أخيلة / وترُ قصيدة أو... جنة «وضحى»
وضحى المسجن
| عنود عبيد الروضان | حاولتُ...
لكني أفقتُ رصيفَ موتى
أنزوي في لحن أغنيةٍ
يغرّبني التماعُ الفكرة العمياء
أمشي مثلَ مأخوذ
وقلبي... لا يقلّبني
ولا يجثو تفاصيلَ الكلام الرخو
في الذكرى.
«الشاعرة البحرينية وضحى المسجن».
هناك ضوضاءٌ تهدأُ بين الصمتِ... ووتر القصيدةِ حينَ تتمثلُ بصورها المنفردة... إن بدَتْ راقدةً كحمامةٍ في عش القلبِ يصلُ بها التحليقُ إلى وطنٍ لم يكن... أو شاهقة كحلمِ طفلٍ يفسرُ السماءَ دونَ خوفٍ... وقبلَ أن تُفلِتَ الأفكارُ رجفتها إلى أطرافِ وعيهِ الناعمة. حينَ نظرتُ إلى وضحى المسجن مساء الأربعاء الماضي... في أول ارتباكاتِ اللحظةِ، وفي أقصى مسافاتِ الكلامِ تتبَّعتُ غايةَ الرؤى التي يكشفُ بها الشعرُ عن ذاتهِ... غير مترددٍ ولا تاركٍ غريباً يعيدُ أسرارهُ إليهِ... أو يختنقُ في مكانٍ يغادرهُ الزمنُ والوجوهُ ليبقى فارغاً معبأً بالهواءِ حدَّ اختناقهِ فقط... فكلُّ الأشياءِ كانت بمنتهى نقائها تترتبُ... لتُقالَ... فتحيا! وفي دفءِ المعنى كانت أعيننا أشدَّ تعبيراً عما نشعرهُ عميقاً... بما سادَ عوالمَ أُخرَ تسكنها القصيدةُ لا نراها إلا في مدننا المكتملةِ المستحيلة... أحسسنا بسؤالٍ أزليٍّ يعدُّدُ احتمالات الإجابةِ... أو يكررُ لذةَ اكتشافِ موتٍ ليس عارياً... كالحياة؛ يريدُ أن يلخصَ قبلهُ الشعرُ كلَّ ما قد تضيقُ به ليالٍ لا توجعها أضلاع حبٍّ حارسة؛ أنصَتنا للقصيدةِ... كما أنصتنا لنا مأخوذينَ بذاكرةٍ كونيّةٍ نظيفة! كنا يا وضحى هناكَ لا نتأملُ... صورةَ الفتى الأسمر وحدها؛ ولا نعترفُ لكفِّ الصبيّةِ بأنَّ ريفَ القلبِ أنصعُ «طيباً» من كل ما قد تُفْتَنُ به بهجتنا المؤقتة فقط؛ فالقصيدةُ بهجةٌ لا تتقنُ الرقصَ على قدمينِ... ولا تبحثُ عن نافذةٍ غامضةٍ تبتلعُ ضوءها؛ تلك المبتهجةُ بحزنها... القويةُ بألمها/ العاتبةُ/ الوحيدةُ/ العاتية/ المتمردةُ في جسدٍ أنثويٍّ يقدسهُ ارتفاعهُ وتفرّد... الحلم.
الآنَ حين أكتب سأقول إنَّ: أمسية «ملتقى الثلاثاء» يوم الأربعاء الماضي- كانت مختلفةً بحضور «إنسان» وضحى المسجن... وصوتها الشعري الجميل ؛ ذلك الصوتُ الذي نبهَ آخرينَ إلى أنَّ الشعرَ لا يعاني من قلقِ النهايةِ. ولا يبحثُ عن بدائلَ تعوّضُ غيابَ هيبتهِ إذ انهُ ما زال نابتاً في خصوبةِ الروحِ ومتفرِّعاً في رحابةِ وجودها.
لذلك المساءُ وجهٌ مختلفٌ... و«جهةٌ صحيحةٌ»، أثبتَ بها الشعرُ أنهُ حاضرٌ... وكما هو خالدٌ لا يشبهُ سواه.
www.anoodobied.com
لكني أفقتُ رصيفَ موتى
أنزوي في لحن أغنيةٍ
يغرّبني التماعُ الفكرة العمياء
أمشي مثلَ مأخوذ
وقلبي... لا يقلّبني
ولا يجثو تفاصيلَ الكلام الرخو
في الذكرى.
«الشاعرة البحرينية وضحى المسجن».
هناك ضوضاءٌ تهدأُ بين الصمتِ... ووتر القصيدةِ حينَ تتمثلُ بصورها المنفردة... إن بدَتْ راقدةً كحمامةٍ في عش القلبِ يصلُ بها التحليقُ إلى وطنٍ لم يكن... أو شاهقة كحلمِ طفلٍ يفسرُ السماءَ دونَ خوفٍ... وقبلَ أن تُفلِتَ الأفكارُ رجفتها إلى أطرافِ وعيهِ الناعمة. حينَ نظرتُ إلى وضحى المسجن مساء الأربعاء الماضي... في أول ارتباكاتِ اللحظةِ، وفي أقصى مسافاتِ الكلامِ تتبَّعتُ غايةَ الرؤى التي يكشفُ بها الشعرُ عن ذاتهِ... غير مترددٍ ولا تاركٍ غريباً يعيدُ أسرارهُ إليهِ... أو يختنقُ في مكانٍ يغادرهُ الزمنُ والوجوهُ ليبقى فارغاً معبأً بالهواءِ حدَّ اختناقهِ فقط... فكلُّ الأشياءِ كانت بمنتهى نقائها تترتبُ... لتُقالَ... فتحيا! وفي دفءِ المعنى كانت أعيننا أشدَّ تعبيراً عما نشعرهُ عميقاً... بما سادَ عوالمَ أُخرَ تسكنها القصيدةُ لا نراها إلا في مدننا المكتملةِ المستحيلة... أحسسنا بسؤالٍ أزليٍّ يعدُّدُ احتمالات الإجابةِ... أو يكررُ لذةَ اكتشافِ موتٍ ليس عارياً... كالحياة؛ يريدُ أن يلخصَ قبلهُ الشعرُ كلَّ ما قد تضيقُ به ليالٍ لا توجعها أضلاع حبٍّ حارسة؛ أنصَتنا للقصيدةِ... كما أنصتنا لنا مأخوذينَ بذاكرةٍ كونيّةٍ نظيفة! كنا يا وضحى هناكَ لا نتأملُ... صورةَ الفتى الأسمر وحدها؛ ولا نعترفُ لكفِّ الصبيّةِ بأنَّ ريفَ القلبِ أنصعُ «طيباً» من كل ما قد تُفْتَنُ به بهجتنا المؤقتة فقط؛ فالقصيدةُ بهجةٌ لا تتقنُ الرقصَ على قدمينِ... ولا تبحثُ عن نافذةٍ غامضةٍ تبتلعُ ضوءها؛ تلك المبتهجةُ بحزنها... القويةُ بألمها/ العاتبةُ/ الوحيدةُ/ العاتية/ المتمردةُ في جسدٍ أنثويٍّ يقدسهُ ارتفاعهُ وتفرّد... الحلم.
الآنَ حين أكتب سأقول إنَّ: أمسية «ملتقى الثلاثاء» يوم الأربعاء الماضي- كانت مختلفةً بحضور «إنسان» وضحى المسجن... وصوتها الشعري الجميل ؛ ذلك الصوتُ الذي نبهَ آخرينَ إلى أنَّ الشعرَ لا يعاني من قلقِ النهايةِ. ولا يبحثُ عن بدائلَ تعوّضُ غيابَ هيبتهِ إذ انهُ ما زال نابتاً في خصوبةِ الروحِ ومتفرِّعاً في رحابةِ وجودها.
لذلك المساءُ وجهٌ مختلفٌ... و«جهةٌ صحيحةٌ»، أثبتَ بها الشعرُ أنهُ حاضرٌ... وكما هو خالدٌ لا يشبهُ سواه.
www.anoodobied.com