من الحياة / معهد «سوبرمان» للكمبيوتر

 u0645u0646u0649 u0639u0628u062fu0627u0644u0628u0627u0631u064a
منى عبدالباري
تصغير
تكبير
| منى عبدالباري |
أصبحت معاهد الكمبيوتر في الفترة الأخيرة كثيرة وعلى نطاق واسع، وكأنها أصبحت تنافس مطاعم الوجبات السريعة، أي يسجل الطالب في دورة كمبيوتر وعلى أمل أن يستفيد، أو لربما يخرج من تلك الدورة ولو بشيء بسيط من علم ومعلومات الكمبيوتر بما أنها لغة العصر.
ولكن تتفاجأ عندما تدرس دبلوم كمبيوتر أنك قمت بجولة واسعة على معاهد الكمبيوتر والبحث عن الأفضل والمكلفة، ويكون لك كل الأمل بأنك ستكون قد غطيت قدرا كبيرا من المعلومات، وتكون كلك أمل في تحسين المستوى وتبدأ رحلة الطموح والأحلام فربما أن هذه الشهادة وتلك المعلومات القيمة قد تساعد على تحسين الراتب، أو يكون هناك فرص عمل أكبر وتستمر الأحلام، ويبدأ الكورس وتبدأ معها المفاجآت الوخيمة، وذلك من خلال الشرح السريع وليس من المهم أن تكون فهمت أو لا، المهم ذلك المنهج أن ينتهي خلال أسبوع، يا للكورس العجيب والأعجب عندما يكون لكل نهاية أسبوع اختبار، هنا تبدأ الطامة الكبرى يصبح الغش وكأنهم أطفال في الروضة، والغريب المدرس هو من يدعم ويشجع على ذلك والأغرب والأعجب عدم وجود للساقط في تلك الدورة، فالمجتهد والذي يستوعب والبطيء في الاستيعاب والكسلان الجميع ناجح.
ولكن يبدأ الشعور بهضم الحق عندما يكون هناك طالب ليس له نشاط أثناء المحاضرة، ويكون هو ضيف شرف في كل محاضرة، ويتكلم بكل صراحة يا عالم يا هوه أنا جاهل كل الجهل في الكمبيوتر، والمضحك أن المدرس يقول في غياب ذلك الطالب ان استيعابه بطيء، وتصبح المفاجأة الكبيرة أثناء عرض درجات الاختبار أن ذلك الطالب تكون درجته 100في المئة، وبعد ذلك الاختبار يليه اختبار آخر لمادة أخرى كالمعتاد لكل مادة اختبار، ويصرح المدرس ممنوع الغش يا شباب هذا اختبار وليس لعبا، وممنوع استخدام قلم الرصاص رجاءً، وتبدأ رحلة الغش وتبدأ الطالبة المجتهدة بالحل بالرصاص وتستمر ذاهباً وإياباً للمدرس أثناء الاختبار لتكون هناك فرصة أكبر لتصحيح الخطأ وكأنها رحلة سياحة، أما الطالب الآخر يقول ياجماعة أنا مسافر اليوم، فيقول له المدرس ولا يهمك أنت ناجح بس سجل اسمك على الورقة ويتبادلون النظرات كأنها لغة التفاهم بينهما، ثم يسلم الورقة ويقول له ممتاز انت حصلت على 85 في المئة مبروك ولكن لا تنسى بأن تعين صديقي عندكم في الشركة وهكذا تستمر قصص المعاهد التي بقدرة قادر ينتهي الطالب من الدورة، وكأنه بسرعة «سوبرمان» يكون قد حصل على شهادة الدبلوم في الكمبيوتر.
عموما لا يسعني إلا أن أقول الله يستر من الزمن المقبل، إذا التعليم أصبح تجارة بهذا الشكل فليس الغريب... إذا سمعنا يوما المتاجرة بلحوم البشر.
* كاتبة وفنانة تشكيلية
Email: monaart-111@hotmail.com
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي