أعلن المجلس الاعلى للثقافة المصري هذا العام فوز كل من الدكتور حسن حنفي استاذ الفلسفة في جامعة القاهرة والدكتور سيد القمني بجائزة الدولة التقديرية في مجال العلوم الاجتماعية والدكتور حنفي معروف منذ زمن بكتاباته الرافضة للاسلام أما الدكتور القمني فقد برز فجأة ومن دون مقدمات بسبب تطرفه في معاداة الاسلام والتشكيك برسالته، فرسالة محمد صلى الله عليه وسلم لم تكن الا محاولة من قريش للهيمنة على العرب والسيطرة السياسية والاقتصادية والدينية عليهم، كما يشكك في نزول الوحي على الرسول وانه من تأليفه.
وقد طالب مفتي الديار المصرية السابق د. نصر فريد بسحب الجائزة من القمني باعتباره فوزا منافيا لهوية الامة ودستورها، مشددا على ضرورة اللجوء إلى القضاء لسحب تلك الجائزة، كما اصدرت جبهة علماء الازهر بيانا يدين منح الجائزة للقمني «الذي أتى في كتبه بالكفر البواح الذي لا يحتمل التأويل»، وافتت دار الافتاء المصرية بأن «هذه النصوص كفرية تخرج قائلها من الاسلام».
ولعل سائل يسأل ما سر هذا الدعم اللامتناهي في عالمنا الاسلامي - وبدعم غربي - لهؤلاء الذين يهدمون اصول الاسلام ويشككون في صلاحيته؟! فهذا سلمان رشدي وتسليم نسرين من الهند وبنغلاديش قد نالا من الشهرة الواسعة عندما طعنا بالرسالة الاسلامية وشككا فيها، وهذا نجيب محفوظ قد نال جائزة نوبل للآداب عندما كتب رواية (اولاد حارتنا) التي شبه فيها الرب سبحانه بمدير خانة يسكن فيها الانبياء، وهذا فرج فودة ونصر ابو زيد، وفي تونس والجزائر سعيد سعدي وحسين آية احمد وغيرهم الكثير؟!
ويكاد يكون القاسم المشترك بين هؤلاء هو انهم كلما شعروا بمحاصرتهم والتضييق عليهم خرجوا من ديارهم إلى البلاد الغربية لكي يحصدوا التقدير والجوائز هناك، في لقاء لمجلة النيوزويك الاميركية مع القمني قال: «اذا شعرت باقتراب الخطر مني ومن اسرتي فقد اخرج من مصر وعندئذ سيندم هؤلاء الذين هاجموني، سأتحول إلى عدو شرس وسآخذ بثأري وثأر كل من تعرض للاضطهاد في هذا الوطن، وسأكشف مستورات كثيرة اعلمها عنهم».
إذا، فأبواب الشهرة والمال قد انفتحت للقمني وما عليه سوى الهجرة إلى الغرب ليصبح بطلا متوّجا، وفي تصوري ان لدينا في الخليج العشرات ممن هم مرشحون للفوز، امثال القمني ولا ينقصهم الا وجود مجالس عليا للثقافة تتبناهم وتجعلهم ابطالا في نظر الناس، أما رواد الثقافة الحقيقيون فلا عزاء لهم ولا بواكي عليهم!!
د. وائل الحساوي
wael_al_hasawi@hotmail.com