجنرال المقاول الجديد الدائم فواز.
عبد الرضا عباس
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي