الديموقراطية ممارسة تعني حرية الفرد في الأساس وهذا يتضمن حرية التفكير ابتداء، تليها حرية التعبير، تتبعها حرية النشر بكل صورة متاحة.
أقول قولي هذا مع الأخذ بعين الاعتبار الخطوط الحمراء التي تحفظ للوطن استقراره وأمنه سواء على المستوى الديني، أو الاجتماعي، أو الأخلاقي، أو السياسي، وهنا تبرز الحرية المسؤولة التي تجعل الفرد منا يحافظ على تلك الحرية التي ينعم بها، والتي حرم منها الكثير من البشر، كل ما عليك هو أن تتلفت حولك لتعلم صدق ما أقول.
ليس من الحرية يا سادة أن نتجاوز حريات الآخرين، وليس من الحرية الطعن في وطنية الآخرين، وليس من الحرية إثارة الخلافات الطائفية، أو الحزازات الفئوية، أو النعرات القومية، ففي كل دول العالم هناك أعراق وفئات وأديان ومذاهب وأحزاب وقوميات، وليست الكويت استثناء من تلك الدول.
ما يقوم به بعض الناعقين هنا وهناك بالقفز على الخطوط الحمراء، وإشعال الفتن الطائفية والمذهبية والفئوية على حساب الوحدة الوطنية هو «ممارسة» للرذيلة، بكل ما تحمله تلك الكلمة من معنى، رذيلة في حق الوطن الذي احتضنهم من المهد إلى اللحد، فهم «يقذفون» بقنابلهم العنقودية وحممهم البركانية في كل اتجاه لتأكل الأخضر واليابس، مستغلين مناخ الحرية الذي كفله الدستور، متناسين أن الحرية مسؤولية في الوقت ذاته.
أسألكم بالله من المستفيد من تلك التصريحات والمقالات التي تنضح بالنفس الطائفي البغيض؟ وأنا وإن كنت أعتب على أولئك الباحثين في كتب التاريخ عن الخلاف لينعشوا فيه الحياة من جديد، فلي عتب أكبر على من ينشر لهم ويروج أفكارهم وطرحهم الذي يؤجج الفرز بكل ألوانه وأطيافه، قاتلهم الله أنى يؤفكون!
الديموقراطية كما قلت في البداية ممارسة حقة يجب أن نمارسها وفق الأطر الدستورية، فكما نريد أن نعبر عن أفكارنا بحرية، فعلينا أن نحافظ كذلك على اللحمة الوطنية كما نصّت مواد الدستور، وإلا سنترحم على أجواء الحرية يوماً من الأيام، وحينها لا ينفع الندم.
في الأفق
يقول الفرنسيون: السخرية هي في أغلب الأحيان فقر العقل.
د.عبداللطيف الصريخ
مستشار في التنمية البشرية
alsuraikh@yahoo.com