ضمن فعاليات صيف «ثقافي 4»
محطة / معرض لآثار الكويت القديمة ومحاضرة عن النشاط الأثري للبعثات الخارجية
مسجد في قرية سعيدة
من المعرض
افتتاح المعرض
|كتب مدحت علام|
نظم المجلس الوطني للثقافة والفنون الآداب، في إطار مهرجان «صيف ثقافي 4»... معرضا عن مكتشفات البعثات الأجنبية المشتركة، بالإضافة إلى محاضرة عن آثار الكويت، ألقاها الباحث في الآثار الإسلامية حامد المطيري، وذلك مساء الأحد الماضي في متحف الكويت الوطني.
وتضمن المعرض النشاط الأثري للبعثات الخارجية من عام 1957 حتى عام 2009، من خلال البعثات الدنماركية والأميركية والفرنسية والبريطانية والسلوفاكية واليونانية، كما عرض أهم اصدارات البعثات منذ بداية النشاط الأثري في الكويت حتى الآن.
وفي المحاضرة الأثرية - التي أدارها مدير إدارة الآثار والمتاحف في المجلس الوطني شهاب الشهاب - تحدث الباحث في الآثار الإسلامية حامد المطيري عن النشاط الأثري للبعثات الخارجية على أرض الكويت متخذا نتائج العمل في موقع سعيدة أنموذجاً.
وقال في بداية بحثه: «يولي المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب اهتماما بالغاً بالبحث الأثري على مدى العقدين الماضيين، والهدف كما هو واضح الكشف عن مراح الاستيطان على أرض الكويت، بدأ البحث الأثري في الكويت عام 1957م على يد البعثة الدنماركية واستمر على مدى الخمسين عاماً الماضية وتحقق من خلالها فهم الماضي البشري على أرض الكويت، وكيف تطورت الجماعات البشرية على مر العصور من جماعات رحّل كانت تجوب المنطقة الجنوبية إلى مجتمعات مستقرة تمارس مختلف الحرف التقليدية، وصولاً إلى المجتمع المدني الحالي. وشهدت الفترة الحالية تغيرات طرأت على آلية العمل الأثري في دولة الكويت وذلك بربط الفرق الأجنبية بمعاهدات ملزمة تنظم العمل الأثري وتحفظ للكويت حقها في كثير من الجوانب، وعليه بدأ البحث الأثري على مدى السنتين الماضيتين في سبعة مواقع أثرية منتشرة في جزيرة فيلكا وفي بر دولة الكويت، وتعود هذه المواقع للفترة الممتدة من الألف الرابع قبل الميلاد وحتى الفترة الإسلامية المتأخرة».
وأضاف المحاضر بقوله: «إن النتائج التي تم التوصل لها، تعكس حجم هذا النشاط، ففي جزيرة فيلكا يعتبر اكتشاف كنيسة مسيحية ومسجد إسلامي الأشهر على صعيد الآثار الإسلامية في دولة الكويت ومنطقة الخليج العربي. كشف عن الكنيسة في موقع القصور وهي كنيسة صغيرة المساحة أبعادها 17.50×6.50م وتتكون من صحن وجوقة ترتيل، ويتم الدخول لصحن الكنيسة عبر درج مكون من خمس عتبات. وتعتبر هذه الكنيسة ثاني كنيسة يكشف عنها في الموقع، ومن خلال نتائج العمل الميداني يتضح أن جزيرة فيلكا خلال الفترة من القرن السادس إلى منتصف القرن التاسع ضمت مجتمعاً مسيحياً شرقياً على المذهب النسطوري، وهو مذهب انتشر في جزيرة العرب الشرقية من عمان جنوباً وحتى بلاد الرافدين. وفي محيط هذه الكنائس كشف عن عدد من المخازن والمنازل ذات الأفنية الواسعة التي تضم بداخلها حجرات للمعيشة وأخرى للاستراحة».
واستطرد: «أما القلعة الهلنستية فقد استمر العمل فيها في كشف عن جزئها الغربي بالكامل، وتعد نتائج العمل الميداني في الجزء الجنوبي الغربي مهمة حيث كشف عن أساس لبرج يرجح أنه شيد في الفترة التي أعقبت هجر القلعة الهلنستية كما كشف عن قبر إسلامي استخدم كمزار مع مطلع القرن السادس عشر للميلاد، وهذا ما أكدته بعض كسر الخزف والفخار. أما موقع سعيدة فقد كشف عن أساس مسجد يتكون من رواقين وفناء واسع، والمسجد مزود بمحرابين ومنبر، ويعتبر هذه المسجد مسجداً جامعاً لأهالي القرية، كانت تقام فيه صلاة الجمعة، ويعكس هذا المسجد في تخطيطه نمط المساجد البسيطة في دولة الكويت وفي منطقة الخليج العربي خلال العصر الإسلامي المتأخر. وفي قصر الحاكم العائد للعصر البرونزي أكمل العمل الميداني في مجس واحد فقط، ويعد هذا المجس تمهيداً لفتح المنطقة الواقعة بين قصر الحاكم والمعبد البرجي في الموسم المقبل. أما منطقة الصبية فقد كشف عن بعض تلال المدافن ويحوي أحد هذه المدافن على أثاث جنائزي كامل، حيث يحوي أكثر من 600 خرزة، كما عثر في مدفن أخر على جرة صغيرة أرخت بفترة جمدت نصر. وكشف كذلك عن بئر ماء هي الأولى من نوعها في دولة الكويت».
وفي ختام المحاضرة فتح باب النقاش حول الآثار الكويتية، وما تضمنه من تاريخ مهم للمنطقة، كما تطرق شهاب الشهاب إلى المشاكل التي تعترض الآثار في الكويت، منوها إلى فيلكا وما تضمنه من تاريخ ممتد، وكذلك أشار إلى ضرورة دراسة المجتمعات في فيلكا، كما حث شهاب جامعة الكويت والطلبة والدارسين وكذلك المدارس إلى ضرورة الاهتمام بتاريخ الكويت القديم.
نظم المجلس الوطني للثقافة والفنون الآداب، في إطار مهرجان «صيف ثقافي 4»... معرضا عن مكتشفات البعثات الأجنبية المشتركة، بالإضافة إلى محاضرة عن آثار الكويت، ألقاها الباحث في الآثار الإسلامية حامد المطيري، وذلك مساء الأحد الماضي في متحف الكويت الوطني.
وتضمن المعرض النشاط الأثري للبعثات الخارجية من عام 1957 حتى عام 2009، من خلال البعثات الدنماركية والأميركية والفرنسية والبريطانية والسلوفاكية واليونانية، كما عرض أهم اصدارات البعثات منذ بداية النشاط الأثري في الكويت حتى الآن.
وفي المحاضرة الأثرية - التي أدارها مدير إدارة الآثار والمتاحف في المجلس الوطني شهاب الشهاب - تحدث الباحث في الآثار الإسلامية حامد المطيري عن النشاط الأثري للبعثات الخارجية على أرض الكويت متخذا نتائج العمل في موقع سعيدة أنموذجاً.
وقال في بداية بحثه: «يولي المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب اهتماما بالغاً بالبحث الأثري على مدى العقدين الماضيين، والهدف كما هو واضح الكشف عن مراح الاستيطان على أرض الكويت، بدأ البحث الأثري في الكويت عام 1957م على يد البعثة الدنماركية واستمر على مدى الخمسين عاماً الماضية وتحقق من خلالها فهم الماضي البشري على أرض الكويت، وكيف تطورت الجماعات البشرية على مر العصور من جماعات رحّل كانت تجوب المنطقة الجنوبية إلى مجتمعات مستقرة تمارس مختلف الحرف التقليدية، وصولاً إلى المجتمع المدني الحالي. وشهدت الفترة الحالية تغيرات طرأت على آلية العمل الأثري في دولة الكويت وذلك بربط الفرق الأجنبية بمعاهدات ملزمة تنظم العمل الأثري وتحفظ للكويت حقها في كثير من الجوانب، وعليه بدأ البحث الأثري على مدى السنتين الماضيتين في سبعة مواقع أثرية منتشرة في جزيرة فيلكا وفي بر دولة الكويت، وتعود هذه المواقع للفترة الممتدة من الألف الرابع قبل الميلاد وحتى الفترة الإسلامية المتأخرة».
وأضاف المحاضر بقوله: «إن النتائج التي تم التوصل لها، تعكس حجم هذا النشاط، ففي جزيرة فيلكا يعتبر اكتشاف كنيسة مسيحية ومسجد إسلامي الأشهر على صعيد الآثار الإسلامية في دولة الكويت ومنطقة الخليج العربي. كشف عن الكنيسة في موقع القصور وهي كنيسة صغيرة المساحة أبعادها 17.50×6.50م وتتكون من صحن وجوقة ترتيل، ويتم الدخول لصحن الكنيسة عبر درج مكون من خمس عتبات. وتعتبر هذه الكنيسة ثاني كنيسة يكشف عنها في الموقع، ومن خلال نتائج العمل الميداني يتضح أن جزيرة فيلكا خلال الفترة من القرن السادس إلى منتصف القرن التاسع ضمت مجتمعاً مسيحياً شرقياً على المذهب النسطوري، وهو مذهب انتشر في جزيرة العرب الشرقية من عمان جنوباً وحتى بلاد الرافدين. وفي محيط هذه الكنائس كشف عن عدد من المخازن والمنازل ذات الأفنية الواسعة التي تضم بداخلها حجرات للمعيشة وأخرى للاستراحة».
واستطرد: «أما القلعة الهلنستية فقد استمر العمل فيها في كشف عن جزئها الغربي بالكامل، وتعد نتائج العمل الميداني في الجزء الجنوبي الغربي مهمة حيث كشف عن أساس لبرج يرجح أنه شيد في الفترة التي أعقبت هجر القلعة الهلنستية كما كشف عن قبر إسلامي استخدم كمزار مع مطلع القرن السادس عشر للميلاد، وهذا ما أكدته بعض كسر الخزف والفخار. أما موقع سعيدة فقد كشف عن أساس مسجد يتكون من رواقين وفناء واسع، والمسجد مزود بمحرابين ومنبر، ويعتبر هذه المسجد مسجداً جامعاً لأهالي القرية، كانت تقام فيه صلاة الجمعة، ويعكس هذا المسجد في تخطيطه نمط المساجد البسيطة في دولة الكويت وفي منطقة الخليج العربي خلال العصر الإسلامي المتأخر. وفي قصر الحاكم العائد للعصر البرونزي أكمل العمل الميداني في مجس واحد فقط، ويعد هذا المجس تمهيداً لفتح المنطقة الواقعة بين قصر الحاكم والمعبد البرجي في الموسم المقبل. أما منطقة الصبية فقد كشف عن بعض تلال المدافن ويحوي أحد هذه المدافن على أثاث جنائزي كامل، حيث يحوي أكثر من 600 خرزة، كما عثر في مدفن أخر على جرة صغيرة أرخت بفترة جمدت نصر. وكشف كذلك عن بئر ماء هي الأولى من نوعها في دولة الكويت».
وفي ختام المحاضرة فتح باب النقاش حول الآثار الكويتية، وما تضمنه من تاريخ مهم للمنطقة، كما تطرق شهاب الشهاب إلى المشاكل التي تعترض الآثار في الكويت، منوها إلى فيلكا وما تضمنه من تاريخ ممتد، وكذلك أشار إلى ضرورة دراسة المجتمعات في فيلكا، كما حث شهاب جامعة الكويت والطلبة والدارسين وكذلك المدارس إلى ضرورة الاهتمام بتاريخ الكويت القديم.