أمل من بيت لحم
![تصغير](/theme_alraimedia/images/icon/reduceIcon.png)
![تكبير](/theme_alraimedia/images/icon/enlargeIcon.png)
أي خيبة أمل، أي ضربة لمحبي السلام: مؤتمر «فتح» الذي انعقد في بيت لحم لم يعترف بإسرائيل كدولة يهودية، لم يتبن العبرية لغة رسمية ولم ينته بعزف هتكيفا (النشيد القومي الإسرائيلي). الفلسطينيون بقوا الفلسطينيين ذاتهم، شعب مضطهد ومظلوم يسعى إلى الاستقلال إلى جانب دولة إسرائيل، ولكن من دون أن يعترف أو يؤيد الفكرة الصهيونية ومبادئ الدولة اليهودية.
من اعتقد أن الفلسطينيين سينضمون حالاً كأعضاء في الكونغرس الصهيوني، ويقسمون الولاء لدولة إسرائيل يمكنه أن يجد ما يدعوه إلى خيبة الأمل؛ ولكن من يرغب أن ينظر إلى الواقع بشكل صادق وحقيقي يمكنه أن يرى في مؤتمر «فتح» مؤشراً إيجابياً غير مسبوق على استعداد وقدرة الشعب الفلسطيني على التوصل إلى سلام مع دولة إسرائيل، والتنازل في إطار ذلك عن حق العودة إلى دولة إسرائيل.
ليس سهلاً على المرء أن يكون «فتحاوياً» في المجتمع الفلسطيني. فبعد أعوام من الاحتلال، مضاعفة عدد المستوطنين وبناء سور في قلب الأراضي الفلسطينية تواصل الحركة السياسية المدنية للشعب الفلسطيني الترويج لكفاح غير عنيف ضد دولة إسرائيل والاحتلال، في ظل التصدي لميول التطرف الديني العنيف التي تصل من اتجاه «حماس»، «حزب الله»، وإيران.
أحياناً أن يكون المرء فتحاوياً هو أسوأ في نظر الفلسطينيين من أن يكون يسارياً في نظر قسم من الإسرائيليين. «فتح» تعتبر منظمة عقلانية وعلمانية لا تزال تؤمن بالحاجة وبالقدرة على تحقيق انجازات من خلال محادثات السلام. أما إسرائيل من جهتها فلا تسارع إلى التعاون مع قيادة «فتح»، وفي مجالات عديدة كالاستيطان، مسار الجدار وتحرير السجناء، المفاوضات مع إسرائيل لا تعطي نتائج وتضعف مكانة المعتدلين في الجانب الفلسطيني.
نتنياهو ووزراؤه يواصلون الحديث عن القدس وكأنها موضوع ليس خاضعاًَ للمفاوضات، ويعدون الفلسطينيين في أفضل الحالات بحكم ذاتي مجرد من السلاح في كانتونات معينة في مناطق الضفة تسمى بالاسم السري «دولة فلسطينية مجردة». وحيال التصريحات والسياسات الإسرائيلية يعتبر رجال «فتح» لينين مرينين، يقودون شعبهم نحو مواصلة الحياة تحت الاحتلال.
في مسألة الهوية اليهودية لدولة إسرائيل يسعى الفلسطينيون للاعتراف بدولة إسرائيل إلى جانب الدولة الفلسطينية ولكنهم غير مستعدين لادخال التعريف المعنوي لإسرائيل كدولة يهودية وهكذا يديرون ظهرهم إلى اخوانهم، الذين يعيشون في نطاق الخط الأخضر. من يريد أن يفشل مسبقاً المفاوضات فليواصل مطالبة الفلسطينين بالاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية.
في مسألة القدس تبنى الفلسطينيون خطابات نتنياهو، بركات ومعظم وزراء الحكومة، وأعلنوا هم أيضاً بأن القدس ستبقى موحدة ولكن كعاصمة فلسطين، موقف أولي مفهوم في ضوء المواقف غير المساوم لحكومة إسرائيل.
مؤتمر «فتح» ليس مؤتمر عملاء أو محبي إسرائيل واضحين. في المؤتمر في بيت لحم اجتمع قادة الكفاح الوطني الفلسطيني، الذين يؤمنون بان السلام مع إسرائيل ممكن ومرغوب فيه، وأن حركة التحرر الفلسطينية العلمانية والمعتدلة هي التي ينبغي ان تقود الشعب الفلسطيني في طريقه إلى الاستقلال. يجمل بنا أن نرى الواقع كما هو، وأن نستنفد كل إمكانية للوصول إلى اتفاق الآن مع قيادة براغماتية ومعتدلة، قبل أن تستبدل بقيادة متزمتة دينياً، ترى في الجهاد العنيف الوسيلة الأساس في الصراع مع إسرائيل.
ياريف أوفنهايمر
«يديعوت احرونوت»
من اعتقد أن الفلسطينيين سينضمون حالاً كأعضاء في الكونغرس الصهيوني، ويقسمون الولاء لدولة إسرائيل يمكنه أن يجد ما يدعوه إلى خيبة الأمل؛ ولكن من يرغب أن ينظر إلى الواقع بشكل صادق وحقيقي يمكنه أن يرى في مؤتمر «فتح» مؤشراً إيجابياً غير مسبوق على استعداد وقدرة الشعب الفلسطيني على التوصل إلى سلام مع دولة إسرائيل، والتنازل في إطار ذلك عن حق العودة إلى دولة إسرائيل.
ليس سهلاً على المرء أن يكون «فتحاوياً» في المجتمع الفلسطيني. فبعد أعوام من الاحتلال، مضاعفة عدد المستوطنين وبناء سور في قلب الأراضي الفلسطينية تواصل الحركة السياسية المدنية للشعب الفلسطيني الترويج لكفاح غير عنيف ضد دولة إسرائيل والاحتلال، في ظل التصدي لميول التطرف الديني العنيف التي تصل من اتجاه «حماس»، «حزب الله»، وإيران.
أحياناً أن يكون المرء فتحاوياً هو أسوأ في نظر الفلسطينيين من أن يكون يسارياً في نظر قسم من الإسرائيليين. «فتح» تعتبر منظمة عقلانية وعلمانية لا تزال تؤمن بالحاجة وبالقدرة على تحقيق انجازات من خلال محادثات السلام. أما إسرائيل من جهتها فلا تسارع إلى التعاون مع قيادة «فتح»، وفي مجالات عديدة كالاستيطان، مسار الجدار وتحرير السجناء، المفاوضات مع إسرائيل لا تعطي نتائج وتضعف مكانة المعتدلين في الجانب الفلسطيني.
نتنياهو ووزراؤه يواصلون الحديث عن القدس وكأنها موضوع ليس خاضعاًَ للمفاوضات، ويعدون الفلسطينيين في أفضل الحالات بحكم ذاتي مجرد من السلاح في كانتونات معينة في مناطق الضفة تسمى بالاسم السري «دولة فلسطينية مجردة». وحيال التصريحات والسياسات الإسرائيلية يعتبر رجال «فتح» لينين مرينين، يقودون شعبهم نحو مواصلة الحياة تحت الاحتلال.
في مسألة الهوية اليهودية لدولة إسرائيل يسعى الفلسطينيون للاعتراف بدولة إسرائيل إلى جانب الدولة الفلسطينية ولكنهم غير مستعدين لادخال التعريف المعنوي لإسرائيل كدولة يهودية وهكذا يديرون ظهرهم إلى اخوانهم، الذين يعيشون في نطاق الخط الأخضر. من يريد أن يفشل مسبقاً المفاوضات فليواصل مطالبة الفلسطينين بالاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية.
في مسألة القدس تبنى الفلسطينيون خطابات نتنياهو، بركات ومعظم وزراء الحكومة، وأعلنوا هم أيضاً بأن القدس ستبقى موحدة ولكن كعاصمة فلسطين، موقف أولي مفهوم في ضوء المواقف غير المساوم لحكومة إسرائيل.
مؤتمر «فتح» ليس مؤتمر عملاء أو محبي إسرائيل واضحين. في المؤتمر في بيت لحم اجتمع قادة الكفاح الوطني الفلسطيني، الذين يؤمنون بان السلام مع إسرائيل ممكن ومرغوب فيه، وأن حركة التحرر الفلسطينية العلمانية والمعتدلة هي التي ينبغي ان تقود الشعب الفلسطيني في طريقه إلى الاستقلال. يجمل بنا أن نرى الواقع كما هو، وأن نستنفد كل إمكانية للوصول إلى اتفاق الآن مع قيادة براغماتية ومعتدلة، قبل أن تستبدل بقيادة متزمتة دينياً، ترى في الجهاد العنيف الوسيلة الأساس في الصراع مع إسرائيل.
ياريف أوفنهايمر
«يديعوت احرونوت»