شريف منير: «الشياطين» مغامرة قريبة من واقعنا ... مغموسة في «لمسة وطنية»






نور
الفنان ليس فقط.. هذا الآداء الجيد الذي يظهر من خلال أدواره التي يختارها بعناية لكي تعكس موهبة حقيقية، وقد نختلف مع الفنان المصري شريف منير في بعض الأحيان على اختياره لبعض أدواره أو على أدائه فيها، ولكن يبقى بداخلنا هذا الرصيد من الثقة في قدراته ومحبته واحترام وجهة نظره في فنه.
هو إنسان صاحب سعة صدر تحمل أسئلتنا للنهاية ولم تفارق وجهه الابتسامة العذبة المتواضعة، وان كنا اختلفنا معه في بعض النقاط الخاصة بفيلمه الجديد «الشياطين «العودة» ـ والذي عرض في عيد الفطر ـ ويعد البطولة المطلقة الأولى له بعد أن برع وأبدع في الكثير من الأدوار في بطولاته الجماعية بافلام عديدة مثل «سهر الليالي» و«ويجا» و«قص ولزق» و«التوربيني» وغيرها.
«الراي» اقتربت في السطور المقبلة إلى قلب الفنان شريف منير ليتحدث عن تجربته.. وكان هذا الحوار:
• تباينت ردود الأفعال حول فيلمك «الشياطين» فما تعليقك؟
- من خلال مروري على دور العرض المختلفة لمتابعة الفيلم وجدت ردود أفعال جيدة من قبل المشاهد العادي، وفي الحقيقة قرأت بعض الآراء النقدية حول الفيلم، وأنا أدين بالفضل لكل من كتب عن الفيلم سواء بالسلب أو الإيجاب.
ولكن بمنتهى الصراحة النقد الذي وجه للفيلم كان في بعض الأحيان نقدا وهجوما من أجل النقد والهجوم فقط، ولم يكن محايدا ومنصفا، فالفيلم يختلف عن سلسلة كتب الجيب الشهيرة ( الشياطين الـ13 ) التي تنتمي لعالم خيالي صرف.
ونحن حرصنا على عمل فيلم مغامرات بسيط جدا قريب من واقعنا المعاش و به لمسة وطنية من خلال الاستعانة ببعض شخصيات الشياطين الـ 13 المتعارف عليها بالسلسلة وبنفس الجنسيات أيضا ولكن بعد خلق خط درامي وقصة خاصة لكل شخصية بعيدا عن تناول السلسلة.
فهم مجموعة شباب من دول عربية مختلفة تجمعهم مهمة وطنية لردع خطر ما يهدد المنطقة، حتى أن الأكشن في الفيلم تناولناه بشكل واقعي يتناسب مع طبيعة الحياة المصرية.
ولم نعتمد على التناول والتقنية الغربية لمثل هذه الأفلام كالسيارات المقلوبة والمطاردات الجنونية وتبادل إطلاق النار بالرشاشات حتى لا ينتقدنا الجمهور متسائلا عن إمكانية حدوث مثل هذه الأحداث في مصر لذلك حرصنا على أن يكون الفيلم في إطار واقعي قابل للتصديق .
• أخذ البعض على الفيلم أنه على الرغم من أنه أكشن إلا أنه افتقد إلى عنصري الإبهار والاثارة وهما ركيزة أساسية لمثل هذه النوعية من الأفلام ؟
- نحن قمنا بعمل فيلم من وجهة نظر نراها سليمة، وهي خلق التوازن بين ما هو خيالي وما هو واقعي فهو فيلم مغامرات بالفعل.
ولكن السؤال هو: هل شكل هذه المغامرات التي ظهر بها، هو شكل مرض أم لا، وهل كان من الممكن أن يخرج بصورة أفضل، نعم بالفعل كان من الممكن ان يخرج بصورة أفضل ولكننا اجتهدنا في حدود المتاح لدينا من إمكانات، وما هو متاح بالنسبة لطبيعة الحياة داخل مصر.
فعلى سبيل المثال مشاهد مطاردات السيارات جاءت مختلفة عما تم تقديمه في السينما الأميركية نظرا للطبيعة المختلفة للشوارع المصرية الضيقة.
كما أنه من خلال متابعتي لدور العرض المختلفة وجدت في بعض دور العرض الصوت «مونو» غير واضح في حين أننا بذلنا مجهودا كبيرا في الحركة وطبيعي ألا يظهر هذا الجهد من دون الصوت، وأدت هذه العيوب بالصوت إلى عدم وصول الحركة بالشكل المطلوب كالضربات والخبطات فلم تكن واضحة.
• ألم تر أن كادرات التصوير كانت ضيقة جدا بالنسبة لفيلم أكشن ما سبب الضيق للجمهور،كما أن اهتزاز الكاميرا جاء لمحاولة إبراز الاكشن في المشاهد؟
- أتفق في ذلك فأنا شخصيا شعرت بنوع من الضيق عند مشاهدتي لهذه المشاهد، وكنت أتمنى أن يتم تنفيذها بشكل مختلف، فلو لاحظتم في بعض المشاهد وبالتحديد في مشهد المشاجرة بـ (نزلة السمان) أثناء البحث عن تاجر الآثار كان الكادر كبيرا وبالتالي ظهر المشهد بشكل مرض.
وكان الأكشن واضحا فيه بخلاف الكثير من المشاهد الأخرى التي تم تصويرها بكادرات ضيقة بناء على وجهة نظر المخرج أحمد أبوزيد لأسباب أنا لا اعرفها ،وأعذر الجمهور العادي عندما يرى تلك المشاهد الأكشن بالكادر الضيق ولا تعجبه بهذا الشكل، فأنا من قام بعمل تلك المشاهد وبذلت فيها مجهودا كبيرا.
وشعرت بالضيق عندما رأيتها على الشاشة لأن مجهودي فيها لم يظهر ففي مشهد المشاجرة قمت بعمل جملة ضرب كاملة في «وان شوط» ومع الأسف لم تظهر أيضا، أما اهتزاز الكاميرا فهو تكنيك متعارف علىه ويحدث في كثير من الأفلام.
• هل كنت تفضل أن يقوم مخرج أكشن بتنفيذ تلك المشاهد؟
- لابد أن نضع في الاعتبار أن تجربة الفيلم هي الأولى للمخرج أحمد أبوزيد فما بالكم بفيلم أكشن صعب مثل فيلم «الشياطين “ العودة” ».
وأنا معكم اذا كان منفذ الفيلم مخرجاً آخر محترفاً مثل طارق العريان أو أحمد جلال أو شريف عرفة فأكيد كان سيتم تنفيذه بشكل مختلف تماما .
• هل كان لك تدخل في السيناريو الخاص بالفيلم ؟
- قبل بدء التصوير كانت لي تدخلات عادية في السيناريو، وقمت بإبداء رأيي الخاص فيه في حدود المتاح، ولكن منذ ان بدأ التصوير كانت كل الخيوط في يد المخرج أحمد ابو زيد، وكان في السيناريو مشاهد مكتوبة جيدة جدا.
ولكن عند التنفيذ لم نستطع تقديمها بشكل جيد بسبب قلة الإمكانات، وعموما ما خرج من أكشن بالفيلم أنا راضٍ عنه.
• تنوعت أدوارك في أفلامك السابقة التي كانت بطولات جماعية وكانت لديك في تلك الأفلام مشاهد «ماستر سين» عالية جدا وبالرغم من أن هذا الفيلم بطولة مطلقة إلا اننا لم نر ولو مشهد «ماستر سين» واحد بالفيلم؟
- مثلت في الفيلم دورا لشخص هادئ بسيط وحافظت على خيوط الشخصية من أول مشهد إلى اخر مشهد ولم تقع مني أي تفصيلة ولو بسيطة وأدائي بالفيلم يرضيني جدا، ولا أحتاج لعمل مشاهد «ماستر سين» لكي يعرف الجمهور قدراتي التمثيلية.
فأنا أعتقد أن الجمهور يعرف شريف منير وقدراته لذلك لا أحتاج لفرد عضلاتي في التمثيل، كما أنني مثلا في فيلم «عريس من جهة أمنية» لم أقدم مشهد «ماستر سين» واحد والفيلم نجح جدا .
• لكن فيلم «عريس من جهة امنية ينتمي لأفلام الكوميديا وكان بطولة الفنان عادل إمام، ولم تكن مطالبا بتقديم مشاهد ماستر سين؟».
- يجب ألا ننكر أن ظروف هذا الفيلم مختلفة عن أي فيلم آخر ومع احترامي لكل الأبطال المشاركين بالفيلم إلا أنني أنا الوحيد الذي تحملته على أكتافي، وأكيد كان سيختلف هذا في حالة نجم كبير.
كما كان الحال مع حنان ترك مثلا بفيلم (قص ولزق) أو هند صبري وأحمد رزق بفيلم (التوربيني) أو نور بفيلم (نقطة نظام).
فبالتأكيد هؤلاء النجوم كان لهم دور كبير في انجاح تلك الأفلام ولكن في هذا الفيلم أنا قمت بعمل«ريسك» واضح.
كما أننا إذا أردنا إنجاح سلعة جديدة في بدايتها نقوم بالإعلان عنها بشكل جيد والترويج لها فهذا الفيلم بالرغم من أنه لمخرج جديد في أولى تجاربه السينمائية وأبطال جدد الا أنه لم يتم الترويج له بالشكل الجيد الكافي لدرجة أن الأفيش تم قبل العيد بيوم واحد فقط من دون اضاءة في الوقت الذي طرحت فيه أفيشات باقي الأفلام قبلها بحوالي الأسبوعين تقريبا وبإضاءة مناسبة.
إلى جانب أنه كان لي تحفظ على تصميم الأفيش نفسه حيث أظهر فيه بحجم ضئيل جدا يكاد يكون أقل من بعض الفنانين وهذا كان ظلما بينا لي لذلك طلبت منهم عمل أفيش آخر .
• وما سبب ضعف الدعاية من وجهة نظرك ؟
- لا أعرف السبب.. ولكن ربما يكون لأنني بخلاف باقي الفنانين لم اشترط في عقدي على كيفية وضع اسمي بالأفيش، واكتفيت بالعهود والوعود بأن الدعاية سيتم تجهيزها وعرضها على الفضائيات قبل شهر من نزول الفيلم لدور العرض.
إلا أن الحقيقة كانت غير ذلك حتى إن تريلر الفيلم لم يتم عرضه على قنوات التلفزيون المصري التي تحقق أعلى نسبة مشاهدة في الشهر الكريم بخلاف ( روتانا ) التي تقل نسبة المشاهدة بها في رمضان، وعلى العموم لن أقع في مثل هذا الخطأ مرة أخرى وسوف أشترط في عقدي على كل التفاصيل .
• يتردد أن شريف منير كثير الشكوى من ظلم جهات الانتاج له فما تعلىقك؟
- والله لا أدري ماذا اقول لكم وإذا كان الناس يرددون انني كثير الشكوى فها هي الأمور واضحة أمامكم فقد اتفقت على دعاية كافية وكما شاهدتم لم يتم تجهيز الدعاية إلا قبل الفيلم بيوم واحد ومن دون اضاءة، وفيلم «التوربيني» تم عرضه في وقت ميت وأنا لا أعرف السبب.. هل هذا لأنني رجل متهاون في حقه يتعامل مع الآخرين بحسن النوايا وافتراض أنهم أيضا حسنو النيه.
كما أن فيلم الشياطين «العودة» لم يكن محددا له موعد للعرض وتم تحديد الموعد في اللحظات الأخيرة لذلك من الواضح أنني لا اشتكي لمجرد الشكوى ولكن لدي الأسباب القوية التي تبرر هذه الشكوى.
• لكن الشركة الموزعة للفيلم هي نفسها الشركة المنتجة فهل هناك شركة إنتاج تبحث عن الخسارة ؟
- بالطبع لا ولكن هناك حسابات أخرى عند الشركات لا يعرف عنها أحد شيئا فعلى سبيل المثال في إحدى المرات قال لي المنتج هشام عبد الخالق أنا ممكن أدبح فيلمي لحساب فيلم آخر أقوم بتوزيعه وربما لا تستطيع أنت معرفة السبب في ذلك إلا أنني كمنتج أعرف جيدا ما افعله.
ولذلك فالعملية الإنتاجية والتسويقية لها حساباتها الخاصة التي لا يعرف عنها أحد شيئا بخلاف المنتج .